مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويأعلام

إسهام مجموعة أيت تيدرارين في التنمية المجالية

الدكتور مصطفى مختار

باحث في مركز علم وعمران

أسهمت أيت تيدرارين أو ايدرارين، مجموعة وأعلاما، في التنمية المجالية الصحراوية بأشكال متنوعة، بحسب ما سنعرضه في الشذرات الآتية:

الإسهام في التنمية الثقافية:

أعادت أيت تيدرارين إنتاج الثقافة الإسلامية، ببلاد شنقيط[1]. وأدلى سيدي حنين بن سرحان الأنصاري[2]، وسيدي أحمد بوغنبور[3] دلوهما في امتداد الثقافة الدينية نفسها، ببلاد الساحل. وتابع المنتسبون إليهما المسير الثقافي الجمعي ذاته[4].

الإيمان بأهمية الماء في الاستقرار البشري:

استقرت أيت تيدرارين، بوادان، قرب عيون الماء[5]. ويبدو أن سيدي حنين الأنصاري نزل بموضع بئر كندوز[6]. وقيل انتقل إلى عين الخطارة (عين المولى بوعزة) العذبة، بموضع المسيد[7]. وقطن سيدي أحمد بوغنبور قرب منبع ماء[8].     

الإسهام في تدبير المجال المائي:

أسهمت أيت تيدرارين في تدبير المجال المائي. حيث  تملّكت، بوادان وبلاد الساحل، عيونا وسواقي مائية منقوش عليها حرف الدال[9]. وشاركت في إعمار بلاد الساحل بحفر نقط ماء كثيرة[10]، مثل حاسي لمسيد، حفره أولاد تيدرارين في زمن تواجد المولى أبي يعزّى، وحاسي حَيْمَرْمَاه أو حاسي “دْكَّمادْ”، حفره ماد التابع لسيدي إبراهيم محمد التيدراريني، وحاسي تيكْري، حفره أهل يارة، وحاسي لْمْعَيْذَرْ، حفره دعنون جدّ أدعانين من أولاد سليمان، وحاسي تُوزُونيْن، حفره أولاد تيدرارين، وحاسي بوكربة، حفره أهل أسْتَيْلَة، وحاسي لْمْرَّة، حفره الخراشي ابن علي ابن غَمْبِيجْ؛ وحسي أصْوالحْ، حفره الصوالح، وحاسي اكرارَة عَبَّاسْ، و”اكرارة” عباس، حفرهما عباس التيدراريني، وحاسي أوفيسْت، حفره ليدَادْسَة، وحاسي أوزيوالت، حفروه أيضا زمن سيدي أحمد بوغنبور، وحاسي انوَيفَضْ، حفره أولاد تيدرارين قبل القرن 19 م، وحاسي الترْتَارْ، حفره سيدي أحمد بن يدَّاس التيدراريني، وبئر أهل أبَّاهَا، حفره أهل أباها من أولاد موسى، وبئر خطوط أهل الطْرَيَّحْ، حفره أهل اطريح من ليدادسة، وحاسي العَيَّافة، حفرته للا العيَّافة بنت عبد الرحمن ابن سيدي أحمد بوغنبور، وحاسي الطَّاحْ، حفره أولاد بوشَيْكَر، وبئر اللكاجْ، حفرته تيدرارين[11].

الإسهام في التنمية الاقتصادية:

أسهمت أيت تيدرارين في التنمية الفلاحية. حيث تملكت حدائق النخيل[12] لعلها كانت في أدرار التمر[13]، ببلاد وادان، حيث تملك أحدهم أراضيَ[14].

ويظهر أنها، إسهاما منها في التنمية الفلاحية، ببلاد الساحل[15]، استثمرت أراضيَ، معظمها منبسط جيد التربة، قريب بعضها من نقط المياه. من بينها “اكراير” صالحة للحرث قرب ضاية أم ادغيميسة، على بعد حوالي 10 كلم شرق بوجدور، وأراضي فلاحين تيدرارينيين قرب ضاية اكرارة فرينة، وآبار خطوط أهل الطْرَيَّحْ، بجماعة اجريفية. خطوط بمعنى أراضٍ صالحة للزراعة[16].

مثل ما أسهمت المجموعة نفسها في تنمية الثروة الحيوانية، خاصة الإبل[17] التي يشكل بيعها في الأسواق والمواسم[18] دعامة اقتصادية للمجتمع التيدراريني.

الإسهام في الأمن المجالي:

يبدو أن مجموعة أيت تيدرارين أسهمت في ضمان الأمن والاستقرار بمناطق انتشارها، خاصة زمن ازدياد الخطر الخارجي على الأمن الترابي المغربي[19].

الإحالات:

[1] راجع: أولاد تيدرارين الأنصار، عبد العزيز فعراس، مطبعة طوب بريس، 2012 م، ص41، وص42، وص74، وص75، وص89؛ والمجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، زهرة فعراس، مطبعة طوب بريس، 2015 م، ص62، وص64، وص66؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب خلال القرن 19، ج1، بشرى الفراحي، مطبعة أصكوم، 2021 م، ص115؛ والزوايا والتصوف بالجنوب المغربي، مصطفى حاضيه، في: أدب الواحة تراث ثقافي لا مادي، المطبعة والوراقة الوطنية، 2016 م، ص205؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج8، ص2658.

[2] راجع: أولاد تيدرارين الأنصار، ص42، وص53- 54، وص79؛ والمجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص62، وص80؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب خلال القرن 19، ج1، ص113؛ وزاوية أهل الزريبة، زهرة فعراس، في: أدب الواحة، ص181، وص184؛ والزوايا والتصوف بالجنوب المغربي، ص205؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج8، ص2658.

[3] أولاد تيدرارين الأنصار، ص89؛ وزاوية أهل الزريبة، ص182، وص184.

[4] راجع: أولاد تيدرارين الأنصار، ص29، وص52، وص55، وص68- 69، وص75، وص79، وص80، وص85- 86، وص89؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب خلال القرن التاسع عشر، ج1، ص115؛ والمجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص66؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب، ج1، محمد الغربي، مطابع دار الكتاب، د. ت، ص129؛ وزاوية أهل الزريبة، ص181، وص184؛ والزوايا والتصوف بالجنوب المغربي، ص208؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج8، ص2658؛ وج26، ص198.

[5] راجع: المجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص64؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب خلال القرن التاسع عشر، ج1، ص114؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج8، ص2658- 2659.

[6] راجع: أولاد تيدرارين الأنصار، ص42؛ والمجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء، ص66؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج8، ص2658.

[7] راجع: المجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص77؛ وزاوية أهل الزريبة، ص181، وص185، وص187.

[8] التراث الصوفي مكون أساس في ثقافة الصحراء، أحمد الشيخي، في: ثقافة الصحراء مدارات الهوية والمعنى، مطبعة دار المناهل 2013، ص156.

[9] راجع: المجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء، ص64، وص78، وص82؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب خلال القرن التاسع عشر، ج1، ص114؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج8، ص2658- 2659؛ وج26، ص198.

[10] الصلاح والتصوف وعمارة الجنوب المغربي، عبداتي الشمسدي، في: طرفاية تاريخ ومجال، المطبعة والوراقة الوطنية، 2019 م، ص109.

[11] المجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء، ص80، وص82، وص83، وص84، وص85، وص86، وص88؛ وأولاد تيدرارين الأنصار، ص55.

[12] المجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص64.

[13] راجع: أولاد تيدرارين الأنصار، ص42، وص104؛ والمجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص62؛ وزاوية أهل الزريبة، ص181؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج8، ص2658.

[14] راجع: المجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص64؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج8، ص2659.

[15] راجع: أولاد تيدرارين الأنصار، ص36، وص39، وص44، وص46، وص74، وص84؛ والمجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص113- 119؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب خلال القرن التاسع عشر، ج1، ص115؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب، ج1، ص129؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج26، ص198.

[16] راجع: المجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص77، وص78، وص84، وص85، وص87، وص113.

[17] راجع: أولاد تيدرارين الأنصار، ص36، وص39، وص46، وص47، وص66- 67، وص87؛ والمجتمع الصحراوي ومسألة تدبير الماء بمنطقة بوجدور، ص76، وص78، وص108- 112؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب خلال القرن 19، ج1، ص115؛ والساقية الحمراء ووادي الذهب، ج1، ص129؛ وجوانب من حياة الشيخ سيد أحمد بوغنبور، عبد المولى بابي، في: أدب الواحة، ص195- 196؛ ومادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج8، ص2659؛ وج26، ص198.

[18] مادة تيدرارين، في: معلمة المغرب، ج26، ص198.

[19] أولاد تيدرارين الأنصار، ص47، وص60- 62.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق