وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أعلام وأدباء العدوتين الرباط و سلا

الحلقة الثانية  : الشيخ أبو بكر البناني 

أبو بكر بن محمد بن عبد الله البناني الفاسي الرباطي: متصوف فاضل، مولده ووفاته في رباط الفتح، ويرجع نسبه إلى آل بناني، الأسرة الفاسية والرباطية، جده هو سيدي عبد السلام البناني، وكان  رحمه الله  وعاءا كبيرا للعديد من العلوم والفنون، وأمهات المتون،  وللشيخ  أبو بكرالبناني مؤلفات وتصانيف عديدة، واشتغل بقراءة العلم على مشايخ بلده رباط الفتح وغيرهم، وكان جامعا بين علمي الشريعة والحقيقة، كما تصدى للتعليم والإرشاد والتربية…

وهو أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام البناني، النفزي الكندي الرباطي الدار والمنشأ الدباغي نسبة، الدرقاوي طريقة، الشاذلي شريعة، الصوفي حقيقة. كان من أعاظم العلماء العاملين والشيوخ المربين الحاملين لواء الطريقة الجامعين بين الشريعة والحقيقة.

أخذ عن شيوخ وقته بالرباط، ثم رحل إلى فاس فاشتغل بمدرسة الصفارين، سنين عديدة يتعاطى العلم عن شيوخ القرويين إلى أن قضى من علوم المعقول والمنقول وطره، ثم رد بجماع عزمه إلى علم التصوف والطريقة، فأسلم نفسه للعارف المربي الشهير السيد عبد الواحد الدباغ، وعلى يده أدرك ما أدرك من المعارف والعوارف الحقانية، فعاد إلى مسقط رأسه وقد ملأ الوطاب علما وأدبا وحكمة، حيث تصدى للإرشاد ونفع الأمة[1].

وعاد إلى الرباط وتصدى للتعليم والإرشاد والتربية، وبواسطته فتح الله على أفواج من علماء الظاهر والباطن، وكانت له مشاركة في عدة علوم مثل التفسير والحديث زيادة على التصوف، وأحدث بالرباط زاويته المشهورة بعد أن منحت له البقعة التي أنشأها بها، وكانت بقعة خالية بالسويقة[2]

وبواسطته فتح الله على أقوام في علمي الظاهر والباطن تكفل بذكرهم وتراجمهم فلذة كبده ووارث سره من بعد العارف بالله تعالى والشيخ فتح الله البناني في طبقاته المسماة   ب “المجد الشامخ فيمن اجتمعت به نت المشايخ”، وقد ألم فيها بكثير من مناقبه وأحواله وذكر أن تآليفه تنيف على الستين مؤلفا، كلها في غاية الاتقان والتنسيق والبراعة…. [3].

وله أكثر من ستين كتابا، نذكر  منها:

  • الغيث المسجم في شرح الحكم العطائية.
  • مدارج السلوك إلى مالك الملوك
  • بلوغ الأمنية في شرح حديث إنما الأعمال بالنية.
  • بغية السالك.
  • الفتوحات القدسية في شرح القصيدة النقشبندية.
  • تحفة الممالك بشرح ألفية ابن مالك.
  • بالإشارة إلى طريق القوم.
  • الفتوحات الغيبية.
  • عقد الدر واللآل .
  • تفسير القرآن العظيم.
  • حديقة الأزهار في نتائج الصمت وعلومه وما فيه من الأسرار.
  • حكمة العجمة[4].

وأما عن تاريخ وفاته، فقد جاء في كتاب معجم المؤلفين: “أبو بكر بن محمد بن عبد الله البناني، الرباطي، الشاذلي صوفي ولد، وتوفي برباط الفتح في 17 جمادى الثانية”[5].

كما في كتاب إتحاف المطالع: “وفي ضحوة يوم الأربعاء السابع عشر من جمادى الثانية توفي أبو بكر بن محمد بن عبد الله بناني الرباطي، والد الشيخ فتح الله بناني الآتي الوفاة عام ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وألف، الشيخ الجليل والعالم العلامة الكبير مؤسس الطريقة البنانية بالرباط، له تآليف عديدة في علم التصوف والإشارة لا نطيل بذكرها، انظر الأصل، دفن بزاويته بالرباط وهي شهيرة به”[6]..

[1] –  الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 436 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.

[2] –   معلمة المغرب (11/1472)  طبعة 2000م مطابع سلا.

[3] –  الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 436 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.

[4] –  الأعلام للزركلي (2/70) الطبعة الخامس عشر دار العلم للملايين.

[5] –  معجم المؤلفين لرضى كحالة (3/73) دار إحياء التراث العربي بيروت.

[6] –  إتحاف المطالع (1/236) الطبعة الأولى 1997م دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق