مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

التعريف بكتاب الصناعتين: الكتابة والشعر لأبي هلا ل الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري المتوفى 395هـ

اللغة العربية ذات علوم جمة، تنسب إليها، وتتفرع منها، وتنبثق عنها، وكل علم له شأنه وشأوه، والحاجة الماسة والداعية إليه، ومن تلك العلوم علمُ البلاغة الذي لا يغنى عنه الناظر في كتاب الله وحديث رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وقد أحسن من قال:
علما المعاني والبيان كلاهما
  روحُ العلوم وزينةُ النحرير
ما إن يصحُّ لجاهل بهما الكلا
  مُ على الحديث ولا على التفسير
وقد ألفت فيه مؤلفات كثيرة تدل على أهميته وضرورة الاعتناء به، ومن أجل ذلك رأينا أن نعرّف في هذه الحلقات بهذه الذخائر البلاغية المهمة التي لا غنى عنها، ونبدأ بكتاب «الصناعتين: الكتابة والشعر»  لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري المتوفى 395هـ الذي يمثل في باب البلاغة من جهات كثيرة  أهمية  بالغة.
التعريف بالمؤلِّف:
اسمه ومولده:
أبو هلال العسكري هو الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى ابن مهران اللغوي العسكري، عالم بالأدب له شعر نسبته إلى «عسكر مكرم» من كور الأهواز(1)، ولم تشر المصادر إلى تاريخ ولادته.
شيوخه:
لم تذكر المصادر من شيوخ أبي هلال إلا أستاذه أباَ أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم  العسكري(2)، وافق اسمه اسم شيخه واسم أبيه اسم أبيه، وهو عسكري أيضا، فربما اشتبه ذكره بذكره، إذا قيل الحسن بن عبد الله العسكري(3).

اللغة العربية ذات علوم جمة، تنسب إليها، وتتفرع منها، وتنبثق عنها، وكل علم له شأنه وشأوه، والحاجة الماسة والداعية إليه، ومن تلك العلوم علمُ البلاغة الذي لا يغنى عنه الناظر في كتاب الله وحديث رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وقد أحسن من قال:

   علما المعاني والبيان كلاهما  /// روحُ العلوم وزينةُ النحرير

        ما إن يصحُّ لجاهل بهما الكلا    ///   مُ على الحديث ولا على التفسير

  وقد ألفت فيه مؤلفات كثيرة تدل على أهميته وضرورة الاعتناء به، ومن أجل ذلك رأينا أن نعرّف في هذه الحلقات بهذه الذخائر البلاغية المهمة التي لا غنى عنها، ونبدأ بكتاب «الصناعتين: الكتابة والشعر»  لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري المتوفى 395هـ الذي يمثل في باب البلاغة من جهات كثيرة  أهمية  بالغة.

التعريف بالمؤلِّف:

اسمه ومولده:

أبو هلال العسكري هو الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى ابن مهران اللغوي العسكري، عالم بالأدب له شعر نسبته إلى «عسكر مكرم» من كور الأهواز(1)، ولم تشر المصادر إلى تاريخ ولادته.

شيوخه:

 لم تذكر المصادر من شيوخ أبي هلال إلا أستاذه أباَ أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم  العسكري(2)، وافق اسمه اسم شيخه واسم أبيه اسم أبيه، وهو عسكري أيضا، فربما اشتبه ذكره بذكره، إذا قيل الحسن بن عبد الله العسكري(3).

تلاميذه:

أما عن تلامذته الذين أخذوا عنه، فهم – حسب ما في المصادر – أبو سعد السمان الحافظ بالري، وأبو الغنائم ابن حماد المقرئ إملاءً بالأهواز، وأبو حكيم أحمد بن إسماعيل بن فضلان اللغوي بالعسكر(4).

مؤلفاته:

ومن جملة ما وصل إلينا من تآليفه القيمة:

– كتاب جمهرة الأمثال .

– كتاب معاني الأدب .

– كتاب في معاني الشعر .

– كتاب شرح الحماسة.

– كتاب الأوائل.

– كتاب الفرق بين المعاني.

– كتاب نوادر الواحد والجمع.

– كتاب من احتكم من الخلفاء إلى القضاة.

– كتاب التبصرة.

– كتاب المحاسن في تفسير القرآن «خمس مجلدات».

ثناء العلماء عليه :

قال أبو طاهر السلفي سألت الرئيس أبا المظفر محمد بن أبي العباس الإبيوردي بهمذان عنه فأثنى عليه ووصفه بالعلم والفقه معا، وقال كان يتبزز أي يبيع البز احترازاً من الطمع والدناءة والتبذل، وكان الغالب عليه الأدب والشعر(5).

أشعاره:

من جميل شعره(6):

إذا كان مالِي مالَ من يَلقُط العَجَمْ /// وحالِيَ فيكم حالَ من حاكَ أو حَجَمْ

فأين انتفاعي بالأَصالَة والحِجَا   /// وما رَبِحَتْ كَفّي على العِلم والحِكَمْ 

ومَن ذا الّذي في الناس يُبصِر حالتي   ///     ولا يَلعَن القرطاس والحِبرَ والقَلمْ

وفاته:      

قال  ياقوت: «وأما وفاته فلم يبلغني فيها شيء، غير أني وجدت في آخر كتاب الأوائل من تصنيفه: وفرغنا من إملاء هذا الكتاب يوم الأربعاء لعشر خلت من شعبان سنة خمس وتسعين وثلاثمائة (7) »

أهمية كتاب «الصناعتين: الكتابة والشعر» لأبي هلال العسكري ومكانته:

لكتاب الصناعتين منزلة كبيرة ضمن كتب البلاغة، ويعد ثمرة ما ألف في هذا الفن، ترك فيه أبو هلال العسكري خلاصة ما توصل إليه سابقوه ممن عالجوا مثل موضوعه، ومن هؤلاء: ابن سلام وكتابه طبقات الشعراء، والجاحظ وكتابه البيان والتبيُّن، وابن قتيبة وكتابه نقد الشعر، وابن المعتز وكتابه البديع، وقدامة وكتابه نقد الشعر، والآمدي وكتابه الموازنة، والقاضي الجرجاني وكتابه الوساطة بين المتنبي وخصومه(8)، وقد استطاع أبو هلال أن يعرض لنا زبدة هذه الكتب في كتابه، حتى إنه ليجعلنا نكاد نستغني عنها جميعا.

مضمون الكتاب ومنهجه  :

أشار العسكري في مقدمة كتابه إلى منهجه في التأليف  الذي ارتبط بأهمية معرفة علم البلاغة والفصاحة وضرورته لفهم إعجاز كتاب الله تعالى الناطق بالحق، والهادي إلى سبيل الرشاد، المدلول به على صدق الرسالة، وصحة النبوة، وللتمييز بين جيد الكلام ورديئه، والوقوف على ما ينبغي استخدامه من أساليب اللغة وألفاظها الجيدة البليغة،  قال  أبو هلال:«لأنه إذا لم يفرق بين كلام جيد، وآخر رديء، ولفظ حسن، وآخر قبيح، وشعر نادر، وآخر بارد، بان جهله وظهر نقصه»(9) ، وجعل كتابه هذا مشتملا على جميع ما يحتاج إليه في صناعة الكلام نثره ونظمه، من غير تقصير ولا إخلال، وجعله عشرة أبواب مشتملة على ثلاثة وخمسين فصلا:

الباب الأول: في الإبانة عن موضوع البلاغة في أصل اللغة وما يجري معه من تصرف لفظها، وذكر حدودها، وشرح وجوهها وضرب الأمثلة في كل نوع منها، وتفسير ما جاء من العلماء فيها.

الباب الثاني: في تمييز الكلام جيده من رديئه ومحموده من مذمومه.

الباب الثالث: في معرفة صنعة الكلام.

الباب الرابع: في البيان عن حسن السبك وجودة الرصف.

الباب الخامس: في ذكر الإيجاز والإطناب.

الباب السادس:في حسن الأخذ وقبحه.

  الباب السابع:القول في التشبيه.

الباب الثامن:في ذكر السجع والازدواج.

الباب التاسع:في شرح البديع والإبانة عن وجوهه.

الباب العاشر: في ذكر مقاطع الكلام ومباديه والقول في الإساءة في ذلك والإحسان فيه.

وخلاصة القول أن كتاب« الصناعتين: الكتابة والشعر» اسم على مسمى جمع فيه المؤلف زبدة ما انتهى إليه سابقوه، جانحا إلى طريق من النظر في موضوعهم ينتهي به  إلى بسط القول في الكتاب بسطا وافيا.

طبعات الكتاب:

وقد طبع الكتاب عدة مرات، وأجود طبعاته الطبعة التي قام بتحقيقها الأستاذان الفاضلان: علي محمد البجاوي/ومحمد أبو الفضل إبراهيم.

ـــــــــــــــ

الهوامش: 

(1) معجم الأدباء 2/918 ، معجم البلدان 4 /124 ، خزانة الأدب للبغدادي 1/230 ، الأعلام للزركلي، 2/196

(2) معجم الأدباء 2/918 ، معجم البلدان 4 /124 ، خزانة الأدب للبغدادي 1/230 ، الأعلام للزركلي، 2/196

(3) ينظر ترجمته في معجم الأدباء 2/918-919.

(4) معجم الأدباء 2/918 ، معجم البلدان 4 /124 ، خزانة الأدب للبغدادي 1/230 ، الأعلام للزركلي، 2/196

(5) معجم الأدباء 2/918 -919، معجم البلدان 4 /124 ، خزانة الأدب للبغدادي 1/230 ، الأعلام للزركلي، 2/196

(6) معجم الأدباء 2/919، خزانة الأدب 1/231 ، بغية الوعاة ، 1/487-488

(7) معجم الأدباء 2/921 ، معجم البلدان 4 /124 ، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 231 ، بغية الوعاة1/487  الأعلام للزركلي2/196

(8) مقدمة كتاب «الصناعتين:الكتابة والشعر»، أبو هلال العسكري، تحقيق: علي محمد البجاوي/ محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الأولى 1371-1952.

(9) مقدمة كتاب «الصناعتين:الكتابة والشعر»، أبو هلال العسكري، تحقيق: علي محمد البجاوي/ محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الأولى 1371-1952، ص:2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق