وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أعلام وأدباء العدوتين الرباط و سلا

 الحلقة الثالثة : محمد بن عمران السلاوي

سيدي الإمام محمد بن محمد بن عمران السلاوي ، ويعرف خارج سلا بالإمام ابن المجراد السلاوي، محدث حافظ، راوية له معرفة بالرجال والمغازي، كما قضى معظم حياته في التدريس والتربية والتأليف،  وكانت له مؤلفات في النحو والقراءات والفقه وغيرها، كما كان رحمه الله ملم بالطب والتاريخ والسير…

هو شخصية بارزة لا على المستوى المحلي أو الوطني، ولكن على المستوى الغرب الإسلامي وحتى المشرق العربي، إنه الشيخ الإمام محمد بن محمد بن محمد بن عمران الفنزاري السلاوي، المتوفى بسلا عام 778هــ، يسميه بلديوه السلاويون بلسانهم الدارج: “سيدي يمام السلاوي”، ويعرف خارج مسقط رأسه بالإمام ابن المجراد السلاوي، وابن المجراد كنية لزمته دون أن يعرف أصلها، إلا ما يمكن مقاربته بالتجرد الصوفي والزهد في الدنيا، وهذا شيء محقق في الإمام الصالح الناسك. [1].

درس محمد بن المجراد في سلا وفاس وسبتة، وكانت له وصلات متينة مع علماء هذه المدينة الأخيرة، ذكره بعض مؤرخيهم في كتبهم، وأثنوا عليه الثناء الجميل، وقضى حياته في التدريس والتربية والتأليف، ويبدو أنه كان ذا طريقة مفيدة في التعليم، وقدرة عالية في تلقين الطلبة… [2].

قال صاحب بلغة الأمنية ومقصد البيت فيمن كان بسبتة في الدولة المرينية من مدرس، وأستاذ وطبيب في حق الشيخ المذكور كان محدثا حافظا راوية، له معرفة بالرجال والمغازي والسير، وكان رجلا صالحا حسن السيرة صادق اللهجة انتفع به الناس[3].

وإذا كان سيدي الإمام السلاوي عالما مشاركا في مختلف فروع المعرفة، فإنه إلى ذلك متخصص في النحو والقراءات والفقه، ملم بالطب والتاريخ والسير، ألف في مواد تخصصه نثرا ونظما، ورزقت مؤلفاته قبولا حسنا لدى عامة الشيوخ والمتعلمين منذ عصره حتى اليوم، وطبع بعضها لأول ظهور الطباعة  الحجرية بفاس، إذ كانت من بين المواد التي تدرس في القرويين وغيرها إلى ما قبيل الاستقلال، ولعل مما زكى هذا القبول والإقبال على كتب الإمام السلوي، زيادة على تمكنه وحسن نيته، ما يطبعها من سلاسة  الأسلوب وحسن الانتقاء والخلو من أي تعقيد أو حشو… [4]..

 وله مؤلفات كما سبق الذكر نذكر منها:

  • نظم الجمل في النحو، سبعون بيتا، شرحه علي ابن أحمد الرسموكي، فيمبرز القواعد الإعرابية من القصيدة المجرادية
  • إيضاح الأسرار والبدائع [5].

وجاء في كتاب شجرة النور الزكية: “أبو عبد الله محمد بن محمد السلاوي المعروف بابن المجراد: الفقيه الصالح المحدث الحافظ الراوية، أخذ عن أعلام وعنه أخذ الناس وانتفعوا به ألف تآليف حسانا منها شرح الجمل وشرح الدرر، توفي سنة 778 هـ 1376م”. [6]

وجاء في كتاب الاستقصا: “وفي سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، توفي الشيخ الفقيه المحدث أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عمران الفنزاري السلاوي المعروف بابن المجراد صاحب لامية الجمل وشرح الدرر وغيرهما من التآليف الحسان….

قال: وذلك عندنا معروف بسبتة شهور بين أهلها، وانتقل إلى بلده سلا، وتوفي بها في السنة المذكورة قلت، وقبره مشهور بها إلى الآن وعليه قبة صغيرة وهو من مزارات سلا خارج باب المعلقة منها عن يمين الخارج على نحو غلوة، وأهل سلا يسمونه سيدي الإمام السلاوي رحمه الله ورضي عنه[7].

[1] –  جولات تاريخية لمحمد حجي (1/397) الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر دار الغرب الإسلامي.

[2] –  جولات تاريخية لمحمد حجي (1/397) الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر دار الغرب الإسلامي.

[3] –  الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (4/83) دار الكتاب الدار البيضاء.

[4]–  جولات تاريخية لمحمد حجي (1/397) الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر دار الغرب الإسلامي.

[5] –  الأعلام للزركلي (7/44) الطبعة الخامس عشر دار العلم للملايين.

[6] –  شجرة النور الزكية في طبقات المالكية (1/338) الطبعة الأولى 2003م دار الكتب العلمية

[7] –  الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (4/83) دار الكتاب الدار البيضاء.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق