وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أعلام وأدباء العدوتين الرباط و سلا

الحلقة الرابعة : القاضي اتهامي بن عمرو الرباطي

العلامة الأديب  الفقيه التهامي عمرو الرباطي، ولد بمدينة الرباط وبها نشأ، أخذ عن  كبار أعلام وشيوخ عصره،  منهم عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي والشيخ محمد بن عبد السلام الناصري وهو عن الشيخ التاودي بسنده والشيخ الجنوي بسنده، وله عدة مؤلفات في علوم مختلفة،

هو القاضي أبو المكارم السيد التهامي بن عمرو بن قاسم الأوسي ثم الرباطي، تفقه عن مشايخ الرباط في وقته، ورحل إلى فاس فأخذ عن الشيخ البناني ومن كان في طبقته، ولذا عده أبو الربيع الحوات من تلامذة الشيخ المذكور، وحلاه بقوله: ” الحبر الدراك النبيل السمح الوقور الحفيل أبا المجد التهامي بن عمرو، به عرف الأندلسي الرباطي…ألخ [1].

كان ابن عمرو متضلعا في الفقه وبخاصة في النوازل، تضلعه في اللغة والعروض، ممتاز في القصائد الخاصة بمدح الرسول، …وقد أحب ملازمة الأسفار للخارج، ووجد فيها سلوى لما أصابه من نوائب الدهر[2].

خلف شيخه الحكمى في منصب القضاء مدة، وأصدر حكما سديدة، ثم خوطب بالولاية فرفض، ونالت خطب الجمعة التي كان يلقيها في المساجد حظوة كبرى لدى الجمهور لفصاحتها، كما كان نثره كله فصيحا بليغا، وهو الذي أنشأ بيعة السلطان مولاي عبد الرحمان[3]..

ذهب عام 1809م إلى مراكش حيث أسند إليه كرسي للتدريس، وما لبث أن أدرك شهرة لعمق معلوماته وبعد نظره في المسائل العويصة، ولما رجع إلى الرباط، عزم على أداء فريضة الحج، ولما حل بتونس، تابع دروس أبي إسحاق الرباحي، ومحمد المحجوب، ومحمد بيرم، ومحمد ابن خوخة، وقد أجازه هؤلاء الشيوخ جميعهم وبخاصة فيما يتعلق برحلة أبي القاسم العياشي[4].

ولما اطلع على الحواشي التي قيدها شيخه محمد الرهوني على هذه الرحلة، قرضها وأبدى إعجابه بها في قصيدة من سبعة وثلاثين بيتا، وفضلا عما لابن عمرو من مقطعات نثرية وشعرية مثلما سبق، له كذلك كناشة وديوان ورحلة حجازية، وفهرس وقافية شهيرة[5].

لما قفل إلى مسقط رأسه، أكب على التدريس والتقييد، وتولى خطبة الجامع العتيق “مسجد القصبة”، إلى أن انتدبه السلطان سيدي محمد بن عبد الله، فكان مقربا محبوبا لديه من جملة علماء مجلسه العلمي، وهو الذي أمره بتأليف تعليقه على أحاديث الأربعين النووية، كما أخبرني بذلك البعض قال: ويوجد هذا المؤلف إلى الآن بالخزانة السلطانية بالرباط[6].

وأخيرا أسند إليه قضاء ثغر الصويرة، فمكث بها قاضيا إلى أن توفي سنة خمس وتسعين بالمثناة أولا ومائة وألف، ودفن بضريح الولي الصالح سيدي مكدول بالثغر المذكور، وخلف درية صالحة من بعده أجلهم أديب الرباط الشهير صاحب المعارضة والعارضة [7].

[1] –  الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 453 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.

[2] –  الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية ص 384 دار الرشاد الحديثة الدار البيضاء.

[3] –  الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية ص 384 دار الرشاد الحديثة الدار البيضاء.

[4] –  الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية ص 384 دار الرشاد الحديثة الدار البيضاء.

[5] –  الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية ص 384 دار الرشاد الحديثة الدار البيضاء.

[6] –  الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 453 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.

[7] –  الاغتباط في تراجم أعلام الرباط ص 453 الطبعة الثانية 2014م، دار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق