مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةأعلام

إسحق بن سليمان: الطبيب الفيلسوف

 

عبد العزيز النقر

مركز ابن البنا المراكشي

   حظي اليهود داخل الحضارة العربية الإسلامية بمكانة مهمة، كما كانت لهم مساهمات بالغة الأهمية في المجال الثقافي، سواء فيما تعلقمنه بالجانب العلمي أو ما اتصل بالشق الفلسفي. يرجع هذا الأمر إلى عدة عوامل متداخلة فيما بينها، ويبدو أن أهم هذه الأسباب هو كونهم قد وجدوا داخل هذه الحضارة بيئة ملائمة مكنتهم من إنجاز ما أنجزوه. فعلى عكس بعض مظاهر التعصب التي عانى منها – أحيانا – اليهود بأوروبا خلال العصر الوسيط، فإن الحضارة العربية الإسلامية غالبا ما وفرت لهم جوا مكنهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، كما أتاحت لبعضهم إمكانيات لممارسة أنشطتهم العلمية والثقافية بكل حرية. من ناحية أخرى، فقد أدت إسهامات هؤلاء اليهود بكل تأكيد إلى إغناء التقاليد العلمية-الفلسفية العربية، سواء من حيث مادتها العلمية والفلسفية، أو من حيث طبيعة المساهمين فيها. إذ لا يخفى أن هذه التقاليد لم تكن، في مجملها، حصيلة مجهودات شعب أو عرق واحد دون غيره، بل إنها مثلت بحق نتيجة إسهامات مشتركة لعلماء وفلاسفة ينتمون إلى ديانات وأعراق مختلفة.

   سنقدم فيما يلي تعريفا موجزا بواحد من بين أهم العلماء- الفلاسفة اليهود الذي عاشوا واشتغلوا في ظل الحضارة العربية الإسلامية. والمقصود هنا هو الطبيب والفيلسوف إسحق بن سليمان الملقب بالإسرائيلي الذي وصل تأثير أعماله إلى أوروبا في العصر الوسيط. ونود قبل الانتقال إلى تقديم هذا التعريف البسيط أن نشير إلى أن هذا التقديم لا يدعي أي اكتشاف جديد يخص هذا العالم- الفيلسوف وأعماله، كما لا يزعم أي مراجعة نقدية للأحكام التي أقرتها الدراسات العلمية الحديثة حول هذا العالِم وطبيعة إسهاماته. لهذا، فمعظم المعلومات الواردة هنا هي عالة على الدراسات المثبتة أدناه، بمعنى أن الأفكار المتضَمَنة في هذا التعريف الموجز مستقاة كلها من المصادر أو المراجع التي أشرنا إليها في الهوامش وفي قائمة المراجع.

هو إسحق بن سليمان أبو يعقوب الملقب بالإسرائيلي.ولد بمصر (الفسطاط) لعائلة يهودية، وعاش بمدينة القيروان. أما تاريخ وفاته فلا نعرفه إلا بالتقريب، حيث يرى ابن أبي أصيبعة أن هذا التاريخ قريب من سنة 320 هـ. كانت له معرفة بالطب والفلسفة والمنطق، وله في هذه المباحث تصانيف عدة. ويبدو أنه كان يقدر كتبه ويجلها لمعرفته بجليل قدرها. يُحكى من طرائفه أنه سُئل ذات مرة: “أيسرك أن لك ولدا؟ قال: أما لما صار لي كتاب الحُمّيات أكثر فلا“، ويعلق ابن جلجل في كتابه “طبقات الأطباء والحكماء”على هذا بقوله: “يعني أن بقاء ذكره بكتاب الحُمّيات، أكثر من بقاء ذكره بالولد”.رغم أنه عمر طويلا، حيث عاش مئة سنة تقريبا، إلا أنه فضل فعلا عيش حياته دون زوجة أو أولاد. يقول عنه ابن أبي أصيبعة في هذا السياق، أي حبه وتقديره لكتبه وتفضيلها على الأولاد، ما يلي: “ويروى أنه قال: لي أربعة كتب تحيي ذكري أكثر من الولد، وهي كتاب الحميات، وكتاب الأغذية والأدوية، وكتاب البول، وكتاب الأسطقسات”.

   اشتغل في بداية مساره كطبيب للأعين،[1] أي كحّالا، ومن الراجح أن اشتغاله بذلك كان في مصر. سينتقل فيما بعد إلى إفريقية (تونس حاليا) حيث سيصير من أطباء عبيد الله المهدي (873م-934م) حاكم إفريقيىة ومؤسس دولة الفاطميين بها. كما سبق أن خدم أيضا ببلاط الأغالبة الذين سبق أن حكموا إفريقية، إذ كان طبيبا للأمير زيادة الله بن عبد الله الثالث.يظهر أن إقامته بإفريقية أتاحت له لقاء الطبيب المشهور إسحق بن عمران الذي سيصبح أستاذا له، يقول صاعد الأندلسي في طبقات الأمم : “[…] إسحاق بن سليمان تلميذ إسحاقبن عمران المعروف بسم ساعة كان طبيبا متقدما، خدم بالطب عبيد الله المهدي صاحب إفريقية وكان مع ذلك بصيرا بالمنطق، متعرفا في ضروب المعارف […]”.[2] أما عن تلاميذه، فقد وصلنا خبر اثنين منهما فقط، كان أحدهما الطبيب ابن الجزار القيرواني، صاحب كتاب زاد المسافر، الذي يُعد من بين ألمع أطباء الحضارة العربية – الإسلامية. أما التلميذ الآخر فهو الطبيب اليهودي أبو سهل دُنش بن تميم (Dunash ibn Tamim) الذي سيصير بدوره طبيبا ببلاط الخلفاء الفاطميين في القيروان آنذاك.[3]يعكس هذا الأمر مسألة مهمة، وهي أن اليهود قد حظوا آنذاك في القيروان بمكانة متميزة حيث عاشوا في جو فكري تغيب فيه جل مظاهر التعصب والإقصاء، فقد كانوا يمارسون أنشطتهم العلمية والفكرية في حرية تامة. بذلك شكلت القيروان في تلك الفترة مركزا مهما من مراكز المثقفين والمتعلمين اليهود. لم يكن هذا في فترة قدوم إسحق بن عمران عليها فحسب، بلإنها كانت كذلك قبل قرن من الزمان. إذ كانت مشهورة لدى يهود العالم بمكانتها المتميزة باعتبارها مركزا مهما لليهود والثقافة معا.[4]

نشير من بين مؤلفاته إلى الأعمال التالية : كتاب في النبض، كتاب في الترياق، كتاب المدخل إلى صناعة الطب، كتاب في البول[5]. يصف ابن جلجل هذا العمل الأخيربـ”أنه أشبع كتاب ألفه مؤلف، بذ فيه جميع المتقدمين“.وله أيضا كتاب في الحُمّيات الذي يقول عنه الطبيب المعروف ابن رضوان: “إن هذا الكتاب نافع، وجمع رجل فاضل، وقد عملت بكثير مما فيه، فوجدته لا مزيد عليه، وبالله التوفيق والمعونة“.[6]وكما يتضح من هذه “الشهادة”، فابن رضوان لا يقر بأهمية الكتاب فقط، بل إنه هو نفسه، الطبيب المتمكن، يصرح أنه كان يعمل بما فيه مستفيدا من مادته العلمية الغنية.أما ابن أبي أصيبعةفيقول فيه : “[…] ولم يوجد في هذا المعنى كتاب أجود منه“.[7]نشير إلى أن النص العربي سيتم تحقيقه من طرف الدكتور Haskell D. Issacsضمن أطروحته غير المنشورة، وهي موجودة ضمن مكتبة جامعة مانشستر برقم 5926/1969 في جزأين. سينشر هذا الباحث نفسه رفقة باحث آخر هو John D. Lathamجزءا من النص العربي، حيث سينشران المقالة الثالثة من الكتاب سنة 1981 ضمن منشورات جامعة كامبردج.كما ستُنشر بعض مقاطعه مرفقة بترجمة إلى الألمانية من طرف RaphaelaVeit سنة 2003.[8]أما عن أهمية كتاب الحُمّيات هذا، فيمكن القول إجمالا : لئن جاز لنا قياس أهمية عمل علمي ما بمدى التأثير الذي خلفه في الأوساط الثقافية، فيمكن القول عندئذ أن هذاالكتاب (الحُمّيات) كان ذا أهمية خاصة خلال العصور الوسطى، ليس داخل الحضارة العربية فحسب، وهو ما تؤكده شاهدة الطبيب ابن رضوان سالفة الذكر، بل أيضا داخل الجامعات والأوساط العلمية والثقافية بأوروبا الوسيطة. ذلك أن “كتاب الحُميّات كان ذائع الصيت بين أطباء العصور الوسطى، وهو ما يظهر من عدد ترجماته، ومن عدد مخطوطاته وطبعاته الباقية، ومن [مسألة]استعماله في عدة جامعات. [… كما أن المترجمين] سعوا أيضا إلى تحسين الكتاب وتقريبه من قرائه“.[9]ولا ريب في أن اجتهاد هؤلاء المترجمين لتقريب مادة الكتاب العلمية من عموم القراء ليَعكس مدى أهمية الكتاب، إذ يبدو أنه استطاع أن يسد – نوعا ما -ؤتلك الحاجة الملحة، التي عاناها الأوربيون آنذاك، لمعرفة طبية من النوع الذي يقدمه الكتاب.

نجد من بين أعماله الأخرى عملا بعنوان “كتاب في الغذاء والدواء”(حسب ابن جلجل). من الراجح جدا أنه هو نفس الكتاب الذي يرد عند ابن أبي أصيبعة بعنوان: “كتاب الأدوية المفردة والأغذية”. يُعد هذا المتن من بين أهم المتون العلمية في مجاله، فهذا الكتاب “المعروف باللاتينية بـLiber dietarumuniversalium et particularium، يُعتبر واحدا من أبرز نصوص  Materiamedica[10] في العصر الوسيط، سواء في الشرق الأدنى أو في الغرب. يشكل كتاب إسحق بن سليمان الإسرائيلي هذا واحدا من أكمل الدراسات حول هذا الموضوع، ويستند حسب اقتباسات النص على [أعمال] جالينوس وأبقراط وروفسالأفسوسي ويعقوب بن إسحق الكندي ويحيى بن ماسويه، وعلى ديسقوريدوس بطبيعة الحال“.[11]

أما في ميدان الفلسفة والمنطق فله كتاب بعنوان”بستان الحكمة”(حسب ابن جلجل). وهو نفس العمل الذي يرد عندابن أبي أصيبعة بالصيغة التالية :”كتاب بستان الحكيم وفيه مسائل من العلم الإلهي”. تجدر الإشارة بخصوص هذا الكتاب إلى وجود مخطوط بالمكتبة الوطنية لإسرائيل مصنف تحت عنوان “بستان الحكماء وروضة آداب الفهماء”. وهو عبارة عن تجميع لعدة أقوال منتخبة تُنسب لحكماء وفلاسفة كأرسطو طاليس وأبقراط وأفلاطون وحنين بن إسحق … في حقيقة الأمر، يصعب الحسم في ما إن كان هذا المخطوط هو نفس كتاب إسحق بن عمران الذي نتحدث عنه، فالمخطوط الذي أشرنا إليه غُفل من اسم المؤلف. رغم ذلك، تبقى احتمالية كونه نفس عمل إسحق بن عمران قائمة.وذلك نظرا للتشابه الكبير بين العنوانين، بالإضافة إلى أن محتوى المخطوط يتطرق في معظمه لأقوال الأطباء والفلاسفة.من جهة أخرى، وبالعودة إلى المخطوط نفسه، فإننا لا نعثر على العنوان سالف الذكر. إذ يبتدئ المخطوط بالعبارة التالية : “باسم الله الحي الأزلي السرمدي المعين وبه نستعين، نبتدئ بعون الله وحسن توفيقه. نكتب [الـ]كتاب المسمى بستان الحكما، المتضمن آداب العلما، الذي هو قاعدة التهذيب، وإفادة كل لبيب.”[12]من الواضح هنا أن عنوان المخطوط نفسه هو “بستان الحكما”، أما ما يرد بعد ذلك فهو مجرد توصيف لطبيعة محتواه. لذا، لا نعرف حقيقة الداعي إلى وضع العنوان المشار إليه سابقا، أي “بستان الحكماء وروضة آداب الفهماء”، إلا أن يكون اجتهادا غير موفق من طرف الشخص الذي قام بتصنيف المخطوط ضمن تلك المكتبة. رغم ذلك، يبقى ما تقدم مجرد تخمينات أو ترجيحات فقط، فالأمر لا يمكن أن يحسم إلا بدراسة متأنية ومتخصصة تأخذ باعتبارها الشروط العلمية والأكاديمية المعمول بها في مثل هذه الحالات.

له كذلك كتاب في المنطق يرد لدى من ترجم له بالصيغة التالية: “كتاب المدخل إلى المنطق”، وله أيضا كتاب في الحدود (حسب قول ابن جلجل) أو كتاب الحدود والرسوم (حسب ابن أبي أصيبعة). نُشرت بعض شذرات هذا الكتاب، والمتبقية فقط في اللغة العبرية، محققة رفقة دراسة باللغة الإنجليزية سنة 1957 من طرف الباحث أ. آلتمان.[13]ولإسحق بن سلميان من الأعمال أيضا “كتاب في الحكمة” و”كتاب الأسطقسات”.إضافة إلى ذلك، يبدو أنه من المحتمل جدا أنه قد ترك عملا يتعلقببعض الجوانب الأخلاقية المرتبطة بالمجال الطبي. لكن هذا العمللم يصلنا في صيغته العربية، إذ كل ما وصلنا منه هوترجمته العبرية فقط.[14] وله أيضا كتاب في الفلسفةيحمل عنوان”الجواهر”. لكن لم تصلنا منه للأسف إلا نتف يسيرة.كما له كذلك في الفلسفة عمل آخر بعنوان “كتاب في الروح والنفس”. وهو أيضا مفقود في نصه الأصلي بالعربية، في حين بقيت منه فقط ترجمة عبرية.[15] يذهب بعض الباحثين المعاصرين إلى أن له كتابا يتعلق بـ”توجيه”أو “إرشاد”الأطباء .لا نعرف في الحقيقة عنوانه الأصلي، إذ لم يبق منه، هو أيضا، إلا الترجمة العبرية التي يرد عنوانها على الشكل التالي (SeferMusarHaRofim). وقد ترجمها أحد الباحثين بـ”Guide  forPhysicians”(كانت كلمةPhysiciansتعني في العصر الوسيط “الأطباء”). اكتشف هذا العمل سنة 1864، وهو عبارة عن مخطوط يتضمن عدة شذرات حِكمية (تقارب الخمسين) تتعلق ببعض المسائل والمشاكل الطبية.[16]سيتمتحقيق هذه الشذرات ونشرها مرفقة بدارسةعن إسحق بن سلمان ضمن مقالة علمية من عشر صفحات سنة 1962.[17]

لم تخرج كتاباته العلمية، شأن معظم كتابات تلك الفترة، عن البراديغمات العلمية التي اشتغل في إطارها علماء العصر الوسيط. هكذا، فإن مجمل أعماله الطبية تنبني بشكل صريح على التصورات الطبية الموروثة عن التقاليد اليونانية، سواء في مرحلتها الهلينية أو الهلينستية. رغم ذلك، لا ينفي هذا الأمر أن أعمال ابن إسحق الطبية قد كانت، في بعض جوانبها، تعتمد بشكل أساسي على تجاربه الشخصية التي راكمها بنفسه كطبيب ممارس.[18]لم يقتصر تأثيرأعماله الطبية، كما أشرنا سابقا، على التقليد العلمي-الطبي داخل الحضارة العربية الإسلامية، بل إن هذه الأعمال قد حظيت باهتمام حتى داخل الثقافة الأوربية خلال العصر الوسيط. بتعبير آخر، إن أعماله الطبية “لم تكن مهمة فقط باللغة العربية، بل كانت كذلك حتى بالنسبة للطب الغربي Western medecine، خصوصا في ترجماتها اللاتينية، وأيضا في صيغها العبرية والألمانية والإسبانية”.[19]

أما فيما يخص كتاباته الفلسفية، فهي تُعتبر في نظر الفيلسوف اليهودي ابن ميمون- على سبيل المثال -أقل شأنا من أعماله الطبية. يُعد إسحق بن سليمان من أوائل اليهود المتأثرين بالأفلاطونية المحدثة داخل الحضارة العربية-الإسلامية، حيث يظهر بوضوح مدى تأثر كتاباته الفلسفية بأعمال المعلم الثاني أبو يوسف يعقوب الكندي من جهة، وببعض المصادر الفلسفية ذات المنحى الأفلاطوني المحدث من جهة أخرى (خصوصا ما عُرف بأرسطو المنحول أو المزيف        Pseudo-Aristotle).[20]لهذا، لن يستغرب المرء متى علم أن إسحق بن سليمان قد لقب، من طرف بعضهم، بـ”أب””The Father” الأفلاطونية المحدثة في الفكر اليهودي.[21]

ستشهد أعمال إسحق بن سليمان اهتماما واضحا داخل التقليد الطبي اللاحق عليه، حيث سيقر بعض الأطباء العرب بفضله وأهميته، كما سيعمل البعض الآخر على تلخيص بعض أعماله. فهذا الطبيب والفيلسوف عبد اللطيف البغدادي سيجتهد في إنجاز مختصرات لثلاثة أعمال من أعمال إسحق بن سليمان. وهذه الأعمال هي :” كتاب الحُمّيات” و”كتبا البول” و”كتاب النبض”.[22]لا ريب في أن إقدام عبد اللطيف البغدادي، على جلالة قدره ورفعة مكانته العلمية، على تلخيص هذه الأعمال ليَعْكْسُ قيمة تلك الأعمال وطبيعة أهميتها.أما فيما يتعلق بالسياق اللاتيني خلال العصر الوسيط، فيظهر أن كتاب الحُمّيات قد اشتهر هناك وعُرف على نطاق واسع. تشهد على ذلك، كما تقدم، ترجمته إلى عدة لغات، حيث ترجم إلى اللاتينية والإسبانية القديمة والعبرية. أنجز الترجمة اللاتينية لهذا الكتاب قسطنطين الإفريقي الذي سيترجم أيضا كتابين آخرين لإسحق بن سليمان هما : “كتب البول” و”كتاب الأغذية”.ستلعب هذه الأعمال المترجمة دورا مهما في عملية تدريس العلوم الطبية بأوروبا خلال الفترة السابقة على القرن الخامس عشر الميلادي.[23] أما فيما يخص أعماله الفلسفية، فقد تُرجم منها إلى اللغة اللاتينية “كتاب الحدود والرسوم” و”كتاب الأسطقسات”.وقد أنجز هاتين الترجمتين المترجم الشهير جيرارد الكريموني.[24]

في ختام هذا التقديم البسيط، نقول باختصار شديد إن الأعمال العلمية-الطبية والفلسفية لإسحق بن عمران لم تكن ستتعدى فائدتها الرقعة الجغرافية للحضارة العربية الإسلامية وصولا إلى الثقافة الأوربية لو لم تكن أهلا لذلك. أما عن مكانته داخل الحضارة العربية نفسها، فيكفينا أن نقول مع أحد الباحثين إن”إسحق بن سليمان، الذي كان معاصرا للرازي ولعلي بن العباس المجوسي، كان أول طبيب عظيم فعلا في الجزء الغربي من الإمبراطورية العربية العظيمة”.[25]

 

المراجع باللغة العربية

ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1998.

ابن جلجل، طبقات الأطباء والحكماء، تحقيق فؤاد سيد، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1985.

إسحاق سليمان، كتاب الأغذية، تحقيق محمد الصبّاح، مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1992.

القاضي صاعد الأندلسي، طبقات الأمم، تحقيق وتعليق حسين مؤنس، دار المعارف، [د.ت].

 

المراجع باللغات الأجنبية

  1. Altmann, Isaac Israeli’s Book of Definitions : some fragment of a second hebrew translation, in: Journal of SemiticStudies, Volume 2, Issue 3, July 1957, p.p. (232–242).

Alexander Altmann, Isaac Israeli’s”Chapter on the Elements” (Ms Mantua), in : The Journal of JewishStudies, 1956, vol. 7,  no. 1 and 2, pp. (31–57).

Ariel Bar-Sela and Hebbel E. Hoff, Isaac Israeli’sFifty Admonitions to the Physicians, in : Journal of the History of Medicine and Allied Sciences, Vol. 17, No. 2, April, 1962, (245-257).

K.E. Collins, M. Sussman, IssacIsraeli and his book of Urine, in : Scottish Medical Journal, N. 44. 1999. p.p. (86-88).

Lola Ferre and Raphaela Veit, The textual Traditions of Isaac Israeli’s Book on Fevers in Arabic, Latin, Hebrew, and Spanish. in : Aleph, No. 9.2 (2009), pp. (309-334).

Rafaela Veit, Isaac Judaeus, in : Medieval Science, Technology and Medicine : An Encyclopedia, ed. Thomas Glick, Steven J. Livesey and Faith Wallis, Routledge, 2016. p.p. (275-276).

Raphaela Veit, Les dietes universelles et particuliers d’Isaac Israeli : traduction et reception dans le monde latin, in : Revue d’histoire des textes, n.s., t. X, 2015, (229-249).

[1] – يقول ابن جلجل : “مصري كحّال في أوليته […]”. طبقات الأطباء والحكماء، تحقيق فؤاد سيد، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1985. ص. 87.

[2] – القاضي صاعد الأندلسي، طبقات الأمم، تحقيق وتعليق حسين مؤنس، دار المعارف، [د.ت]. ص. 110.

[3] – انظر ترجمته في الموسوعة اليهودية على الرابط التالي :

https://www.jewishencyclopedia.com/articles/5360-dunash-ibn-tamim

[4] – K.E. Collins, M. Sussman, Issac Israeli and his book of Urine, in : Scottish Medical Journal, N. 44. 1999. p.p. (86-88). p. 86.

[5] – بخصوص التاريخ النصي لهذا العمل وترجماته ونسخه، يُنظر :

– K.E. Collins, M. Sussman, Issac Israeli and his book of Urine, in : Scottish Medical Journal, N. 44. 1999. p (86-88).

[6] – ابن جلجل، طبقات الأطباء والحكماء، مرجع سابق، هامش رقم 4، ص. 88.

[7] – ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1998. ص. 442.

[8]– يُنظر بخصوص هذا المعطيات :

– Lola Ferre and Raphaela Veit, The textual Traditions of Isaac Israeli’s Book on Fevers in Arabic, Latin, Hebrew, and Spanish. in : Aleph, No. 9.2 (2009), pp. (309-334). p. 4.

[9] – Ibid, p. 20.

[10] – المقصود بهذه العبارة الكتب المتعلقة بمجال التغذية والنبات. ترجع العبارة في أصلها إلى كتاب Dioscoride الذي يحمل نفس العنوان. تُرجم هذ الكتاب إلى اللغة العربية بـعنوان “كتاب الحشائش”. يمكن القول إن أهمية هذا الكتاب في مجال النباتات والأغذية، خلال العصر الوسيط، تماثل منزلة كتاب الأصول لأقليدس في ميدان الرياضيات ومكانة المجسطي في مجال علم الفلك.

[11] – Raphaela Veit, Les dietes universelles et particuliers d’Isaac Israeli : traduction et reception dans le monde latin, in : Revue d’histoire des textes, n.s., t. X, 2015, (229-249). p. 229.

[12] – يُنظر بخصوص البيانات المُشار إليها أعلاه الرابط التالي:

https://www.nli.org.il/ar/manuscripts/NNL_ALEPH990034790380205171/NLI#$FL137540689

– نشير إلى أن العبارة أعلاه مأخوذة من الصفحة الأولى للمخطوط، كما نشير إلى أن المخطوط قابل للتحميل المجاني من نفس الرابط.

[13] – A. Altmann, Isaac Israeli’s Book of Definitions : some fragment of a second hebrew translation, in : Journal of Semitic Studies, Volume 2, Issue 3, July 1957, p.p. (232–242).

[14] – Rafaela Veit, Isaac Judaeus, in : Medieval Science, Technology and Medicine : An Encyclopedia, ed. Thomas Glick, Steven J. Livesey and Faith Wallis, Routledge, 2016. p.p. (275-276). p.276 .

[15] – Ibid, p. 276.

[16]– بخصوص هذه المعطيات، يُنظر :

– K.E. Collins, M. Sussman, Issac Israeli and his book of Urine, op. cit., p. 86.

[17]– تتضمن المقالة التالية تحقيقا للنص العبري ودراسة عن إسحق بن سلميان :

– Ariel Bar-Sela and Hebbel E. Hoff, Isaac Israeli’s Fifty Admonitions to the Physicians, in : Journal of the History of Medicine and Allied Sciences, Vol. 17, No. 2, April, 1962, (245-257).

[18] –   Rafaela Veit, Isaac Judaeus, op. cit., p. 276.

[19] – Lola Ferre and Raphaela Veit, The textual Traditions of Isaac Israeli’s Book on Fevers in Arabic, Latin, Hebrew, and Spanish, op. cit., p. 2.

– تتحدث الباحثتان عن اللغة الألمانية خلال العصور الوسطى والإسبانية القديمة، لهذا استعملتا عبارة german, catalan versions. بينما ستكتفيان فيما بعد باستعمال عبارة “النص الإسباني”. لهذا ارتأينا ترجمتها هنا بـ”اللغة الإسبانية” دون الإشارة إلى كونها إسبانية القديمة  Catalan.

[20] – Rafaela Veit, Isaac Judaeus, op. cit., p. 276.

[21]  – يقول ألكسندر آلتمان :

“[…]” Isaac Israeli, the “Father” of Jewish Neoplatonism, […]”

  • يُنظر :

– Alexander Altmann, Isaac Israeli’s “Chapter on the Elements” (Ms Mantua), in : The Journal of Jewish Studies, 1956, vol. 7,  no. 1 and 2, pp. (31–57). p. 31.

[22] – إسحاق سليمان، كتاب الأغذية، تحقيق محمد الصبّاح، مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1992. ص. 8.

[23] – Rafaela Veit, Isaac Judaeus, op. cit., p. 276.

[24] – Ibid. p. 276.

[25] – Ariel Bar-Sela and Hebbel E. Hoff, Isaac Israeli’s Fifty Admonitions to the Physicians, op. cit., p. 247.

Science

ذ. عبد العزيز النقر

حاصل على شهادة الماستر في الفلسفة

باحث بمركز ابن البنا المراكشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق