مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

المؤلفات المغربية في الردِّ على من كفَّر عوام المسلمين

تحقيقا لمسؤولية العلماء في القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه مجتمعاتهم، وصيانة لعقائد الناس وحفظا لدينهم، شهد المغرب عبر تاريخه نقاشا مستفيضا حول مسألة (تكفير العوام) بالتوازي بين علماء الكلام والفقهاء، انطبع نقاشهم فيها ضمن مجموعة من المؤلفات؛ منها ما جاء منفردا ومستقلا، ومنها ما جاء مضمنا في مباحث أو فصول، نتجت عنه بالتالي آراء متفاوتة، واتُّخذت في شأنه أحكام مختلفة.. ما حدا بالرابطة المحمدية للعلماء إلى الانخراط في بحث هذا الموضوع حديثا من شتى جوانبه، وذلك عبر مجموعة من المحطات، ومنها:

– تنظيم دورات تدريبية؛ كالدورة التكوينية التي نظمتها الرابطة عبر مركزها أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، بعنوان: “العقيدة الأشعرية: عطاء ونماء ـ مفاتيح ومسارات”، خُصِّصت لمطارحة موضوع: “حقيقة الإيمان ونبذ التكفير في المذهب الأشعري: تحليل المفاهيم وتفكيك المقولات”، حيث شدَّد الأمين العام الدكتور أحمد عبادي – في كلمته الافتتاحية فيها- على خطورة موضوع التكفير وجسامته، ودعا إلى ضرورة مجابهة خطاباته وتمظهراته عبر المناقشات العلمية والمطارحات الفكرية، قياما بالواجب الديني والعلمي في ذلك [1].

– أو إصدار مطبوعات بشأنها؛ ومنها: “دفاتر تفكيك خطاب التطرف” التي تصدرها الرابطة المحمدية للعلماء بأقلام عدد من الباحثين والمتخصصين في هذا المجال، الهدف منها؛ دراسة وتحليل وتفكيك هذا الخطاب قصد استجلاء العناصر التي تجعله مؤثرا في شباب هذا الجيل، ونذكر منها: “أهمية المذهبية وفوضى اللامذهبية” للدكتور أحمد عبادي، و”الخطاب الأشعري وموقفه من المخالف” للدكتور وسام رزوق، و”ثنائية الكفر والإيمان” للدكتور يوسف احنانة،.. وغيرها من مؤلفات هذه السلسلة [2].

 – أو بالمشاركة النوعية فيه؛ كما في إصدار موسوعة التطرف، والتي أطلقتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والرابطة المحمدية للعلماء، وأصدرت بشأنها الجزء الأول من موسوعة تفكيك خطاب التطرف، تحت عنوان: “تفكيك الخلفيات الفكرية لخطابات التطرف”، من أجل التمنيع الفكري للشباب المسلم من مختلف خطابات التطرف والكراهية، في دول العالم الإسلامي وخارجه..[3].

وإذا كنتُ قد عرَّفت سابقا في مقالات متفرقة- ما قام به بعض علمائنا في سبيل بسط مضمون مجموعة من المؤلفات التي أفردت النقاش في هذه القضايا؛ بحثا ومعالجة، انطلاقا من القاعدة المركزية في عدم إخراج أهل القبلة من الإسلام، كما يقول رائد المذهب الأشعري أبو الحسن: «اشهد على أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف في العبارات..»[4]، لأن اليقين لا يزال بالشك – كما يقال-، وإخراج مسلم بشبهة كفر يخلق فسادا عظيما، ويفتح بابا من الفتنة عريضا، فكان لابد من النظر إلى هذا الأمر بكثير من الاعتبار والمهابة- كما في مقالاتي[5]:

– مقالة: “إيمان العوام بين القول بالتقليد والقول بالتكفير برأي ابن مبارك السجلماسي اللمطي من خلال كتابه: رد التشديد في مسألة التقليد،

– ومقالة: “أبي عبد الله محمد شقرون (ت929هـ) صاحب كتاب: “الجيش والكمين لقتال من كفر عوام المسلمين،

– ومقالة التعريف بكتاب: “الحكم بالعدل والإنصاف الرافع للخلاف فيما وقع بين بعض فقهاء سجلماسة من الاختلاف في تكفير من أقرَّ بوحدانية الله، وجهل بعض ما له من الأوصاف، لأبي سالم العياشي المتوفى سنة (1090هـ).

ومعلوم هنا من الجانب التاريخي أن فترة حكم السعديين بالمغرب عرفت اضطرابات وفتنا بسبب خروج بعض الطوائف المغالية على أمراء الدولة السعدية. وتُعدّ ثورة ابن أبي محلِّي من أشد الثورات عنفا في ذلك؛ وهو الذي انطلق في بدايته من زاوية صوفية، لكن آب إلى منهج من التفتيش عن عقائد الناس وامتحانهم بعدما تولَّى الحسبة في أيامه، يقول أبو العباس التواتي عنه: «كان الفقيه أبو محلي في أول أمره فقيها صرفا، ثم انتحل طريقة التصوف مدة حتى وقع على بعض الأحوال الربانية ولاحت له مخايل الولاية، فانحشر الناس لزيارته أفواجا.. فلما سمعتُ بذلك ذهبتُ إليه وجلست عنده إلى أن وجدتُه يشير إلى نفسه بأنه المهدي المعلوم المبشر به في صحيح الأحاديث..»[6]، وقد وصف دعوته إبراهيم حركات بقوله: «ثم سلك ابن أبي محلي طريق التصوف حتى شاع خبره في الجنوب، وصار يكاتب الولاة ورجال القبائل ويحضهم على اتباع السنة، ويسمي نفسه المهدي المنتظر.. وباشر العمل المسلح ضد السعديين إلى أن استولى على مراكش سنة 1022هـ/1613م. وحينئذ استنجد زيدان بالفقيه يحيى الحاحي..»[7].

هذا إلى جانب بعض الفتن الأخرى التي حدثت من طرف من سمَّوا أنفسهم بالمهدوية كطائفة محمد بن إسماعيل المسناوي بالصحراء الكبرى وكان مستقرا في السوس الأقصى، ومنه انتقل إلى جبل العلم حوالي 1067هـ ، وكطائفة العكاكزة التي تنتمي لأحمد بن عبد الله المنزولي، والتي أظهرت المروق من الدين ودخلت في تغيير عقائد الناس، ثم طائفة سجلماسة المغالية في تلقين عقائد الناس إلى حد تكفير الناس وتضليلهم والتشنيع عليهم..

لهذا، ارتأيت أن أواصل الحديث عن هذا الموضوع من خلال عرضي لمضمن النقاش الذي دار حوله، وكيفية معالجة موضوعه، وطريقة كل مؤلف في العرض والحجاج، انطلاقا مما وقفتُ عليه من مؤلف أو تقييد أو منظوم. وسأورد هذه المؤلفات مرتبة بحسب سنوات وفيات مؤلفيها، وأختم بما وقفت عليه منظوما كما يلي:

1- الجيش والكمين لقتال من كفَّر عوام المسلمين“، لأبي عبد الله بن أحمد بن أبي جمعة المغراوي الوهراني الشهير بشقرون (ت.927هـ)[8]، بادر المؤلف في بداية كتابه – كما قال- إلى استشكال مسألة تكفير العوام ومسألة إيمان المقلد من خلال إسعاف من سأله عن الجواب بقوله: «فقد سألني جماعة من إخواني المسلمين وجماعة كثيرة من عوام المسلمين على مسألة إيمان المقلد في العقائد ومن لا يعرف الدلائل والبراهين وينزه الله ورسوله وينطق بالشهادتين لا زائد، هل إيمانه صحيح أم هو كافر وإيمانه فاسد؟.. وهل يطلب من عوام المسلمين الذين لا قابلية فيهم معرفة الدليل والبرهان وهم غير قادرين عليه ولا على التعبير عنه؟ أم لا يطلب منهم ذلك، ويكتفى منهم باليسير في ذلك، بأن بعض الطلبة كفَّر عامة المسلمين بعدم معرفتهم لذلك وأراد استباحة أموالهم وفساد أنكحتهم..»[9]، وحدث ذلك حينما تجرَّأ أحد فقهاء عصره على استصدار فتوى للحكم بتكفير من لا يعقل ولا يدرك معاني صفات الله تعالى ولا يعرف دليلها، وأنه يقع تحت طائلة التقليد في العقائد، وما أحدثته هذه الفتوى من بلوى عظيمة.

فبيَّن المغراوي للسائل ما ينشأ عن القول بالتكفير من أحكام فقهية، مبديا استغرابه من تطاول على الناس، وحكم بغير ما اتفق عليه المسلمون في ذلك، وقد ردَّ على من أفتى بذلك بالقول: «وما ذُكر عن الفقيه المذكور مما قال إنه ينشأ عن القول بالتكفير بزعمه إن حكم به عليهم كحكمه من فساد الأنكحة وأخذ الأموال وغير ذلك، فذلك مما انعقد الإجماع الصحيح على خلافه، ولا يقول به عالم معمول بقوله في ذلك، ولا يحكم به على كل قول من الأقوال، للاعتماد في ذلك على قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة المشهورة “فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم”، فعلق عصمة الأموال وغيرها على القول والنطق بالشهادتين»[10].

فكان كتاب المغراوي مما تُرد به الفتوى التي أحدثت فتنة بين الناس وجرَّت عليهم مشقة وتكلفا، ولذلك ذكر في خاتمة الكتاب قوله: «هذا آخر ما قصدتُ جمعه وأردتُ وضعه في الجواب عن السؤال المذكور بحسب الاستطاعة والنقل المشهور، وإلا فالمسألة ذات كلام طويل، وبحث وتفصيل وتوجيه وتعليل..»[11]، فبيَّن بخطابه خطأ المفتي، وذلك بمنهج حجاجي، إفحاما للخصم، وتبيانا للمستجير الطالب لرأي الشرع والدين في المسألة.

2- “الكشف والتبيين في أن عبارات محمد بن عمر في تكفير أكثر طلبة عصره وغيرهم خارقة لإجماع المسلمين، للشيخ مبارك بن محمد العنبري السجلماسي(ت.1090هـ)[12]: وثاني هذه المؤلفات هو كتاب الشيخ مبارك العنبري، الذي قام فيه مؤلفه بالرد على الفتنة التي أحدثها ابن أبي محلِّي في تكفير عوام المسلمين المعروفة بفتنة الطلبة، وجرت في نهاية الدولة السعدية وبداية الدولة العلوية، وهي فترة كانت قد شهدت فتنا وثورات ذات طبيعة محلية..

 وقد انبرى هذا العالِم- في هذا السياق التاريخي العصيب-، فقيها جريئا يقف بالمرصاد لمن حاول خلخلة المنهج الإسلامي في حسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فذكر لنا في كتابه أنه قد ظهرت طائفة محمد بن عمر ابن أبي محلي الداعية إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس العقائد، لكن منهجه في الحسبة اتَّسم بكثير من التشدد والقسوة، حيث تصدَّى للناس في مساجدهم وطرقاتهم وأنديتهم يسألهم ويختبرهم في عقائدهم، مما أحدث ردود أفعال كثيرة ومتباينة:

– فأنصاره ومريدوه، رأَوا في ذلك الخلاص من كل جهل، وخطوة عظيمة إلى تعليم الناس عقائدهم السليمة، والارتقاء بهم إلى معرفتها المعرفة الحقة، وإخراجهم من (التقليد الذي يخشى على صاحبه).

– وأما من عارضه، وفي طليعتهم الشيخ مبارك العنبري ومن وافقه، فرأَوا في سلوكه خروجا على المحجة الوسط، وفَتْناً للناس، وإحداث للفرقة بين المسلمين، بل خروجا عن منهج الإسلام المعتدل، ولذلك ذكر في مقدمة كتابه قوله: «أما بعد؛ فالغرض في هذه الأوراق التحذير من عبارات محمد بن عمر التي توهم تكفير عوام المسلمين وأكثرِ طلبة عصره.. وبعضها يوهم أنهم مُقلِّدون ليسوا بعارفين بربِّهم، والتنبيه على سبب اغترار قائلها من قلة فهم كلام العلماء، وعدم تتبعه واستقراء معانيه أولا وآخرا؛ بل يأخذ منه ما وافق غرضه من تكفير المسلمين، ويدع ما يفسر المقصود ويبينه من كلامهم.. لأن كلا ممن رخص أو شدد لم يقل بتكفير العامة بالقياس على من ظهر في عقيدته الفساد، بخلاف هذه الطريقة المستحدثة في هذا العصـر، فإنها مخالفة لجميع المسلمين في تكفير أكثر العوام والطلبة، ولم يسبقه أحد إلى هذه المقالة»[13].

وقد أشار في خاتمة كتابه بمجمل ما اختاره في منهجه بقوله: «وإنما القصدُ بوضع هذا التأليف الرَّد على من يحكم على باطن الناس بالكفر تحكما بلا دليل بقياس شخص لم يظهر منه تصريح ولا علامة على كفره مثلا، فإن ذلك لم يقل به أحد، وإن كان جاهلا ببعض الصفات، أو عاجزا عن التعبير عنها، لأنه لم يُقِرَّ على نفسه بالكفر، ولا رضيه لها. وفَرْضُ العالِم أن يُعَلِّم الجاهل بالتلطف والرفق كما هو سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم)..»[14]. فخطَّأ العنبري بذلك تصرف ابن أبي محلي في إخراج الحسبة عن دورها في ضبط تصرفات الناس ومحاسبة المعتدين، بالتفتيش عن عقائد الناس وامتحانهم في عقائدهم، وهو ما ترده الشرائع الدينية والتعليمات النبوية.

3- “الحكم بالعدل والإنصاف الرافع للخلاف فيما وقع بين فقهاء سجلماسة من الاختلاف، لأبي سالم العياشي (ت 1090هـ)[15]: وثالث هذه الكتب وهو نظير الكتاب السابق، سعى فيه مؤلِّفه – كما يبدو من عنوانه- إلى دراسة وتحليل قضية عقدية شائكة أدت إلى فتنة عظيمة في عصر المؤلف، وهي قضية التشدد في الدين وتكفير الناس بعضهم لبعض، دون موجب شرعي تشهد له القرائن وتسنده الحجج، وقد حاول المؤلِّف إرجاع المسألة محل الخلاف إلى أصولها في القرآن والسنة، وحشد الأدلة النقلية والعقلية على سلامة العقيدة الإسلامية وبساطتها، وبالتالي تهافت ادعاءات المتشددين والمكفرين للناس بغير حق.

ويسجل أبو سالم العياشي في كتابه هذا ما أحدثته دعوة ابن أبي محلي من ضجة كبرى بعد دعوته العوام إلى ضرورة إزالة المنكرات عن العقائد الإيمانية والمعارف الدينية، وإلزامهم التعرف على الصفات الإلهية ومعانيها ومتعلقاتها، فمن لم يعرف التوحيد على الوجه الذي ذكره العلامة السنوسي، ومن لم يعرف النفي والإثبات في كلمة الإخلاص، فهو كافر لا يُضرب له في الإسلام بنصيب..

وكان جواب أبي سالم العياشي واضحا في هذه المسألة محل الخلاف حيث عبَّر عن ذلك بقوله: «كأنَّني بجاهل يتحامل أو عالم يتجاهل فيقول: إن صاحب هذه الرسالة قد أنكر الحض على تعليم عقائد الدين، ومال بالناس إلى إيثار الجهل فيها على العلم اليقين، فها أنا ذا أيها الناظر أُبْدي لك مذهبي في هذه المسألة لتعلم ما أدعو إليه وما أنهي عنه..»[16].

ثم انطلق في بسط أصول المسألة بقوله: «فعلى الإنسان أن يسعى في خلاص نفسه بصحة عقده أولا على الكتاب والسنة بقدر وُسعه، مقلدا في ذلك لأئمة السنة المشهورين بالعلم والعدالة إن لم يكن له قدرة على أخذ عقائده الصحيحة من الكتاب والسنة، وإن قدر على ذلك فهو أولى. ثم إن كانت له فطنة ووفور عقل يقدر به على الترقي في المعرفة إلى تحصيل علم العقائد بأدلة الكتاب والسنة أولا ثم بالأدلة التي استنبطها الأئمة من قضايا العقل التي لا تقبل النقيض بوجه من الوجوه، فكل ذلك مما هو مطلوب شرعا ونقلا ولا ينكره إلا جاهل أو متجاهل..»[17].

وخلص في خاتمة الكتاب إلى تثبيت مذهبه بالقول: «فهذا مذهبي في تعليم العقائد، ولا أرخص لأحد في مباحثة العوام بالأسئلة العويصة، ولا أقول بتكفير أحد صدق بوحدانية الله ورسالة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- على الوجه الذي تقدم، وإن جهل شيئا مما زاد على ذلك نبهناه عليه وعلمناه برفق حتى يتعلم، وهو بعد في دائرة الإسلام ولا نخرجه منه بالجهل إلا أن يظهر منه جحود وعناد يستدل به على عدم تصديقه ويكون صريحا في تكذيبه.. هذا مذهبي في هذه القضية ولبيانه ألَّفنا الرسالة..»[18].. فكان هذا ملخص كلامه يقطع به الطريق على من حاول إخراج العوام من ربقة الإسلام بدعوى أنهم مقلدون لعدم مقدرتهم على الاستدلال على إيمانهم بالبرهان والدليل..

4- “مشرب العام والخاص من كلمة الإخلاص، لأبي المواهب الحسن اليوسي(ت1102هـ)[19]: ومن المؤلفات المغربية في باب الردِّ على تكفير العوام كذلك، كتاب الحسن اليوسي الذي عرض فيه لمسألة إيمان المقلد وللكلمة المشرفة، وقد فصل في المسألة تفصيلا مطولا، جعلت كتابه ينقسم إلى قسمين اثنين، هدف من ورائه تحقيق مقصدين اثنين:

– تفسير معنى كلمة الإخلاص؛ (وتَبْيين فحواها على ما يجب اعتقاده على جميع المؤمنين، وهو مرجع مباحث المتكلمين)، وتضمَّنه القسم الأول من الكتاب.

– ثم الإشارة إلى ما يَتَلَمَّحُ فيها –أي كلمة الإخلاص- بعد ما ذُكِرَ من اللطائف، مما شمله القسم الثاني.

وقد أشار عبد الله كنون في “نبوغه” إلى ما أثاره العلماء والطلبة حول كلمة الإخلاص وإلى دور اليوسي في إخماد هذه الفتنة قائلا: «ثم تصدَّى لها أبو علي اليوسي، فلم يترك مقالا لقائل على عادته، وقطعَت جهيزةُ قول كل خطيب»[20].

فكان المقصد الأساس من تأليف هذا الكتاب إذن المساهمة في رفع سوء فهم بعض الفقهاء لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، وقطع دابر الاختلاف بينهم في هذا الأصل، مع الحدِّ مما نتج عن ذلك من اضطراب، إخماداً لنار الفتن التي ثارت بين طلبة سجلماسة وفقهائها وعوامها أولا، ثم بين طلبة مراكش، في: (ما المثبت وما المنفي في كلمة الإخلاص) ثانيا.

وللخروج من هذا الخلاف، اقتصر اليوسي في كل فتاويه على الاكتفاء بالشهادتين في حق العوام، أي باعتقاد المعاني المستخلصة منهما وهي الإقرار بوحدانية الله تعالى في ذاته وصفاته وأفعاله، وبرسالة نبيه صلى الله عليه وسلم إلى العالمين كافة، موردا الردَّ المفحم على ما فعله ابن أبي محلِّي بطلبة وعوام بلدييه بسجلماسة في مسائل حصرها في ست كما وردت بكتابه، موضحا قصد الشارع من المعرفة المطلوبة في (كلمة الإخلاص) بقوله: «وكذا قول أهل بجاية أن من لم يعرف معناها ولم يفرق بين الرسول والمرسل لا يضرب له في الإسلام بنصيب، معناه أن الحاصل هو من لا يعرف الوحدانية ولا يفرق بين الرسول والمرسل لا يضرب له في الإسلام بسهم، وليس معناه أن من لم يعرف معنى الهيللة ولا يحسن تفسيرها لا يكون مسلما وإن كان عارفا بالله وبرسوله»[21]، وبذلك سقط قول هذه الطائفة بتكفير من لم يعرف مضمون هذه الكلمة.

ثم أرشد اليوسي محدثي هذه الفتنة ووجَّههم بقوله: «فالواجب على من انتصب لنصح المسلمين وإرشادهم في هذا الباب، أن ينثر على رؤوسهم ما لا غنى عن اعتقاده في حق الله تعالى وفي حق رسله عليهم السلام ونحو ذلك، ببيان إيضاح ورفق واستصلاح، من غير تعنيف ولا تفتيش، ما لم يبد من أحد فساد، فيجب إرشاده وإعلامه، أو يثور منه جدال أو عناد، فيجب إلزامه وإرغامه، فإن التحكم على قلوب الناس والتفتيش عن ضمائرهم خطر قبيح وجهل صريح..»[22]، وبذلك يرفع الخلاف بين الناس ويتجنب التشديد عليهم في هذا الباب.

5- “رد التشديد في مسألة التقليد، لابن مبارك السجلماسي اللمطي(ت.1156هـ)[23]: إذا كان مؤلِّف الكتاب قد تحدَّث فيه بإجمال عن مسألة تحديد دور العقل عند المتكلمين، وبالخصوص عندما يظهر أي تعارض ما بين العقل والشرع، وما تفرع عن هذه المسألة من توابع ولواحق متعلقة بقضية (إيمان أو تكفير العوام)، فإنه قد بيَّن فيه كذلك أن التقليد في الإيمان ومعرفة الله تعالى بصفاته لا تضر، وخاصة بالنسبة للعوام الذين يؤمنون بالله تعالى دون التدبر في مخلوقاته، وقد انتهى في رده أمام دعاة العقل بأن المقلد في الاعتقاد ليس بكافر ولا يصح تكفيره، وذلك بقوله: «-إذا ثبت ذلك- فليس اعتقاد المقلد الاعتقاد الصحيح المطابق للواقع بواحد من هذه الثلاثة، فإنه لم يعتقد في الحق – سبحانه – إلا الحق، ولا في الرسول صلى الله عليه وسلم إلا الصدق، ولا أتى أمراً اجتمعت الأمة على أنه لا يصدر إلا من كافر، فثبت أن المقلد ليس بكافر عن قواعد الشريعة المطهرة..»[24].

وانطلاقا من ذلك ذكر ابن مبارك أنه وكما أن المقلد ليس بكافر، فليس بعاص أيضاً بترك النظر، لأن أدلة وجوب النظر نحو قوله تعالى: ﴿انظروا..﴾ و: ﴿أولم ينظروا..﴾ و:﴿أولم يسيروا..﴾و:﴿أولم يتفكروا..﴾ أو نحوها، كلها في الكفرة الذين يعتقدون ضد الحق، فأُمروا بالنظر ليرجعوا عن مذهبهم الباطل، لا فيمن اعتقد من عامة المؤمنين، وتلك طريقته في الحجاج مع خصومه، فمتى لم يعتقد المسلم في الحق – سبحانه – إلا الحق ولا في الرسول صلى الله عليه وسلم إلا الصدق ولا أتى أمراً اجتمعت الأمة على أنه لا يصدر إلا من كافر، فهذا يثبت أنه -أي المقلد- ليس بكافر على قواعد الشريعة والدين.

بعد هذا التطواف مع المؤلفات المغربية في الرد على من كفَّر عامة المسلمين، نقف على جانب آخر من هذه المشاركات العلمية لجلة من علماء المغرب في دفع شبه التكفير والتضليل، إنه جانب منظوم الكلام، وذلك من خلال نموذجين اثنين؛ هما: يحيى الحاحي وعبد القادر التستاوتي.

6-  يحيى بن زكرياء الحاحي: عُرف عنه كما يقول محمد حجي أنه: «أحد الأدباء الأمراء الذين تكونوا تكوينًا علميًّا متينًا في سوس، ودرعة وفاس، وامتاز في علوم الحديث والرواية امتيازه في التَّرَسُّل ونظْم القوافي، وظل يدرس في زاوية زْدَاغَة زُهاء ثلاثين سنة.. أخذ عنه أثناءها أعلام سوس، وشدُّوا إليه الرِّحال من السَّهل والجَبل، ومن بينهم قاضي الجماعة بمدينة المحمدية عبد الرحمن التَّمَنَارْتِي»[25]. ولهذا حلاه تلميذه التمنارتي بقوله: «له مشاركة في الفنون: الحديث، والعربية، والعروض، والتصوف»[26]، وقال الحضيكي: « له تآليف مفيدة، وأشعارٌ، وأسْجَاعٌ، وقصائد رائقةٌ معجبات، ومواعظٌ مُبكيات»[27].

ومما تذكره كتب تاريخ المغرب – كما سنشير إليه لاحقا- أنه تولى قيادة زاوية تافيلالت بعد أبيه، ولما ثار أحمد بن أبي محلِّي على السعديين عام 1019هـ، وتغلب على السلطان زيدان السعدي، وأخرجه من ملكه بمراكش، استصرخ السلطان بأبي زكريا، فزحف إلى مراكش في جموعه، فنزل بقرب جيليز جبل مطل على مراكش، ولما برز إليه أبو محلي، والتحم القتال بينهما، كانت أول رصاصة في نحر أبي محلي، فهلك مكانه، وانذعرت جموعه. كما تذكر المصادر أن ابن أبي محلى يعتبر “من الشخصيات الفريدة في تاريخ المغرب، تكاد تمثل النموذج المبسط لعدد من الحركات التي عرفها مغرب النصف الأول من القرن الحادي عشر (17م)، من سير الراغبين في السلطة، المتوسلين إليها بالصلاح..”[28].

كما يذكر محمد حجي عنه قوله: «على أن أكثر إنتاجه شعر، وأغلبه في هجو خصمه أحمد بن أبي محلي والرد عليه. وكانا صديقين أيام الطلب، وعاشا معا مدة طويلة في فاس، لكنهما اختلفا بعد أن استولت عليهما فكرة الحكم والسلطان..»[29].

وقد جمع يحيى الحاحي أشعاره في مجلد ضخم سماه “التجلي فيما وقع بين سيدي يحيى وأبي محلي”. ومن ذلك ما أَشَارَ  إليه فِي بعض قصائده معرضًا بِأبي محلي الْمَذْكُور بقوله[30]:

يَا أمة الْمُصْطَفى الْهَادِي أَلَيْسَ لكم … فِيمَن مضى أُسْوَة من سَائِر العلما

نسيتم دين خير الْخلق وافترقــت … آراؤكم فغدا الْإِسْلَام منقسمــــــا

أتحسبون بِأَن الله تاركــــــــكــم … سدى وخلقكم قد تعلمُونَ لمــــــا

ناشدتكم بِالَّذِي فِي الْعرض يجمعا … أما فطنتم ومالاه كمن فهـــمـــا

بِأَن مغربكم قد عَمه سخــــط … من الْمُهَيْمِن يَا لله معتصمــــــــا

إِن قيل للنَّاس إِن الْهَرج يوبقكم … قَالُوا الْفَقِيه فلَان قبلنَا اعتزمـــــــا

لَو لم يكن جَازَ مَا أفتى الإِمَام بِهِ … وَلَا أَتَاهُ أَلا تبنوا الَّذِي انهدمـــــــا

وَمن يقل قَالَ خير الْخلق قيل لَهُ … هَا صَاحب الْوَقْت يكفينا الَّذِي علما

وَنحن أفضل من صحب الرَّسُول لنا … أجر يُضَاعف فِي أجفارنا نظمـا

وزخرفوا ترهات القَوْل فانفعلـــــت … لَهُم نفوس عوام رشدها عدمـــــا

فهذا نموذج لبعض ما ردَّ به يحيى الحاحي على ابن أبي محلي، وتجييشه للناس ضد دعوته المتطرفة في امتحان الناس في عقائدهم، كما وردت بذلك الأخبار والآثار..

7- عبد القادر التستاوتي: ويُعرف هذا العالم بأنه أخذ فنون العلم والمعرفة عن فطاحلة الشيوخ والعلماء الكبار أمثال عبد القادر الفاسي الذي قرأ عليه بفاس عام 1068ﮪ، واجتمع بالشيخ ميارة بجامع اللبارين، وقد أجازه الشيخ محمد بن ناصر الدرعي بعض المتون [31].

كما شهد له العديد من مؤرخي الأعلام، فقال فيه صاحب “الاعلام”: «أنه كانت له ملكة في نظم الشعر، وله عارضة في الأدب.. بحيث ترك تراثا فكريا ضخما، عكف على جمع بعضه تلميذه ابن عاشر الحافي السلوي»[32]. ويحفل كتابه”نزهة الإخوان” بمعلومات تاريخية وأدبية وسياسية، وكذلك بقيمة أدبية كبرى جهد الأستاذ أحمد الطريبق في إبراز معالمها وخصوصيتها في أطروحته الجامعية؛ فذكر من ذلك قوله: (في مجموعة “نزهة الناظر” يضع رسائل يمكن اعتبارها وثائق انتزعت من التستاوتي مواقف سياسية من بعض أحداث عصره، حيث إنها ارتبطت بأحداث تاريخية مشهودة، شهدها مغرب القرن الحادي عشر في تحولاته السياسية في فترات النزاع على السلطة..)[33]، كما أن أخباره يمكن استخراجها من مراسلاته مع سابقه الحسن اليوسي، وهي أحداث كثيرة وقعت في عصره الموافق لأعوام التسعين وجابهتها السلطة المركزية؛ منها ثورة ابن محرز ومواجهات المجاهد العياشي ومواقف ابن أبي محلي..[34].

وقد كان جوابه على الفتنة التي أحدثها ابن أبي محلِّي – وموضوعها التطرف الديني والغلو في الاعتقاد- عظيم الأثر، حيث انبرى الشاعر التستاوتي إلى نظم قصيدة (كافية) ردَّ فيها على ابن أبي محلي، وأنكر عليه جرأته على شيوخه وتكذيبهم، وتسرعه في الحكم على الناس بالكفر. وقد ذكر محقق «الكشف والتبيين» أنه وجدها في آخر صفحة من كتاب “الكشف والتبيين” نسخة المكتبة الوطنية، وخُتمت بخمسة أبيات يثني فيها التستاوتي على ابن مبارك العنبري، ويُبيِّن قدره ومكانته [35].

ومن أبيات هذه المنظومة قوله:

لا لا تكفر خلقه فلربمـــــــــا                            كفرت عبدا خصه مـــــــولاك

فتكون ممن يجتري ويرد حكـ                            ـــم الله ما هذا الذي أعمــــاك

من أين تحكم للعباد بكفرهــــــم                    هل أنت تعلم في غد مثـــــــــــواك

كذبت شيخك ثم حدت عن الهدى وزعمت  يا خيبة المسعى إذا مسعاك

بطلان الصلاة وراء مـــــن                                 منه استفدت العلم ما أقصاك

إن الإمام مباركا من خير ما                             طلعت عليه الشمس يا مغناك

خاتمة:

 هكذا نلحظ إذن ما وصل إليه الأمر في افتتان الناس في العقائد والفقه معا؛ وهما وجدان الأمة وروحها، مما اضطرَّ عامة الناس اللجوء إلى كبار علماء العصر المنصفين، مستفتين عن الميزان الصحيح القويم الذي يعرضون عليه إيمانهم، وعن المطلوب ممن يعجز عن معرفة الدليل والبرهان في تقرير العقائد، أو لا يستطيع التعبير عنه باللفظ ولا يقدر على البيان، حتى يسلم من نسبة الكفر إليه، فكان جوابهم بقدر المستطاع وبحسب الحال، مما عرضنا بعضه مقيدا أو منظوما، مثالا للقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يلقى على عاتق علماء الملة، حفاظا على الأمن العقدي لعوام المسلمين وخاصتهم، تصديقا لقول الله عز وجل: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)، صدق الله العظيم.

 

 

الهوامش:

[1]  انظر تقريرا حول مجريات هذه الدورة في موقع الرابطة المحمدية للعلماء (مركز أبي الحسن الأشعري).

[2]  جميع أعداد هذه السلسة موضوعة بصيغة (ب.د.ف) بموقع الرابطة المحمدية للعلماء.

[3]  الكتاب موضوع بصيغة (ب.د.ف) بموقع الرابطة المحمدية للعلماء.

[4]  تبيين كذب المفتري، لابن فورك، ص:149

[5]  تجدونها بموقع الرابطة المحمدية للعلماء (مركز أبي الحسن الأشعري).

[6]  الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى، لأحمد الناصري،ج/5-245

[7]  المغرب عبر التاريخ، لإبراهيم حركات، ج/2-321

[8]  الكتاب مطبوع متداول، انظر مثلا طبعة دار ابن حزم، ط1/2004، بتحقيق: هارون عبد الرحمن آل باشا.

[9]  نفسه، ص: 22-23

[10]  نفسه، ص: 22-23

[11]  نفسه، ص: 65

[12]  الكتاب مطبوع ومحقق، دراسة وتحقيق: جمال زركي، منشورات مركز أبي الحسن الأشعري التابع للرابطة المحمدية للعلماء بتطوان، ط/1-2017

 [13] نفسه- ص:100

[14]  نفسه- ص:195

[15]  الكتاب مطبوع بتقديم وتحقيق: عبد العظيم صغيري، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،الرباط، ط/1-2015م

[16]  نفسه-ج/1، ص:116-117

[17]  نفسه-ج/2، ص:515-516

[18]  نفسه-ج/2، ص:521

[19]  انظر كتاب”مشرب العام والخاص من كلمة الإخلاص” لأبي المواهب الحسن اليوسي (ت1102هـ)- تقديم وتحقيق: الدكتور حميد حماني- مطبعة دار الفرقان للنشر الحديث/الدار البيضاء- الطبعة الأولى/2000

[20]  النبوغ المغربي في الأدب العربي لعبد الله كنون- مكتبة دار الثقافة- د.ت. ص: 241

انظر مشرب العام والخاص

[21]  مشرب العام والخاص، ج/1، ص: 178-179

[22]   مشرب العام والخاص، ج/1، ص: 488

[23]  كتاب رد التشديد في مسألة التقليد، طبع بتحقيق: عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية/بيروت-ط/1-2001م.

[24]  نفسه، ص:47 وما بعدها

[25]  معلمة المغرب، ج/10، صفحات:3267-3268

[26]  طبقات الحضيكي، ج/2، ص:598.

[27]  الفوائد الجمة، للتمنارتي، ص: 157.

[28]  انظر بهذا الخصوص ما ورد حول الأحداث التي شارك فيها ابن أبي محلي في صراعه مع المولى زيدان، وثيقتان منشورتان في كتاب: “منوعات محمد حجي”، وهو الكتاب الصادر بمناسبة صدور موسوعة أعلام المغرب، دار الغرب الإسلامي، ط/1-1998، تحت عنوان: مساهمة في التعريف بابن أبي محلي من خلال وثيقة انجليزية معاصرة، لزهراء إخوان من جامعة مولاي إسماعيل/مكناس، ص.ص: 140-150، تؤرخان لهذه الأحداث تأريخا فريدا من حيث كيفية استعدادات كل من زيدان وابن أبي محلي للمواجهة العسكرية.

[29]  معلمة المغرب، ج/10، صفحات:3267-3268، وفي كتاب: الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي، لمحمد حجي، ط/2-1988، مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء، ص: 142 وما بعدها.

[30]  الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى، لأحمد الناصري، ج/5-246.

[31] انظر كتاب: “الكتابة الصوفية في أدب التستاوتي” للدكتور أحمد الطريبق، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ط/1-2003، و”الوافي بالأدب المغربي” لابن تاويت، و”النبوغ في الأدب المغربي” لعبد الله كنون. وانظر كذلك: “شعر أحمد بن عبد القادر التستاوتي”، عبد اللطيف شهبون ط2010- 1/68، وانظر أخباره وشعره في “طلعة المشتري” لأحمد الناصري.

 [32] نزهة الإخوان، للتستاوتي، ج: 1، ورقة 28، ص: 54. نقلا عن أحمد الطريبق.

 [33] الكتابة الصوفية في أدب التستاوتي، للدكتور أحمد الطريبق

[34] نفسه، ج/2-488

[35] هذه الأبيات استخرجها محقق كتاب العنبري “الكشف والتبيين..” د.جمال زركي، وذكر ذلك بقوله: (للشاعر التستاوتي قصيدة كافية ردَّ فيها على ابن أبي محلِّي.. وقد وجدتها في آخر صفحة من كتاب “الكشف والتبيين”، نسخة المكتبة الوطنية)(انظر ص: 51 من الكتاب، ورقمه بالمكتبة الوطنية: 1061ق)، وقد اجتهد المحقق في قراءتها رغم صعوبة ذلك، وقد تكون بها بعض الأخطاء. وقد بحثت عنها في ديوان التستاوتي واستشرت مع بعض المهتمين بشخصية التستاوتي فلم نظفر بشيء حول هذه القصيدة إلا ما ذكرت من قبل.

Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق