وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

حاضرة أنفا خلال العصر المريني

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

شكلت أنفا حاضرة مرينية متعددة المعالم جعلت منها مدينة “في غاية الحضارة والازدهار“[1]، بشكل أعاد تمدنها وتحضرها القديمين[2]. وفي هذا السياق مثل جامع أنفا الكبير، بعمارته الحفيلة [3]، مركزية مجالية أعادت ترتيب الحاضرة عامة [4]، وشأنها الديني خاصة[5].

  ويبدو أنه كانت بمحيط المركزية المذكورة، بحسب الاحتمال، مدرسة  أنفا الحفيلة[6]، وخطط إدارية وقضائية وملحقاتها، وسوق وفندق[7]. ولعل بأطراف المركزية الدينية نفسها تنامت “مساجد ودكاكين في غاية  الحسن، وقصور شامخة“، ومنازل[8]، وزاوية سيدي يحيى بن إبراهيم البرغواطي[9]، ومؤسسة سجنية [10]، ومقبرة الحاج صالح الحضرية [11].

  وشكلت “الأسوار التي كانت في غاية المتانة“[12] مجال أمن حاضرة أنفا الحربي، مثل ما شكلت بساتينها وحقولها محيطَها البيئي، ومجالَ أمنها الغذائي[13]. حيث كانت بها “بساتين وكروم […] تجنى منها كميات عظيمة من الثمار، لا سيما البطيخ والخيار التي يبدأ نضجها في منتصف أبريل. وقد اعتاد الناس أن يحملوا هذه الثمار إلى فاس، لأن نضجها فيه يتأخر“[14]. وبالرغم من تحول بساتينها “إلى غابات […] ما زالت مع ذلك تنتج بعض الفواكه“[15].

وبذلك، مثلت حاضرة أنفا، خلال العصر المريني، مدينة شبه مستديمة، قوامها الرخاء الاقتصادي[16]، والتوازن الاجتماعي[17]، والاهتمام بجمالية المجال[18].

الإحالات:

[1] وصف إفريقيا، ج1، الحسن الوزان، دار الغرب الإسلامي، 1983 م، ص197؛ وأنفا وما حولها في العصر الوسيط، إبراهيم حركات، في: أعمال ندوة الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، د. ت، ص24، وص26.

[2] إفريقيا، ج2، م. كربخال، مطابع المعارف الجديدة، 88- 1989 م، ص128؛ وعبير الزهور، ج1، هـ. المعروفي، مطبعة النجاح الجديدة، 2013 م، ص76.

[3] الذيل والتكملة، السفر الثامن، القسم الأول، محمد ابن عبد الملك المراكشي، تحقيق: محمد بن شريفة، مطبعة المعارف الجديدة، 1984 م، ص243؛ والرحلة المغربية، إبراهيم النميري، تخريج وتعليق: عبد القادر سعود، الرابطة المحمدية للعلماء، 2021 م، ص343، وص348؛ والإعلام، ج9، العباس السملالي، تحقيق: عبد الوهاب ابن منصور، المطبعة الملكية، 1980 م، ص307؛ وعبير الزهور، ج1، ص71، بتحفظ، وص85، بتحفظ؛ وأنفا في عهد المرينيين، محمد المنوني، في: المدينة في تاريخ المغرب العربي، مطابع سلا، ص252، وص253، وص254.

[4] المسند الصحيح الحسن، محمد ابن مرزوق، تحقيق: ماريا بيغيرا، الشركة الوطنية، 1981 م، ص406؛ والرحلة المغربية، ص343، وص344، وص346، وص347، وص352، وص355، وص356؛ والأنيس المطرب، ابن أبي زرع، مراجعة: عبد الوهاب ابن منصور، المطبعة الملكية، 1999 م، ص393، وص517؛ والذخيرة السنية، المؤلف نفسه، دار المنصور، 1972 م، ص94؛ ومفاخر البربر، صالح الإيلاني، تحقيق: عبد القادر بوباية، دار أبي رقراق، 2008 م، ص176، وص182، وص183؛ ونفاضة الجراب، ج1، ابن الخطيب، تعليق: أحمد العبادي، دار النشر المغربية، 1985 م، ص79- 80؛ والإحاطة، مج.4، ابن الخطيب، تحقيق: محمد عنان، الشركة المصرية، 1978 م، ص117، وص427؛ ووصف إفريقيا، ج1، ص197، وص198؛ وإفريقيا، ج2، ص127، وص128؛ وبيوتات فاس، ابن الأحمر، دار المنصور، 1972 م، ص70؛ وذكر بعض مشاهير أهل فاس، عبد الرحمن الفاسي، تحقيق: خالد الصقلي، آنفو- برانت، 2007 م، ص59؛ وتحفة الأكياس، محمد الكتاني، ذيل زهر الآس، ج2، تحقيق: علي الكتاني، مطبعة النجاح الجديدة، 2002 م، ص364؛ وكتاب ذكر مشاهير أعيان فاس-2، مجهول، تحقيق: عبد القادر زمامة، في: مجلة البحث العلمي، ع. 4- 5، ص104؛ وجذوة الاقتباس، ق. 2، أحمد ابن القاضي، دار المنصور، 1973 م، ص437، وص558؛ والإعلام، ج1، العباس السملالي، المطبعة الملكية، 1993 م، ص208؛ وج8، 1977 م، ص228؛ وج9، ص307؛ وكتاب الاستقصا3، أحمد الناصري، دار الكتاب، 1997 م، ص23، وص94؛ وج4، ص13؛ وعبير الزهور1، ص71، وص73، وص76، وص79- 80، وص85، وص86، وص87، وص89؛ وتاريخ المغرب تحيين وتركيب، مطبعة عكاظ الجديدة، 2011 م، ص236؛ والمغرب عبر التاريخ2، إبراهيم حركات، مطبعة النجاح الجديدة، 2000 م، ص135، وص136، وص170، وص178، وص199؛ وأعلام المغرب العربي1، عبد الوهاب ابن منصور، المطبعة الملكية، 1979 م، ص105؛ والدار البيضاء الإنسان..، محمد السنوسي معنى، دار النشر المغربية، 2017 م، ص23، وص24، وص25، وص26، وص29، وص30، وص31، وص32؛ وأنفا وما حولها، ص22- 23، وص24- 25، وص26، وص27؛ وأنفا في عهد المرينيين، ص252، وص253- 254، وص255.

[5] وصف إفريقيا، ج1، ص197، وص198؛ وإفريقيا، ج2، ص128؛ وأنفا وما حولها في العصر الوسيط، ص26، وص27؛ وأنفا في عهد المرينيين، ص252.

[6] المسند الصحيح، ص406؛ والرحلة المغربية، ص343، وص352؛ ونفاضة الجراب1، ص79- 80؛ والإحاطة4، ص117؛ وعبير الزهور1، ص79، وص80، وص85؛ وتاريخ المغرب تحيين، ص263؛ والمغرب عبر التاريخ2، ص136؛ وأنفا وما حولها، ص22- 23؛ وأنفا في عهد المرينيين، ص253، وص254.

[7] الدار البيضاء الإنسان .. والزمان .. والمكان، ص30.

[8] وصف إفريقيا، ج1، ص197. انظر: الرحلة المغربية، ص347. وراجع: الدار البيضاء الإنسان، ص25، وص30؛ وأنفا وما حولها، ص26، وص27.

[9] أنفا في عهد المرينيين، ص255.

[10] الأنيس المطرب، ص517؛ وكتاب الاستقصا، ج3، ص94؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان ..، ص30؛ وأنفا وما حولها في العصر الوسيط، ص24- 25.

[11] جذوة الاقتباس، القسم الثاني، ص437؛ والإعلام بمن حل مراكش، ج8، ص228؛ وعبير الزهور، ج1، ص86؛ وأنفا في عهد المرينيين، ص255.

[12] إفريقيا، ج2، ص128. انظر: الأنيس المطرب، ص517؛ ووصف إفريقيا، ج1، ص197؛ وكتاب الاستقصا، ج3، ص94؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان ..، ص25، وص30؛ وأنفا وما حولها في العصر الوسيط، ص26، وص27.

[13] كتاب معيار الاختيار، ابن الخطيب، تحقيق: محمد شبانة، 1976 م، ص158؛ ووصف إفريقيا، ج1، ص197، وص198؛ وإفريقيا، ج2، ص128؛ وعبير الزهور، ج1، ص63؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان، ص24، وص25، وص26، وص27؛ وأنفا وما حولها، ص25، وص26، وص27.

[14] وصف إفريقيا، ج1، ص197. راجع: الدار البيضاء الإنسان .. والزمان .. والمكان، ص25؛ وأنفا وما حولها في العصر الوسيط، ص26.

[15] وصف إفريقيا، ج1، ص198. راجع: الدار البيضاء الإنسان .. والزمان .. والمكان، ص25؛ وأنفا وما حولها في العصر الوسيط، ص27.

[16] كتاب معيار الاختيار، ص156، وص158؛ ووصف إفريقيا، ج1، ص197، وص198؛ وإفريقيا، ج2، ص128؛ وكتاب الاستقصا، ج4، ص13؛ وعبير الزهور، ج1، ص63، وص73، وص74، وص76، وص77- 79؛ والمغرب عبر التاريخ، ج2، ص128؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان، ص23، وص24، وص25، وص26، وص27، وص29، وص30، وص31، وص32؛ وأنفا وما حولها في العصر الوسيط، ص22، وص24، وص25، وص26، وص27.

[17] كتاب معيار الاختيار، ص158؛ ونفاضة الجراب1، ص79- 80؛ ووصف إفريقيا1، ص197؛ وإفريقيا2، ص127، وص128؛ وعبير الزهور1، ص73، وص74، وص79- 80، وص89؛ والدار البيضاء الإنسان ..، ص23، وص24، وص25، وص27، وص29، وص30؛ وأنفا وما حولها، ص23، وص24، وص26- 27؛ وأنفا في عهد المرينيين، ص254.

[18] كتاب معيار الاختيار، ص158؛ ووصف إفريقيا، ج1، ص197، وص198؛ وإفريقيا، ج2، ص128؛ وعبير الزهور، ج1، ص63، وص73، وص74؛ والدار البيضاء الإنسان..، ص25، وص26، وص27؛ وأنفا وما حولها، ص26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق