وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

اللقى الأثرية بمنطقة الدار البيضاء وضواحيها

الدكتور مصطفى مختار

باحث  بمركز علم وعمران

الحلقة الثالثة

لم تستأثر مغارات منطقة سيدي عبد الرحمن ومحيطها وحدها باهتمام الباحثين الأركيولوجيين، بل كانت مناطق أخرى من الدار البيضاء موضوع اهتمام الباحثين[32].

وفي هذا الصدد عثر بمنطقة عين الذئاب على لقى أثرية دالة على الأشولي القديم، ولعل منها ذات الوجهين[33]. وتم العثور على لقى أثرية عديدة دالة على العصر الحجري الأسفل بملعب السباقات القديم[34]، ما بين السكة الحديدية وطريق بوسكورة؛ ولقى أثرية أخرى بوادي “كَوريا”، بالطريق المذكورة[35].

وتم اكتشاف صناعات حجرية، بمنطقة العنق، دالة على العصر الحجري الأوسط[36]. وعثر على صناعات حجرية مختلفة، في مقطع/ مقلع مارتان قرب الموقع المذكور، تعود إلى فترتين من العصر الحجري الأدنى. هما فترة “الشيلي“، وفترة “الأشولي” المتلاحقتين[37]، مثل ما عثر، بحي راسين، على لقى أثرية دالة على العصر الحجري الأوسط[38].

وعثر على لقى أثرية مختلفة، بموضع شارع المولى يوسف، وموضع ساحة الأمم المتحدة، وموضع حي المعاريف، وموضع مطار أنفا القديم ومحيطه[39].

واكتشفت لقى أثرية أخرى دالة على عصور ما قبل تاريخية مختلفة (من العصر الحجري القديم السفلي إلى العصر الحجري الحديث) في مواضع كل من حي الوازيس، وحي المستشفيات، وحي مرس السلطان، ولارميطاج[40].

مثل ما اكتشفت، في حي عين الشق، لقى بشرية، وأصداف، ورماد، وبقايا أكل، وعظام، وموقع غني للخزف والفخار والحجر المصقول[41]، و”محلزات” شبيهة بآثار العصر القفصي[42]. ولعل ذلك يحيل على شبه وحدة ثقافية ما قبل تاريخية رابطة بين مكونات موضع بلاد المغارب.

وعُثر قرب حي عين الشق شمال شارع الحزام الكبير على “150 عروة مثقوبة بثقبة أو اثنتين أو ثلاث“[43]، وعلى كثير من الخزف والفخار المطلي. لعله يعود إلى العصر الحجري الحديث[44] أو إلى العصر الحجري الأدنى[45].

وعثر ب. بيبيرسون، داخل المدينة الجديدة (حي درب السلطان)، “على أحجار مصقولة ذات وجهين وعلى شظايا وفؤوس وأحجار صوانية منحوتة“. ويبدو، بحسبه، أن صناعة نحت الأحجار باستعمال السندان ذات طابع أشولي[46].

وتم العثور في مصنع توليد الكهرباء، وطريق المحمدية والرباط، بعين السبع، وبالرصيف الجديد مكسر الأمواج، على لقى بشرية، ومجموعة من الأصداف والرماد وبقايا الأكل، دالة على الصناعة الحجرية الحديثة. وعُثر أسفلها على مسكن مليء بالخزف والفخار والأحجار المصقولة[47]. وعُثر، في طريق المحمدية، على “محلزات” شبيهة بآثار الفترة القفصية[48].

 يتبع                                     

الإحالات:

[32]  Casablanca, T. 1, A. Adam, Paris, Centre national de la  recherche scientifique, 1968, p. 23

[33]   Atlas préhistorique du Maroc I, p. 182

[34] Histoire de Casablanca, p.11; Atlas préhistorique du Maroc I, p. 231, 234. وقابل بـ: Atlas préhistorique du Maroc I, p. 183

[35] Casablanca des origines, p. 2; Atlas préhistorique du Maroc I, p. 228- 231                                                             .

[36] du  Casablanca des origines, p. 20- 21; Atlas préhistorique  explorations  Maroc I, p.173- 177, 182, 187; Dans le bled es siba au Maroc, L. Gentil ; Masson et Cie, éditeurs, 1906, p. 55- 56.

[37]  Casablanca des origines, p. 21; Atlas préhistorique du  Maroc I, p. 177- 182, 201

[38]  Atlas préhistorique du Maroc I, p. 183, p. 223- 224

[39]  Atlas préhistorique du Maroc I, p.226, 228, 223- 234

 [40] Histoire de Casablanca, p. 11- 12; Atlas préhistorique du  Maroc I, p. 226, 228, 234, 236- 237. لعل ملعب الشيلي القريب من لارميطاج عثر به على لقى دالة على فترة الشيلي أو فترة الأشولي، فتحول اسمه إلى الشيلي، بحسب الاحتمال

[41] Histoire de Casablanca, p. 12

[42] عبير الزهور في تاريخ الدار البيضاء وما أضيف إليها من أخبار أنفا والشاوية عبر العصور، ج1، هاشم المعروفي، مطبعة النجاح الجديدة، 1987 م، ص13.

[43] نفسه، ص11؛ و  Histoire de Casablanca, p. 12.

[44] Histoire de Casablanca, p. 12.

[45] عبير الزهور، ج1، ص11.

[46] عبير الزهور، ج1، ص11، بتصرف؛ وHistoire de Casablanca, p. 12.

[47] عبير الزهور، ج1، ص11؛ و Histoire de Casablanca, p. 12; Casablanca des origines, p. 21.

[48] عبير الزهور، ج1، ص13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق