مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

«معجم الهيآت والإشارات والرموز في القرآن الكريم من خلال تفسير «التحرير والتنوير» للإمام الطاهر ابن عاشور» (الحلقة الثالثة)

ج- الرموز:

إن الرمز حسب تعريف محمد التونجي صاحب كتاب «المعجم المفصل  في الأدب»: «علامة تعتبر ممثلة لشيء آخر ودالة عليه، فتمثله وتحل معه. والرمز يمتلك قيما تختلف عن قيم أي شيء آخر يرمز إليه كائنا ما كان، وهو كل علامة محسوسة تذكر بشيء غير حاضر. فالعَلَم، وهو قطع من القماش الملون، يرمز إلى الوطن والأمة، والصليب يرمز إلى المسيحية، والهلال يرمز إلى الإسلام. كما استخدم الشعراء ريح الصبا رمزا للمحبوب الغائب، والوردة رمزا للجمال، والتنيني عند الصينيين رمزا للقوة الملكية»(17)، وهكذا في تراث كل أمة من الأمم.

ويحفل القرآن الكريم بهذه الرموز الممثلة والدالة والتي لها قدرة وطاقة إيحائية قوية. ويمكن تقسيم الرموز في القرآن الكريم حسب ما وصل إليه استقرائي إلى أربعة أقسام مع الإشارة إلى أن هذه الأقسام يمكن أن تزيد ويمكن أن تنقص عن أربعة، وهي:

  • رموز الألوان.
  • رموز الأعداد.
  • رموز أسماء الأنبياء والأشخاص.
  • رموز الأحداث.

وكل هذه الأقسام تحمل دلالات معينة. وقد أصبحت هذه الرموز بعد ورودها في القرآن واردة في الاستعمال أيضا، ومثالٌ على ذلك رمز «فرعون» وهو من رموز الأشخاص، ألا ترى أن فرعون ورد في القرآن الكريم رمزا دالا على الظلم والطغيان وأيضا رمزا للتكبر والتعالي، فأصبحنا نطلق على من هذه صفاته فرعونا من غير ذكر دلالات هذا الرمز اعتمادا على الفهم المشترك بين العامة.

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية
Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق