مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

مفاهيم في التماسك ووحدة بناء النص» من خلال كتاب « قراءة في الأدب القديم» محمد محمد أبو موسى دراسة إحصائية معجمية (حلقة الثالثة)

 (أ)

أدا

[أدوات)

سياق المصطلح:

– «…ولاحِظ أنَّ كلمةَ العَصرِ هنا كلمَةٌ مُضَلّلةٌ للجيلِ لأنَّها آلياتُ وأَدَوَاتُ ومناهجُ القوَى المُصرَّةِ على السَّيطرةِ والغطْرسةِ والغَلبةِ…»[1]

– «…وكلُّ مُفرداتِ هذا العِلمِ في صميمِ علمِ تحليلِ النّصِ، ابتِداءً من مقدِّمةِ الفَصاحةِ والبلاغةِ، وانْتهاءً بأصْغرِ فنِّ بديعيٍّ، كلّ هذَا وسائلُ وأَدَوَاتٌ تُعينكَ على استكشافِ جوهرِ النّصِّ…»[2]

-«… ويظهرُ هذا حينَ يأْتِي الكلامُ بِأَدَوَاتِ التَّجريدِ، مثلَ الباءِ، ومنْ، وفِي، وهو من دقائقِ فنونِ البَديعِ، وفيه عملٌ عقليٌّ وقوةُ تخييلٍ…»[3]

– «…وقدْ قدّمَ الفرزدقُ الضّميرَ على الفعلِ، وأَدْخلَ عليهِ أداةَ الشَّرطِ إذَا، وهي خاصةٌ بالأفعالِ…»[4]

– «…لمَّا قالَ «كنَّا بَعيريْنِ» وصفَ البعيرينِ بجُملةِ القَصرِ الّتي جاءَ فيها بالنَّفيِ والاستثناءِ وهيَ الأَدَاةُ الأَصليةُ للقصرِ، والّتي تُسمَّى أمّ البابِ…»[5]

 التعريف اللغوي:

جاء في الصحاح: [أدا] الأداة: الآلةُ، والجمع الأدَواتُ. وآداهُ على كذا يُؤْديهِ إيداءً، إذا قواه عليه وأعانه. ومن يؤديني على فلان، أي من يعينني عليه. وآدى الرجلُ أيضاً، أي قَويَ، من الأَداةِ، فهو مُؤدٍ بالهمز، أي شاكٍ في السلاح. وأمَّا مودٍ بلا همز، فهو من أَوْدى أي هلك. وأهل الحجاز يقولون: آديته على أفعلته، أي أعنته.[6]

التعريف الاصطلاحي:

الأدوات: وسائلُ لغويةٌ يتَوسَّلُ بها لفهم معنى النص وربط أجزائه بعضها ببعض. وبِدُونِهَا يَتعذّرُ فهمُ النَّصّ وإدراكُ أسرارِ بلاغته وتماسُكِ أطرافِه.

///

ألف

[مألوف]

سياق المصطلح:

– «…وتأمَّلْ أيضا هذا المُضارعَ لأنَّ كعبًا لمْ يَذكرْ منْ أحْوالِ لقاءِ الحربِ، واحْتدامِهَا بهم إلَّا هذه الجُملة، ثُمَّ راجِعْ أوصافهُ، وكيفَ رتَّبهَا عَلَى وجهٍ قَريبٍ مَأْلُوفٍ…»[7]

-«… وتكرارُ ذكرِ عرفةَ في القصيدةِ لهُ دلَالاتٍ كثيرةٍ، نَتبيَّنُها بعد دراسَةِ الصُّورِ الأُخرَى، ومِنها أَنَّ عرفةَ قبسٌ مُضيءٌ في تَاريخِ الحِجازِ الّذي يسكُنها ولدُ إسماعيلَ عليهِ السّلامُ، والفَرزْدقُ مِنهمْ، وهُم مَعَدّ الّذينَ جاؤُوا في شِعْرِ حسَّانَ « مَتَى مَا تَزِنَّا مِنْ مَعَدٍّ بِعُصْبَةٍ»، والفرزدقُ هنا يذْكرُ تميمًا، ومُضَرَ، والخِلافةَ، والنُّبوةَ، وإمارَةَ الحجِّ، ويأتِي ذكرُ عرفةَ في هذَا السّياقِ على وجهٍ مَأْلُوفٍ جِدًّا…»[8]

-«… انْظرْ إلى التَّعليقِ الشَّرطيِّ في البيتِ الأوَّلِ ثمَّ كَلمة «عَادَتْ» المُشعرةِ بأنَّ الذّنب كأنَّه هو عادتها المَأْلوفَة…»[9]

التعريف اللغوي:

جاء في الصحاح: ألف: الألْفُ عددٌ، وهو مذكر، يقال: هذا ألْفٌ واحدٌ، ولا يقال: واحدة. وهذا أَلْفٌ أَقرعُ، أي تامٌّ، ولا يقال: قرعاءُ. وقال ابن السكيت: لو قلت هذه أَلْفٌ بمعنى وآلَفْتُ القومَ إيلافاً، أي كمّلتهم أَلْفاً، وآلَفوهُمْ أيضاً بأنفسهم. وكذلك آلفت الدارهم وآلفت هي. والإلف: الأَليفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلف. وجمع الأليف آلائف، مثل تبيع وتبائع وأفيل وأفائل. قال ذو الرمة:

فأَصْبَحَ البَكْرُ فردا من أَلائِفِهِ  /// يرتاد أَحْلِيَةً أَعْجازُها شذب

والأُلّاف: جمع آلِف مثل كافر وكفار. وفُلان قد أَلِفَ هذا الموضِعَ بالكسر يَأْلَفُهُ إلْفاً، وآلَفَهُ إيّاهُ غيرُه. ويقال أيضاً: آلَفْتُ الموضعَ أولِفُه إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضعَ أُؤالِفُهُ مُؤالفة وإيلافا، فصار صورة أفعل وفاعل في الماضي واحدا. وألَّفتُ بين الشيئين تأليفا، فتَألَّفا وأْتَلَفا.[10]

التعريف الاصطلاحي:

المَأْلُوفُ من كلِّ شيءٍ: المُقَرَّبُ المُسْتَأْنَسُ بِهِ، وتَرْتِيبُ كَلِمِ الجُمْلَةِ عَلَى وَجْهٍ مَألوفٍ ضَمُّ بَعْضِهَا إِلَى بَعْض.

///

ألف

[يؤلف]

– «…ومِثلُ هذا يُورثُ الكلامَ نغمَا مُتقاربًا، ويُؤَلِّفُ بين أجزاءِ الصُّورةِ، بهذا النَّغمِ المُتقاربِ ومثل هذا تَجدهُ في الجُملِ الحاليةِ…»[11]

– «…وأنَّ هذا الجُزءَ من المعنَى أوْلَى عِندهُ منَ المَعنى الّذي زحْزحهُ من أَجلهِ وهو قولهُ «بِأخضَر مِنْ نعْمَان» مع أهمِّيتهِ، وكأنَّ الفَرزدقَ أرادَ أن يقتادَ عَينيْكَ قسرًا إلى الحَدراءِ، وهي في مَخْدعِهَا لترَى بَهاءهَا وجَمالها وشَبابها ونَضارتَها، فَيدلُّكَ دلالةً قاطعةً على أنَّهُ لم يعدْ يرى الموتَ في البيتِ الّذي يَأْلَفُ وإنّما فيهِ الحياةُ والشَّبابُ والصّبوةُ والإِلْفُ وحُسَّانَةٌ لَوْ مَسَّهَا حَجرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ…»[12]

التعريف اللغوي:

جاء في تاج العروس: وأَلَّفَ بَيْنَهُمَا تَأْلِيفاً: أَوْقَع الأُلْفَةَ، وجمَع بَينهمَا بعدَ تَفَرُّقٍ، ووَصَلَهُمَا، وَمِنْه تَأْلِيفُ الكُتُبِ، والفَرْقُ بَينه وبينَ التَّصْنِيفِ مَذْكُورٌ فِي كُتُبِ الْفُرُوقِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: ولكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ. أَلّفَ ألِفاً: خَطَّهَا، كَمَا يُقَال: جَيَّمَ جيماً أَلَّفَ الْأَلْفَ: كَمَّلَهُ، كَمَا فِي يُقَالُ: أَلْفٌ مُؤَلَّفَةٌ، أَي: مُكَمَّلَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

قَالَ الأًزْهَرِيُّ: والْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ فِي آيَةِ الصَّدَقَاتِ: قَوْمٌ مِن سَادَةِ العَرَبِ، أَمرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ فِي أَوَّلِ الإِسْلاَمِ بِتَأَلُّفِهِمْ أَي بمُقَارَبَتِهِمْ، وإِعْطَائِهِمْ من الصَّدَقاتِ لِيُرَغِّبُوا مَنْ وَراءَهُمْ فِي الإسْلامِ، ولِئلاّ تَحْمِلَهُمْ الحَمِيَّةُ مَعَ ضَعْف نِيَّاتِهمِ عَلَى أَن يَكُونُوا إِلْباً مَعَ الكُفَّارِ عَلَى المُسْلِمِينَ.[13]

التعريف الاصطلاحي:

يُؤَلِّفُ بَيْنَ الأَجْزَاءِ: يجَمَع بَيْنَها ويَصِل بَعضَها ببعْض، حتّى يبدُوَ منها النصُّ مُؤتلِفاً مُتَّسقاً مُتماسكَ الأجزاء.

///

أري

 [الأواري]

سياق المصطلح:

– والأوَارِيُّ ما تُربَطُ به الدَّوابُّ من الحِبالِ والعُرَى…[14]

التعريف اللغوي:

قالَ الجَوْهرِيُّ: الآريُّ في التَّقْديرِ فاعولٌ، والجَمْعُ الأَوارِي، يُشَدَّدُ ويُخَفَّفُ. وَمِنْه أَرَّيتُها، أَي الدابَّةَ، وَلم يَتَقدَّمْ لَهَا ذِكْرٌ، وإنَّما هُوَ كقَوْلِه تَعَالَى: حَتَّى تَوارَتْ بالحجابِ.

وأَرَّيْتُ لَهَا أَيْضاً تَأْرِيَةً: جَعَلْتُ لَهَا آرِيَّةً وعَلى الأُولى اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ. وأَرَّيْتُ الشَّيءَ تَأْرِيَةً: أَثْبَتُّه ومَكَّنْتُه؛ وَمِنْه الحدِيثُ: اللَّهُمَّ أَرِّ مَا بَيْنَهم، أَي ثَبِّت الوُدَّ ومَكِّنْه، يَدْعُو للرَّجُل وامْرَأَته.

ورَوَى أَبو عبيدَةَ: أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْرَأَتَه فقالَ: أَرِّ بَيْنَهما؛ قالَ أَبو عبيدَةَ: يَعْنِي أَثْبت بَيْنَهما، ويُرْوَى أنَّ هَذَا الدّعاءَ لعليّ وفاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا.

ورَوَى ابنُ الأثيرِ أَنَّه دُعاءٌ لامْرأَةٍ كانتْ تَفْرك زَوْجها، فقالَ: اللهُمَّ أَرِّ بَيْنَهما، أَي أَلِّف وأَثْبت الوُدَّ بَيْنَهما.[15]

التعريف الاصطلاحي:

الأَوَارِيُّ: في دلالته المَجازيّةِ هُو الحَبْلُ الذِي يَرْبِطُ بَيْنَ أجزاءِ النَّصِّ.

///

أصل

[الأصل]

سياق المصطلح:

– واحْفَظْ هَذا فَإِنَّهُ من الكلامِ النَّفيسِ جدًّا واعْلمْ أنَّ رنينَ اللَّفظِ جِيء به للدّلالةِ على رَنينِ المعْنى فالنَّغمُ في المَعْنى هُو الأَصْلُ والشَّاعرُ المُتمكِّنُ منْ لُغتهِ وفَنّهِ هو الّذي يَختارُ الكَلمةَ لِتدلَّ بمعناها على ما في النَّفسِ منْ معنىً ولتَدلَّ بِرنينِها ونَغَمهَا على ما في النَّفسِ من رَنينٍ ونَغمٍ.[16]

– …مع أنَّ الأَصْلَ هو أنْ يَقودنِي هذا التَّحليلُ، إلى سِرِّ النَّصِّ، وسِرِّ اللّقانةِ الّتي أَسْكنها صاحبَهُ فيهِ…[17]

– وكنتُ مع ذلكَ مُلمًّا بالبِنيةِ الفِكريةِ الّتي هِي ثَمرةٌ من ثِمارها خَبيرًا بالتُّربةِ الّتي ذّهبتْ فِيها جُذورُهَا، واسْتَقتْ مِنهَا أُصُولُهَا وفُروعهَا …[18]

– «…وقَولُهُ «وإِنْ كَثُرَتْ فِيَّ الأَقَاوِيلُ» شَرطٌ جوابُهُ مَحذوفٌ دلَّ عليه المُتقدّمُ أي وإنْ كثُرتْ فيَّ الأقاويلُ فلا تَأخُذنِي بأقوالِ الوُشاةِ، وَلمْ أُذنب، وكأنَّ الشَّرطَ هو أَصْلُ بِناءِ الجُملةِ، وإنَّما عَدلَ إلى هَذا الّذي جاءَ ليُقدِّمَ قَولهُ «لا تأخُذني»، لأنّهُ هو أَصْلُ المعْنَى إذْ فيهِ طلبُ المُسامحةِ».[19]

-«…وكلّ هذا منْ أُصُولِ بِنَاءِ هَذا المطْلعِ الّذي تَعدَّدتْ صورهُ، وهُو من جَوهرِ صَنعةِ الفَرزدقِ…»[20]

-«…وكأنَّ الماءَ انْطلقَ إلى أُصُولِ الشَّجرِ فِرارًا من هذا العَبثِ، وكلمةُ غَلَلًا في قولِهِ «فَأَصْبَحَ مَاؤُهُ غَلَلًا» كأنَّها تَصفُ حَركةَ الماءِ وسُرعةَ تَدَفُّقهِ في مَجارِي أُصُولِ الشَّجرِ…»[21]

– وكأنَّ أبَا العَلاءِ إنَّما أدْركَ عَمودَ هذه القَصيدةِ وهَيأةَ بِنائِها، والأَصْل الّذي قامتْ عليهِ، والمَصدر الّذي انْبَعثتْ منهُ…[22]

– «…وكَلمةُ الذّنبِ من الكَلماتِ الّتي يَتّصلُ معْناها بأَصْلها الحسِّيِّ اتِّصالًا وثيقًا…»[23]

-«…وهُم يَقُولونَ إنَّ المقصودَ بمعْنى الهَمزةِ هُو ما يَليها، وهَذا أَصْلٌ عَظيمٌ من أُصُولِ الصِّيَاغةِ…» [24]

التعريف اللغوي:

جاء في تاج العروس: الأَصْل: أَسْفَلُ الشَّيْء يُقال: قَعَدَ فِي أَصْل الجَبَلِ، وأَصْلِ الحائِطِ، وقَلَعَ أَصْلَ الشَّجَرِ، ثمَّ كَثُرَ حَتّى قِيلَ: أَصْلُ كُلِّ شَيءٍ: مَا يستَنِدُ وُجُودُ ذَلِك الشيءِ إِليهِ، فالأب أَصْلٌ للوَلَدِ، والنَّهَرُ أَصْلٌ للجَدْوَلِ، قالَه الفَيومي، وَقَالَ الرّاغِبُ: أَصْلُ كُلِّ شَيءٍ قاعِدَتُه التي لَو تُوُهِّمَتْ مُرتَفِعَةً ارْتَفَعَ بارْتِفاعَها سائِرُه، وقالَ غَيرُه: الأَصْلُ: مَا يُبنَى عَلَيْهِ غَيرُه.كاليَأْصُولِ وَهَذِه عَن ابنِ دُرَيْد، وأَنْشَدَ لأبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ:

فَهزَّ رَوْقي رِماليٍّ كَأَنَّهُما    ///   عودا مَداوِس يَأصول وَيَأصولُ

أَي أَصْلٌ وأَصْلٌ ج: أُصُولٌ لَا يُكَسَّرُ على غيرِذلك، كَمَا فِي المُحْكَمِ وآصُلٌ بالمَدِّ وضَمِّ الصادِ، وَهَذِه عَن أبي حَنِيفَةَ، وأَنْشَد لِلَبِيدٍ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ:

تَجْتافُ آصُلَ قالِصٍ مُتَنبذٍ /// بعُجُوبِ أَنْقاءٍ يَمِيلُ هَيَامُها

ويروَى: أصْلاً قالِصًا.

وأَصُلَ، ككَرُمَ أَصالَةً: صارَ ذَا أَصْلٍ قالَ أمَيَّةُ الهُذَلِيُ:

وَمَا الشُّغْلُ إِلاّ أَنَّني مُتَهَيِّبٌ /// لعِرضِكَ مَا لَمْ يَجْعَل الشَّيْء يَأْصُلُ

أَو ثَبَت ورَسَخَ أَصْلُه كتَأَصَّلَ. و أَصُلَ الرَّأي أَصالَةً: جاد واسْتَحْكَمَ.[25]

التعريف الاصطلاحي:

الأَصْلُ: أساسُ كلُّ شَيءٍ،  وما تُبْنَى عَلَيْهِ الكَلِمَةُ مِنْ حُرُوفٍ أصْلِيّةٍ أو جذرٍ مُعجميٍّ.

///

أصر

 [الآصرة]

سياق المصطلح:

– «…أَكَّدَ هذا المعْنى بالبَيتِ الَّذي ذَكرَ فيهِ «أَقْتَمُ الرِّيشِ»، وَكَشَفَ شيئًا من مُرادهِ ورَهنَ ليْلى الَّذي لا تُبالي أَواصرَهُ، رَهنٌ لا يَنفكُّ، والأَوَاصِرُ الأرْحامُ…»[26]

التعريف اللغوي:

جاء في لسان العرب: أصر: أَصَرَ الشيءَ يَأْصِرُه أَصْراً: كَسَرَهُ وعَطَفه. والأَصْرُ والإِصْرُ: مَا عَطَفك عَلَى شَيْءٍ. والآصِرَةُ: مَا عَطَفك عَلَى رَجُلٍ مِنْ رَحِم أَو قَرَابَةٍ أَو صِهْر أَو مَعْرُوفٍ، وَالْجَمْعُ الأَواصِرُ. والآصِرَةُ: الرَّحِمُ لأَنها تَعْطِفُك. قَالَ ابْنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنه إِنما عَنَى بِالْآصِرَةِ الحَبْلَ الصَّغِيرَ الَّذِي يُشدّ بِهِ أَسفلُ الخِباء[27]

التعريف الاصطلاحي:

الآصِرَةُ: الأَصْلُ وَالرَّابِطُ الذِي يَرْبِطُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَأَوَاصِرُ الكَلَامِ مَا يَرْبِطُ بعضَه بِبعض، كَالضمائِر وأدوات العطف والنَّسَقِ والاستِئْنَافِ.

///

أخو

 [تآخي]

سياق المصطلح:

– «…هذا البَاب الَّذي هُو تَآخِي المَعاني في القَصيدةِ تَآخِيًا أقْرب يَدْخلُ في البابِ الجَليلِ الّذي ذَكرَ عَبد القَاهرِ أنَّ سُلطانَ المَزيَّةِ لا يُعظّمُ في شيْءٍ كعِظمهِ فيه، والّذي أَوْمأَ فيهِ إلى طَبيعةِ هذه الوَحدةِ، وطَبيعةِ وضْعِ المعَاني الجُزئيّةِ في البِناءِ الكُلِّيِّ، وأنَّ هذِه المعَانِيَ الجُزئيّةَ لَيسَتْ إلَّا لَبِناتٍ في البِناءِ تقُومُ كلّ واحِدةٍ مِنها مُرتبِطةً بالأُخرَى قائِمةً على سَابقَتِهَا…».[28]

التعريف اللغوي:

جاء في تاج العروس: آخاهُ مُؤاخاةً وإخاءً وإخاوَةً، وَهَذِه عَن الفرَّاء، ووِخاءً، بكسْرِهنَّ، ووَاخاهُ، بالواوِ لُغَةٌ ضَعيفَةٌ قيلَ: هِيَ لُغَةُ طيِّيءٍ.

قالَ ابنُ بَرِّيِ: وحَكَى أَبو عبيدٍ فِي غَريبِ المصنَّفِ، ورَوَاهُ عَن اليَزِيدي: آخَيْت ووَاخَيْت وآسَيْت ووَاسَيْت وآكَلْت ووَاكَلْت، ووَجْهُ ذَلِكَ مِن جهَةِ القِياسِ هُوَ حَمْلُ الماضِي على المُسْتَقْبلِ إِذْ كَانُوا يَقولُونَ: تُواخِي، بقَلْبِ الهَمْزةِ واواً على التَّخْفيفِ، وَقيل: هِيَ بَدَلٌ.

قالَ ابنُ سِيدَه: وأَرَى الوِخاءَ عَلَيْهَا والاسمُ الأُخُوَّةُ، تقولُ: بَيْني وبَيْنه أُخُوَّةٌ وإِخاءٌ.

وَفِي الحدِيثِ: آخَى بينَ المُهاجِرِين والأَنْصَار، أَي أَلَّفَ بَينهم بأُخُوَّةِ الإسْلامِ والإِيمانِ.[29]

التعريف الاصطلاحي:

تَآخي المَعَانِي: اشْتِرَاكُها وَتَقَارُبها فِي الدلالَة، وترابُطها في سائر أجزاء العبارَة أو النص، وهذا شرط من شُروطِ تحصيل التماسُك فيهما.

///

أكد

 [يؤكد]

سياق المصطلح:

-«حتَّى إنَّهُ ليُؤكِّدُ أنَّ معانِيَ النّغمِ هي سرُّ الشِّعرِ، وبعبارةٍ أُخرَى إنَّ سرَّ الشِّعرِ وإن شِئتَ قُلتَ الشِّعرُ هو في هذا النَّغمِ وفي هَذا التَّرنُّمِ ولهذا كانتْ لهُ عنايةٌ فائقةٌ بِبحرِ القَصيدةِ وأثرِ هذا البَحرِ في اخْتيارِ الشَّاعرِ لِكلماتهِ الَّتي يَنْبذُ بها على أوتَارِ بَحْرهِ…»[30]

– «وَيُؤَكِّدُ الأُستاذُ على ضَرورَةِ حَشدِ النَّفسِ والعقل والخِبرةِ والاحْتِفالِ الكامِلِ والاحْتِشادِ الكامِلِ في دِراسةِ الشِّعرِ…»[31]

– «…وكَأنَّهُ تَأْكِيدٌ لِمعنى التَّضادِ الَذي في ذَيَّالِ العَشِىِّ، وَنَعَام الحِمَى…»[32]

– «…وقدْ قُلتُ إنَّ ذِكرَ الأَمْكنةِ في مثلِ هذا السِّياقِ تَعني تَأْكِيدَ الحَقِيقَةِ في الصُّورَةِ…» [33]

– «… وهذا البيتُ تَأْكِيدٌ لقَولهِ «نَهَضْنَ بِنا مِنْ سِيفِ رَمْلِ كُهَيْلَةٍ» وهذا التَّأْكِيدُ يعْني حِرصَ الشَّاعرِ على إِقْناعِنا بأّنَّهُ قَطعَ هذهِ المَسافاتِ، وتَأَمَّلْ صِياغةَ قوله « ما بَيْنَ يَبْرِينَ عَرْضَهُ» وَأنَّهُ لَمْ يَقلْ ذَرَعْنَ بِنَا عَرْضَ يَبْرِينَ، لأنَّ في قوله« ما بَينَ يَبرينَ عَرضهُ» تَدْقيقٌ وتَأْكِيدٌ وتكرارٌ، لذِكرِ المَكانِ كما هو الحالُ في أُسلوبِ البَدلِ»[34]

– «…وكلّ هذهِ الجُملِ كنايَات، تُؤَكِّدُ حَقيقةً واحدةً وهي شِدّةُ الحال، وقدْ تفرَّع عنِ الجُملِ التِّسعِ المَعطوفةِ خمْس جُملٍ جاءتْ حالًا…وكلُّها تُؤَكِّدُ الجُملَ الّتي تّفرَّعتْ هي عنْها وبهذا صارتْ هذهِ الأَبياتُ الثَّمانيةُ في طريقةِ بنائِها كَأبْياتِ الصُّورةِ السَّابقةِ…»[35]

– وهذا تَأْكِيدٌ لاسْتِقلالِ هذا المعنى المُلحقِ، ثُمَّ رَاجعْ بِناءَ البَيتِ كُلِّه تَجدْهُ بناءً مُتقاربًا، وهذا البناءُ اللُّغويُّ المُتقاربُ لِتَأْكِيدِ المعنى والمَوْقفِ والحَالةِ. [36]

– «…وإنَّما أضاف بدلًا تَابعًا على عَادتهِ في مثلِ هذا حينَ يُريدُ التَّأْكِيدَ على عُنصرٍ من عَناصِرِ المَعْنى…»[37]

– «…وكأَنَّ الفَرزْدقَ أرادَ منكَ أنْ تُراجِعَ هذه الصُّورةَ الّتي أَحْكمَ بِناءها لِيُؤَكِّدَ في نفسكَ ما دَهمَ هذا الكلبَ من شِدّةِ الوَقتِ فجاءَ بهذهِ الحالِ…».[38]

– «… وإنَّما بَدأَ بالضَّميرِ وبنَى عليهِ جُملةَ الصِّلةِ، لِيُؤَكِّدَ لكَ مَعنى «مَنْ» الدَّالةِ على رجالهِ وعَشيرتهِ حَتَّى تَحكمَ ما أَرادَ…»[39]

-«… وبِناؤهُ على هَيئةِ التَّصغيرِ بِناءٌ يُوحي بمعْنى الطُّفولةِ والبَراءةِ والملاحةِ، وتكرارهُ في القَصيدةِ يُكرِّرُ وَيُؤَكِّدُ ضِمنَ ما يُكَرِّرُ ويُؤَكِّدُ الإِحْسَاسَ بِالنَّقَاوةِ والطَّهارةِ والبَراءةِ…»[40]

التعريف اللغوي:

جاء في المعجم الوسيط: أكَدَ الشَّيْء أكدا وَثَّقَهُ وأحكمه وَقَررهُ فَهُوَ أكيد، آكده إيكادا وَثَّقَهُ وأحكمه. أكَّدَه تَأْكِيدًا أكده يُقَال قَول مُؤَكَّد وَيَمِين مُؤَكَّدَة، تَأَكَّد مُطَاوع أكَّدَ وَاشْتَدَّ وتوثق.[41]

التعريف الاصطلاحي:

يُؤَكِّدُ عَلَى مَعَانِي النَّغم: تَوْثِيقُ مَعاني الكَلَامِ المنظوم وإِحْكَامُها،  وَتَثْبِيتُ دلالاتِ الكَلَامِ وتَقويتُها بِأَدَوَاتِ التَّوْكيدِ وأسالِيبِه، وبذلكَ يتحَقَّقُ التَّرَابُطُ بَيْنَ أوّلِ النَّصِّ وَآخِرِه في اتِّسَاقٍ.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش:

[1] قراءة في الأدب القديم، محمد محمد أبو موسى، المقدمة: ب.

[2] نفسه، ص: 14.

[3] نفسه، ص: 87.

[4] نفسه، ص: 120

[5] نفسه، ص: 154

[6]تاج اللغة وصحاح العربية، 6/2265

[7] قراءة في الأدب القديم، ص: 88

[8] نفسه، ص: 116

[9] نفسه، ص: 299

[10] الصحاح، 4/1331-1332

[11] قراءة في الأدب القديم، ص: 188

[12] نفسه، ص: 116.

[13] تاج العروس، 23/33

[14] قراءة في الأدب القديم، ص: 371

[15] تاج العروس، 37/65

[16] المقدمة.س.

[17] قراءة في الأدب القديم، ص: 10-11

[18] نفسه، ص: 11-12.

[19] نفسه، ص:66

[20] نفسه، ص:138

[21] نفسه، ص: 202

[22] نفسه ، ص: 240

[23] نفسه، ص: 279.

[24] نفسه، ص:301.

[25] تاج العروس، 27/447-448.

[26] قراءة في الأدب القديم ، ص: 143

[27] لسان العرب، 4/22-23.

[28] قراءة في الأدب القديم ، ص: 235.

[29] تاج العروس، 37/48

[30]  قراءة في الأدب القديم،المقدمة م.

[31] نفسه.

[32] نفسه، ص: 142

[33] نفسه، ص: 176

[34] نفسه، ص:176

[35] نفسه، ص: 178

[36] نفسه ،ص: 181

[37] نفسه ، ص:

[38] نفسه، ص: 184183

[39] نفسه، ص:187

[40] نفسه، ص: 205

[41] المعجم الوسيط، 1/22

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق