مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

ترجمة الشيخ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي (ت1178هـ)

     اسمه ونسبه:

الشيخ أبو العباس أحمد بن عبد الله الغربي الدكالي، السلاوي دارا، وهناك من ينسبه إلى مدينة الرباط كالكتاني في فهرس الفهارس،[1] على اعتبار أن مدينة سلا تدخل ضمن الرباط.

     شيوخه:

تتلمذ الشيخ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي عن جمع من الشيوخ منهم: الشيخ أبو الحسن علي العكاري، والشيخ أبو الحسن علي بركة التطواني، والشيخ أبو العباس ابن ناصر والشيخ أحمد بن يعقوب الولالي وغيرهم، كما أخذ عن علماء في المشرق لما حج سنة 1146هـ منهم الشيخ أبو طاهر الكوراني، والشيخ سالن بن عبد الله البصري، والشيخ أحمد العماوي، والشيخ تاج الدين القلعي، والشيخ الشهاب أحمد الجوهري، والشيخ محمد بن الشيخ حسن العجيمي المكي، والشيخ سليمان بن أبي سلهام الحصيني، والشيخ محمد بن عبد الله السجلماسي المغربي المدني وغيرهم.

     علمه وزهده:

جمع الشيخ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي بين علمي الشريعة والحقيقة، وبخاصة علم الحديث والأصول والفقه، طبقت شهرته الآفاق، فقصده العام والخاص للأخذ عنه، حلاه الحضيكي في طبقاته: “كان رضي الله عنه عالما متفننا صوفيا فقيها محدّثا، عارفا بأصول الدين والفقه، صحب المشايخ وتبرك بهم، وظهرت عليه شيم الصالحين، انتفع به الإسلام، وتفقه على يده أهل بلده وغيرهم من أهل الآفاق، ومازالت طلبة العلم يقصدونه من بلاد شاسعة للأخذ عنه، لأنه شيخ كبير معمر، أدرك أكابر المشايخ، وسنده اليوم أعلى الأسانيد”.[1]

كما قال عنه في فهرسه: “شيخنا الفقيه العالم العلامة المحقق البارع الورع الزاهد الخاشع العابد المتواضع الفهامة الماهر شيخ الجماعة”.[2]

وحلاه الكتاني في فهرسه: “مسند الرباط بل المغرب في عصره”.[3]

وقال عنه صاحب اتحاف المطالع: “الحافظ المسند الرواية المتفنن”.[4]

الشيخ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي الدكالي نموذج العلماء الذين وصلوا الشرق بالغرب، والغرب بالجنوب، فقد “رحل إلى المشرق عام (1140هـ- 1727م)، وأخذ عن شيوخ مصر والحرمين، وطار صيته في الحجاز، فأصبح أحد سفراء الشرق لا في المغرب الأقصى وحده، بل من فاس إلى (دكار)، نظرا للدور الذي كانت تقوم به جامعة القرويين وعلماؤها بين الشناقطة وأهل السنيغال من خلال مذهب واحد، تغلغلت جذوره في قلب الحواضر والصحاري، وهو مذهب إمام المدينة مالك بن أنس،”[5] فمثل هؤلاء الشيوخ رحمهم الله أسهموا في تحقيق الوحدة ونشر القيم الأخلاقية، التي تفتقدها المجتمعات اليوم.

     تلامذته:

أخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي جمع غفير من الطلبة العلماء منهم: ولده الشمس محمد قاضي الرباط، وحافظ المغرب أبو العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي، والشيخ التاودي ابن سودة وولده القاضي أبو العباس أحمد والقاضي أبو القاسم بن سعيد العميري المكناسي وأبو يعزى ابن أبي الحسن علي الحريشي الفاسي ومحدث سوس وروايته أبو عبد الله الحضيكي وعبد العزيز بن حمزة المطاعي المراكشي وعمر ابن محمد بن علي الحساني الطرابلسي ومحمد بن أبي القاسم الرباطي شارح العمل ويحيى الجراري السوسي وغيرهم من الأعلام.

توفي الشيخ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي رحمه الله سنة 1178هـ، ودفن بزاوية قرب ضريح مولاي إبراهيم العلمي الشهير هناك.

الهوامش :

 [1] طبقات الحضيكي، 1/109-110.

 [2] فهرس الحضيكي، مخطوط بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، الدار البيضاء، الورقة: 4.

 [3] فهرس الفهارس، 1/119.

[4] اتحاف المطالع،1/ 20.

 [5] دعوة الحق، المغرب والشرق العربي عبر التاريخ، عبد العزيز بنعبد الله، العدد 284 ذو الحجة 1411/ يوليوز 1991. موقع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالمملكة المغربية، http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7414.

المصادر والمراجع المعتمدة:

  • طبقات الحضيكي، لمحمد بن أحمد الحضيكي، تقديم وتحقيق: أحمد بومزكو، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1427هـ 2006م.
  • فهرس الفهارس ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، لعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، باعتناء إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، ط 2، 1420هـ 1982م.
  • إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة، تنسيق وتحقيق: محمد حجي، دار الغرب الاسلامي، الطبعة الأولى، 1417هـ/1997م.
  • فهرس الحضيكي، مخطوط بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، الدار البيضاء، الورقة: 4. http://www.fondation.org.ma/web/affichage_numerics/1260/17/ar
Science

د.مصطفى بوزغيبة

باحث بمركز الإمام الجنيد التابع للرابطة المحمدية للعلماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق