عبد العزيز النقر

 مركز ابن البنا المراكشي

   نظرا للأهمية البالغة التي يحوزها “الوقت” في الحياة اليومية للإنسان، فقد سعى هذا الأخير – على امتداد المراحل التاريخية التي مر منها – إلى ابتكار عدة طرائق تخول له قياس هذا المسمى بـ”الوقت”، وذلك كي يتسنى له تنظيم أعماله وأنشطته الطبيعية والاجتماعية بشكل مضبوط نسبيا …

   شكل علم الميقات جزءا مهما من علم الفلك في العصر القديم والوسيط، حيث اجتهد علماء الفلك الذين اهتموا بالشق العملي من هذا المبحث في تطوير مجموعة من الآلات الفلكية الخاصة بحساب “الوقت” وتدقيقه. استثمروا مجموعة من المعارف الفلكية والرياضية والجغرافية في سبيل ابتكار وتطوير عدة آلات فلكية تُعنى بقياس الوقت. ولا شك في أن هذه المسألة قد شهدت أبعادا أخرى جديدة داخل الحضارة العربية الإسلامية، خصوصا وأنها ارتبطت ببعض الجوانب المقدسة لدى المسلمين، جوانب تتعلق أساسا بضبط الوقت لأجل أداء بعض العبادات اليومية، كالصلوات، أو مسائل دورية كمراقبة هلال رمضان …

   شكلت المزاول الشميسة آلات من بين أخرى الآلات استخدمت لأجل هذا الغرض، وقد عرفت المزولة الشمية انتشارا في عدة مدن إسلامية. ولا زالت بعض الأشكال الخاصة من هذه الأداة، التي كانت تُعرف أيضا باسم الساعات الشمية، ماثلة أمام أعيننا حتى الآن في بعض المدن الإسلامية، حيث نجدها مثلا في عدة مدن مغربية كالرباط أو فاس … خصوصا في الأماكن المرتبط بالعبادة، إذ كانت تُوضع بساحات المساجد لأجل تحديد أوقات الصلاة.

   تعتمد هذه الأداة – عموما – في مبدأها على حركة الظل الناتجة عن حركة الشمس، حيث يمكن تتبع ظل العصى (العود) المنعكس على لوح تلك الأداة، هذا اللوح الذي يتم تقسيمه بشكل مدرج (تدريجي) إلى أقسام بحيث يعبر كل قسم عن مرحلة معينة من مراحل النهار.