تقديم : عبد العزيز النقر

مركز ابن البنا المراكشي

يسعدنا أن نقدم لعموم المهتمين بتاريخ الأنشطة العلمية في الحضارة الإسلامية هذه الخانة الجديدة التي نتوخى من خلالها استثمار التطورات المعلوماتية التي يشهدها وقتنا الحالي في سبيل التعريف بأهمية وطبيعة وخصائص الإسهامات العلمية الجليلة التي قدمها علماء الحضارة العربية الإسلامية للبشرية جمعاء.

  يتعلق الأمر هنا بسلسلة (فيديوهات) تحمل عنوان “ومضات من تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية“. وكما يظهر من العنوان، فإن طبيعة المضامين التي تهدف هذه السلسة إلى تقديمها تتسم بنوع من الشمولية والتنوع. ينبع تركيزنا على هاتين السمتين من عدة اعتبارات، من بينها رغبتنا الأكيدة في أن نعرف أكبر قدر من المتلقين بطبيعة وأهمية الإسهامات العلمية التي تركها أسلافنا، ولا شك في أن أمرا كهذا يقتضي بالضرورة التطرق إلى مواضيع مختلفة وقضايا متنوعة. لهذا، فإننا نسعى من خلال مجمل حلقات هذه السلسلة إلى التعريف بأكبر قدر ممكن من قضايا تراثنا العلمي، سواء ما كان منها متصلا بشكل مباشر بالجانب العلمي، كالتعريف بأهم علماء هذه الحضارة وطبيعة إسهاماتهم وتجديداتهم، أو ما ارتبط منها، بشكل غير مباشر، ببعض الجوانب الثقافية، كتداخل تلك المعارف العلمية ببعض الجوانب العمرانية وببعض الأبعاد المؤسساتية أو بعض المستويات الفلسفية.

   تحمل الحلقة الأولى، الموجودة في الرابط أسفله، العنوان التالي : “مركزية العلوم في الحضارة العربية الإسلامية”. ونظرا لأنها الحلقة الأولى من هذه السلسلة، فقد ارتأينا أن تكون بمثابة أرضية نستند إليها لإبراز طبيعة وخصائص السياق العام الذي نشأ فيه الفكر العلمي في الإسلام. هكذا، وكما سيلحظ المتتبع، فإن هذه الحلقة تتطرق لبعض القضايا العامة المتصلة بدواعي نشوء وتطور الفكر العلمي داخل الحضارة العربية الإسلامية دون دخول في أي تفاصيل أو جزئيات. ولا يعني هذا الطابع العام أبدا تجاهلا لدقة المعلومات وترابطها، إذ لا يخفى أن من بين التحديات التي تواجه مثل هذه الأعمال هو السعي الحثيث إلى الجمع، في نفس الوقت، بين ضبط المعلومات وتماسكها من جهة، والانفتاح على أكبر قدر من المتلقين غير المتخصصين من جهة أحرى.

   تمثل هذه الخطوة مجرد محاولة أولية. لهذا السبب، فنحن مدركون جيدا أنها لا تزال في حاجة إلى مزيد من التجويد والتطوير. وإذ نقدم للمتلقي الكريم هذه الحلقات الأولى من السلسة، فإنه يحدونا الأمل أن تحقق الأهداف المتوخاة منها وأن نوفق في المستقبل بإذن الله تعالى إلى تقديم منتوج يفوق من الناحية العلمية والتقنية – الفنية هذه الحلقات الأولى بحيث يكون في مقدور المنتوج التالي أن يستفيد من المنتوجات السابقة من خلال تصحيح هفواتها وسلبياتها أو تعميق حسناتها.

   أنجز هذا العمل تحت الإشراف العام للسيد الأمين العام للرابطة المحمدية  د. أحمد عبادي وبإشراف علمي من رئيس مركز ابن البنا المراكشي  د. جمال بامي. أما كتابة النص فقد أنجزها كل من عبد العزيز النقر وعبد الغني زيدان (باحثان بمركز ابن البنا المراكشي)، هذا في حين تولى أكرم صبحا (التقني بوحدة علم وعمران) مهمة الإنجاز الفني والتعليق الصوتي.