مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصةأعلام

الحلة السيراء فيمن حل بمراكش من القراء (من كتاب الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي ت703ه‍) -36- محمدُ بن أبي عَمْرٍو عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمدَ بن الطُّفَيْل العَبْديُّ، إشبِيليٌّ, أبو الحَسَن، ابنُ عَظِيمةَ(1)

تَلا بالسَّبع في بلده على أبي الحَسَن شُرَيْح، وأبي عبد الله بن عبد الرّحمن السَّرَقُسْطيّ، ورَوى به عن أبي عبد الله أحمدَ الخَوْلانيِّ، وأبي عُمرَ يوسُف بن أحمدَ بن أبي يونُس. ثم جَالَ في بلد الأندَلُس طالبًا للعلم، فتَلا بقُرطُبةَ على أبي الحَسَن القَيْسيِّ، ورَوى عن أبي بكرٍ خازِم بن محمد، وأبي جعفرٍ أحمدَ بن عبد الحقّ الخَزْرجيِّ، وأبي عبد الله بن فَرَج، وأبي عليّ الغَسّانيِّ، وأبي القاسم ابن الحَصّار، وأبي الوليدِ ابن طَرِيف، وأخَذ بدانِيَةَ عن أبي داودَ الِهشاميّ. ورَحَلَ إلى المشرِق وحَجّ، ولقِيَ في وِجهتِه أَبا عبد الله المازَريَّ بالمَهْديّة، وأبا القاسم عبدَ الرّحمن بن أبي بكر بن أبي سَعِيد ابنَ الفَحّام، وبالإسكندَريّة: أَبا الحَسَن عليَّ بن المُشرَّفِ، وأبا عبد الله بنَ منصُور الحَضْرَميَّ وتَلا عليهما، وأبا عليٍّ الحَسَنَ بن خَلَف بن بَلِّيمَةَ، وبمِصرَ: أَبا الحُسَين يحيى ابنَ الخَشّابِ وتَلا عليه، وبمكّةَ، وصَلَ اللهُ تكريمَها: أَبا الحَسَن رَزِينَ بن مُعاوية، وأخَذَ عنهم. وقَفْتُ على شيوخِه المذكورينَ في خَطِّه؛ وكانت رحلتُه معَ أبي عليّ منصُورِ بن الخَيْر، وعمِلا على لقاءِ أبي مَعْشَر الطَّبَريّ والأخْذِ عنه والتلاوة عليه، فبَلَغَهما نَعْيُه بمِصرَ.

ثم قَفَلَ إلى الأندَلُس وتجوَّل في المغرِب ودَخَلَ مَرّاكُش، وعاد إلى إشبيلِيَةَ، فحدَّث عمّن لقِيَ من أهل العلم، فعُرِف مكانُه من الصّدق والعدالة، وادَّعى أبو عليّ منصُورٌ لقاءَ أبي مَعْشَر وحدَّث عنه، فرُميَ بالتكذيبِ وتُكلِّم فيه.

رَوى عنه ابنُه عَيّاشٌ، وأخوه أبو العَرَب أحمدُ، وآباءُ بكر المحمَّدونَ: ابنُ خَيْر وابنُ عَبْدُونَ الحَجْريُّ وابنُ مَخْلَد، وأبو جعفر بنُ عَبّاد الأنصاريُّ، وآباءُ الحَسَن: ابنُ الضَّحّاك وابنا عبد الرّحمن: ابن بيطشٍ والحَصّار، وأبو الطاهر عبدُ السّلام بن محمد بن أبي اللَّيْث، وأبو عبد الله بنُ إبراهيمَ الأنصاريُّ، وأبو العبّاس بن مِقدام، وأبو العَيْش نام بن محمد بن نامٍ اللَّخميُّ، وآباءُ القاسم: خَلَف بن يحيى الخَوْلانيُّ وعبدُ الرّحمن بن عليّ الجُذاميُّ السَّبْتيُّ، والمحمَّدانِ: ابنُ عبد الله الكَلْبيُّ وابن عثمانَ الجُهَنيُّ، وآباءُ محمد: ابنُ إبراهيمَ بن نُعمانَ وابنُ جُمهُور وابن عبد الرّحمن اللّخْميُّ وابن محمدٍ القَيْسيُّ، وأبو الوليد إسماعيلُ بن يحيى بن شَجَرةَ القَيْسيُّ، والأحمَدانِ ابنا المحمَّدينِ: ابنِ عبد الملِك اللَّخْميُّ وابنِ فَرَج بن سَلَمةَ المُرادِيُّ، وإبراهيمُ بن محمد الطَّبَرانيُّ، والجابِران: ابنُ غالبٍ وابن مَصَالةَ، وحُسَينُ بن عليّ بن غالب، وسُليمانُ بن عبد الرّحمن البَطَلْيَوْسيُّ، وصالحُ بن مُزَيْن، وعَبْدا الله: ابن حَجّاج بن سمانةَ وابنُ محمد بن غالب، وعبدُ السّلام بن يحيى القُرَشيُّ، وعَبْدا العزيز ابنا المحمَّدينِ: ابنِ نُوح الغافِقيُّ والكَلاعيُّ، وعامرُ بن مَيْمون، وعليُّ بن فَتْحُون القُضّاعيُّ، وعيسى بن محمد المَغَاميُّ، والمحمّدانِ: ابنُ أحمدَ بن سَهْل وابنُ خَطّاب، ووليدُ بن موفَّق.

وكان صَدْرًا في أهل التجويدِ للقُرآن العظيم، مُشارًا إليه في إتقانِ الأداء وجَوْدةِ الأخْذِ عن القُرّاء، ذا حَظّ وافرٍ من روايةِ الحديث ومعرفتِه، حافظًا للتواريخ والآداب، متقدِّما في النَّحو، شاعرًا محُسِنًا، رَجَزَ في السَّبع أُرجوزةً مُزدَوجة، وفي مخارج الحروفِ أُخرى، وصنَّف في القراءاتِ وما يتعلَّقُ بها كُتبًا نافعة، منها: «جالبُ الإفادة في مخارجِ الحروف»، و«مِنَحُ الفَريدةِ الحِمْصيّة في شَرْح القصيدةِ الحُصْريّة» و«شَرْحُ قصيدةِ أبي محمد عبد الله بن يحيى الشّقراطسيِّ في مَدح النَّبِيّ – صلى الله عليه وسلم -»؛ وأورث عَقِبَه بُعْدَ الصِّيت في تجويدِ القرآن، فصارتِ الرِّحلةُ إليهم فيه ووَليَ الصّلاةَ بجامع بلدِه.

وتوفِّي في صَفَرِ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِ مئة أثناءَ شدّةِ إشبيلِيَةَ ومِحنتِها ابنَ نحوِ سبعينَ سنة.

  • الذيل والتكملة 4/ 392-394.

ذ.سمير بلعشية

  • باحث بمركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق