مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويمعالم

أطلال المدرسة البنعمرية بأسرير

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

يبدو أن سيدي محمدا بن عمرو اللمطي أسس مدرسته الشهيرة، بمنطقة أسرير الزوافيط[1]، غير بعيد عن موضع مدينة كلميم، جنوب الأطلس الصغير[2]، على جزء من أنقاض مدينة لمطاطة (نول لمطة القديمة)[3] بعد اندثارها[4].

ولعل عمارة المدرسة البنعمرية الطينية[5] الشبيهة بعمارة موضعها التاريخي[6] أسهمت في خرابها[7]. حيث عاين امبارك رشيد ركاما “من التراب لبناية قديمة، يعتقد أنها كنت بناية المدرسة الأم الأولى، مساحتها كمساحة التي بنيت على أنقاضها بعد أن تهدمت الأولى“[8].

  بناء مدرسة ثانية على أنقاض الأولى :

يبدو أن بناء المدرسة البنعمرية الثانية على أنقاض المدرسة البنعمرية الأولى[9] أعاد إنتاج تاريخ محلي مأساوي. إذ لعل المدرسة الأخيرة بنيت على أنقاض جزء من مدينة لمطاطة القديمة.

  هدم أجزاء من المدرسة البنعمرية الثانية :

أعاد هدم أجزاء من المدرسة البنعمرية الثانية إنتاجَ مصير مأساوي مزدوج (مصير المدرسة البنعمرية الأولى، ومصير موضعها التاريخي). حيث أكد الفقيه امبارك رشيد أن المدرسة الثانية أصبحت خرابا وأطلالا. و”لم يبق سوى السور الخارجي يتحدى الزمان“[10]، والمسجد الذي تجدد بناءه أو تم ترميمه خلال بدايات الاستقلال[11].

  عوامل هدم المدرسة البنعمرية الثانية :

أشار الفقيه المذكور إلى ثلاثة عوامل أسهمت في هدم المدرسة البنعمرية الثانية. أولها: عمارتها البسيطة. وثانيها: إسهام بناء جديد في هدم البناء القديم. وثالثها: افتقار عمال البناء إلى الخبرة التقنية التاريخية.

  عمارة المدرسة الثانية البسيطة :

يبدو أن عمارة المدرسة البنعمرية الثانية البسيطة[12] أعادت إنتاج العمارة الطينية التي أثثت مجال المدرسة البنعمرية الأولى، ومجال مدينة لمطاطة القديمة[13]، بشكل أسرع في هدم المدرسة الثانية.

 إسهام بناء جديد في هدم البناء القديم :

أشار امبارك رشيد إلى تسبب قاعة طويلة جديدة بمرافقها الصحية قبالة المسجد في هدم أجزاء من المدرسة البنعمرية الثانية. حيث شوهت معالمها، وعاثت فيها فسادا[14].

  افتقار عمال البناء إلى الخبرة التقنية التاريخية :

افتقر العمال الذين قاموا ببناء أطراف جديدة من المدرسة البنعمرية الثانية إلى الخبرة التقنية التاريخية. حيث لم يحترموا تراثها المحلي والجهوي، بوصفه تراثا إنسانيا، و”خربوا وغيروا وبعثروا“[15].

وإذ تحدثنا عن أطلال المدرسة البنعمرية الأولى والثانية، يا حبذا لو أعيد بناءها باحترام شامل لتراثها المعماري المحلي والجهوي، واحترام كلي لتاريخها العلمي.

والله الموفق للصواب والمعين عليه.

الإحالات:

[1] راجع: المدرسة البنعمرية اللمطية العتيقة بأسرير أزوافيط، امبارك رشيد، مطبعة Safigraphe، 2015 م، ص19، وص29- 30، وص31، وص32، وص47؛ والأولياء بمجال قبيلة آزوافيط، محجوب كماز، في: أبحاث ودراسات حول الصحراء، الرباط، طوب بريس، 2009 م، ص39؛ ومادة أسرير، مدرسة، محمد البايك، في: معلمة المغرب، ج2، مطابع سلا،  1989 م، ص411؛ ومادة اللمطي، مَحمد بن عمرو، أحمد بومزكو، في: معلمة المغرب، ج20، مطابع سلا، 2004 م، ص6896.

[2] راجع: المدرسة البنعمرية، ص8؛ ومادة أسرير، مدرسة، في: معلمة المغرب، ج2، ص411.

[3] راجع: الصحراء من خلال بلاد تكنة، مصطفى ناعمي، الرباط، مطبعة المعارف الجديدة، 2017 م، ص39؛ والمدرسة البنعمرية، ص8، وص9؛ ودار السكة نول لمطة، حنان التوزاني، في: التراث الحساني والإقلاع التنموي بالأقاليم الصحراوية، فاس، مطبعة الكتاب، 2014 م، ص157؛ ومادة: أسرير، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج2، ص409، وص410؛ ومادة تيغمرت، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج8، مطابع سلا، 1995 م، ص2716؛ وج26، الرباط، دار الأمان، 2014 م، ص205- 206؛ ومادة تغمرت، في: معلمة الصحراء، عبد العزيز بنعبد الله، المحمدية، مطبعة فضالة، 1976 م، ص67.

[4] راجع: الصحراء من خلال بلاد تكنة، ص39؛ والأولياء والقداسة بواحة أسرير، أحمد جوماني، في: واحات وادي نون، الرباط، مطبعة الهلال، 1999 م، ص324؛ ومادة تيغرمت، في: معلمة المغرب، ج8، ص2716- 2717؛ وج26، ص206.

[5] المدرسة البنعمرية، ص11.

[6] الصحراء من خلال بلاد تكنة، ص39.

[7] المدرسة البنعمرية، ص11، وص12، وص13.

[8] نفسه، ص11.

[9] نفسه.

[10] نفسه، ص12.

[11] نفسه، ص11، وص12.

[12] نفسه، ص11- 12.

[13] نفسه، ص11؛ والصحراء من خلال بلاد تكنة، ص39.

 [14] المدرسة البنعمرية، ص12، وص12- 13.

[15] نفسه، ص13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق