مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويمعالم

مدينة تامدولت من الأطلال إلى العمران

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

ما زالت أطلال تامدولت تبدو على بعد حوالي 13 كلم جنوب غربي أقا [1]. ولعل ربط آثارها بأخبارها تحفيز على إجراء حفريات ميدانية[2]. ومن بين آثارها:

أطلال سور قديم:

عاين مؤلف بقايا حائط سليم الأساس. قال: “فشبرته فوجدت في عرضه أحد عشر شبرا“[3]. ولعل دراسة بقاياه تبين طريقة بناءه[4]. فهو مشيد بالطابية فوق أساس من حجر[5]. فهل حافظ، بذلك، على تراثه المعماري (طوب وحجر)[6]؟.

وهل بهاتين المادتين شيدت عمارة المدينة الكثيرة[7]؟. وهل السور المذكور من بقايا سور حضري كان به أربعة أبواب[8] تؤدي إلى  أسواق حفيلة[9] أم هل هو مجرد سور حصن يراقب المجال؟.

بقايا حصن:

عاين المختار السوسي قصبة، بالموقع المذكور، “غير ضيقة ولا متسعة جدا، بل هي إلى الصغر أقرب“. فذهب إلى أنها “حصن مخزني محدث لأن له بروجا من الأرباع على قدر متسع الأكمة“، مبنيا “باللوح الذي لا يكون إلا من التراب وحده، إلا أن البناء الحجري يحاذيه في جانب الحائط من أسفله إلى أعلاه ليقيه من الأمطار“[10]. فهل يعني هذا أن تامدولت جدد بناؤها أم هل جدد بناء بعضها؟.

وهل هذا الحصن هو الحصن الذي تحدث عنه أحمد اليعقوبي خلال القرن 3 هـ[11]؟. هل هو الحصن القديم الذي نزل به عبد الله بن ياسين المرابطي[12]؟.

قبيبة صالح وسط الحصن:

وجد مؤلف وسط هذا الحصن قبيبة سيدي محمد بن عبد الله[13]. فنتساءل هنا : ما دوره في تنمية هذه المدينة عملا بفرضية بحثية رابطة بين الصلحاء والعمران؟.

بقايا نظام مائي قديم:

عثر المختار السوسي في موضع المدينة المذكورة على “حرف قناة للماء“. لعله من بقايا “ساقية كبرى واسعة تمتد من أقا إلى تامدولت“[14]. فهل هذه الساقية القديمة متفرعة عن نهر المدينة[15]؟. وما دور هذا النهر في تنميتها الفلاحية[16]؟. وما دوره في تشغيل حماميْ المدينة[17]؟. وما مدى صبيبه لتشغيل أرحاءها[18]؟. وهل هي المطاحين المائية التي آثارها إزاء ما تبقى من الساقية المذكورة[19]؟.

وما دور هذا النهر في تنمية الصناعة المعدنية[20]، وصناعة الخزف والفخار، بحسب ما عُثر عليه فيها[21]؟. وما دور فلزات النحاس المتوافرة بها في صناعة الخزف بالمجال نفسه[22]؟. وما دور الطائفة اليهودية المغربية في التنمية الحرفية بها[23]؟. وكيف أسهم العاهل الشريف الإدريسي في حمايتها[24]؟.

العثور على أكثر من عملة مغربية في أنقاض المدينة:

عثر باحث على عملة فضية موحدية تؤكد اكتشاف لقى نقدية أخرى في مجال مدينة تامدولت[25]. وعُثر على عملة مرينية في أنقاض المدينة نفسها[26].

الآثار المنجمية بمحيط المدينة:

تدل آثار تامدولت المنجمية على ثروتها المعدنية[27]، وتقنيات استغلالها[28]، بشكل جعلها مدينة مزدهرة ومسهمة في تشكيل الطريق الصحراوي[29].

الإحالات:

[1] تامدولت، مدينة تاريخية، في: معلمة المغرب، ج7، ص2173، وص2175.

[2] مادة تامدولت، في: معلمة المغرب، ج7، ص2174، وص2175، وص2176.

[3] خلال جزولة، ج3، المختار السوسي، تطوان- المغرب، د. ت، ص86.

[4] تامدولت، من الناحية المعدنية، في: معلمة المغرب، ج7، ص2175.

[5] تامدولت، مدينة تاريخية، في: معلمة المغرب، ج7، ص2175.

[6] المسالك والممالك، مج.2، عبد الله البكري، تحقيق وفهرسة: جمال طعمة، بيروت، دار الكتب العلمية، 2003 م، ص350.

[7] كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار، كاتب مراكشي، نشر وتعليق: سعد زغلول عبد الحميد، الدار البيضاء، دار النشر المغربية، 1985 م، ص213.

[8] المسالك والممالك، مج.2، ص350.

[9] نفسه.

[10] خلال جزولة، ج3، ص86.

[11] كتاب البلدان، أحمد اليعقوبي، ملحق بـ: كتاب الأعلاق النفيسة، أحمد بن رسته، ليدن، مطبعة بريل، 1892 م، بيروت، دار صادر، د. ت، ص359.

[12] المسالك والممالك، مج.2، ص354.

[13] خلال جزولة، ج3، ص86.

[14] نفسه، ص87.

[15] انظر: المسالك والممالك، مج.2، ص350، وص354.

[16] نفسه.

[17] نفسه، ص350.

[18] نفسه.

[19] انظر: خلال جزولة، ج3، ص87، وص88.

[20] مادة تامدولت، في: معلمة المغرب، ج7، ص2174، وص2175.

[21] مادة تامدولت، في: معلمة المغرب، ج7، ص2175.

[22] نفسها، ص2174، وص2175، وص2176.

[23] استأنس بـ: تامدولت، مدينة تاريخية، في: معلمة المغرب، ج7، ص2173.

[24] استأنس بالصفحة نفسها؛ ومنوغرافية قبيلة الشرفاء الأدارسة أولاد أبي السباع، إدريس شداد، الرباط، دار أبي رقراق، 2017 م، ص325.

[25] تامدولت، من الناحية المعدنية، في: معلمة المغرب، ج7، ص2175- 2176.

[26] تامدولت، مدينة تاريخية، في: معلمة المغرب، ج7، ص2175.

[27] نظرة عامة حول استغلال مناجم جبل العدانة، عبد الله أولباز، في: واحات باني العمق التاريخي، الرباط، مطبعة المعارف الجديدة، 1999 م، ص137- 150.

[28] مادة تامدولت، في: معلمة المغرب، ج7، ص2175، وص2176.

[29] نفسها، ص2173- 2174،  وص2176.       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق