مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلامأعلام

نساء مفسرات (8) رحمة بنت الجنان المكناسية

  • مولدها ونسبها ونشأتها:

         رحمة بنت الجنان، فاضلة من القرن التاسع الهجري، اتفقت التراجم على نسبتها إلى مكناسة الزيتون، فما ندري أهي نسبة مولد أم نسبة موطن.

تزوجت محمد بن عبد العزيز المعروف بالحاج عزوز الصنهاجى المكناسى، وولدت منه أولادا، وأفادت منه علما غزيرا. ولما توفي عنها تزوجت أبا العباس بن غازي، وولد لها منه أولاد أشهرهم أبو عبد الله محمد ابن غازي صاحب كتاب “الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون”، وقد ورد فيه: “رحمة بنت الجنان هي أمي، والحاج المذكور والد إخوتي لأمي”.

لم يرد في كتب التراجم حديث عن تاريخ وفاتها، لكننا نستطيع أن نتبينه من خلال عبارة ذكرها ولدها ابن غازي عند ترجمته لزوج أمه؛ قال: “ثم تزوج زوجه رحمة بنت الجنان رحمة الله عليهما” وهذا يعني أنها قطعا توفيت قبل وفاة ابنها محمد سنة 919ه، بل قبل فراغه من تأليف “الروض الهتون”.

  • حياتها العلمية و عنايتها بالتفسير:

        كثيرا ما يرد الحديث عن رحمة بنت الجنان متصلا بزوجها الحاج عزوز الصنهاجي، وذلك لما له عليها من فضل علمي؛ فعنه أخذت القرآن الكريم والحديث والتاريخ والأدب؛ وهو ما نقلته إلى أبنائها، حتى صرح ابن غازي بهذه التلمذة واعتبرها منة عظيمة؛ قال: “وقد كانت أمي حفظت منه حديثا كثيرا من الصحاح، فحفظتُ منها كثيرا في أيام الصغر، فلم أتعب في حفظه بعد الكبر”، وقال أيضا: “وحدثتني عنه بحكايات وفوائد يطول جلبها، وكان مع ذلك جيد القريحة في الشعر”.

أما عن عنايتها بالتفسير فقد اختلفت عبارات المترجمين في ذلك فمنهم من ذكر أنها “عالمة بقصص القرآن وأخباره”، ومنهم من عدها “عارفة بقصص القرآن”، ومنهم من ذكر أنها “عالمة بكثير من تفسير قصصه وأخباره”. والذي نراه أن أصل تلك الأقوال عبارة ابن غازي التي جاءت في الروض الهتون؛ قال: “وكانت -رحمها الله- ملازمة لدروس القرآن العزيز في المصحف، وكان علَّمها [عزوز الصنهاجي] كثيرا من تفسير قصصه وأخباره، فنفعتنا بذلك في الصغر غاية”.

  • من المصادر المعتمدة.
  • إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس،ابن زيدان عبد الرحمن بن محمد السجلماسي، تحقيق: علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1، 1429 هـ .
  • الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون، محمد ابن غازي العثماني، تحقيق: عبد الوهاب ابن منصور، المطبعة الملكية، المغرب، ط2، 1408ه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق