مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

من أعلام القضاء والفتوى بفاس:

المبحث الثاني: مساره العلمي:

الحديث عن المسار العلمي للمترجم له الشيخ محمد العربي الزرهوني رحمه الله، يقتضي رصد مرحلتين أساسيتين من حياته، مرحلة الطلب والتحصيل، ونخصص له (الفرع الأول)، ومرحلة العطاء العلمي ونعقد له (الفرع الثاني).

الفرع الأول: مرحلة الطلب والتحصيل.

قد بلغ الشيخ محمد العربي الزرهوني مكانة كبيرة ومرموقة في العلم والمعرفة، أهلته لتولى منصب التدريس والفتوى وقضاء الجماعة بفاس، في وقت كانت المدينة تزخر فيه بعدد كبير من فطاحل العلم والمعرفة في شتى المجالات. والوصول لهذا المنصب السامي يجعلنا نطرح التساؤل عن رحلاته في طلب العلم، وشيوخه الذين أخذ عنهم، وأسانيده وإجازاته. وذلك ما نعرض له من خلال الفقرات الثلاث الآتية:

الفقرة الأولى: هل كانت له رحلة في طلب العلم؟. لقد عرف علماء المغرب الرحلة في طلب العلم في وقت مبكر جدا، حيث بدأت رحلات المغاربة والأندلسيين إلى المشرق، منذ منتصف القرن الثاني الهجري، وقد كانت تشمل أيضا القيروان والأندلس ومصر([19]).

إلا أنه بوفاة الإمام مالك رحمه الله وتلاميذه المباشرين وانقضاء القرون الأولى المشهود لها بالأفضلية، وتأسيس جامع القرويين، وازدهار الجانب العلمي في مدينة فاس، بدأت الرحلة إلى الأقطار من أجل طلب العلم تتقلص بشكل نسبي؛ وإن بقي لها مفهومها التعبدي والتواصلي([20]).

وقد كانت رحلة المغاربة إلى المشرق، تمر عبر مجموعة من الأقطار الإسلامية كالقيروان ومصر. وقد رحل الكثير من شيوخ المترجم له وشيوخ شيوخه، كالشيخ محمد بن عبد السلام الناصري([21])، والشيخ محمد التاودي بن سودة وغيرهما([22]).

غير أن المصادر التي ترجمت للشيخ محمد العربي الزرهوني رحمه الله، لم تذكر شيئا عن رحلاته في طلب العلم، لا إثباتا ولا نفيا، باستثناء العباس السملالي المراكشي في الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأنام الذي صرح بأنه طلب العلم بفاس ([23]).

وهو ما يمكن أن يستنتج منه بأن الشيخ محمد العربي الزرهوني رحمه الله لم تكن له رحلة خارجية في طلب العلم. والسبب في ذلك -والله أعلم- راجع إلى أن العلم الذي يمكن أن يرحل من أجله، قد وجده في محيطه بمدينة فاس، خصوصا أن الفترة التي عاش خلالها المترجم له، قد تميزت بوجود عدد كبير من العلماء بمدينة فاس في مختلف التخصصات، أوصله بعضهم إلى خمسمائة عالم([24]).

ويمكن أن يكون من بين الأسباب أيضا في عدم رحلة المترجم له في طلب العلم خارج القطر المغربي، انعدام الأمن والاستقرار بالمغرب، أو ببلدان العبور أو الهجرة، خصوصا أن فترة طلب العلم بالنسبة للمترجم له تزامنت مع كثرة الفتن والاضطرابات في المغرب وخارجه([25]).

الفقرة الثانية: شيوخه. أهملت جل المصادر التي ترجمت للشيخ محمد العربي الزرهوني، ذكر تفاصيل عن العلوم التي أخذها عن كل شيخ، والمدة التي قضاها في التلمذة عنه. واكتفت بذكر أسماء بعض الشيوخ الذين أخذ عنهم أو أجازوه إجازة عامة أو خاصة. وأبرز من توسع في هذا الأمر، الشيخ عبد الحي الكتاني، حيث خص ترجمته بمؤلَّف خاص أسماه: “إتحاف الحفيد بترجمة جده الصنديد”. وقد لخصه العباس السملالي المراكشي في كتابه: الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأنام([26])

وجرْياً على العادة السائدة في التربية والتعليم بمدينة فاس خلال عصر الشيخ محمد العربي الزرهوني، يمكن القول بأن أسرته المتشبعة بروح العلم والمعرفة، قد حرصت على تربيته وتعليمه، فمن المؤكد أنها أرسلته إلى الكتاب (لمسيد) ليحفظ القرآن الكريم، ويتعلم بعض المبادئ الإسلامية طبقا للنظام التعليمي الذي كان سائدا في هذا العصر، مما أهله للتدرج في المؤسسات التعليمية الأخرى بما فيها جامع القرويين، الذي كان يعتبر المؤسسة العليا التي يطمح إلى ولوجها كل طالب مجد، شغوف بالعلم والمعرفة مثل محمد العربي الزرهوني؛ فقد كان رحمه الله، لا يستنكف أن يأخذ العلم والمعرفة عن كل من اشتهر بفن وبرز فيه، حتى إنه قد أخذ عن أقرانه في الطلب وعمن دونهم([27]).

ومن أبرز الشيوخ الذين أخذ عنهم، وكان لهم الأثر البالغ في تكوين شخصيته الفكرية والعلمية، وتزويده بالمعارف العقلية والنقلية([28]):

1 – الشيخ: محمد الطيب بن عبد المجيد بن كيران(ت: 1227هـ) ([29]).

2 – محمد بن عبد السلام بن عبد الله الدرعي الناصري(ت: 1239هـ) ([30]).

3 – محمد بن محمد بن عامر المعْداني التادلي ثم الفاسي(ت: 1234هـ)([31]).

4 – الشيخ القاضي، أبو عبد الله محمد العربي بن علي القسمطيني(ت: 1208هـ)([32]).

5 – الشيخ محمد بن عبد القادر الصبيحي الزرهوني قرارا ومدفنا (ت: 1231هـ) ([33])

6 – الشيخ: حمدون بن عبد الرحمن بن الحاج السلمي المرداسي(ت: 1232هـ)([34]).

7 – عبد القادر بن أبي جيدة بن أحمد بن محمد الفاسي لقبا ودارا(ت: 1213هـ)([35]).

8 – العربي بن المعطي بن الصالح الشرقاوي(ت: 1234هـ)([36]). وأجازه إجازة عامة([37]).

الفقرة الثالثة: إجازاته وأسانيده. تميز طلب العلم الشرعي عبر العصور والأزمان بالعناية التامة بالإجازات والأسانيد، حيث اعتبر الإسناد من خصائص هذه الأمة؛ حتى قال ابن المبارك: “الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء”([38]).

وكان علماء الأمة الإسلامية، لا يعتبرون العالم مؤهّلا لأن يؤخذ عنه ما لم يكن لديه إجازات من أشياخه الذين تتلمذ على أيديهم، وأسانيد في مختلف العلوم التي حصلها. وعصر المترجم له لا يخرج عن هذا الأصل، حيث كان طالب العلم لكي يحصل على لقب فقيه مؤهل للتدريس بجامع القرويين، أو لمنصب القضاء والفتوى، يتحتم عليه الحصول على إجازات من أشياخه الذين تتلمذ على أيديهم([39]).  

وبذلك كان مترجمنا -كغيره من العلماء المشهورين- له أسانيد وإجازات في مختلف العلوم والأوراد. وقد ذكر معظمها العلامة عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس. وذكر أن له سندا يتصل به من طريق: أبي الحسن علي بن ظاهر الوتري، عن أبي العباس أحمد بن الطاهر المراكشي، عن مترجمنا الشيخ أبي حامد محمد العربي الزرهوني رحمه الله([40]).

وقد حصل لي أيضا بفضل الله تعالى هذا السند العالي، حيث أجازني في رواية أحاديث الإمام البخاري الدكتور يوسف الكتاني، عن أبيه إبراهيم الكتاني عن الشيخ عبد الحي الكتاني، عن علي بن ظاهر الوتري، عن أحمد بن الطاهر المراكشي، عن مترجمنا الشيخ محمد العربي الزرهوني رحمه الله.

وقد أجاز المترجم له إجازة عامة أبو حامد العربي بن المعطي الشرقاوي ومحمد بن عامر المعداني الفاسي، كلاهما عن أبي عبد الله محمد ابن أبي القاسم الرباطي.

وأجازه أيضا الشمس محمد بن قدور الزرهوني، ومحمد بن حبيب الله الصغير الشنكَيطي.

وأجازه أيضا بسنده في الطريقة القادرية أبو حامد العربي بن المعطي، عن الشيخ التاودي بن سودة. كما روى -إجازة بسنده- الطريقة الوزانية عن سيدي الشاهد بن التهامي وأبي حامد العربي بن علي بن أحمد. والطريقة الصادقية عن محمد بن عبد الهادي بن عبد الكريم بن الشيخ أحمد بن عبد الصادق الرتبي، عن شيخه العباس بن صالح السكوري عن والده ابن عبد الصادق.

الفرع الثاني: مرحلة العطاء العلمي.

تتلمذ المترجم له كما رأينا على أكابر العلماء البارزين في عصره بجامع القرويين، وحصّل ما لديهم من مختلف العلوم والمعارف، فكان بذلك ذا باع طويل، وكعب عال في جل العلوم، واشتهر أمره بين العام والخاص، مما أهله لشغل أعلى المناصب وأسماها،  حيث تصدر للتدريس والقضاء والفتوى والتأليف. ويمكن استجلاء هذه الأمور من خلال الفقرات الآتية:

الفقرة الأولى: الزرهوني الأستاذ. لم تسعفنا كتب التراجم بمعلومات دقيقة ومفصلة حول مزاولته لمهنة التدريس، متى بدأ ذلك وأين كان يدرس؟، وما هي أنواع العلوم التي كان يدرسها؟، وهل كان يجمع بين مهام التدريس والقضاء والفتوى؟، أم أنه مارس التدريس قبل أن يشغل منصب القضاء والفتوى؟ كل ذلك لم نجد له جوابا شافيا، غير أننا وجدنا أن كتب التاريخ والطبقات تنص على أن قاضي الجماعة بفاس خلال عصر المترجم له وقبله كان من مهامه: التدريس والإشراف على جامعة القرويين، وتحديد تاريخ ابتداء العطل وانتهائها([41])، وقد تولى مترجمنا هذا المنصب كما سنرى ذلك إن شاء الله تعالى([42]).

ومن المعلوم أن الشيخ محمد العربي الزرهوني شغل هذا المنصب في زمن السلطان مولاي عبد الرحمن بن هشام. وبذلك يجري عليه ما كان سائدا في عصره، وجرى على أقرانه.

وقد اكتفت مصادر ترجمته بالإشارة إلى أنه تتلمذ على يده مجموعة من التلاميذ النجباء، والشيوخ العلماء، وكان لشهرته في العلم وعلو كعبه فيه تشد إليه الرحال للتقاضي والاستفتاء، وللإقراء وحل المشكلات، حتى جلس بين يديه وتتلمذ عليه من شاركه في الأخذ عن شيوخه وذلك كعلي بن جلون، حيث أخذ عنه وشاركه في الأخذ عن: الطيب بن كيران، وسيدي حمدون ابن الحاج. وقد أخذ عن الشيخ العلامة والفقيه النوازلي محمد العربي الزرهوني رحمه الله، مجموعة من التلاميذ النجباء، والعلماء الفطاحل، الذين قاموا بتخليد ذكره في الآفاق، وحملوا علمه إلى الأجيال المتعاقبة، ومن بين هؤلاء الأعلام:

1 – محمد بن عبد القادر الكردودي(ت: 1268هـ)([43]).

2- علي بن أحمد بن عبد الصادق بن علي الرجراجي الصويري قراراً(ت: 1308هـ)([44]).

3 – علي بن محمد بن أحمد ابن جلون الكَومي(ت: 1292هـ)([45])، الفاسي دارا ومدفنا.

4 – أحمد بن محمد الأزدي المراكشي(ت: 1287هـ)([46])، وأجازه إجازة عامة.

5- محمد التهامي بن المكي ابن رحمون(ت: 1263هـ)([47]).

6- محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن التهامي البربري السلوي(ت: 1326هـ)([48]).

وأخذ عن المترجم له: الشيخ محمد العربي الزرهوني بالإجازة الحافظ محمد بن عبد السلام ابن عبد الله الناصري، وعلي بن عبد الصادق الصويري وغيرهما([49]).

الفقرة الثانية: الزرهوني المفتي قد كان لمنصب الفتوى بالقطر المغربي، تأثير سياسي كبير في الوسط الاجتماعي، حيث كان يعتبر الدعامة الأساسية للاستقرار السياسي في البلاد. وقد شغل مترجمنا هذا المنصب، فحمدت سيرته فيه، واشتهر علمه بين الأنام، وصارت بذكره الركبان، وقصده الناس من كل حدب وصوب، ونوازله الفقهية خير شاهد في هذا الباب. ولم تذكر كتب التراجم تحديدا للسنة التي تولى فيها منصب الفتوى، إلا أن كل المعطيات تفيد أنه كان مفتيا قبل توليه لمنصب القضاء، وهو ما يؤخذ من تصريحه بذلك في مقدمة كتابه النوازل الفقهية حيث قال رحمه الله: “إني لما كنت أتعاطى الفتيا بهذه الحضرة الإدريسية،… ثم في حدود عام: تسعة وثلاثين ومائتين وألف، وُلّيت خطة القضاء بمدينة صفرو”([50]).

فهذه إشارة صريحة منه رحمه الله بأنه تولى منصب الفتوى قبل خطة القضاء. وجمع بينهما طيلة توليه لمهمة القضاء بمدينة صفرو، ثم منصب قاضي الجماعة بمدينة فاس، وبقي مقتصرا على الفتوى بعد عزله من هذا المنصب سنة: 1247هـ1831م([51]).

الفقرة الثالثة: الزرهوني القاضي. سبق الحديث أن قضاة فاس كان يتم اختيارهم من كبار العلماء خريجي جامعة القرويين والمعروفين بالصلاح والاستقامة. وكان لهم نواب عن القبائل التابعة لدائرة نفوذهم يختارونهم من عند أنفسهم أو بظهائر سلطانية([52])

وقد تولى مؤلفنا قضاء مدينة صفرو سنة: 1239هـ/1823م التي كانت تعتبر ضمن دائرة نفوذ قاضي الجماعة بفاس: محمد ابن إبراهيم الدكالي حينئذ، الذي تولى هذا المنصب في نفس السنة، بعد عزل قاضي الجماعة العباس بن أحمد بن سودة([53]).

 واختيار مؤلفنا لشغل هذا المنصب، يدل طبعا على مكانته في الاستقامة والعلم والتقوى، باعتبار أن هذه المهمة كانت لا تناط إلا بمن اشتهر علمه وظهر فضله، وكثرت درايته وحنكته بالأمور الاجتماعية، وله اطلاع واسع على الكتب الفقيهة، وما جرى به العمل في البلاد([54]).  

وقد كان رحمه الله قاضيا نموذجا للعدالة والنزاهة، حيث حمدت سيرته وظهرت نزاهته وأمانته، وبقي بهذا المنصب إلى السادس من ربيع الأول سنة: 1247هـ1831م، حيث ترقى لمنصب قاضي الجماعة بفاس بظهير شريف من طرف السلطان مولاي عبد الرحمن بن هشام، بعد عزل  القاضي مولاي عبد الهادي بن عبد الله العلوي السجلماسي([55])، ثم ورد الخبر بعزله من مكناس في: الثاني عشر من شعبان من العام المذكور، وولي بعده الشيخ أبو الحسن علي التسولي، فاعتزل بذلك خطة القضاء وبقي مقتصرا على الفتوى، فكان يقصده الناس لحل ما يقع لهم من مشكلات وما ينزل بهم من مستجدات.

الفقرة الرابعة: الزرهوني المؤلف. خلف الشيخ محمد العربي الزرهوني رحمه الله، للساحة الثقافية عموما، والفقهية على وجه الخصوص، مجموعة من المؤلفات في عدد من التخصصات، تدل على سعة علمه وكثرة اطلاعه، ومن خلالها يتضح لنا بجلاء أنه كان عالما فذا يتميز بسلاسة العبارة وجودة الإشارة، فجاءت لذلك مؤلفاته خالية من التعقيد، جديرة بالمطالعة والتقييد. غاية في الحسن والإفادة. ومن أشهر ما عرف من مؤلفاته:

1- النوازل الفقهية في مجلدين([56]).

2- حلي المعاصم في حل ألفاظ الإمام ابن عاصم لم يكمله([57]).

3- روضة المنى وبلوغ المرام بجمع شواهد المكودي وابن هشام([58]).

4- شرح على لامية الزقاق([59]).

5- التقريب والتبيين في حل ألفاظ المرشد المعين([60]).

6- شرح على الآجرومية([61])

7- تحفة السائل الأقب في بيان الحكم في سكر القالب([62]).

8- شرح على شواهد التلخيص([63]).

9- فتوى في نحو كراس في جواز تخصيص اليهود ببناء حمام بمدينة فاس([64]).

الفقرة الخامسة: الزرهوني كاتب السلطان. قد صرح الشيخ إدريس بن الماحي في كتابه معجم المطبوعات المغربية، عند ترجمته للشيخ محمد العربي الزرهوني رحمه الله، بأن هذا الأخير قد ولي الكتابة لدى السلطان أبي الربيع مولاي سليمان العلوي أياماً، ثم ولي قضاء فاس؛ وفي عهد السلطان عبد الرحمن بن هشام نقله إلى قضاء صفرو([65]). وتبعه في ذلك أيضا الدكتور حسن الوزاني في تحقيقه لمعجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين لابن زيدان([66]).

ولم أجد من العلماء والباحثين من نسب لمحمد العربي الزرهوني الكتابة لدى السلطان أبي الربيع مولاي سليمان العلوي غيرهما. 

والذي يظهر والله أعلم، أن الشيخ إدريس بن الماحي والدكتور حسن الوزاني قد وقع لهما خلط بين الشيخ محمد العربي الزرهوني قاضي فاس ومفتيها وبين الفقيه محمد الزرهوني الذي كان كاتباً لدى السلطان مولانا سليمان، ورقاه من الكتابة إلى عمالة وجدة وأحوازها، ثم رده للكتابة، ولم يزل بها إلى أن توفي سنة: 1230هـ/1814م([67]).

ثم إن قول الشيخ إدريس بن الماحي بأن الشيخ محمد العربي الزرهوني قد تولى قضاء فاس في زمن السلطان مولاي سليمان -وتبعه في ذلك الدكتور حسن الوزاني- فيه نظر أيضا، لأنه يتنافى مع ما صرح به المترجم له نفسه في مقدمة كتابه النوازل الفقهية حيث ذكر أنه ولي القضاء بمدينة صفرو سنة: 1239ه([68])، وهو ما ذهب إليه غير واحد ممن ترجم له.

ومعلوم أن السلطان مولاي سليمان قد توفي في الثالث عشر من ربيع الأول سنة: 1238هـ. الموافق للثامن والعشرين من نونبر سنة: 1822م([69]). أي: قبل تولي الشيخ الزرهوني لقضاء مدينة صفرو بحوالي سنة.

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق