مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةأعلام

محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي.

عبد الغني زيدان

مركز بن البنا المراكشي

تقديم:

يأتي هذا العمل كاستنارة مثل المصباح المتوهج الذي يضيء كل جنبات المناطق المظلمة من تراثنا الحضاري، فنعمل على استحضار مثل هذه القامات العلمية من تراثنا الحضاري والعلمي وضمن الرقعة الجغرافية المسماة “بالغرب الإسلامي”.

إن أغلب الحضارة القديمة قامت على أفكار علمائها، فبسبب اجتهاداتهم العظيمة انغرس في ثنايا الأمة الواحدة الحس الجمعي نحو الاجتهاد والازدهار والتقدم، ونفس الشيء عرفته الحضارة العربية الإسلامية، فلولا فضل علمائها عليها لما قامت لها قائمة في الوجود الإنساني و الحضاري.

يمثل هذا العَلَم “عمر بن شعيب السنوسي” الذي سيكون محطة دراسة تعريفية، عالما من علماء الحضارة العربية الإسلامية الذين نشئوا في المغرب ونال الحظ الوافر من الاهتمام من طرف أهل العلم الذين تتلمذ على أيديهم، فحقق بما ناله منهم من كنوز علمية حتى صار قامة علمية منتجة في جميع المعارف العلمية من طب و فلك و فقه إلخ …

الإسم                                   

هو محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب الإمام السنوسي، الحسني، أبو عبد الله (اشتهر نسبه إلى القبيلة المعروفة بالمغرب من قبل أم أبيه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

مكان الولادة والنشأة والوفاة:

يعود أصله من تلمسان وهي المدينة التي نال شرف الوفاة بها. ولد بعد الثلاثين وثمانمائة و توفي يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأخيرة عام خمسة وتسعين وثمانمائة، عن عمر يناهز ثلاث وستين سنة، و في رواية أخرى يذكر فيها أنه توفي سنة 892 هـ.

دراسته وعلومه:

قرأ على يد مشايخه الكبار علوما متعددة من بينها: الفقه وعلم القراءات، وعلم الإسطرلاب والأصول والمنطق، وكتب الحديث،  والصحيحين، وعلم الفرائض وعلم الحساب، وقد كان بحق كما يقول عنه تلميذه الملالي “آية في علمه وهديه وصلاحه وسيرته وزهده وورعه وتوقيه”.

أخذ كما يقول تلميذه الملالي عن جماعة منهم والده والشيخ العلامة نصر الزواوي والعلامة محمد بن توزت، والسيد الشريف أبو الحجاج يوسف بن أبي العباس بن محمد الشريف الحسني، والعالم أبي عبد الله الحباب، وعن الإمام محمد بن العباس، وعن الفقيه الجلاب، وعن الولي الكبير الصالح الحسن أبركان الراشدي، وكذلك أخذ عن الفقيه الحافظ أبي الحسن التالوتي أخيه لأهه، وعن الإمام الحجة الورع الصالح أبي زيد الثعالبي، وعن الإمام العالم العلامة الولي الزاهد الناصح إبراهيم التازي، وعن العالم الأجل الصالح أبي الحسن القلصادي الأندلسي.

تلاميذته:

أخذ عنه تلميذه المشهور الملالي كما جاء في كتاب البستان. وأيضا أخذ عنه أعلام كابن صعد، وأبي القاسم الزواوي وابن أبي مدين، والشيخ يحيى بن محمد وابن الحاج البيدري، وابن العباس الصغير، وولي الله محمد القلعي ريحانة زمانه، وإبراهيم الوجديجي، وابن ملوكة وغيرهم من الفضلاء.

تآليفه:

ترك السنوسي مجموعة من المؤلفات منها كما يقول الملالي: شرحه الكبير على الحوفية المسمى المقرب المستوفى كبير الجرم كثير العلم. ثم عقيدته الكبرى التي سماها عقيدة التوحيد في كراريس من القالب الرباعي أو ما صنفه في الفن ثم شرحها. ثم الوسطى وشرحها في ثلاثة عشر كراسا. ثم الصغرى وشرحها في ست وهي من أجل العقائد لا تعادلها عقيدة.

كما له كتب أخرى أيضا منها: عقيدة أخرى فيها دلائل قطعية على من أثبت تأثير الأسباب العادية، كتبها لبعض الصالحين. ومختصر حاشية التفتازاني على الكشاف. وشرح مقدمة الجبر والمقابلة لابن الياسمين. وشرح جمل الخونجي في المنطق. وشرح مختصر ابن عرفة فيه حل لصعوبته.

ومن ضمن الكتب التي ألفها السنوسي أيضا: شرحه لرجز ابن سينا في الطب لم يكمل. ومختصر في القراءات السبع. وشرح الشاطبية الكبرى لم يكمل. شرح الوغليسية في الفقه لم يكمل. ونظم في الفرائض. واختصار رعاية المحاسبي. ومختصر الروض الأنف للسيهلي لم يكمل. ومختصر بغية السالك في أشرف المسالك للساحلي. وشرح المرشدة. والدر المنظوم في شرح الجرومية. وشرح جواهر العلوم المعضد في علم الكلام على طريقة الحكماء وهو كتاب عجيب جدا رغم أنه صعب ومتعسر على الفهم. وله أيضا تفسير القرآن إلى قوله ﴿وأولئك هم المفلحون﴾ في ثلاثة كراريس ولم يمكن التفرغ له. وتفسير سورة ص وما بعدها. كما له العديدة من الفتاوى والوصايا والرسائل والمواعظ، مع كثرة الأوراد وقضاء الحوائج و الإقراء.

كما ألف هذا العالم الفذ أيضا مجموعة من الكتب يوجد منها ما هو مخطوط ببعض المكتبات العالمية من بينها:

* بيان ما تضمنته كلمة لخير البرية من غامض أسرار الصناعة الطبية: رسالة تبحث أسرار الحديث الشريف ( المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء). نسخه الخطية في:

– بغداد- الأوقاف برقم (6/2948/  مجاميع) وثانية برقم ( 5/ 4722/ مجاميع) من عام 1025هـ.

– المكتبة البريطانية برقم ( 1/ 968/ Add).

– تونس- حسن حسني بعنوان ( شرح الحديث النبوي المعدة بيت الداء والحمية أصل الدواء) ضمن مجموع برقم (17966) من ص (69-74).

– تطوان – المكتبة العامة برقم (826/ مجموع).

-بيروت – مكتبة د. سامي حداد برقم (80) من القرن 13هـ.

* تقييد في أقسام الأجرام:في تطوان – المكتبة العامة برقم (826/ مجموع).

* رسالة في الأنجم ذات الذوائب: في تطوان – المكتبة العامة برقم (656/ مجموع).

* شرح مقدمات الجبر لابن الياسمين.

* شرح بغية الطلاب في علم الأسطرلاب لمحمد بن أحمد الحباك: نسخته الخطية في:

– المغرب- سلا- الصبيحية برقم ( 159/2) وفي تطوان المكتبة العامة برقم (373) وبرقم (537/مجموع).

* شرح درة الأنوار في تحقيق صنائع الأبرار: في تطوان – المكتبة العامة برقم (26/مجموع).

مصادر ترجمته:

  • نيل الإبتهاج بتطريز الديباج، أحمد بابا التنبكتي، ص 563-572.
  • البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، إبن مريم المليتي المديوني التلمساني، ص
  • تعريف الخلف برجال السلف، أبو القاسم محمد الحفناوي، ج1، ص 176- 182.
  • دوحة الناشر، ابن عسكر الحسني الشفشاوني، ص 121-122.
  • الأعلام، الزركلي، ج7، ص
  • هدية العارفين، إسماعيل باشا البغدادي، ج2، ص
  • معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، ج 12، ص
  • أعلام الحضارة العربية الإسلامية في العلوم الأساسية والتطبيقية، زهير حميدان، مج 5، ص
  • دليل مؤرخ المغرب، عبد السلام بن سودة المري، ص
  • إيضاح المكنون، إسماعيل باشا البغدادي، ج 2، 109، 448،
  • فهرس الفهارس، عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، ج 2، ص 733- ص
Science

ذ. زيدان عبد الغني

باحث مركز ابن البنا المراكشي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق