مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

لغة القرآن وبلاغته من خلال كتاب: «معارج التفكر ودقائق التدبر» الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني «وقفات التأني عند آيات سورة السبع المثاني (الفاتحة)» «الحلقة السادسة عشرة»

تمهيد:

«الحمد لله رب العالمين» آية تامة في سورة الفاتحة وبها يفتتح  كتاب الله تعالى القرآن الكريم؛ وسورة الفاتحة أول القرآن في الترتيب لا في النزول، وهي – على قصرها ووجازتها – قد حوت معاني القرآن العظيم، واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال، فهي تتناول أصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة، والعبادة، والتشريع، والاعتقاد باليوم الآخر، والإيمان بصفات الله الحسنى، وإفراده بالعبادة والاستعانة والدعاء، والتوجه إليه جلَّ وعلا بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان ونهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها الإخبار عن قصص الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء ومنازل الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، إلى غير ما هنالك من مقاصد وأغراض وأهداف، فهي كالأم بالنسبة لبقية السور الكريمة[1]. وقد شاءت حكمة الله أن جاء هذا القرآن مكونا من سور، وكل سورة تشتمل على آيات لعرض الموضوعات المتناولة في هذه السورة، وقد جاءت كل سورة من سور القرآن مُسمّاة باسم مُعيّن ليُميِّزها عن الأخرى، وفي غالب الأمر يكون هذا الاسم فيه إشارة إلى أحد الموضوعات البارزة في السورة.[2]

من هنا يتبين أن أسماء السور في القرآن الكريم تنوعت وتعددت فجاءت بأسماء وصيغ مختلفة؛ فكانت أولاها سورة الفاتحة والتي سميت كذلك بالسَّبع المثاني والقرآن العظيم وأم القرآن…، وقبل الغوص في أعماق هذه السورة العظيمة واستخراج دررها، لا بد من الإشارة في هذا المقال إلى فحوى لفظة فتح وما تحويه من دلالات وفضائل عظيمة ومعاني بليغة.

الصيغة اللغوية للفظة الفاتحة:

تتجذر لفظة الفاتحة من المادة اللغوية فتح: والفَتْحُ: نَقيضُ الإِغلاقِ، فَتَحه يَفْتَحه فَتْحاً وافْتَتَحه وفتَّحَه فانْفَتَحَ وتَفَتَّحَ، قال الجوهري: فُتِّحَت الأَبواب، شُدِّدَ للكثرة، فتَفَتَّحتْ هي، وقوله تعالى: «لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ»، قُرئت بالتَّخفيف وَالتَّشديد وبالياء والتَّاء، أَي لا تَصْعَدُ أرواحهم ولا أعمالهم، لأن أَعمال المؤمنين وأرواحهم تصعد إلى السّماء، قال اللَّه تعالى: «إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ»، وقال جلّ ثناؤه: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ»، وقال بعضهم: أَبواب السَّمَاءِ أَبواب الْجَنَّةِ لأَن الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، والدليل على ذلك قوله تعالى: «وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ»، فكأنه قال: لَا تُفتح لهم أَبواب الجنة. وقوله تعالى: «مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ»، قال أبو علي مَرَّةً: معناه مُفَتَّحةً لهم الأبواب منها، وقال مَرَّةً: إنما هو مرفوع على البدل من الضمير الّذي في مُفَتَّحَةً، وقال: العرب تقول فُتِّحَت الجِنانُ، تريد فُتِّحَت أبواب الجِنَانِ، قال تعالى: «وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً»[3]. وفَاتِحَةُ الشَّيْءِ: أَوَّله، وافْتِتَاحُ الصّلاةِ: التَّكْبِيرَةُ الأولى، وفَوَاتِحُ القُرْآنِ: أوائل السّور، الواحدة فَاتِحَةٌ، وأُمّ الكتاب يقال لها: فَاتِحَةُ القرآن، والفَتْحُ: أن تَفْتَحَ على مَنْ يَسْتَقْرِئُكَ.[4]

ويشير بعض العلماء أن الفَاتِحَة في الأصل مصدر بمعنى الفَتْح كالكاذبة بمعنى الكذب، ثم أطلق على أول الشَّيْء تسْمية للمفعول بالمصدر لأن الفَتْح يتعلق به أولا، وبواسطته يتعلق بالمجموع، فهو المَفْتُوحُ الأول.[5]

ومن جهة يذكر صاحب الكشاف أن الفاعل والفاعلة في المصادر غير عزيزين، كالخارج والقاعد، والعافية والكاذبة[6]، وكشف الكفوي عن ميله إلى أنها صفة فقال: والأحسن أَنَّهَا صفة ثمَّ جعلت اسْما لأوّل الشَّيْء، إِذ به يتعلق الفَتْح بمجموعه، فَهُوَ كالباعث على الفَتْح، فيتعلق بنفسه بالضّرورة، والتَّاء إمَّا لتأنيث الموصوف في الأصل وهو القطعة، أَو للنَّقْل من الوصفية إلى الاسمية دون المبالغة لندرتها في غير صيغتها[7]، وفي هذا المقام يكشف الشيخُ الطاهر ابن عاشور عن رأيه فيقول: وإنما سمي أولُ الشيء بالفاتحة إما تسمية للمفعول لأن الآتي على وزن فاعلة بالمصدر الفتح يتعلق بأول أجزاء الفعل ففيه يظهر مبدأ المصدر، وإما على اعتبار الفاتحة اسم فاعل ثم جعلت اسماً لأول الشيء، إذ بذلك الأول يتعلق الفتح بالمجموع فهو كالباعث على الفتح، فالأصل فاتح الكتاب، وأدخلت عليه هاء التأنيث دلالة على النقل من الوصفيَّة إلى الاسمية أي إلى معاملة الصفة معامَلَة الاسم في الدلالة على ذات معينة لا على ذي وصف، مثل الغائبة في قوله تعالى: «وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ في السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ» [ النمل: 75].[8]

مادة فتح ومشتقاتها في القرآن الكريم:

تنوعت الصيغ الواردة من هذه المادة «فتح» في القرآن الكريم، فقد جاء الفعل الماضي في مادة فتح في سور عدة نذكر منها قوله تعالى: « وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُون».[البقرة: 76]، كما وردت بصيغة الفعل المضارع في قوله تعالى: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم» [فاطر: 2]، وجاء فعل الأمر من المادة الدال على الدعاء كما في قوله تعالى: «رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين» [الأعراف: 89]. وورد المصدر «فَتْح» من الفعل الثلاثي «فَتَح» في قوله جل وعز: « الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا».[النساء: 141]، كما جاءت في صيغة اسم المفعول من الفعل فَتَّحَ أضيف إليها التأنيث لتصبح مفتحة وذلك في قوله تعالى: « جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَاب» [سورة ص: 50]، كما وردت على صيغة فَعَّال وهي إحدى صيغ المبالغة يقول تعالى: «قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيم»[سبأ: 26] ويدل على المبالغة في الفتح وفي ذلك يقول القرطبي: «وجاء الفتَّاح للمبالغة، والفتح في اللغة ما استغلق من المحسوسات والمعقولات والله سبحانه هو الفتاح، لذلك فيفتح ما تغلق على العباد من أسبابهم، فيغني فقيرا ويفرج عن مكروب، ويسهل مطلبا وكل ذلك يسمى فتحا؛ لأن الفقير المُتَغَلَّق عليه باب رزقه يُفْتَح بالغنى»[9]، كما وردت المادة على صيغة منتهى الجموع مَفَاتِح نذكر من ذلك قوله تعالى: «إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِين»[القصص: 76]، كما جاءت مادة فتح على صيغة اسم الفاعل الفاتح المجموع جمع مذكر سالم ليصبح الفاتحين في قوله تعالى: «وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين» [الأعراف: 89] أي؛ خير الحَاكِمِين، فإنَّك العادِل الّذِي لا يجور أبدا. [10]

دلالات لفظة «فتح» في القرآن الكريم:

قال الراغب الأصفهاني الفَتْح ضروب:

أحدهما: يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه، وكفتح القفل والغلق والمتاع، نحو قوله:

«وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ» [يوسف: 65]، «وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ» [الحجر: 14] .

والثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهمّ، وهو إزالة الغمّ، وذلك ضروب: أحدها: في الأمور الدّنيويّة كغمّ يفرج، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، نحو: «فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ» [الأنعام: 44]، أي: وسعنا، وقال: «لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ» [الأعراف: 96]، أي: أقبل عليهم الخيرات.

والثاني: فتح المستغلق من العلوم، نحو قولك: «فلان فَتَحَ من العلم بابا مغلقا»، وقوله: «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» [الفتح: 1]، قيل: عنى فتح مكّة، وقيل: بل عنى ما فتح على النّبيّ من العلوم والهدايات التي هي ذريعة إلى الثّواب، والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران ذنوبه. [11]

وقد ورد الفتح فى القرآن على وجوه فصلها الفيروزآبادي على النحو التالي:

الأَوَّل: بمعنى القضاءِ والحكومة، نحو قوله تعالى: «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً»[الفتح:1]، أَي حكمنا وقضينا، «ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بالحق» أَي يقضى، متى هاذا الفتح أَي القضاء، «قُلْ يَوْمَ الفتح» أَي يوم القضاء.

الثانى: بمعنى إِرسال الرَّحمة: «مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ»[فاطر:2]، أَي ما يُرسل.

الثالث: بمعنى النُصْرة: «فَعَسَى الله أَن يَأْتِيَ بالفتح»[المائدة:52] أَي بالنصرة.

الرَّابع: بمعنى إِزالة الأَغلاق؛ وهذا يأْتى على وجوه:

الأَوَّل: بمعنى فتح أَبواب النُّصْرة: «وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الذين كَفَرُواْ»[البقرة:89].

الثانى: بمعنى فتح أَبواب الغنيمة والظفر بها: «فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ الله»[النساء: 141].

الثالث: فتح خزائن القدرة: «وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب»[الأنعام: 59].

الرَّابع: فتح أَبواب النعمة: «فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ»[ الأنعام:44].

الخامس: فتح أَبواب السَّماءِ: «لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ»[الأعراف: 40] .[12]

السَّادس: فتح مغاليق الخُصومات: «رَبَّنَا افتح بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالحق»[الأعراف: 89].

السَّابع: فتح أَبواب البركة: «لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ»[الأعراف: 96].

الثامن: فتح أَبواب القتل والإِهلاك: «إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الفَتْح»[الأنفال:19].

التاسع: فتح باب البضاعة: «وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ»[يوسف:65].

العاشر: فتح أَبواب السَّمَاءِ على طريق الإِعجاز: «وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ»[الحجر: 14].

الحادى عشر: فتح السَّدّ يوم القيامة: «حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ»[الأنبياء:96].

الثانى عشر: فتح أَبواب العذاب: «حتى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ»[المؤمنون: 77].

الثالث عشر: فتح بيوت الأَصدقاء وَذوي القُرْبى: «أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ»[النور:61].

الرَّابع عشر: فتح باب الدُّعاءِ رجاءً للإِجابة: «فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً»[الشعراء:118].[13]

الخامس عشر: فتح أَبواب الجنَّة: «جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأبواب»[سورة ص: 50].

السَّادس عشر: فتح أَبواب جهنَّم: «وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلّى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا»[الزمر:71].

السَّابع عشر: فتح أَبواب الثواب والكرامة: «وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً» [الفتح:18].

الثَّامن عشر: فتح أَبواب الطُّوفان: «فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ»[القمر:11].

التَّاسع عشر: فتح البلاد على يَدي أَهل الإِسلام: «إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ»[النصر:1].[14]

أسماء سورة الفاتحة وصفاتها:     

للسورة الكريمة أسماء وصفات تدل على عظيم شأنها، وسمو بلاغتها، نذكر منها: الفاتحة أو فاتحة الكتاب لأنه بها تستفتح القراءة في الصلوات، ووردت تسميتها بهذا الاسم في الحديث عن ابن عبّاس، قال: بينما جبريل قاعد عند النّبيِّ صلى الله عليه وسلّم، سمع نَقِيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: « هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ »[15]، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم  قال: «لَا صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ»[16]، سميت بذلك الاسم لأنه يُفْتَتَحُ بها في المصاحف والتعليم، والقراءة في الصلاة، وقيل سميت بذلك لأن الحمد فَاتِحَةُ كلِّ كلام، وقيل لأنها أول سورة نزلت من السّماء.[17]

وأما عن تسميتها بـ «أمِّ الكتاب وأمّ القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم» فقد ثبتت هذه الأسماء في طائفة من الأحاديث المروية؛ فعن أبي سعيد بن المعلى قال: «كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: « أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: «اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ» [الأنفال: 24]. ثُمَّ قَالَ لِي: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ» ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: «أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ»، قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ»[الفاتحة: 2] «هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ».[18]

وسميت أمَّ الكتاب لأنَّه يُبدأ بكتابتها في المصاحف، ويُبْدأ بقراءتها في الصلاة[19]، كما سميت سورة الحمد لأن أولها لفظ الحمد [20] وذلك في قوله تعالى: الحمد لله رب العالمين.[الفاتحة: 2]، وسميت كذلك بسورة الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ»؛ ثَلَاثًا غَيْرُ تَمَامٍ، فقيل لأبي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: «اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ»؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: «الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» [الفاتحة: 1]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ»، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي – وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي – فَإِذَا قَالَ: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ»[الفاتحة: 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ»[21]، وسميت أيضا بالشِّفاء لقوله عليه السلام:  «فاتحة الكتاب شفاء من السم»[22]، كما سميت بأساس القرآن، فقد رَوى الشَّعْبِيُّ عَنِ ابن عباس أن سماها (أساس القرآن) قال: وأساسها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَسمّاها سفيان بنُ عيينة «بالواقية» وسمّاها يحيى بنُ أبي كَثِير «الكَافِيَةُ» لأنها تكفي عمّا عَدَاهَا ولا يَكْفِي مَا سِوَاهَا عَنْهَا.[23]

فضائلها وخصائصها: 

لا يخفى فضل هذه السورة على أحد، وهذا الفضل جلي من خلال أسمائها التي ذكرناها سابقا، فضلا عن أمور أخرى وردت في الكتاب والسنة جاءت لتدلل على مكانة السورة وفضلها؛ ومن فضائلها أنها السورة التي أودع الله فيها علوم الكتب المنزلة كلها، تدل على دقة معانيها وشرفها وسمو بلاغتها، فعن الحسن البصري أنه قال:  «إنَّ اللَّهَ أَوْدَعَ عُلُومَ الْكُتُبِ السَّابِقَةِ فِي الْقُرْآنِ ثُمَّ أَوْدَعَ عُلُومَ الْقُرْآنِ الْفَاتِحَةَ فَمَنْ عَلِمَ تَفْسِيرَهَا كَانَ كَمَنْ عَلِمَ تَفْسِيرَ جَمِيعِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ»[24].

وعن ابن جابر، قال: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَهْرَاقَ الْمَاءَ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيّ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي وَأَنَا خَلْفَهُ، حَتَّى دَخَلَ رَحْلُهُ، وَدَخَلْتُ أَنَا إِلَى الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْتُ كَئِيبًا حَزِينًا، فَخَرَجَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَطَهَّرَ، فَقَالَ: «عَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ». ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَابِرٍ بِخَيْرِ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «اقْرَأِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَتَّى تَخْتِمَهَا».[25]

ومن فضائلها أنها رُقْية وشفاء من الأمراض فقد ورد في صحيح البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلَقُوا فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاَءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ نَزَلُوا بِكُمْ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ، إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَيْءٌ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَرَاقٍ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يَتْفُلُ وَيَقْرَأُ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ حَتَّى لَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي مَا بِهِ قَلَبَةٌ، قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لاَ تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ»[26]. ومن فضائلها أنها خُصَّت بأمة الإسلام وأنها نور لم يُؤْتَها نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: « هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ ».[27]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

[1] صفوة التفاسير، محمد علي الصابوني، ص: 18، دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة، الطبعة: الأولى، 1417 هـ – 1997م.

[2] دلالة أسماء السور القرآنية على محاورها وموضوعاتها مع خرائط ذهنية للسور القرآنية تعين على فهم السورة وحفظها، عمر علي حسان عرفات، ص:11، مؤسسة الرسالة ناشرون، الطبعة الاولى: 1439هـ/2018م.

[3] لسان العرب، ابن منظور، 2/536-537.

[4] نفسه، 2/539.

[5] الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية، أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي، أبو البقاء الحنفي، تحقيق: عدنان درويش – محمد المصري، ص: 694، مؤسسة الرسالة بيروت.

[6] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله، 3/551، دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة – 1407 هـ.

[7] الكليات، ص: 694.

[8] التحرير والتنوير، الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، 1/131، دار النشر : دار سحنون للنشر والتوزيع – تونس – 1997 م.

[9] الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، للإمام الحافظ محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج الأنصاري القرطبي، ضبط النص وشرح مادته اللغوية: د. محمد حسن جبل، وخرج أحاديثه: طارق أحمد محمد، وأشرف عليه وقدم له: مجدي فتحي السيد  1/220، دار الصحابة للتراث بطنطا، الطبعة الأولى: 1416هـ/1995م.

[10] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، 3/402، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون – بيروت، الطبعة: الأولى – 1419 هـ.

[11] المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، ص: 621، دار القلم، الدار الشامية – دمشق بيروت، الطبعة: الأولى – 1412 هـ.

[12] بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، تحقيق: محمد علي النجار، 4/161، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية- لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة.

[13] نفسه، 4/162.

[14] نفسه، 4/163.

[15] المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، 1/554، بَابُ فَضْلِ الْفَاتِحَةِ، وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَالْحَثِّ عَلَى قِرَاءَةِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ، الناشر: دار إحياء التراث العربي بيروت.

[16] الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، صحيح البخاري، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، 1/151، بَابُ وُجُوبِ القِرَاءَةِ لِلْإِمَامِ وَالمَأْمُومِ فِي الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا، فِي الحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَمَا يُجْهَرُ فِيهَا وَمَا يُخَافَتُ، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.

[17] مفاتيح الغيب أوالتفسير الكبير، فخر الدين الرازي ، 1/156، دار إحياء التراث العربي بيروت، الطبعة: الثالثة ، 1420 هـ.

[18] صحيح البخاري، 6/17، باب ما جاء في فاتحة الكتاب، وانظر كذلك سنن الترمذي، تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون، 5/297.

[19] صحيح البخاري، 6/17، باب ما جاء في فاتحة الكتاب.

[20] مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، 1/156.

[21] صحيح مسلم، 1/296، بَابُ وُجُوبِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يُحْسِنِ الْفَاتِحَةَ، وَلَا أَمْكَنَهُ تَعَلُّمُهَا قَرَأَ مَا تَيَسَّرَ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا.

[22] شعب الإيمان، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، 2/450، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى، 1410.

[23] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، 1/18، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون بيروت، الطبعة: الأولى – 1419 هـ.

[24] الإتقان في علوم القرآن، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، 4/139، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة: 1394هـ/1974 م.

[25] مسند الإمام أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط – عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، 29/139، حديث عبد الله بن جابر، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421 هـ – 2001 م. وقوله: «وقد أهراق الماء» قال السندي: كناية عن البول، وحاصل الحديث أنه كان يحب الطهارة لرد السلام.انظر هامش الحديث، مسند الإمام أحمد بن حنبل، 29/140.

[26] صحيح البخاري، 7/133، باب النفث في الرقية.

[27] المسند الصحيح المختصر، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، 1/554.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق