وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

قصور مدينة مكناس من خلال إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس لابن زيدان

الحلقة الأولى :

 قصر الدار الكبيرة – قصر الكشاشين- قصر الأروى .

ومن تأسيسات الأمير سيدي محمد هذا قصره البهيج الموسوم باسم الدار البيضاء محل المدرسة الحربية الآن المعدة لتعليم ضباط المغاربة، أسس بهذا القصر الشامخ مسجدا منتظما من صفوف أربعة وصحن، وجعل له منارا ومستودعا لوضع آلات التوقيت، وأسس بجانبه الشرقي مدرسة لطيفة وأحاط السور بالفسيح الطويل العريض المعروف باسم أجدال، وأسس بصدر هذا الفسيح قبة مرونقة بديعة على جانب من الإتقان والتزويق مكين، وجعل بإزائها حماما له باب ينفذ إليها وكنيفا، وكل ما يحتاج إليه من منافع ومرافق بحيث لا يحتاج القاطن فيها إلى الخروج منها لما تدعو إليه الحاجة اللازمة للإنسان أعد هذه القبة لفسحته، والجلوس لسماع مظالم رعيته، وأعد البسيط المذكور أمامها لرعي إناث الخيل العتاق أطلقها تغدو في مروجه وتروح إذ كان له ولوع تام بانتقاء الصافنات الجياد، وجلبها من كل صوب، وتربيتها والإنتاج منها   وأسس بجوار هذا القصر جناني أسوفيط الكبير والصغير وجنان باب القزدير، وجنان ابن حليمة وعرصة السنطرجية، والعرصة الجديدة حذوها المعروفة بالبحراوية وحبس جنان ابن حليمة المذكور مع العرصتين المشار لهما على المسجد الأعظم[1].

قصر الكشاشين

ومن قصور الدار الكبرى أيضا قصر الكشاشين، وهو عبارة عن فسيح مستطيل ذي أساطين مصطفة مبنية بالجيار واللبن والحجر عليها أقواس مرتفعة فاقع لونها تسر الناظرين، بعضها قبالة الداخل، وبعضها عن اليمين والشمال كلها مقبوة السقف، كان هذا القصر معدا للطبخ وشئونه وخزن لوازمه وسكنى القيمات بمباشرة ذلك من وخش الرقيق وحشم الحاشية الملوكية تتخلل هذه القصور وتكتنفها مناهج مستطيلة مقبوة السقف ذات أبهة ومهابة، في سقوفها كوات ينفذ منها منبر جامع القصبة الإسماعيلية[2].

قصر الأروى

ومن تأسيسات  المولى إسماعيل في قلعته بل القصر الذي أعده لربط خيله، ذلك القصر الباهي الباهر، الذي لم يزل أثر بنائه التاريخي دينا للأوائل على الأواخر، ذلك القصر المعروف اليوم باسم الأروى، ذلك القصر الذي أشار إليه أبو القاسم الزياني بقوله” وجعل لها إصطبلا لربط خيله وبغاله، طوله فرسخ مسقف بدائرة البرشلة على سواري أقواس هائلة، كل فرس مربوط أثنى عشر ألف فرس، وبين الفرس والفرس عشرون شبرا، يقال إنه كان مربط اثنى عشر ألف فرس مع كل فرس سائس ونصراني من الأسارى لخدمته، وفي هذا الإصطبل قبب متعددة لوضع سروج الخيل على أشكال مختلفة[3].

وفي هذا الإصطبل هري عظيم على طول الأروى الخزن الشعير المعد للعلف يسع شعير المغربين، وهذا الهري لا زال قائما حتى الآن، إلا أنه قد خر بعض سقفه، وهذا السقف بعضه الآن مساو لأرض الأروى، والبعض الآخر بارز عنها وبه أبوابه…ومن المباني الهائلة بهذا الإصطبل أيضا، هيكل الهري الماثل الآن فيه، وهو هيكل عظيم هائل، اشتمل على أهرية منها هري سبع قبب، وقد دخلنا هري سبع قبب فوجدناه انتصب من بناء مهول مدهش، يمثل عظمة بانيه[4].

[1] – إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس ج 1 ص   الطبعة الثانية 1990م.

[2] – إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس ج 1 ص  132 الطبعة الثانية 1990 م.

[3] – إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس ج 1 ص  177 الطبعة الأولى 2008 م.

[4] – إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس ج 1 ص  177 الطبعة الأولى 2008 م.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق