مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةمعالم

بيمارستان آسفي

 

إعداد رشيدة برياط

باحثة بوحدة علم وعمران

وكان من آثار الدولة المرينية بمدينة آسفي، بيمارستانا لمعالجة المرضى، وعلى ما يبدو أن هذا المارستان من مؤسسات السلطان أبي عنان المريني، حيث قال عنه ابن بطوطة في رحلته أنه بنى جميع بلاد المغرب مارستانات، إلا أن هذا المارستان هو المارستان الوحيد الذي لم يبق له أثر في وقتنا الحاضر، حيث دثر ضمن معالم آسفي التي دمرها الغزو البرتغالي.

وقال لسان الدين الخطيب في نفاضة الجراب: “وبهذه البلدة، المدرسة والمارستان، وعليها مسحة من قبول الله، وهواؤها أطيب أهوية البلدان، يستدعى الدثار في القيظ لبرده ولطيف مسراه، وتردد بها إلي صاحب السوق ومقيم رسم المارستان، الشيخ الحاج أبو الضياء منير بن أحمد بن محمد ابن منير الهاشمي الجزيري، من أهل الظرف والخيرية والتمسك بأذيال أهداب الطلب”[1].

وقد كانت زيـارة لسان الدين الخطيب لآسفي عام 761/1360، حيث وجـد المارستان قائما دون أن يذكـر مؤسسه، على أن البعض  يرجح أن يكون من تأسيس أبي عنان، وعلى خلاف المستشفيات السابقة، فإن هـذا هـو الوحيد الذي لـم يبق له أي أثـر، حيث دثر ضمن معالم آسفي التي دمرهـا الغزو البرتغالي[2]..

كما يوجد داخل هذا المستشفى أطباء ذوي تخصصات شتى، منهم الطبيب العام والطبيب الخاص، ومثال ذلك أطباء العيون وغيرهم، ومن هؤلاء نجد أحمد مرحبو الآسفي، الذي كان يتجول في الحواضر والبوادي طيلة مدة تعاطيه لهذا الحكم.

وكان له معرفة بالطب ويد عاملة فيه جال في سبيله وساح حتى أخده، وكان يتجول في الحواضر والبوادي مدة تعاطيه، وكانت وفاته في نحو العشرة الثانية من القرن الحالي الهجري، إلا أنه أصاب هذه المهنة ما أصاب غيرها من الانحطاط[3]..

وفي دولة السلطان المولى يوسف بن المولى الحسن رحمهما الله، تأسيس المستشفى الأهلي بجنوب رباط آسفي بأعلى هضبة يقصده الناس من الحاضرة والبادية، كما يوجد أطباء آخرون بالحاضرة، ومنهم من هو مخصص بالبوادي والأسواق… [4]..

[1] – نفاضة الجراب في علالة الاغتراب أحمد مختار العبادي  ص 72  دار النشر المغربية

[2] – دعوة الحق – دور الأوقاف المغربية في عصر بني مرين- محمد المنوني عدد 230 شوال 1403هـ.

[3] – آسفي وما إليه قديما وحديثا ص 106- تأليف محمد بن أحمد العبدي الكانوني – حقوق الطبع محفوظة.

[4] – آسفي وما إليه قديما وحديثا ص 106- تأليف محمد بن أحمد العبدي الكانوني – حقوق الطبع محفوظة.

Science

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق