مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصةأعلام

الحلة السيراء فيمن حل بمراكش من القراء -2- أحمدُ بنُ إبراهيم بنِ عبد الملك بن مطرف التميمي، مريي قنجايري، أبو العباس المريي

(من كتاب الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي ت703ه‍)

-2- أحمدُ بنُ إبراهيم بنِ عبد الملك بن مطرف التميمي، مريي قنجايري، أبو العباس المريي: نسبة إلى المرية على غير قياس، يقال فيه: القنجايري(1)

تلا بمالقة على أبي العباس بن محمد بن اليتيم، وروى عن أبي محمد بن محمد الحجري.

وله رِحل أربع إلى المشرق، وحج فيها حجات، وجاور بالحرمين طويلا، ولقي فيها عالمَا كثيرا من جلة العلماء وأكابر الصلحاء فروى عنهم وانتفع بصحبتهم، منهم المجاورون بمكة شرفها الله: أبو إبراهيم إسحاق بن عثمان بن إبراهيم التنوسي، وأبو حفص عمر بن عبد المجيد بن عمر بن حسن بن أحمد بن محمد القرشي الميانجي، وآباء محمد: إمام المقام عبد الدايم بن عمر بن حسين بن عبد الواحد بن محمد البغدادي ابن الطباخ، ويونس بن يحيى بن أبي الحسن بن أبي البركات بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حمزة بن إسماعيل بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي البغدادي القصار – بالقاف- وأجاز له، ومن أهل الإسكندرية أو نزلائها: أبو الطاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلفة الأصفهاني السلفي، وإسماعيل بن مكي بن إسماعيل بن عوف، وأبو القاسم مخلوف بن علي بن عبد الله يعرف بابن جارة بالجيم والراء، ومن نزلاء بجاية: أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي، ومن أهل بغداد: أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حُمادي بن إبراهيم بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن إبراهيم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ومن نزلاء مصر: أبو عبد الله محمد بن إبرإهيم بن أحمد بن طاهر بن أبي الفوارس الفارسي الخبري -بالخاء معجمة مفتوحة والباء بواحدة ساكنة والراء منسوبا.

وممن لم أتحقق له موضعا: أبو عبد الله محمد بن مفلح اليمني الجندي -بالجيم والنون مفتوحتين ودال منسوبا- وابن عبد القادر، والخيشاني، وغيرهم كثير.

وأجاز له: أحمد بن عبد الله بن الحسين بن حديد الكناني أبو طالب، وأبو بكر بن حرز الله بن حجاج التونسي القفصي، وأبو روح بن أبي بكر الدولعي، وحسن بن إسماعيل بن الحسن، وحسين بن عبد السلام بن عتيق بن محمد بن محمد، وزاهر بن رستم بن أبي الرجاء بن محمد الأصفهاني أبو شجاع، وعبد الله بن عبد الرحمن بن موسى التميمي وابن عبد الجبار بن عبد الله العثماني أبوا محمد، وأعبد الرحمن: ابن عبد الله عتيق أحمد بن باقا البغدادي، وابن عبد المجيد بن إسماعيل بن عثمان بن يوسف بن الحسين بن حفص ابن الصفراوي، وابن مقرب بن عبد الكريم أبي القاسم بن أبي الحسن بن أبي محمد التجيبي آباء القاسم، وعبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان بن موسى بن سلمان بن صالح بن محمد بن وهبان السلمي، وعبد الكريم بن أبي بكر عتيق بن عبد الملك الربعي أبوا محمد، وعبد المجيد بن محمد بن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي، وعلي بن المفضل بن علي المقدسي أبو الحسن، وعمر بن حسن أبو الخطاب ابن الجميل، وعيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد ابن سليمان أبو الأصبغ، والمحمدون: ابن إسماعيل بن علي بن أبي الصيف اليمني، وابن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسان القيسي ابن أبي زيد، وابن علوان التكريتي آباء عبد الله، وموسى بن علي بن فياض أبو عمران، ونصر بن أبي الفرج الحصري أبو الفتوح، ويحيى بن ياقوت، والحرة تاج النساء بنت رستم أخت زاهر المذكور.

روى عنه أبو بكر بن أحمد بن سيد الناس، وابن جابر السقطي، وأبو الصفاء خالص بن مهدي، وأبو عبد الله بن أحمد الواشري، وأبو القاسم ابن الطيلسان، وأبو الكرم جريء بن عبد الرحمن، وأبوا موسى العمرانان ابنا الموسيين: السلوي -باللام- وابن معمر الطرابلسي -طرابلس إفريقية. روى عنه من شيوخنا: أبو الحسن ابن الرعيني، وأبو الحسين اليسر، وأبو علي الحسين بن عبد العزيز بن الناظر.

وكان محدثا عدلا ثقة فيما يرويه، عني كثيرا بالرواية ولقاء المشايخ، وكان شيخ الطائفة الصوفية قاطبة بالمغرب، صاحب مقامات ومجاهدات ومشاهدات، أكثر من السياحة والتجول للاعتبار في أقطار الأرض، وكان عظيم الصيت واسع المعرفة مهيبا موقرا مكبرا عند الخاصة والعامة، مشهور الفضل، مستشعر الخوف، صادق الورع، صحيح الزهد، معرضا عن أعراض الدنيا من المال والجاه على كثرة إقبالها عليه، فقد نال منها ثروة وأثرة أعين بهما على دينه، ولم يستفزاه بزخرفهما عن مستحكم يقينه، وكانت له من ملوك عصره مكانة جليلة حل بها منهم ألطف محل وجرت لهم على يديه أعمال من البر عظيمة، إذ كانوا يستدعونه ويستدنونه تبركا به واغتناما لمشاهدته، فيقبل عليهم ويقبل منهم، وقد ملأ الله قلوبهم إجلاله، وأشربها حبه وتعظيمه، وكان ملوك بني عبد المؤمن وأمراؤهم ورؤساء دولتهم كثيرا ما يرغبون منه في تفريق صدقاتهم التطوعية على من يراه من الفقراء والمحاويج وأهل الستر والصون؛ لعلمهم بأنه مغشي الجناب من طوائف الناس على اختلاف طبقاتهم فيتولى ذلك ويباشره بنفسه، ونفع الله على يديه بهذا العمل خلقا كثيرا، وذكر أنه وصل إلى مراكش في بعض سياحاته فوافاها ليلا وقد سدت أبوابها، فبات بالجبّانة خارج باب الصالحة -أحد أبوابها الشمالية ..

وأخبار هذا الشيخ أبي العباس كثيرة، وآثاره بالبلاد المشرقية أثيرة، ومنافع ما أجراه الله على يديه بالحرمين الشريفين وغيرهما من جاري الصدقات وجليل الأوقاف شهيرة. مولده سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة بقنجاير، وتوفي بسبتة لثلاث خلون من صفر سبع وعشرين وست مئة، وتخلف بنتا تزوجها شيخنا الفقيه الأجل الرئيس الأوحد المرحوم أبو القاسم ابن الفقيه الأجل المحدث الراوية السني الأفضل المرحوم أبي العباس أحمد ابن القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد اللخمي، عرف بابن أبي عزفة وينسب لذلك: العزفي، أنكحه إياها أبوه المذكور، إذ كان أبوها قد عهد إليه بالإيصاء عليها والنظر لها، فأداه اجتهاده إلى إنكاحها من ابنه المذكور، فكان في ذلك اليمن والخير والبركة، فهي أم أولاده السراة الأماجد، الخمسة الأكابر، أبقى الله عليهم وعلى أعقابهم بركة أسلافهم.

  • الذيل والتكملة: 1/238-249.

ذ.سمير بلعشية

  • باحث بمركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق