مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثقراءة في كتاب

الحديقة المستقلة النضرة في الفتاوى الصادرة عن علماء الحضرة.

يُصَنَّف كتاب «الحديقة المستقلة النضرة في الفتاوى الصادرة عن علماء الحضرة» ضمن كتب الفتاوى والنوازل الفقهية التي اشتهرت بها بلاد الأندلس دون غيرها من البلدان في عصورها العلمية الزاهرة، خدمةً للمذهب المالكي أصولا وفروعاً.

وتكمن أهمية الكتاب في جمعه لفتاوى كبار علماء حاضرة غرناطة العَليّة من أهل القرنين الثامن والتاسع الهجريين، وما في ذلك من بيان لحالة بلاد الأندلس العلمية والاجتماعية إبّان سقوطها.

يبتدئ الكتاب بمقدمة بيَّن فيها المؤلف جهده في جمع النوازل الفقهية والفتاوى الصادرة عن علماء غرناطة، ووضعها في هذا التقييد، فجاءت في ثلاثمائة وخمسة وثلاثين (335) مسألة فقهية متنوعة، بدأها بمسألة:«حكم من ضيع أمانة أثناء توصيلها لبلد آخر»، وختمها بمسألة:«دعوى اليهودي على المسلم»، وشملت جميعها قضايا الأحكام والمعاملات من صلاة، وصوم، وزكاة، وحج، ومسائل الأيمان والنذر،والأضاحي، والجنائز، والبيع والشراء، والمزارعة، وغيرها من المسائل الفقهية.

وبلغ عدد المفتين بالكتاب أحد عشر ممن صرَّح المؤلف بأسمائهم، ومفتيين اثنين لم يصرح بهم، ويأتي على رأس هؤلاء المفتين من حيث عدد المسائل التي استفتي فيها: الفقيه أبي القاسم محمد بن محمد بن سراج الغرناطي(ت848هـ)، وبلغ عدد المسائل التي أجاب عنها 139 مسألة، ثم يليه الإمام محمد بن محمد بن محمد الأنصاري السرقسطي الغرناطي(ت865هـ) في 66 مسألة، ثم الإمام المحدث المفتي محمد بن علي بن محمد الأنصاري الغرناطي المعروف بالحفَّار(ت811هـ) في 50 مسألة، ويليه الإمام الأصولي أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي الغرناطي(ت790هـ) في 39 مسألة، ثم الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن فتوح العقيلي الغرناطي(ت867هـ) في 7 مسائل، ثم قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن علي بن قاسم ابن علَّاق الغرناطي(ت806هـ) في 5 مسائل، ثم الإمام محمد بن يوسف الصناع الغرناطي في 4 مسائل، وبعده القاضي النظار سعد بن أحمد التجيبي الإلبيري الجياني الغرناطي(ت722هـ) في 3 مسائل، ثم الإمام محمد بن عبد الملك بن علي المنتوري القيسي الغرناطي(ت834هـ) في مسألتين، ويليه الإمام أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن القباب(ت779هـ)، والإمام الفقيه عبد الله بن محمد بن موسى العبدوسي الفاسي(ت849هـ) كلاهما في مسألة واحدة.

ولم يعتمد جامع هذه الفتاوى – الذي لم يستكنه ناشر الكتاب هويته، وهو فيما يبدو ابن طركاظ الغرناطي كما هو مثبت في نسخة أخرى لم يعتمدها الناشر- منهجاً واضحاً في ترتيب مادة الكتاب، بل اكتفى بوضع عنوان للمسألة الفقهية، ثم أتبعه نص السؤال، كقوله:«وسئل الأستاذ»، «وسئل رحمه الله»، «وسئل حفظه الله»، ثم الجواب مثل قوله:«فأجاب رضي الله عنه»، «فأجاب رحمه الله»، فلم يُرتِّب مادته على اعتبار الأبواب الفقهية، ولا على اعتبار المفتين، بل طغى على الكتاب طابع الجمع والإدراج، مع تحري السلاسة والوضوح في العبارة.

طبع الكتاب عن دار ابن حزم- بيروت، عام 1424هـ/2003م، بعناية جلال علي القذافي الجهاني، وهو ما يزال بحاجة إلى دراسة وتحقيق تليق بقيمته العلمية.

إنجاز: د.طارق طاطمي.

Science

الدكتور طارق طاطمي

باحث مؤهل متعاون مع مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط

منسق تحرير مجلة لسان المحدث التابعة للرابطة المحمدية للعلماء

منسق تحرير موقع مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

أستاذ السيرة النبوية بمؤسسة دار الحديث الحسنية

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. من خلال التعليقات المقدمة، الكتاب ذو أهمية بالغة في دراسة تاريخ الأندلس هلا يمكنكم توفيره لي أو على الأقل إحالتي إلى حيث يمكنني الحصول عليه

  2. طبع بدار ابن حزم ببيروت، وتجدينه متوفرا عند موزعيها المعتمدين، وادخلي لموقع الدار على الشبكة لتعرفي تفاصيل أوفى، والله الموفق

  3. السلام عليكم ورحمة الله
    فاحمد لله انه قد وفقني لاختيار موضوع في دراسة احوال الاندلس وكان هذا المصدر من ضمن المصادر التي اعتمد عليها الموضوع وجاري العمل الان على اعداد الرسالة بالجامعه الاسلامية بالمدينه المنورة
    اشكر اعضاء هذا الموقع العامرالذين كان لهم الفضل في توجيهي لذلك
    والسلام عليكم

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق