الرابطة المحمدية للعلماءأخبار الرابطة

افتتاح أشغال لقاء افتراضي دولي حول “حفظ الذاكرة ونقلها لترسيخ مفهوم الآخر”

افتتحت يوم الاثنين 25 يناير بالرباط، أشغال لقاء افتراضي دولي حول “حفظ الذاكرة ونقلها لترسيخ مفهوم الآخر” بمشاركة ممثلي عدد من المجالس والمنظمات والهيئات الوطنية والدولية، والذي تنظمه (من 25 إلى 28 يناير) الرابطة المحمدية للعلماء من خلال مركزها ” تعارف” – مركز البحث التكوين في العلاقات بين الأديان وبناء السلم- بشراكة مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب ومؤسسة “ذاكرة من أجل المستقبل” و “أرشيف المغرب”.

وفي كلمة افتتاحية، أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، على أهمية إشراك جميع مكونات المجتمع في هذا النقاش، ولا سيما الأجيال الصاعدة”.

وأوضح الدكتور عبادي أن حفظ الذاكرة يعد من المواضيع “الحارقة”، مبرزا أن ” فقدان الذاكرة يمثل “تهديدا لاستمرارية الحياة الإنسانية”، متوقفا بشكل خاص عند العائق المتمثل في غياب أو ضعف الحوار”.

وأشار فضيلة السيد الأمين العام الى أن “هذا اللقاء الافتراضي الدولي يروم تحقيق ثلاثة أهداف كبرى؛ أولها محاولة تجاوز هذه الأمنيزيات التي بدأت تضرب الذاكرات المشتركة على الصعيد العالمي، مما يحول دون التفاهم المشترك، ودون تحقيق مقصد التعارف.

أما الهدف الثاني من هذا اللقاء، بحسب الدكتور أحمد عبادي، فهو اعداد الأرضية المعطياتية والوثائقية الميسرة القابلة للسكب في الحوامل الرقمية و العلمية أخذا بعين الاعتبار أن جيلي “Z ” و “Alpha” لايجب أن نغفل أن لهما وسائل تواصل خاصة بهم”.

من جانبها، أبرزت مديرة مركز “تعارف”، السيدة عائشة حدو، أن هذا اللقاء يركز على أهمية الحفاظ على الذاكرة بشكل عام ونقلها إلى الأجيال اللاحقة، مشيرة الى أنه تقرر ،من بين أمور أخرى، دراسة تجربة “دير تومليلين” كنموذج.

وأشارت الى أن هذا اللقاء يقترح إعطاء وقت للتفكير في مساهمة الذاكرة وحمايتها ونقلها، فضلا عن تعزيز قدرة الافراد والجماعات في الحفاظ على علاقة منفتحة وهادئة مع الآخر، مؤكدة أن نقطة الانطلاق لهذا التفكير هي اللقاءات الدولية التي عقدت في الفترة الممتدة من 1956 الى 1966 في “دير تومليلين” بالقرب من مدينة أزرو.

وقالت السيدة حدو “نحن مقتنعون بأن هذه المبادرة المشتركة بين الأديان ،الرائدة والمعقدة ، والتي سقطت في طي النكد السيد أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، أن المغرب يشهد “دينامية استثنائية” بضخ نفس جديد في كل تجليات تنوعه.

من جانبه، أكد السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أن المغرب يشهد “دينامية استثنائية” بضخ نفس جديد في كل تجليات تنوعه.

وأشار السيد أندري أزولايالى أن الدول التي تتنكر لتاريخها وتعجز عن مقاومة الأوهام المأساوية الناجمة عن فقدان الذاكرة تهدد مصيرها وتضعفه بنفسها”، مشددا على أنه “إذا لم نتذكر تاريخنا، فمن سيتذكره لنا؟ إننا جميعا بحاجة إلى الماضي لبناء مستقبلنا” معتبرا أن التاريخ “غير قابل للنقض” وأنه “لا يمكن كتابته حسب تقلبات اللحظة .. ففي يوم من الأيام سيفرض على الجميع حقيقة وقائعه”.

وذكر مستشار صاحب الجلالة بأن “الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى بيت الذاكرة (وهو فضاء روحي وتراثي للحفاظ على الذاكرة اليهودية المغربية وتثمينها)، بمدينة الصويرة في 15 يناير 2020، ستظل علامة فارقة في تاريخنا. فبفضل الرعاية الملكية، أصبح لهذا الفضاء مكانة خاصة في سجلات تاريخ الحضارات العظيمة وحداثتها”.

وقال السيد أندري أزولاي ” في بيت الذاكرة، وانطلاقا من بيت الذاكرة، تكشف ذكرياتنا وتاريخنا المتلاقحة للآخرين عن مدى التقارب والأواصر الوثيقة والملهمة التي عاشها الإسلام واليهودية وصاغاها ونحتاها خلال أكثر من قرنين من الأنوار بمدينة الصويرة”.سيان، يمكن أن تكون مصدر إلهام ، خاصة للشباب الذين يبحثون غالبا عن مرجعية سليمة”

المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) السيد سالم بن محمد المالك، أكد في كلمة له، أن “المملكة تعد “نموذجا في مجال الحفاظ على العادات والتقاليد، لاسيما الخاصة منها بالطائفة اليهودية”.

واعتبر السيد المالك، في معرض مداخلته أن أي برنامج للتنمية مطالب بأخذ الذاكرة بعين الاعتبار، انطلاقا من الأهمية كبرى التي تحظى بها”.

أما الأمين العام للطائفة اليهودية بالمغرب، السفير المتجول السيد سيرج بيرديغو، فقد أكد أن هاتين الديانتين المختلفتين نجحتا في التعايش بالمغرب في إطار الاحترام والتسامح، مضيفا أنهما توصلتا إلى “التناغم والانسجام دون فقدان أصالتهما”.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء بحضور عدد من الشخصيات، من بينهم السيد أندريه أزولاي، مستشار صاحبالجلالة الملك محمد السادس، والسيد سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو ، والسيدة أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسيد إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، والسيد سيرج بيرديغو، أمين عام مجلس الطوائف اليهودية في المغرب والسفير المتجول.

ويتضمن برنامج هذا اللقاء عرض ومناقشة فیلم ” أجراس توملیلین” لمحمد حميد درويش، فضلا عن جلسات للنقاش تتناول مواضيع متعددة من بينها “کیفنعید بعث اللقاءات الدولیة في إفریقیا ؟” و”کیفیمکن أن تساهم عملیة نقل الموروث الروحي والثقافي في بناء مواطنة منفتحة ؟”.

وتهدف محاور الندوة الى إعطاء وقت للتفكير في مساهمة الذاكرة وحمايتها ونقلها فضلا عن تعزيز قدرة الأفراد والجماعات في الحفاظ على علاقة منفتحة هادئة مع الآخر.

ويأتي تنظيم هذا اللقاء الافتراضي عقب المؤتمر الإقليمي الأول للمحافظة على الموروث الثقافي للمجموعات الدينية، الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء بشراكة مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ، ووزارة الخارجية الأمريكية، بالرباط يومي 3 و4 أكتوبر 2019.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق