الرابطة المحمدية للعلماءأخبار الرابطةأخبار

الدكتور أحمد عبادي يستعرض أهمية البيعة كميثاق يربط مغربية الصحراء فضاء وشعبا بالشرفاء العلويين

شارك فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، يوم الثلاثاء 23 يناير الجاري، في أشغال جلسة نقاشية حول موضوع “قضية الصحراء المغربية: صنيعة استعمارية” احتضنتها الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بالقنيطرة.

وتطرق الدكتور أحمد عبادي، في مداخلته، للبعد الدلالي للبيعة، باعتبارها ميثاقا بين الملك وشعبه، لتكون مرشده الروحي والدنيوي وفق تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، مؤكدا أن سمو هذا العمل متأصل على مر القرون، ويربط مغربية الصحراء، فضاء وشعبا، بالشرفاء العلويين، الذين يعدون اليوم أصحاب البيعة في العالم.

وأبرز فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن البعد الدلالي للبيعة بعد “فريد” أحيا جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بإطلاقه للمسيرة الخضراء، وكذا بالمبادرات النبيلة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من العيون، لا سيما النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والتي اكتمل تجسيدها تقريبا.

كما أبرز أستاذ العلوم السياسية عيسى بابانا العلوي، من جهته، الطبيعة الجيوستراتيجية للنزاع المصطنع في هذه المنطقة منذ أكتوبر 1976، مبرزا المهمة الصعبة التي مثلها تحرير الصحراء المغربية.

وأوضح عيسى بابانا العلوي، أن استرجاع هذه الأراضي كان إنهاء للاستعمار الذي اتسم بفترة طويلة من النضال، مضيفا أن هذا الاسترجاع استمر على مدى ربع قرن، من 1956 إلى 1979.

وأضاف الأستاذ الباحث في العلوم السياسية أن طول هذه المدة راجع إلى الاستقلال الوطني التدريجي، والتكريس المسبق للنزاعات الحدودية والإقليمية الثنائية المغاربية في مرحلة ما بعد الاستعمار، بالإضافة إلى اعتماد عملية تستخدم إجراءات سلمية بقدر ما هي شاقة.

وفي معرض حديثه عن مؤلفه “قضية الصحراء: أصول صناعة استعمارية 1884-1975″، قدم الأستاذ الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، رحال بوبريك، لمحة حول الفترة الاستعمارية، لاسيما الإرهاصات الأولى لاختلاق هذا النزاع المفتعل.

وتابع الأستاذ رحال بوبريك، أن الحدود التي رسمها المستعمرون لم تكن تتطابق مع الواقع السوسيو-أنثروبولوجي والسياسي للمنطقة، مضيفا أن فصل المغرب عن امتداده الصحراوي تسبب في اجتزاء أراضي كانت تاريخيا مغربية، لاسيما الصحراء المغربية، حيث أحدثت إسبانيا أربع إدارات مختلفة.

واعتبر أن هذا الواقع جعل عملية استرجاع الأراضي المغربية معقدة، حيث وجدت المملكة نفسها تتفاوض مع كل إدارة من هذه الإدارات على حدة، بهدف إعادتها إلى كنف الوطن.

كما أكد المؤرخ الجيلالي العدناني، مؤلف كتاب “الصحراء في محك الاستعمار: نظرة جديدة على القضايا الترابية”، في مداخلته على أهمية الأرشيف الذي يثبت مغربية الصحراء، كما شدد السيد العدناني، الذي يتناول مؤلفه قضية الصحراء المغربية استنادا إلى أبحاث جغرافية وخرائطية، على أهمية الأرشيف والمحفوظات في فهم المسار التاريخي، من الاستعمار إلى استرجاع الأقاليم الجنوبية.

من جانبه، ذكر المؤرخ، برنار لوجان، الذي تطرق في مؤلفه “تاريخ المغرب: من النشأة إلى الزمن الراهن” للبعد الأطلسي للمملكة، بالتقاليد البحرية المهمة للمغرب وأسطوله، والذي سيتعزز اليوم عبر إنجاز مشروع خط أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا على طول ساحل المحيط الأطلسي.

وقال إن هذا المشروع، الذي سيشمل جزءا مهما من غرب إفريقيا، يروم جذب كل إنتاج المحروقات للبلدان غير الساحلية بالمنطقة، بهدف دمجه ونقله انطلاقا من الصحراء المغربية نحو طنجة، مشيرا إلى أن تعزيز التنمية الاقتصادية للمملكة سيكون مدفوعا بهذا المشروع الطموح، وذلك بفضل الواجهة الأطلسية الممتدة من طنجة إلى الحدود مع موريتانيا، والتي توفر انفتاحا كاملا على المحيط.

وفي سياق متصل، أبرز أستاذ الجغرافيا السياسية الفرنسي، إيمريك شوبراد، مؤلف كتاب “جيوسياسية ملك”، التوجه الثابت للدبلوماسية المغربية في حل هذا النزاع المصطنع في إطار الهيئات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة.

وأكد السيد ابمريك شوبراد، أن المملكة، من خلال الثبات على هذا التوجه، حققت نجاحات دبلوماسية واضحة، تمثلت في انخراط ودعم العديد من الدول للمبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، مبرزا أن العديد من الدول اعترفت بمغربية للصحراء، وقامت بتغييرات إيجابية لصالح الطرح المغربي، بفضل الجهود الدبلوماسية الحثيثة.

وقال أستاذ الجغرافيا السياسية الفرنسي، إن المملكة أثبتت في السنوات الأخيرة شرعية قضيتها الوطنية عبر إجراءات ملموسة على أرض الواقع، ونتائج اقتصادية إيجابية في مختلف المجالات

وأكد الخبراء المشاركون في هذه الجلسة، المخصصة لتقديم عدد من الأعمال التي تتناول قضية الصحراء المغربية، أن التنافس الاستعماري الأوروبي أثر، بشكل عميق، على النظام الإقليمي وأفرز توترات واضطرابات أدت، كما أريد لها، إلى إعادة تشكيل حدود المنطقة، وتركت ندوبا في التاريخ المعاصر.

كما تطرق المشاركون بصرامة أكاديمية، الى موضوع استعمار المغرب واجتزاء أراضيه، وفي معارضة الجزائر للحقوق التاريخية والمشروعة للمغرب، وفي مسار إنهاء استعمار الصحراء المغربية، وكذا في روابط انتماء الصحراء المغربية للمملكة.

وقد شكلت هذه الجلسة النقاشية، فرصة سانحة أكد خلالها جامعيون وجيوسياسيون بارزون مغاربة وأجانب، أن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يعتبر من مخلفات الاستعمار، كما أتاحت هذه الجلسة الفرصة لاستكشاف مختلف الجوانب التاريخية والأنثروبولوجية والسوسيو-اقتصادية للأقاليم الجنوبية للمملكة، بالإضافة إلى الجوانب العديدة لتاريخ تنمية الصحراء المغربية.

تجدر الإشارة الى أن هذا الحدث الكبير، الذي يجمع على مدى يومين، أساتذة بارزين وشخصيات مرموقة على المستوى الدولي، يندرج في إطار أنشطة بحثية ودراسات منظمة لفائدة ضباط القوات المسلحة الملكية والضباط المتدربين بالكلية، ونظم في إطار الدورة الثانية للندوة الإعلامية حول القضية الوطنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق