الرابطة المحمدية للعلماءأخبار الرابطةأخبار

انطلاق النسخة الـ13 من برنامج مصالحة الخاص بفئة النزلاء المدانين بموجب قانون الإرهاب

تم يوم الاثنين 13 نونبر الجاري، بالسجن المحلي لمدينة سلا، إطلاق النسخة الثالثة عشرة من برنامج “مصالحة” الخاص بفئة النزلاء المدانين بموجب قانون مكافحة الإرهاب، من أجل إعادة تأهيلهم بما يمكنهم من إعادة الاندماج في المجتمع بعد الإفراج.

وفي كلمة بالمناسبة، كشف فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن ” عدد المشاركين في البرنامج التأهيلي “مصالحة” منذ انطلاقه سنة 2017، بلغ 301 نزيلا”.

 وأشار الدكتور أحمد عبادي الى أنه ” تم تنظيم 12 دورة منذ انطلاق البرنامج سنة 2017 بمشاركة 279 نزيلا، لينضاف إليهم 22 نزيلا المشاركين هذه السنة في الدورة الـ13، مضيفا أنه ” في إطار مقاربة النوع، استفادت 12 نزيلة من البرنامج وأفرج عنهن جميعهن”.

وأوضح فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن ” البرنامج التأهيلي “مصالحة” يتضمن شقا هاما من الضمانات الأساسية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان وحمايتها والنهوض بها، مشددا على أن ” الغرض من هذه الضمانات، التي أتى بها دستور 2011، هو تقريب السجناء مما تم تحضيره لهم من أجل تأهيلهم لاندماج فعلي وحقيقي، واستغلال طاقتهم لإعادة بناء المستقبل في إطار ممارسة كاملة للمواطنة الصحيحة والحقة”.

 و في هذا الصدد، أكد الدكتور أحمد عبادي أن ” هذا البرنامج التأهيلي يقوم على مفهوم أساسي هو مفهوم المصالحة، وذلك من خلال ثلاثة أبعاد هي “مصالحتكم مع ذواتكم من خلال إكسابكم كفاءات معرفية وسلوكية تمكنكم من إعادة بناء ذواتكم، ومصالحتكم مع النص الديني من خلال العودة إلى الفهم الصحيح وروحه المبنية على الاختلاف والتسامح والانفتاح (..) ومصالحتكم مع المجتمع وذلك بإكسابكم المهارات والكفاءات الضرورية لاستغلال أنسب لما تتوفرون عليه من قدرات ومؤهلات في إطار بناء مشروع ذاتي أو مجتمعي”.

و تابع  فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أنه ” سيتم تخصيص حصص من برنامج “مصالحة” للتذكير بالمقتضيات الخاصة بمكافحة التطرف والإرهاب في المواثيق الدولية وفي التشريع الوطني وفي باقي القوانين المنظمة للحياة العامة و”التي تهدف إلى الحماية وليس العقاب”.

كما ذكر الدكتور أحمد عبادي أنه ” تم إعداد برنامج مصالحة، وفق مقاربة مندمجة تتكامل فيها مختلف الأبعاد المشار إليها، مع تأطير المحاور المرتبطة بها من طرف الشركاء والمتدخلين المعنيين، كما  دعا الدكتور أحمد عبادي النزلاء المستفيدين إلى الالتزام التام بالمشاركة النشيطة والفعالة في الأنشطة المدرجة في هذا البرنامج التأهيلي، بما يساهم في تمكينهم من تملك الأدوات الضرورية لبناء قدراتهم الذاتية، وكذا من تصحيح مسار حياتهم على نحو سليم، فعال ومنتج.

  من جانبه،  أعرب محمد أمين.خ، أحد النزلاء المستفيدين من البرنامج التأهيلي “مصالحة”، عن سعادته بالمشاركة والاستفادة من هذا البرنامج “وخاصة من الناحية العلمية وذلك بفضل الأساتذة المؤطرين”.

وأوضح محمد أمين، في تصريح صحافي، أنه من أبرز الأسباب التي دفعته إلى المشاركة في هذا البرنامج هو “وقوعي في بعض الأخطاء المتعلقة بالفهم الصحيح للدين (..)”.

وقد عرف برنامج “مصالحة” نقلة نوعية، بعد أن تم يوم الخميس 2 نونبر الجاري، الإعلان عن احداث “مركز مصالحة”، الذي يهدف إلى إعادة تأهيل وإدماج السجناء المحكوم عليهم في قضايا التطرف والإرهاب، وذلك بموجب اتفاقية وقعها، كل من فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، والسيد محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والسيد فوزي لقجع الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، والسيدة أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسيد عبد الواحد جمال الإدريسي المنسق العام لمصالح مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.

و جاء اطلاق مركز “مصالحة” تتويجا للبرنامج التأهيلي “مصالحة”، الذي اكتسب إشعاعا دوليا كبيرا منذ اطلاقه سنة 2017،  حيث تروم الاتفاقية الموقعة، إضفاء المزيد من الفعالية على الشراكة المؤسساتية القائمة بين  الأطراف الموقعة وباقي الشركاء والفاعلين المؤسساتيين، وتكثيف الجهود والمساهمة في الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب.

 تجدر الإشارة الى أن المركز المذكور سيعهد له بمهام مكافحة التطرف العنيف وإعادة تأهيل وإدماج المحكوم عليهم في قضايا الإرهاب والتطرف وفقا للشروط المحددة في الاتفاقية،  كما سيشرف المركز على البرنامج التأهيلي “مصالحة” في صيغته الحالية وضمان استمراريته ودعم ومواكبة المستفيدين منه بعد الإفراج عنهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق