وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أمهات ملوك المغرب رائدات في العمل الديني – الحلقة الثانية- الأميرة مريم الأم الرمزية للسلطان أبي الحسن المريني

الدكتور مصطفى مختار

باحث في مركز علم وعمران

كانت الأميرة السيدة مريم زوجة لأمير المؤمنين أبي سعيد عثمان بن يعقوب المريني وأما رمزية (زوجة أب) لأمير المؤمنين أبي الحسن المريني[1]. وبحسب صلتها بمؤسسة إمارة المؤمنين، مثلت هذه الأميرة وجها رائدا في العمل الديني خلال عدة وجوه نتطرق إليها تباعا:

الإسهام في تربية ولي عهد لأمير مؤمنين عمل ديني:

أسهمت الأميرة مريم في تربية الأمير علي، ولي عهد أمير المؤمنين أبي سعيد المريني[2]. فكانت “محل الوالدة المكرمة” و”بمنزلتها عنده“[3]. حيث مثلت تربية ولي عهد وأمير مؤمنين مستقبلا عملا دينيا.       

نية الحج والتوجه إلى بيت الله الحرام:

توجهت الأميرة مريم، الأم الرمزية لأمير المؤمنين أبي الحسن المريني، عام 738 هـ رفقة ركب حجاج مغاربة كثير[4]. حيث قضت مناسك الحج.

تحقيق السلم والتعاون عمل ديني حق:

كلف أمير المؤمنين أبو الحسن المريني أمه الرمزية برئاسة سفارة سلم وتعاون بين دولته ودولة الملك الناصر ملك مصر والحرمين الشريفين. حيث تحدثت المصادر عن قيمة الهدايا المتبادلة بين العاهلين، وعن فخامة استقبال الملك الناصر للأميرة مريم[5]. فشكلت سفارتها تحقيقا للسلم والتعاون، بوصفه عملا دينيا حقا.

إيصال مصحف شريف إلى المسجد النبوي عمل ديني حضاري:  

كلف السلطان أبو الحسن المريني الأميرة مريم خلال ذهابها إلى الحج بإيصال مصحف شريف كتبه بيده. وجعله في أوعية فاخرة ليكون “وقفا خالصا منه على  المسجد النبوي المعظم“[6]. حيث مثلت مهمتها عملا دينيا بامتياز.

القيام بتنفيذ وقف تحقيق لهدف ديني: 

أعطى أمير المؤمنين المذكور الأميرة محلّ والدته 500. 16 دينار ذهبي لشراء ممتلكات بالمدينة المنورة لتكون وقفا مؤبدا على المالكية وعلى القراء في المصحف الكريم المحبس[7]. حيث مثلت سفارتها عملا دينيا حضاريا.

جزى الله خيرا هذه الأميرة الفضلى، الأم الرمزية لأمير المؤمنين أبي الحسن المريني ومربيته، وإحدى أمهات المغاربة الفضليات. فقد كانت أعمالها رائدة في المجال الديني بمعناه الواسع الداعي إلى العمل والسلم والتعاون وبناء الحضارة ونشر المعرفة.

والله الموفق للصواب والمعين عليه.

الإحالات:

[1] انظر: المسند الصحيح الحسن، ص453، وص475. وراجع: ورقات عن حضارة المرينيين، محمد المنوني، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة بحوث ودراسات رقم 20، بدعم من برنامج التعاون بين كلية الآداب ومؤسسة كونراد أديناور، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، ط. الثانية، 1416 هـ- 1996 م، ص182؛ والمرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، ص207.

[2] ورقات عن حضارة المرينيين، ص183.

[3] انظر: المسند الصحيح الحسن، ص475. وراجع: ورقات عن حضارة المرينيين، ص183، وص187، وص188؛ والمرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، ص206، وص207.

[4] راجع: ورقات عن حضارة المرينيين، ص182، وص183، وص187- 188؛ والمرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، ص207.

[5] انظر: المسند الصحيح الحسن، ص452- 453. وراجع: ورقات عن حضارة المرينيين، ص183 وما بعدها؛ والمرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، ص207- 208.

[6] انظر: المسند الصحيح الحسن، ص453، وص475. وراجع: ورقات عن حضارة المرينيين، ص182، وص183، وص188، وص196.

[7] انظر: المسند الصحيح الحسن، ص453، وص475. وراجع: ورقات عن حضارة المرينيين، ص183، وص188.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق