مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

لغة القرآن الكريم وبلاغته من خلال كتاب «إعراب القرآن الكريم وبيانه» لمحيي الدين الدرويش الحلقة السابعة: حسن الختام في سورة البقرة

من وجوه إعجاز القرآن الكريم التي ذكرها العلماء افتتاح السور وخواتمها، وهو من أحسن البلاغة عند البيانيين، فقد ذكروا أن المتكلم ينبغي أن يتأنق في ثلاثة مواضع من كلامه، حتى تكون أعذب لفظا، وأحسن سبكا، وأصح معنى، الأول: الابتداء، والثاني: التخلص، والثالث: الانتهاء(1).

إذ يجب على المتكلم شاعرا كان أو ناثرا أن يختم كلامه بأحسن خاتمة، فإنها آخر ما يبقى في الأسماع، ولأنها ربما حفظت من دون سائر الكلام في غالب الأحوال، فيجب أن يجتهد في رشاقتها ونضجها، وحلاوتها وجزالتها(2).

ويقصد بها في القرآن الكريم خواتم السور، وجميع خواتم السور الفرقانية في غاية الحسن ونهاية الكمال، لأنها بين أدعية ووصايا وفرائض وتحميد وتهليل ومواعظ ومواعد، إلى غير ذلك من الخواتيم التي لا يبقى للنفوس بعدها تشوف إلى ما يقال، كتفضيل صلة الموصول في خاتمة الفاتحة، والدعاء الذي ختمت به البقرة(3)، وهو موضوع حلقتنا هذه.

ونشير هنا إلى أن هناك من عَدَّ خاتمة سورة البقرة الآيتين الأخيرتين منها، وهناك من عد الآية الأخيرة فقط، لكن المؤلف –رحمه الله- عندما يتحدث عن حسن الختام في سورة البقرة فهو يقصد الآيات الثلاث الأخيرة من السورة وهي قوله تعالى: (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)).

وننطلق مما أشار إليه المؤلف –رحمه الله- في هذا الموضع حيث يقول: «حسن الختام: وقد تقدّم بحثه، ومن حق سورة البقرة وقد اشتملت على العديد من الأحكام، وانطوت على التشريع والبيان- أن يتناول ختامها شكر المنعم الذي منّ على الإنسان بالعقل ليفكّر، ومن حق المنعم عليه أن يعترف لمن أسدى إليه الآلاء أن يشكرها ولمن نصب أمامه محاريب الفكر ومجالي الإبداع أن يفكر فيها ويتدبرها، ويشهد لمن أبدعها بالحول والطّول والانفراد بالوحدانية المتجلية على قلوب المؤمنين. فبالفكر وحده يحيا الإنسان وبالفكر استدل على وجوده»(4)، لنرى كيف تحقق حسن الختام في هذه الآيات ووجه المناسبة بينها وبين ما جاء في السورة.

فمن حسن الختام ما كان فيه مناسبة لما جاء في الابتداء لذلك سوف نعمل على بيان وجه المناسبة بين هذه الآيات وما جاء في أوائل سورة البقرة، لأن براعة الاستهلال أصل في حسن الختام في القرآن الكريم.

وقد ذكر أيضا أن من الحسن البديع في الختام أن يجمع خلاصة مختزلة لأمّهات الموضوع الذي سبق في الأوساط شرحه، مع التذييل بالعظة المقصودة، أو القاعدة الكليّة الاعتقاديّة الّتي بُنِيَ عليها الموضوع، أو اشْتُقَّ منها، أو اعتمد عليها(5).

ونفصل الكلام في كل آية على حدة كما يلي:

أ- (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (284)

إن الناس قد علموا أن الله رب السماوات والأرض، وخالق الخلق، فإذا كان ما في السماوات والأرض لله، مخلوقا له، لزم أن يكون جميع ذلك معلوما له لأنه مكون ضمائرهم وخواطرهم، وعموم علمه تعالى بأحوال مخلوقاته من تمام معنى الخالقية والربوبية، لأنه لو خفي عليه شيء لكان العبد في حالة اختفاء حاله عن علم الله مستقلا عن خالقه. ومالكية الله تعالى أتم أنواع الملك على الحقيقة كسائر الصفات الثابتة لله تعالى(6).

وفي هذه الآية بداية التمهيد لختم السورة، وإيذان للسامع بقرب الانتهاء، إذ لما تناولت السورة من الأوامر والنواهي الشيء الكثير كان ذلك سبيلا لأن يتبع فريق ما أُمِر به ونُهِيَ عنه، وأن يعصي فريق آخر كل ذلك، فناسب أن تختم «ببيان مجمل عن الأحوال المغفورة وغير المغفورة: ليكون المؤمنون بين الخوف والرجاء، فلا يقصروا في اتباع الخيرات النفسية والعملية، إلا أنه أثبت غفرانا وتعذيبا بوجه الإجمال على كل مما نبديه وما نخفيه»(7).

فلما أخبر عن سعة علمه دل عليه بسعة ملكه المستلزم لسعة قدرته ليدل ذلك على جميع الكمال لأنه قد ثبت أن الصفات التي هي كمالات حقيقة ليست إلا القدرة والعلم المحيط، فقال واعدا للمطيع متوعدا للعاصي مصرحا بأن أفعال العباد وغيرها مخلوق له، وقال الحرالي: ولما كان أول السورة إظهار كتاب التقدير في الذكر الأول، كان ختمها إبداء أثر ذلك الكتاب الأول في الأعمال والجزاء التي هي الغاية في ابتداء أمر التقدير فوقع الختم بأنه سلب الخلق ما في أيديهم مما أبدوه وما أخفوه من أهل السماوات والأرض(8).

وفي ما يلي رسم توضيحي لمناسبة الآية لما جاء في السورة بما يحقق حسن الختام:

ب- آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)

لقد بدأت السورة بقوله تعالى: (ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون)، وورد في ثناياها إشارات إلى هذه الحقيقة، وبخاصة حقيقة الإيمان بالرسل جميعاً.. وها هي ذي تختم بقوله تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله…) وهو ختام يتناسق مع البدء كأنهما دفتا كتاب! (9).

وقد ذكر البقاعي في مناسبتها لأول السورة ردا للمقطع على المطلع، أنه لما ابتدأ السورة بوصف المؤمنين بالكتاب الذي لا ريب فيه على الوجه الذي تقدم، ختمها بذلك بعد تفصيل الإنفاق الذي وصفهم به أولها على وجه يتصل بما قبله من الأوامر والنواهي والاتصاف بأوصاف الكمال أشد اتصال، وجعل رأسهم الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام تعظيماً للمدح وترغيباً في ذلك الوصف، فأخبر بإيمانهم بما أنزل إليه بخصوصه وبجميع الكتب وجميع الرسل وبقولهم الدال على كمال الرغبة وغاية الضراعة والخضوع، فقال استئنافاً لجواب من كأنه قال: ما فعل من أنزلت عليه هذه الأوامر والنواهي وغيرها؟ (آمن الرسول) (10)، وفي ذلك رد للمقطع على المطلع بما يحقق التناسب.

قال الزجاج: «لما ذكر الله في هذه السورة أحكاما كثيرة، وقصصا، ختمها بقوله: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه تعظيما لنبيه صلى الله عليه وسلم وأتباعه، وتأكيدا وفذلكة لجميع ذلك المذكور من قبل» وفي ذلك تذييل بأهم القواعد الاعتقاديّة الّتي بُنِيَت عليها السورة.

يعني: أن هذا انتقال من المواعظ، والإرشاد، والتشريع، وما تخلل ذلك: مما هو عون على تلك المقاصد، إلى الثناء على رسوله والمؤمنين في إيمانهم بجميع ذلك إيمانا خالصا يتفرع عليه العمل لأن الإيمان بالرسول والكتاب، يقتضي الامتثال لما جاء به من عمل. فالجملة استئناف ابتدائي وضعت في هذا الموقع لمناسبة ما تقدم، وهو انتقال مؤذن بانتهاء السورة لأنه لما انتقل من أغراض متناسبة إلى غرض آخر: هو كالحاصل والفذلكة، فقد أشعر بأنه استوفى تلك الأغراض(11).

وفي ما يلي رسم توضيحي لما ذكرناه أعلاه.

ج- (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (286)

ترتبط هذه الآية ارتباطا وثيقا بالآية التي قبلها، فقد جاءت الآيتان في ذات الوقت خاتمة قوية لسورة البقرة التي احتوت أسس الدعوة الإسلامية وأهدافها وكثيرا من التشريعات والتلقينات والمبادئ التعبدية والاجتماعية والأخلاقية وإعلانا قويا لإيمان النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بكل ما أنزل إليهم. وإذعانهم لكل ما أمروا به ونهوا عنه. وطابع الختام على الآيتين بارز كشأن كثير من خواتيم السور الأخرى، ولقد احتوى مطلع السورة تنويها بالمتقين الذين يؤمنون بما أنزل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وتبشيرا لهم بالفلاح. وهكذا يرتبط أول السورة بآخرها وتبدو صورة من صور الحكمة الربانية النبوية في تأليف السورة(12).

تبتدئ الآية التي تختتم بها هذه السورة بقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) وفي ذلك مناسبة لما جاء في ثنايا هذه السورة، فبعدما تعرضت سورة البقرة للتكاليف الدينية والتشريعات الإسلامية في مختلف الشؤون الروحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية نجدها تختتم بقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) مؤكدة بذلك مدى التكليف في الشريعة الإسلامية، وأنه لا يتجاوز حدود الطاقة الإنسانية(13).

والدعاء أيضا من أهم ما اختتمت به هذه السورة الكريمة، وقد أشار ابن أبي الإصبع إلى هذا الدعاء، وهو الدعاء المتضمن لخصائص الشريعة الإسلامية وذلك من جوامع الكلم فكان هذا الختام تذييلا وفذلكة: لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه [البقرة: 284] الآيات.

ويؤذن هذا الدعاء بعد سورة اشتملت على كثير من الجدل والنقاش، وجملة كبيرة من الأحكام بأن السعادة الحقة إنما هي في هذا الالتجاء إلى الله، واستمداد القوة من قدرته، وبذا كان هذا الدعاء مؤذنا بالانتهاء، باعثا برد الراحة في الفؤاد، بعد معركة طال فيها بيان الحق، ومناقشة الباطل وهدمه(14).

من هنا والله أعلم أصبح الدعاء في ختام الخطب والمجالس ذات البال وغيرها سنة حسنة لما له من تأثير قوي في نفس السامع، لأنه آخر ما يقرع السمع فيترك في النفس أثرا طيبا، خاصة إذا كان الدعاء من جنس ما جاء في صلب الموضوع، وذلك اقتداء بروعة الختام في سورة البقرة.

وقد جاء الدعاء المتضمن في هذه الآية مناسبا أشد المناسبة لما ذكر في ثنايا السورة، فبعدما قَصّت سورة البقرة على المسلمين قصةَ بني إسرائيلَ وما عاقبهم الله به على عنادهم وجحودهم من التكاليف الصعبة والكفارات الثقيلة تختتم بدعاء الخشوع والضراعة إلى الله، رجاء رفقه بعباده المؤمنين {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا}.

وكما طالب الله المسلمين أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وحضهم على ذلك في عشرات الآيات من سورة البقرة، وبشتى وجوه الحض والإغراء، تختتم نفس السورة برجاء الحق سبحانه وتعالى أن يحقق للمسلمين وعده، وذلك قوله تعالى على لسانهم {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(15).

وقوله تعالى: (فانصرنا عَلَى القوم الكافرين) هذا هو مسك الختام من سورة البقرة وختام السورة بهذا النص يوحي بأن الذي آمن يجب أن يعدي إيمانه بربه إلى الخلق جميعا، حتى تتساند حركة الحياة، ولا توجد فيها حركة مؤمن على هدى لتصطدم حركة كافر على ضلال؛ لأن في ذلك إرهاقاً للنفس البشرية، وتعطيلاً للقوى والمواهب التي أمد الله بها ذلك الإنسان الذي سخر من أجله كل الوجود، فلا يمكن أن يعيش الإنسان الذي سوّده الله وكرّمَه على سائر الخلق إلا في أمان واطمئنان وسلام وحركة تتعاون وتتساعد لتنهض بالمجتمع الذي تعيش فيه نهضة عمرانية تؤكد للإنسان حقاً أنه هو خليفة الله في الأرض(16).

ووجه الاهتمام بهذه الدعوة كما قال ابن عاشور أنها دعوة جامعة لخيري الدنيا والآخرة؛ لأنهم إذا نصروا على العدو، فقد طاب عيشهم وظهر دينهم، وسلموا من الفتنة، ودخل الناس فيه أفواجا(17)، وهذا مناسب أشد المناسبة لما جاء في أوائل سورة البقرة من الحديث عن الكافرين عند قوله تعالى: (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)، فبعدما أثنى الله تعالى على الذين اتبعوا الكتاب انتقل إلى الحديث عن الكافرين الذين لا يحصل لهم الاهتداء بهذا الكتاب، والحال هنا كذلك فبعدما أثنى على الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في إيمانهم ختم الله تعالى هذه السورة بالنصر على الكافرين لما في ذلك من خير لهم.

وفي ما يلي أيضا رسم توضيحي لمناسبة السورة لهذه بما يحقق حسن الختام.

ونختم بهذا الرسم التوضيحي وهو خلاصة ما توصلنا إليه في هذه الحلقة:

الهوامش:

1- انظر: الإيضاح في علوم البلاغة ص: 361 وما بعدها.

2- بديع القرآن 2/343.

3- المصدر نفسه 2/346.

4- إعراب القرآن الكريم وبيانه 1/387.

5- البلاغة العربية 2/564.

6- التحرير والتنوير 3/129.

7- المرجع نفسه 3/130.

8- انظر: نظم الدرر 1/551.

9- في ظلال القرآن 3/339.

10- نظم الدرر 1/553.

11- التحرير والتنوير 3/131- 132.

12- التفسير الحديث 6/521.

13- التيسير في أحاديث التفسير 1/200.

14- من بلاغة القرآن ص: 184.

15- التيسير في أحاديث التفسير 1/201.

16- تفسير الشعراوي 2/1250.

17- التحرير والتنوير 3/142.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر والمراجع:

– إعراب القرآن الكريم وبيانه، لمحيي الدين الدرويش، الطبعة الحادية عشرة: 1432هـ/ 2011م، منشورات اليمامة ودار ابن كثير.

– الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب القزويني، تحقيق عبد الحميد هنداوي، الطبعة الثانية: 1422هـ/ 2002م، منشورات مؤسسة المختار، القاهرة.

– بديع القرآن، لابن أبي الإصبع المصري، تقديم وتحقيق حفني محمد شرف، منشورات نهضة مصر.

– البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها، تأليف وتأمل عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، الطبعة الرابعة: 1434هـ /2013م، منشورات دار القلم، دمشق، الدار الشامية، بيروت.

– التحرير والتنوير، للإمام محمد الطاهر ابن عاشور، منشورات دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس.

– التفسير الحديث [مرتب حسب ترتيب النزول]، لدروزة محمد عزت، منشورات دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، سنة: 1383هـ.

– تفسير الشعراوي -الخواطر-، لمحمد متولي الشعراوي، منشورات: مطابع أخبار اليوم، عام: 1997م.

– التيسير في أحاديث التفسير، لمحمد المكي الناصري، الطبعة الأولى: 1405هـ/ 1985م، منشورات دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان.

– في ظلال القرآن، لسيد قطب، الطبعة الثانية والثلاثون: 1423هـ/ 2003م، منشورات دار الشروق.

– من بلاغة القرآن، لأحمد أحمد بدوي، منشورات نهضه مصر، القاهرة،عام: 2005.

– نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، للبقاعي، خرج آياته وأحاديثه ووضع حواشيه عبد الرزاق غالب المهدي، الطبعة الثالثة: 1427هـ/ 2006م، منشورات: دار الكتب العلمية، بيروت.

 

 

Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق