مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

سرية عبيدة بن الحارث إلى رابغ في شوال

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد؛

فإن شهر شوال من الشهور المباركة التي حدثت فيه وقائع كبرى، وأحداث عظمى في السيرة النبوية؛ ومن تلك الأحداث : سرية عبيدة بن الحارث إلى رابغ في شوال؛ ولأهمية هذه السرية أحببت أن أفردها بهذا المقال الذي سأتناول فيه : تاريخ وقوع السرية، ومجريات أحداثها، وبعض مما يستفاد منها.

فأقول وبالله التوفيق:

تاريخ وقوع السرية:

وقعت هذه السرية حسب ما ذكره الواقدي في المغازي: في شوال على رأس ثمانية أشهر إلى رابغ[1] من الهجرة [2].

أحداث السرية:

ثم عقد لواء لعبيدة بن الحارث رضي الله عنه، في شوال على رأس ثمانية أشهر، إلى رابغ -ورابغ على عشرة أميال من الجحفة وأنت تريد قديداً-، فخرج عبيدة في ستين راكباً، فلقي أبا سفيان بن حرب على ماءٍ  يقال له: أحياء من بطن رابغ، وأبو سفيان يومئذ في مائتين. فكان أول من رمى بسهمٍ في الإسلام سعد بن أبي وقاص، نثر كنانته وتقدم أمامه أصحابه وترس أصحابه عنه، قال: فرمى بما في كنانته حتى أفناها، ما فيها سهمٍ إلا ينكى به. ويقال: كان في الكنانة عشرون سهماً، فليس منها سهمٌ إلا يقع فيجرح إنساناً أو دابةً، ولم يكن سهم يومئذٍ إلا هذا، لم يسلوا السيوف ولم يصطفوا للقتال أكثر من هذا الرمي والمناوشة، ثم انصرف هؤلاء على حاميتهم، وهؤلاء على حاميتهم. فكان سعد بن أبي وقاص يقول فيما حدثني ابن أبي سبرة، عن المهاجر بن مسمار، قال: كان الستون كلهم من قريش. قال سعد: فقلت لعبيدة: لو اتبعناهم لأصبناهم؛ فإنهم قد ولوا مرعوبين. قال: فلم يتابعني على ذلك، فانصرفنا إلى المدينة”[3].

ما يستفاد من هذه السرية:

ومما يستفاد من هذه السرية المباركة الآتي:

1-أن فيها بيان لمنقبة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ لكونه أول من رمى بسهم في سبيل الله تعالى.

2-إظهار شجاعة وبسالة الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه،  وإتقانه لفن الرماية بالسهام؛ بدليل أن كل السهام التي رمى بها أصابت أهدافها في مقتل.

3- مدى شجاعة الصحابة رضوان الله عليهم، وأنهم استطاعوا على قلة عددهم – كانوا تقريبا ستون  فردا أمام جيش من المشركين يبلغ المائتين – الصمود أمامهم.

4-السرية أبانت عن جبن المشركين وخوفهم، وفرارهم أمام ثلة قليلة من المسلمين، ورغبة بعض أفراد الجيش الإسلامي في ملاحقة ومتابعة فلول المشركين المهزومة.

الخاتمة:

وفي ختام هذا المقال ، فقد خلصت إلى الآتي:

1-شهر شوال من الشهور المباركة التي وقعت فيه أحداث ووقائع في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومنها: سرية عبيدة بن الحارث إلى رابغ.

2-وقعت سرية عبيدة بن الحارث في شهر شوال على رأس ثمانية أشهر من الهجرة النبوية.

3-هذه السرية المباركة أبانت عن شجاعة الصحابة رضوان الله عليهم ، وشدة شكيمتهم على المشركين على الرغم من فارق العدد والعدة.

******************

هوامش المقال:

[1]  – المغازي للواقدي (1/ 10).

[2]  –  انظر: زاد المعاد لابن القيم (3/ 147).

[3]  – مغازي الواقدي (1/ 10-11).

*****************

المصادر والمراجع المعتمدة:

زاد المعاد في هدي خير العباد. لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن القيم الجوزية. ت: شعيب الأرنؤوط، وعبد القادر الأرنؤوط. مؤسسة الرسالة . بيروت. ط3/ 1418هـ- 1998 مـ.

المغازي . لمحمد بن عمر الواقدي. ت: د مارسدن جونس. عالم الكتب (د.ت).

*راجع المقال الباحث: يوسف ازهار

Science

د. محمد بن علي اليــولو الجزولي

  • أستاذ باحث مؤهل بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق