مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةشذور

«وَقْعُ النَّوَى»

أَلَا حَيِّيَا هِنْدًا علَى النَّأْيِ والنَّوَى /// تحيَّةَ صَبٍّ باسْمِها الدَّهْرَ يَلْهَجُ

عَشِيَّةَ نَادَوْا في الرِّحَالِ: تَحَمَّلُوا /// فَلِلنَّفْسِ مِمَّا قَدْ أَرادُوا تَحَشْرُجُ

فَبَانُوا وفِي القلبِ المُفَجَّعِ زَفْرَةٌ /// على إثْرِهم والنفسُ مِنها تَلَجْلُجُ

وكنتُ وإيَّـاهَـا وليسَ يَـرُوعُـنَا /// على الوَصْلِ وَاشٍ للفِرَاقِ يُهَيِّجُ

فَغُودِرْتُ لا أَلْقَى لِيَ الدَّهْرَ بعدَها /// سِوَاها، ولا نَحْوَ اللِّقَا لِيَ مَنْهَجُ

فَيَا لَيْتَ أَنَّا قَدْ كُفِينَا رَقِيبَنَا /// وَلَمْ يَكُ مِنَّا عَنْ وِصَالٍ تَحَرُّجُ

وَقَدْ أَزْمَعَتْ هِنْدُ النَّوَى فَأَقَلَّهَا /// إلى حيثُ لَا وَصْلٌ هُنَالِكَ هَوْدَجُ

أَشَارَتْ بِمَخْضُوبِ البَنَانِ كَأَنَّهَا /// أَرَاقَتْ دَمِي بالكَفِّ فَهْوَ مُضَرَّجُ

وقالُوا: سَتَسْلُو إنْ تَذَكَّرْتَ غيرَها /// وتَمْكُثُ لا يُلْفَى لَكَ الدَّهْرَ مَحْرَجُ

فقلتُ: هَوَاهَا قد أقامَ بِخَافِقِي /// فليسَ لَهُ منهُ -وإنْ شئتُ- مَخْرَجُ

أَلَا  رُبَّ  يَـوْمٍ  لا  أراهَـا  كـأنَّـمَا /// لِقَـلْبِيَ مِنْ شَوْقِ اللِّـقَاءِ تَهَـيُّـجُ

«وقد زَعَمَتْ أنِّي تَزَوَّجْتُ بَعْدَها /// ومَنْ ذَا الّذي يَا هِنْدُ لا يَتَزَوّجُ؟!»

سِوَى أنني -واللهُ يعلمُ- ليس لِي /// سـواكِ وللحـقِّ المُـبِـيـنِ تَـبَلُّـجُ

ومَا ذاكَ إلّا للـوُشَـاةِ خَـدِيـعَـةٌ /// فَكِذْبُهُمُ قَدْ بانَ إِذْ كانَ يُنْسَجُ

حرامٌ عَلَيَّ الدَّهْرَ بعدكِ أنْ أُرَى /// خَـلِـيًّا وَما لِي حِيلَةٌ حِينَ أُحْوَجُ

وعَهْدٌ إذَا جُزْتُ الدِّيَارَ عَلَيَّ أَنْ /// أَقُولَ لِأصحابي: علَى الدارِ عَرِّجُوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق