مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةشذور

أطيافٌ في العين الزرقاء

وحيداً، أطِلُّ على “العين الزرقاء”، المنبعِ الجميل المنساب بين الجبال

لم يكن معي غير رواية “المصري” لمحمد أنقار، وطيفٌ ارتسم في السماء، فطفقتُ أناجيه..

تطوان –  مارس 2021

أحاديثُ طيفٍ لا يبوحُ بها الشِّعرُ /// وحسبُكَ عِندَ الشوقِ أن يَعجزَ الفِكرُ

وحيداً بـ”زرقاءٍ” تسَمَّـتْ تـيَمُّـناً /// عسَى عندَ مجرى العينِ يَرتدِعُ السِّحرُ

على أنّ سِحرَ الحبّ ليسَ تـرُدُّهُ  ///  تمائمُ زُرقٌ.. أو قلائِدُها الخُضْرُ

وما بيَ سِحرٌ، غيرَ أنّ خيالَها /// إذا طافَ حولي ما لِنَشوتِهِ حَصْرُ

حنانَك يا طيفَ الملاكِ فإنّـما /// أنا بَشَرٌ في الأرضِ فارقَهُ البِشْرُ

تعَوّدَ كَـتمَ الحُبِّ حتى كأنهُ /// غياهِبُ بَحرٍ ما لِلُجَّتِهِ قَعرُ

وحيداً.. أُمَنّي النفسَ لو كانَ مُؤنسٌ /// يُشاطرُني شَجواً، فقد هدّني الشَّطرُ

تفتَّقَ قلبي عن شُجونِ الهوى كما /// تشَقّقَ عن ماءٍ هُنا حولِيَ الصّخرُ

وحيداً.. وما قولي وحيداً بِضائِري /// وحَولي بناتُ الفِكرِ حرّرها الأسْرُ

رفيقايَ “مِصريٌّ” يَهيمُ مُؤَمِّـــلاً /// يُخلِّدُ “تِطواناً” كما خُلِّدتْ مِصرُ

وذِكرى حبيبٍ لـم تُزايِلْ وإن نأَى /// على أنها ذِكرى يُضَمِّخُها عِطرُ

وحيداً أناجي طيفَها مُترنـّما /// على نغماتِ الشّايِ خالطَهُ “الزّهرُ”

أسائلُ نفسي: فيمَ شوقٌ ونَشوةٌ؟ /// إذا ارتسَمتْ عندَ السحابِ، وما السرُّ؟

وفيمَ ادِّكارٌ عهدَ وِدٍّ قدِ انقَضى؟ /// وقدْ أفضتِ الأيّامُ وانقَطَع الدَّهرُ

يقولون: في الهِجران عونٌ لِمن نوَى /// سُلُوّاً، فَشَرُّ الدّاءِ بلسمُهُ مُرُّ

على أنني جرّبتُهُ، وغرامُها /// رَمادٌ، توارى تحتَ كومتِهِ الجَمرُ

وحيداً، كذا في أعيُن الناس إنـما /// مَعي أنتِ والقرطاسُ والقلمُ الحُرُّ

وما هيَ إلا أن أجولَ بخاطري /// بــلُجّةِ عينيها فيَنتظِمُ النثرُ

أمُلهِمتي.. والشّعرُ في مِلَـلِ الهوَى /// ديانةُ توحيدٍ عقيدتها الشّكرُ

فشُكراً على الإفضالِ لستُ بجاحدٍ /// نعمْ، نِعمةُ الإلهامِ في كُفرِها الكُفرُ

ولوْ أنّني قلتُ الجواهرَ فيكِ ما /// وَفَـيتُــكِ مِعشارَ الذي يُوجبُ القَدرُ

ولكِنهُ جُهْـــدُ الــمُقِــلِّ إذا رمَى /// به الوَجدُ والأشواقُ فليسَعِ العُذرُ

على أنّ مَن رامَ السّباقَ فإنني /// لَــ”خِضْرُ” الهوى، لا يُستطاعُ مَعي صَبرُ

فدُومي على الذكرى فإني على الذي /// أسَرَّ به لــَحظي وأعلنَهُ الشِّعرُ

مُقيمٌ مُقامَ البَحر تحتَ سمائهِ /// لِقاؤُهما وَهْمٌ.. وإنْ عاندَ الطَّيرُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق