مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةشذور

“يا سَيِّدَ الأزمان “عبراتٌ في وداع رمضان

لَحْظٌ تَوَكَّفَ في الوَداعِ سَكوبا .. فَأهاج قلبا مُثخناً ونُدوبا

يَا ربِّ عَفْوكَ عن عُبَيْدِكَ إنَّهُ .. قد ضَمَّ للذنْبِ القَديمِ ذُنوبا

خاضت سَفيـنَـتُـه بحار الأرْبَعينَ وَلَمْ يَزَلْ مِثْلَ الصَّبِيِّ لَعوبا

عَجَباً لَهُ إذ باتَ في فَكِّ الرَّدَى .. يَلْهو بأنْيَابِ الْهَلاكِ طَروباَ

هَلْ لَيْسَ إلاَّ غَفْوَةٌ وإفاقَةٌ .. لِيَقومَ فيه الإرْتحالُ خَطيبَا

هل ليسَ إلاَّ شَهْقَةٌ أوَ زَفْرَةٌ .. لِيُميطَ عَنْهُ سَتائراً وحُجُوبا

فَهُناكَ يُبْصِرُ مِنْ عَمىً أنَّ الذي قَدْ ظَنَّ صِدْقاً .. لاحَ ثَمَّ كَذوبا

وهُناكَ يُلفي نَفْسَهُ تِلقاءَ ما أفْنى حَياةً مِن لِقَاهُ هُرويا

يا سَيِّدَ الأزمانِ .. حانَ غُروبُنا .. يا ليتَ شِعري هلْ نطيقُ غُروبا ؟

يا سَيِّدَ الأزمان .. هل لي مَوْعِدٌ في قابِلٍ .. كي أستزيدَ طيوبا؟

ما زِلتُ نَهْباً للشُّجون تَسومُني .. بِيَدِ الفِراقِ وَسَوْطِهِ تَعْذيبا

إنِّي لآلَفُ عابرا في مُقْلَتي .. فأُسيلُ جَفْني مِنْ وَراهُ سُيوبا

كيف التَّصَبُّر في فِراقِكَ – سَيِّدي رَمَضانُ – إذ أدمَنْتُ فيكَ طُيوبا؟

يا حبَّذاكَ وقد نَثَرْتَ لياليا .. ألْهَجْتَ فيها بالكتابِ دُروبا

فالجارُ جارٌ، والمَنَازِلُ جَنَّةٌ، والناسُ تَخْصِفُ بالصيام عُيوبَا

نمشي لِبَيْتِ الله .. يَرْقُصُ حولَنا .. أطفالُنا .. يا حَبَّذا .. بَلْ طُوبى

ومآذنُ الرَّحمن .. فوق رؤوسنا .. شَمَخَت .. تُجاوِبُ في السَّماء قلوبا

أرفيقَ شهري .. يا أويسُ .. أمَا لنا مِنْ بَعْدِه أن نَرعوي فنَتُوبا؟

أرَفيقَ شَهْري .. يا أويسُ .. أمَا وقد ذُقْنا حُمَيَّا كأسِه مشروبا

قُلْ للزُّقاقِ إذا تَرَجَّعَ بِالصَّدى .. لِهَديلِ قُمْرِيٍّ عَلاهُ كَئيبا

يبكي الذين توافدوا بِصَعيده .. شَهْراً .. وَطاطَواْ أرْؤُساً وقُلوبا

ما زال عهدُكَ ماضِياً بعُروقِنا .. يَجْري فَيَهْمي في الدُّموعِ سُيوبَا

ويُهَيِّجُ الصَّدْرَ الْمَشُوقَ لِعَهْدِكُم .. فيصيرَ عُوداً قد تَحرَّقَ طيبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق