مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

وسائل تزكية النفوس وتطهيرها من آفات القلوب…(5)

الوسيلة الخامسة: الزهد في الدنيا

    ولما كان المقصد الأسمى من التصوف هو طهارة القلوب من مختلف الأمراض الباطنية وانقطاع القلب عن الأغيار، والتوجه إلى حضرة العزيز الغفار، فإنّ الصوفية رضوان الله عليهم اعتبروا الزّهد شرطاً أساسيا في السلوك، ومقاماً من مقامات السير إلى حضرة الله تعالى، ومنبعاً للمراتب السنيّة، وأول قدم القاصدين على الله عز وجل، والمنقطعين إلى رحمته، والمتمسكين بشريعته، مقصدهم التحقق بصفات أولياء الله الصادقين الذين تخلصوا من شهوات الدنيا الفانية، وعملوا لما بعد الموت، يقول الامام الطوسي: (الزُّهد هو أول قدم القاصدين إلى الله عز وجل والمنقطعين إلى الله تعالى، والرّاضين عن الله، والمتوكلين على الله تعالى، فمن لم يحكم أساسه في الزهد لن يصبح له شيء مما بعده، ولأنّ حبّ الدنيا رأس كل خطيئة، والزّهد في الدنيا رأس كل خير وطاعة) [1].

  ومما هو معلوم كذلك أنّ التصوف الاسلامي في بدايته اتسم بالزهد، لكونه أساس من أسس الطاعة وأصلا من أصول التقرب إلى الله تعالى، لأنّ تعلق القلب بشهوات الدنيا يضعف التقرب والوصول، ويزيد من البعد والغفلة، فالتصوف سلوك عرفاني يعتمد على الاتصال الذي يتقوى بالذكر الكثير والزهد في ملذات الدنيا بغية تخليص النّفس من أسر هواها، ودسائسها الخفية والجلية، وتصفية الباطن ورده إلى أصله النوراني. بحيث يترقى المريد من مقام إلى مقام إلى أن ينتهي الى مقام التوحيد والمعرفة التي هي غاية ومقصد كل سالك لحضرة الله تعالى.

  وبما أنّ الزهد من أهم مقامات السير إلى حضرة الله، فإنّ التحقق به يحتاج إلى شيخ عارف بالله  من أهل التحقيق دالٍ على الله على صدق وبصيرة، عارف بتلونات النّفس ودسائسها الخفية، يصف الدواء للمريد وينقله من مقام إلى مقام، ويخلصه من معاني الطمع والجشع وحب الدنيا، ويحققه بمعاني المحبة والإخلاص والسخاء والكرم والصدق والتعاون والرحمة..

  وعندما نتحدث عن الزّهد بمفهومه الحقيقي في هذا الإطار، لا نقصد به الزهد الذي يتخذ منهج الانعزال والانطواء، ولبس المرقعات، وتحريم ما أحل الله من الطيبات، والابتعاد الكلي عن الدنيا، وترك الأخذ بالأسباب، والسعي في طلب الكسب الحلال، بل المفهوم الحقيقي للزّهد في نظر علماء التصوف هو خلو القلب وفراغه من فتن الدنيا لا فراغ اليد منها، مع مسايرة العصر، واشتغال القلب بطاعة الله دون الميل الكلي لجهة الدنيا والانغماس في نعيمها الزّائل بالكلية، فالدنيا بزينتها يحبها كل الناس يميلون ويشتاقون إلى نعيمها، ولكن المؤمن العاقل هو الذي يعرف كيف يختار الصالح منها والمفيد له، فالدنيا ليست ملعونة بصفة كلية بل فيها مجموعة من الأمور التي تعين وتساعد النّاس على فعل الخيرات، وهذا ما دلّت عليه جملة من الأحاديث ومنها: (نعم المال الصّالح مع الرجل الصالح يصل به رحماً ويصنع به معروفاً)[2]، وحديث (نعمت الدنيا مطية المؤمن، بها يصل إلى الخير، وينجو من الشر)[3]. وقال الحسن الماوردي: (ذم رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب، فقال رضي الله عنه: الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار نجاة لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه) [4].

    إن الزهد في الرؤية الصوفية الحقيقية بريء كل البراءة ممن يدعي أنّ منهجه هو الانعزال والخمول وترك الأخذ بالأسباب وتعطيل تقدم المجتمع وهذا خطأ، فالصوفية جمعوا بين الزهد في الدنيا واتخاذ الأسباب، وسايروا التطورات والأحداث ومتغيرات العصر، وهم دائماً في تجديد وتغيير، وخير ما نستدل به على هذا الطرح هو قول النبي صلى الله عليه وسلم للنفر الذين أعرضوا عن الدنيا بالكلية: (لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأَفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)[5]. ونستدل كذلك بقول أحد المتصوفة في تعريف الزهد: (لَيْسَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ، وَلَا إِضَاعَةِ الْمَالِ. وَلَكِنْ أَنْ تَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقُ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِكَ، وَأَنْ تَكُونَ فِي ثَوَابِ الْمُصِيبَةِ – إِذَا أُصِبْتَ بِهَا – أَرْغَبُ مِنْكَ فِيهَا لَوْ لَمْ تُصِبْكَ) [6]. وعلى هذا، المنهج سار علماء التصوف وبينوا ذلك في كتاباتهم وسطروه بماء من ذهب وفندوا كل الادعاءات الباطلة التي تحارب المفهوم الحقيقي للتصوف.

  ولقد كان النّبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في الزّهد، باعتباره المربي الأول والمزكي الأول، الذي تتلمذ على يديه جملة من الصحابة، وتشربوا منه معاني الزهد، وقد تجسد ذلك في سيرته العطرة وشمائله الحافلة بالمعاني الروحية، فقال صلى الله عليه وسلم في هذا الإطار: (اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً وأعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً) [7]، ودعوته صلى الله عليه وسلم إلى الزهد عندما قال: (ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ)[8]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبد خيراً جعل فيه ثلاث خصال: فقهه في الدين، وزهده في الدنيا، وبصره عيوبه) [9]. وعلى هذا المنول سار الصّحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم من التابعين، وكانوا خير القرون بشهادة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فكانت الدّنيا وزخرفها آخر ما تشتغل به قلوبهم، وكان همهم هو طهارة قلوبهم وصفاء سرائرهم.

الزّهد لغةً واصطلاحاً

    الزُّهد في اللغة وكما ورد في معجم مقايس اللغة: (زَهِدَ، الزَّاءُ والهاء والدّال أصل يدلُّ على قلة الشيء. والزّهيد، الشّيء القليل، قال الخليل: الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا، وَالزُّهْدُ فِي الدِّينِ خَاصَّةً. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ رَجُلٌ زَهِيدٌ: قَلِيلُ الْمَطْعَمِ، وَهُوَ ضَيِّقُ الْخُلُقِ أيضاً، وَقَالَ بَعْضُهُمُ الزَّهِيدُ: الْوَادِي الْقَلِيلُ الْأَخْذِ لِلْمَاءِ. وَالزَّهَادُ: الْأَرْضُ الَّتِي تَسِيلُ مِنْ أَدْنَى مَطَرٍ)[10].

  والزَهدُ: (خلاف الرَغبة. تقول: زَهِدَ في الشيء وعن الشيء، يَزْهَدُ زَهَداً وزَهادَةً. وزَهد يَزْهَدُ لغة فيه. وفلان يَتَزَهَّد، أي يتعبَّد) [11]، وَفِي الْمِصْبَاح: (زَهَدَ فِيهِ، وَعنهُ، بمعنَى تَرَكَ وأَعرَض عَنهُ.  قال تعالى: وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزهِدِينَ) [سورة يُوسُف، الآية: 20]. [12].

والزهد في الاصطلاح: (انصراف الرغبة عن الشيء إلى ما هو خير منه) [13].

 أدلة مشروعية الزهد من القرآن الكريم: 

   كثيرة هي الآيات القرآنية التي رغّبت في التماس طريق الزّهد، ومحاولة التّجرد من علائق الدنيا وشهواتها الفانية، والعمل على التوجه إلى حضرة الله، وطلب الدّار الآخرة التي هي خير ورأس كل نجاة وفلاح في الدنيا والأخرة، ومن هذه الآيات نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

   قوله جلت قدرته: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ) [سورة آل عمران، الآية: 14]. وقال سبحانه وتعالى: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ  وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ) [سورة القيامة، الآية: 20-21]. وقال تعالى: (وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا مَتَاعٌ) [سورة الرعد، الآية: 26]. وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ) [سورة يونس، الآية: 7]. وقال تعالى: (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة يونس، الآية: 24]. وقال تقدست أسماؤه: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) [سورة الشورى، الآية: 20]. وقال تعالى: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا) [سورة النساء، الآية: 77]. وقال سبحانه وتعالى: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [سورة الأعلى، الآية: 16]. وقوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [سورة الحديد، الآية: 20].

أدلة مشروعية الزهد في الحديث النبوي الشريف

   وعن أبي خلاد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْداً فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ) [14]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِمَنْكِبِي فَقَالَ: كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ) [15]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلم، قال: (الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ) [16]. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الدُّنيا كُلَّهَا قَلِيلًا، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا قَلِيلٌ مِنْ قَلِيلٍ، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنْهَا مِثْلُ الثَّغْبِ شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ..) [17]. وعن طَاوُسٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا يُرِيحُ الْقَلْبَ وَالْبَدَنَ، وَإِنَّ الرَّغْبَةَ فِي الدُّنْيَا تُطِيلُ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ) [18]، وعن أبي الدّرداء، عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: (أَلَا إِنَّ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا لَيْسَ بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ، وَلَا إِضَاعَةِ الْمَالِ، وَلَكِنَّ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا أَلَّا تَكُونَ بِمَا فِي يَدَيْكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدَيِ اللَّهِ..) [19].

مفهوم الزهد عند علماء التصوف

   وضع علماء التربية الصوفية جملة من التعريفات والمحددات لمقام الزهد وبينوا كيفية التحقق بهذا المقام، مشترطين أن يكون الزهد وسيلة لا غاية، بحيث يتحقق السّالك لطريق أهل التصوف الاستئناس بالخالق، وترك ما يشغل عن التقرب إلى الله في كل حال، والأدبار عن شهوات الدنيا الفانية، وفي هذا المعنى تندرج جملة من التعريفات الصوفية للزهد ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما ذكره عبد الله بن المبارك: (الزُّهْدُ هُوَ الثِّقَةُ بِاللَّهِ مَعَ حُبِّ الْفَقْرِ) [20]. وقال بشر الحافي: (الزهد ملك لا يسكن إلاّ في قلب مخلى) [21]. وقال الفضيل بن عياض: (جُعِلَ الشَّرُّ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ، وَجُعِلَ مِفْتَاحُهُ حُبَّ الدُّنْيَا، وَجُعِلَ الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ، وَجُعِلَ مِفْتَاحُهُ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا) [22]. وقال ابن الجلاء: (الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك، فيسهل عليك الإعراض عنها) [23]. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الداراني: (الزهد ترك مَا يشغل عَنِ اللَّه تَعَالَى، وقيل الزهد عزوف النفس عَنِ الدنيا بلا تكلف)..[24].

    وسئل حاتم الأصم صاحب شقيق البلخي عن الزهد، فقال: (أوّله الثقة، وأوسطه الصبر، وآخره الإخلاص، فإذا كان الإخلاص عندهم هو آخر الزهد فكيف يصحّ لعبد آخر الزهد قبل أوّله أم كيف يجاوز الإخلاص إلى مقامات المعرفة؟ فقد صار آخر الزهد عندهم أوّل المعرفة، وذهبت طائفة إلى أنّ الزهد في الدنيا فريضة على المؤمنين، لأنّ حقيقة الإخلاص هو الزهد عندهم فأوجبوه من حيث أوجبوا على المؤمنين الإخلاص، ومال إلى هذا القول عبد الرحيم بن يحيى الأسود) [25]. ويقول الحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله يقول: (إنّما الزهد إسقاط قيمة الدنيا من القلب وأن لا يكون لشيء عاجل في القلب وزن، فإذا سقطت قيم الأشياء واستوت في القلب فهو الزهد) [26].. وقال الجنيد: (الزهد خلو القلب عما خلت منه اليد) [27].

   ومن خلال هذه الأقوال نخلص إلى أنّ الزهد الحقيقي عند علماء التربية الصوفية هو وسيلة من وسائل طهارة القلوب وتجردها من فتن الدنيا، وطلب الوصول إلى حضرة الله. وأن يعيش الإنسان في هذه الحياة الدنيا باطمئنان وقناعة بما كتبه الله له من الرّزق الحلال، دون الانجراف نحو ملذات الدنيا، والزهد فيما بين أيدي النّاس.

مراتب الزهد وأقسامه

   يقول حجة الاسلام الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: (اعلم أنّ الزُّهد في نفسه يتفاوت بحسب تفاوت قوته على درجات ثلاث:

 الدرجة الأولى: وهي السفلى، منها أن يزهد في الدنيا وهو لها مشته، وقلبه إليها مائل، ونفسه إليها ملتفتة ولكنه يجاهدها ويكفها، وهذا يسمى المتزهد، وهو مبدأ الزهد في حق من يصل إلى درجة الزهد بالكسب والاجتهاد والمتزهد يذيب أولاً نفسه ثم كيسه والزاهد أولاً يذيب كيسه ثم يذيب نفسه في الطاعات لا في الصبر على ما فارقه والمتزهد على خطر، فإنه ربما تغلبه نفسه وتجذبه شهوته فيعود إلى الدنيا وإلى الاستراحة بها في قليل أو كثير.

الدرجة الثانية: الذي يترك الدنيا طوعاً لاستحقاره إياها بالإضافة إلى ما طمع فيه كالذي يترك درهماً لأجل درهمين فإنه لا يشق عليه ذلك، وإن كان يحتاج إلى انتظار قليل، ولكن هذا الزاهد يرى لا محالة زهده ويلتفت إليه كما يرى البائع المبيع ويلتفت إليه فيكاد يكون معجباً بنفسه وبزهده ويظن في نفسه أنه ترك شيئاً له قدر لما هو أعظم قدراً منه وهذا أيضاً نقصان.

الدرجة الثالثة: وهي العليا أن يزهد طوعا ويزهد في زهده، فلا يرى زهده إذ لا يرى أنه ترك شيئاً إذ عرف أنّ الدنيا لا شيء، فيكون كمن ترك خزفة وأخذ جوهرة، فلا يرى ذلك معوضة، ولا يرى نفسه تاركا شيء والدنيا بالإضافة الله تعالى ونعيم الآخرة أحسن من خزفة، بالإضافة إلى جوهرة فهذا هو الكمال في الزهد وسببه كمال المعرفة ومثل هذا الزواهد آمن من خطر الالتفات إلى الدنيا كما أن تارك الخزفة بالجوهرة آمن) [28].

أقسامه:

  قال الغزالي رحمه الله: (أقسامه، فمنها ما هو مضاف إلى المرغوب فيه، والمرغوب عنه؛ فأما المرغوب فيه، فهو على ثلاث درجات:

الأولى: وهى السفلى أن يكون المرغوب فيه النجاة من النار، ومن سائر الآلام كعذاب القبر ومناقشة الحساب وخطر الصراط وسائر ما بين يدى العبد من الأهوال كما وردت به الأخبار. وفى الخبر: (إنّ الرجل ليوقف في الحساب حتى لو وردت مائة بعير عطاشا على عرقه لصدرت رواء)؛ فهذا زهد الخائفين وكأنّهم رضوا بالعدم لو أعدموا فإنّ الخلاص من الألم يحصل بمجرّد العدم.

الدرجة الثانية: أن يزهد رغبة في ثواب الله ونعيمه واللّذّات الموعودة في جنّته من الحور والقصور وغيره، وهذا زهد الراجين، فإن هؤلاء ما تركوا الدنيا قناعة بالعدم والخلاص من الألم بل طمعوا في وجود دائم ونعيم سرمد لا آخر له.

الدرجة الثالثة: وهى العليا، ألا يكون له رغبة إلا في الله وفى لقائه، فلا يلتفت قلبه إلى الالام ليقصد الخلاص منها، ولا إلى اللذّات ليقصد نيلها والظفر بها، بل هو مستغرق الهمّ بالله تعالى، وهو الموحّد الحقيقي الذى لا يطلب غير الله تعالى..

وأمّا المرغوب عنه، فقد كثرت فيه الأقاويل.

   قال الغزالي رحمه الله: (لعلها تزيد على مائة قول، وأشار إلى كلام محيط بالتفاصيل، فقال: المرغوب عنه بالزهد له إجمال وتفصيل، ولتفصيله مراتب بعضها أشرح لآحاد الأقسام وبعضها أجمع للجمل.

أما الإجمال في الدرجة الأولى: فهو كلّ ما سوى الله فينبغي أن يزهد فيه حتّى يزهد في نفسه أيضاً.

والإجمال في الدرجة الثانية: أن يزهد في كل صفة للنّفس فيها متعة، وهذا يتناول جميع مقتضيات الطبع من الشهوة والغضب والكبر والرياسة والمال والجاه وغير ذلك.

وفى الدرجة الثالثة: أن يزهد في المال والجاه وأسبابهما، إذ إليهما ترجع جميع حظوظ النفس.

وفى الدرجة الرابعة: أن يزهد في العلم والقدرة والدينار والدرهم والجاه، إذ الأموال وإن كثرت أصنافها فيجمعها الدينار والدرهم، والجاه وإن كثرت أسبابه فيرجع إلى العلم والقدرة، قال: وأعنى به كلّ علم وقدرة مقصودهما ملك القلوب؛ إذ معنى الجاه هو ملك القلوب والقدرة عليها، كما أنّ معنى المال ملك الأعيان والقدرة عليها. قال: فإن جاوزت هذا التفصيل إلى شرح وتفصيل أبلغ من هذا فتكاد تخرج ما فيه الزهد عن الحصر. وقد ذكر الله تعالى في آية واحدة سبعة منها فقال: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا). ثم ردّه في آية أخرى إلى خمسة فقال: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) [سورة الحديد، الآية: 20]. ثم ردّه في موضع آخر إلى اثنين فقال: (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) [سورة النازعات، الآية: 40]؛ فالهوى لفظ يجمع جميع حظوظ النفس في الدنيا، فينبغي أن يكون الزهد فيه. قال: فالحاصل، أنّ الزهد عبارة عن الرغبة عن حظوظ النفس كلّها) [29].

وهناك من العلماء من حدد الزهد في ثلاثة أوجه، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل: الذي قال: (الزهد على ثلاثة أوجه: الأول: ترك الحرام، وهو زهد العوام، والثاني: ترك الفضول من الحلال، وهو زهد الخواص، والثالث: ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين. [30].

تمرات الزهد في السلوك العرفاني

   ولما كان الزهد شرطا أساسياً من شروط تزكية النفوس ومحو الصفات المدمومة، والاقبال بكنه الهمة إلى الله تعالى، وقطع العلائق كلها وتطهيرها من الأغيار، فإنّ تحقّق قلب السّالك لطريق أهل اليقين، والراجي لمقامات الصالحين بمقام الزهد ينتج عنه جملة من الثمرات الباطنية التي تهب على القلوب الطاهرة وتزرع فيها جملة من الثمرات، المعرفة والحكمة فقد روي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال: (إنّ العبد إذا زهد في الدنيا استنار قلبه بالحكمة وتعاونت أعضاؤه في العبادات، وقال: ركعتان من رجل عالم زاهد قلبه خير وأحب إلى الله جلاله من عبادة المتعبدين إلى آخر الدهر) [31]. ويقول الإمام مالك: (بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا واتقى، إلاّ نطق بالحكمة) [32]. وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر!: (ما زهد عبد في الدنيا إلا أنبت الله الحكمة في قلبه وأنطـق بـهـا لسانه، وبصّره عيوب الدنيا وداءها ودواءها وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام) [33].

  ومن تمرات الزهد الظفر بالخير الكثير، والنّجاة من فتن الدنيا والاستخفاف بشأنها، وعدم الانجراف نحوها فقد ووري عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّه، قال: (الرغبة في الدنيا تطيل الهمّ والحزن، والزّهد فيها راحة القلب والبدن) [34]. ومن تمرات الزهد الورع عن الحرام والشبهات، قال أبو سليمان الداراني: (الْوَرَعُ أَوَّلُ الزُّهْدِ، وَالْقَنَاعَةُ أَوَّلُ الرِّضَا) [35].

   فإذا تولى الله سبحانه وتعالى قلب عبده أعانه على هجرة فتن الدنيا وملذاتها، وأفاض عليه رحماته، ونور سريرته حتى ينكشف له سر ملكوته، وتتلألأ في قلبه أنوار محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم. قال الجنيد: (سمعت سريًا يقول: إنّ الله تعالى سلب الدنيا عن أوليائه، وحماها عن أصفيائه، وأخرجها من قلوب أهل وداده لأنّه لم يرضيها لهم) [36].

———————

  1. كتاب اللمع، لنصر الدين السراج، حققه وقدم له وخرج له أحاديثه، الدكتور عبد الحليم محمود، والدكتور طه عبد الباقي سرور، مطبعة دار الكتب الحديثية مصر، (ط/ت)، باب مقام الزهد، ص: 72.
  2. حسن التنبه لما ورد في التشبه، لنجم الدين الغزي، محمد بن محمد العامري القرشي الغزي الدمشقي الشافعي، تحقيق ودراسة: لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب، الناشر: دار النوادر، سوريا، الطبعة: الأولى، 1432 هـ – 2011م. ج: 9، ص: 558. المعين على تفهم الأربعين، لابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، دراسة وتحقيق: الدكتور دغش بن شبيب العجمي، الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، حولي – الكويت، الطبعة: الأولى، 1433 هـ – 2012م. الحديث الحادي والثلاثون، ص: 369.
  3. منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لعبد الله بن سعيد بن محمد عبادي اللّحجي الحضرميّ الشحاري، الناشر: دار المنهاج – جدة، الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005م. الفصل الثالث في ثلاث مئة وثلاثة عشر حديثاً من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، (حرف الحاء) ج: 3، ص: 396.
  4. المجالسة وجواهر العلم، أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري القاضي المالكي، تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، الناشر: جمعية التربية الإسلامية (البحرين – أم الحصم)، دار ابن حزم (بيروت – لبنان) الطبعة: الأولى، 1419 هـ – 1998م. ج: 4، ص: 51. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، لعلاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي الهندي البرهانفوري ثم المدني فالمكي الشهير بالمتقي الهندي، المحقق: بكري حياني – صفوة السقا، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الطبعة الخامسة، 1401هـ/1981م. الباب الأول: في الأخلاق المحمودة الفصل الثاني: في تفصيل الأخلاق على حروف المعجم ج: 3، ص: 732.
  5. معرفة السنن والآثار، لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، الناشرون: جامعة الدراسات الإسلامية (كراتشي – باكستان)، دار قتيبة (دمشق -بيروت)، دار الوعي (حلب – دمشق)، دار الوفاء (المنصورة – القاهرة) الطبعة: الأولى، 1412هـ – كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، ج: 10، ص: 19.
  6. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد المعتصم بالله البغدادي، الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة، 1416 هـ – 1996م فصل منزلة الزهد فصل اختلاف الناس في الزهد، ج: 2، ص: 16.
  7. فيض القدير شرح الجامع الصغير، لزين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري، الناشر: المكتبة التجارية الكبرى – مصر، الطبعة: الأولى، 1356هـ. ج: 2، ص: 12.
  8. سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا، ج: 2، ص: 373. رقم الحديث: 4102. المعجم الكبير للطبراني، باب السين، سفيان الثوري، عن أبي حازم، ج: 6، ص: 193 رقم الحديث: 5972.
  9. شعب الإيمان، للبيهقي، حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: د عبد العلي عبد الحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي – الهند، الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الطبعة: الأولى، 1423 هـ – 2003م. الزهد وقصر الأمل، ج: 13، ص: 122 رقم الحديث: 10053.
  10. معجم مقاييس اللغة، لأحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الناشر: دار الفكر، عام النشر: 1399هـ – 1979م. باب الزّاء والهاء والحرف المعتل، (زهد)، ج: 3، ص: 30.
  11. لسان العرب، لمحمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى، الحواشي: لليازجي وجماعة من اللغويين، الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة: الثالثة – 1414هـ. د: فصل الزاي، ج: 3، ص: 197.
  12. تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي، تحقيق: جماعة من المختصين

من إصدارات: وزارة الإرشاد والأنباء في الكويت – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت

سنة النشر: 1385 – 1965هـ. زهد، ج: 8، ص: 151.

  1. موسوعة الأخلاق، لخالد بن جمعة بن عثمان الخراز، الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة: الأولى، 1430 هـ – 2009م. أخلاق العالم، الزهد في الدنيا، ص: 311.
  2. سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا، ج: 2، ص: 373. رقم الحديث: 4101.
  3. صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب: قول النبي ﷺ: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) ج: 5، ص: 358. رقم الحديث: 6053.
  4. الزهد، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، وضع حواشيه: محمد عبد السلام شاهين، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1420 هـ – 1999م. ص: 26، رقم الحديث: 152.
  5. الزهد، أبو داود سليمان السجِستاني، رواية: ابن الأعرابي عنه، تحقيق: أبو تميم ياسر بن ابراهيم بن محمد، أبو بلال غنيم بن عباس بن غنيم، قدم له وراجعه: فضيلة الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف، الناشر: دار المشكاة للنشر والتوزيع، حلوان – مصر، الطبعة: الأولى، 1414 هـ – 1993م. من خبر ابن مسعود، ص: 137، رقم الحديث: 129.
  6. الزهد لأحمد بن حنبل، ص: 12 رقم الحديث: 51. الزهد لابن أبي الدنيا، الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة في الدنيا تطيل الهم والحزن، ص: 53 رقم الحديث: 76.
  7. المعجم الأوسط، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد – أبو الفضل عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، الناشر: دار الحرمين – القاهرة، عام النشر: 1415 هـ – 1995م. ج: 8، ص: 75. رقم الحديث: 7954. سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا، ج: 2، ص: 373 رقم الحديث: 4100.
  8. الرسالة القشيرية، لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري، تحقيق: الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف، الناشر: دار المعارف، القاهرة (ط/ت) باب الزهد، ج: 1، ص: 241.
  9. الرسالة القشيرية، باب الزهد، ج: 1، ص: 243.
  10. كتاب الزهد الكبير، لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي، المحقق: عامر أحمد حيدر، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، الطبعة: الثالثة، 1996م. فصل في ترك الدنيا ومخالفة النفس والهوى، ص: 133.
  11. الرسالة القشيرية، باب الزهد، ج: 1، ص: 240.
  12. الرسالة القشيرية، باب الزهد، ج: 1، ص: 241.
  13. قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد المؤلف: محمد بن علي بن عطية الحارثي، أبو طالب المكي، تحقيق: د. عاصم إبراهيم الكيالي، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، لبنان، الطبعة: الثانية، 1426 هـ -2005 م، الفصل الثاني والثلاثون شرح مقامات اليقين وأحوال الموقنين فصل آخر، ج: 1، ص: 445.
  14. قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، الفصل الثاني والثلاثون شرح مقامات اليقين وأحوال الموقنين، فصل آخر ج: 1، ص: 446.
  15. قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، الفصل الثاني والثلاثون شرح مقامات اليقين وأحوال الموقنين، فصل آخر ج: 1، ص: 446.
  16. إحياء علوم الدين، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي، الناشر: دار المعرفة – بيروت، (ط/ت) الشطر الثاني من الكتاب في الزهد بيان درجات الزهد وأقسامه بالإضافة إلى نفسه وإلى المرغوب عنه وإلى المرغوب فيه، ج: 4، ص: 225-227.
  17. إحياء علوم الدين، الشطر الثاني من الكتاب في الزهد، بيان درجات الزهد وأقسامه بالإضافة إلى نفسه وإلى المرغوب عنه وإلى المرغوب فيه، ج: 4، ص: 226-227.
  18. الرسالة القشيرية، باب الزهد، ج: 1، ص: 243.
  19. عدة المريد الصادق، لشهاب الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي، المعروف بـ زروق، تحقيق: الصادق بن عبد الرحمن الغرياني، الناشر: دار ابن حزم، الطبعة: الأولى، 1427 هـ – 2006م. فصل في هجرانهم العلم والقرآن والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ص: 81.
  20. سير أعلام النبلاء، لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، تقديم: بشار عواد معروف، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الثالثة، 1405هـ – 1985م. تابع: الطبقة السابعة، مالك بن أنس بن مالك المدني، ج: 8، ص: 109.
  21. شعب الإيمان، للبيهقي، الزهد وقصر الأمل، ج: 7، ص: 347. رقم الحديث: 10533.
  22. البصائر والذخائر المؤلف: أبو حيان التوحيدي، علي بن محمد بن العباس، المحقق: د/ وداد القاضي الناشر: دار صادر – بيروت الطبعة: الأولى، 1408هـ – 1988م. ج: 8، ص: 33.
  23. الزهد لابن أبي الدنيا، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، الناشر: دار ابن كثير، دمشق، الطبعة: الأولى، 1420 هـ – 1999م. الورع أول الزهد، والقناعة أول الرضا. قال أحمد: وقلت لأبي هشام بن عبد الملك المغازلي: أي، ص: 159.
  24. مدارج السالكين، لابن القيم، منزلة الزهد تعريف الزهد، وما قيل فيه، ج: 2، ص: 220.
Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق