مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

وسائل تزكية النفوس وتطهيرها من آفات القلوب…(3)

الوسيلة الثالثة: صحبة الشيخ المربي

    لقد ركز علماء التربية الصوفية في أغلب مؤلفاتهم وبالأخص في حديثهم عن مقامات السير إلى الله تعالى وتطهير القلوب من العلل القلبية على أهمية صحبة الشيخ العارف بالله الوارث المحمدي، وقد بينوا أن هؤلاء الشيوخ قد ورثوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم الباطني سلفاً عن خلف، واصطلحوا عليه، بعلم التربية الصوفية، أو علم التزكية، كما ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [سورة الجمعة، الآية: 2]، وهذا العلم هو سر من أسرار الله تعالى قدفه في قلوب أوليائه الصالحين وخصهم بأداء مهمة التزكية والتربية والدلالة على الله، مصداقاً لقوله تعالى: (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) [سورة الفرقان، الآية: 59].

    ولقد تبيّن لعلماء التربية الصوفية إنَّ للصحبة أثراً عميقاً في تزكية قلوب السالكين إلى حضرة الله تعالى، فالإنسان عندما يصحب النّاس لا بد أن يتأثر بأخلاقهم وسلوكياتهم، فإن اختارهم من أهل الصلاح وأهل المعرفة بالله تعالى صلح طريقه وتخلص من رعونات نفسه وأخلاقه السيّئة وعاش في خير وسعادة، وإن اختارهم من أهل الشر والفسوق والعصيان واتباع الشهوات، سقط في منهجهم، وبالتالي تنحدر أخلاقه وتنحط صفاته ويهوي في حضيضهم، وقد جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً).[1]

    وبالتالي وجب القول بأنّ التصوف يعتمد منهج الصحبة لتحقيق غاياته وأهدافه التزكوية، وهي التحقق بالقيم الدينية الأخلاقية والرجوع بالنفس الإنسانية من شهواتها الفانية إلى مصدرها الأصلي بعد تحررها من قيود الغفلة، وكل هذه الأمور لا تحصل إلاّ بصحبة الصّالحين المخلصين في توجههم إلى حضرة الله.

   ولقد رأى علماء التربية الصوفية أنّ هناك جملة من الأمراض الباطنية التي لا يمكن أن تزول عن قلب السّالك، لأنّ النفوس ضعيفة في حاجة ماسة إلى مرشد معين يقوم بتوجيهها إلى طريق الحق حتى يتسنى لها مخالفة شهواتها الفانية، لذلك قرر العلماء في كثير من مؤلفاتهم أهمية وضرورة صحبة الشيخ المربي بالنسبة لكل راغب في سلوك طريق التربية الباطنية قصد الوصول إلى الهدف الذي ينشده كل سالك وهو معرفة الله تعالى.

   وقد استشعر الإمام ابن عباد الرندي أنّ هناك مجموعة من الأمراض الباطنية التي لا ينفك عنها بشر وفي هذا الإطار يقول: (أما كون شيخ التربية لازما لمن ذكرناه من السالكين فظاهر، لأنّ حجب أنفسهم كثيفة جداً، ولا يستقل برفعهما وإماطتها إلاّ الشيخ المربي (…) وأصحاب العلل القلبية لا محالة يحتاجون إلى طبيب ماهر يعالج عللهم، بالأدوية الظاهرة [2].

   ويؤكد حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه: (إحياء علوم الدين): (أنّ أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم يرى أحدهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجدع في عين نفسه، فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله أربعة طرق ومنها: أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النّفس، مطلع على خفايا الآفات، ويحكمه في نفسه ويتبع إشاراته في مجاهدته، وهذا شأن المريد مع شيخه والتلميذ مع استاذه)[3]، ويذكر الإمام الشاطبي: (أن من أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به أخذه عن أهله المتحققين به على الكمال والتمام)[4]، ويقول الإمام الجليل ابن الجوزي في أحد أبياته وهو يتحدث عن أهمية الشيخ ما نصه:

من يكن شيخ نفسه في الطريق        لم يــــــــنل رتبــــــــــــة من التحــــقيق

   ولا يتم الســــلوك فــــــــي الطـــــريق       إلّا بخــــفير ومــــــــــــــرشد رفيــــــــــــق [5]

   ويذكر الإمام ابن عاشر في كتابه المسمى: (الحبل المتين على نظم المرشد المعين على الضروري من علوم الدين) ضرورة صحبة الشيخ وأهمية ذلك لما فيه من نجاة السالك في الطريق إلى الله بقوله:

يصحب شيخاً عارف المــسالك        يقـــــــيه فـــــــي طـــــريقه المـــــــهالك

يـــــــــــــــــــــذكِّــــــــــــره الــــــــلــــــه إذا رآه        ويـــــــوصل العـــبـــــد إلــــــــى مـــولاه

يحاســب النّفس على الأنـــــفاس       ويــــــزن الخـــــاطــــر بالقســــــــطــاس

ويحفظ المــــفروض رأس المـــال       والنفــــــــــل ربحــــــــــــــه بــــه يوالــــــي

ويُكثر الــــــــــذكر بصـــــــفو لُبــــــــه       والـــــعـــون في جمـــــــيـع ذا بــــــربه

يجــــاهد النفس لـــــــرب الــعالمـين      ويتــــــــحلى بمـــــقامــــــات الـــــــيقين

يصــــــــير عند ذاك عـــــــــارفــا به      حرّاً، وغـــــيره خـــــلا من قلـــــــــــــبه

 فـــــــــــــــــحبَّه الإله واصـــــــطــــــــــــفاه      لحــــــضرة القـــــــــــدوس واجــــــــتباه[6]

ومثله قال ابن الجوزي رحمه الله: (من يكن شيخ نفسه في الطريق لم ينل رتبة من التحقيق لا يتم السوك في الطريق إلا بخفير ومرشد رفيق)[7]. وقال سيدي علي الخواص:

[البسيط]

لَا تسلكن طَرِيقاً لست تعرفها     بِلَا دَلِـــيل فَتَهْوِي فِي مهاويها[8]

     وقال الإمام أبو الحسن الشاذلي رحمه الله : (من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصراً على الكبائر وهو لا يشعر، وحيث كان فرض عين يجب السفر إلى من يأخذه عنه) [9].. وقال الإمام الشعراني رحمه الله: (الشيخ في الطريق ضرورة لازمة بالغ ما بلغ علم المريد، ولو حفظ آلاف الكتب والنقول) [10]. وقال الشيخ أحمد زروق- رحمه الله- في قواعده: (أخذ العلم والعمل عن المشايخ أتم من أخذه دونهم، (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ).[سورة العنكبوت، الآية: 49]، وقال تعالى: (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أنابَ إليَّ).[ سورة لقمان، الآية: 15]، فلزمت المشيخة، سيما والصحابة أخذوا عنه عليه الصلاة والسلام، وقد أخذ هو عن جبريل، واتبع إشارته في أن يكون عبداً نبياً، وأخذ التابعون عن الصحابة، فكان لكلٍّ أتباع يختصون به، كابن سيرين وابن المسيب والأعرج لأبي هريرة، وطاوس ووهب ومجاهد لابن عباس، إلى غير ذلك. فأما العلم والعمل فأخذُه جليّ فيما ذكروا كما ذكروا، وأما الإفادة بالهمة والحال فقد أشار إليها أنس بقوله: (ما نفضنا التراب عن أيدينا من دفنه عليه الصلاة والسلام حتى أنكرنا قلوبنا) [11]. فأبان أن رؤية شخصه الكريم كانت نافعة لهم في قلوبهم، إذ من تحقق بحالة لم يخلُ حاضروه منها، فلذلك أمر بصحبة الصالحين، ونهى عن صحبة الفاسقين) [12]، ويقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: (وأما انتساب الطائفة إلى شيخ معين فلا ريب أنّ النّاس يحتاجون من يتلقون عنه الإيمان والقرآن. كما تلقى الصحابة ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. وتلقاه عنهم التابعون، وبذلك يحصل اتباع السابقين الأولين بإحسان. فكما أن المرء له من يعلمه القرآن ونَحْوِه، فكذلك له من يعلمه الدين الباطن والظاهر) [13]، وقال ابن عطاء الله السكندري: (وينبغي لمن عزم على الاسترشاد، وسلوك طريق الرشاد أن يبحث عن شيخ من أهل التحقيق، سالك للطريق، تارك لهواه، راسخ القدم في خدمة مولاه، فإذا وجده فليمتثل ما أمر، ولينته عما نهى عنه وزجر)[14].

  وهكذا يتضح أنّ صحبه الشيخ المربي بالنسبة لكل سالك تعتبر من الضروريات الأساسية في مواصلة السلوك العرفاني إلى حضرة الله تعالى وهذا ما أجمع عليه مجموعة من العلماء وأكدوا على ضرورة ذلك من أجل طهارة القلوب من الأمراض الباطنية والعلل القلبية، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الصحبة تدخل في التوصيات التي أوصى بها الرسول في الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)[15].

   ومن تم فعلى السالك لطريق أهل التصوف، وكما أوصى به علماء التربية الصوفيه أن يلتزم بصحبة  الشيخ العارف بالله الذي تحقق بمقامات الأولياء الصالحين المنقطعين إلى الله تعالى في الظاهر والباطن وأن يتخذ منه القدوة الحسنة والمثل الأعلى في سيره السلوكي إلى حضرة ملك الملوك، لأن ذلك أقرب إلى الوصول والتجرد من الأمراض الباطنية المهلكة.

   وبما أن صحبة الشيخ المربي أو ما يصطلح عليه الوارث المحمدي أمر ضروري قصد تربية القلوب وترشيد مسار توجهها حتى تصل إلى حضرة الله سالمة مطمئنة، بعد أن تطهرت من العيوب الخفية والأمراض القلبية، فلا غرو أن نبين في هذا المضمار أدلة من الكتاب والسنة توثق أهمية ذلك.

 أدلة صحبة الشيخ المربي من الكتاب

  أجمع أكثر أهل العلم إلى القول بضرورة صحبة الشيخ المربي لدوره الكبير في طهارة القلوب، مستدلين بجملة من الآيات القرآنية منها قوله تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ).[سورة الزخرف، الآية: 67]، قال -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ).[سورة التوبة، الآية: 53]، وقوله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولً).[سورة الفرقان، الآية: 27-29]، وقوله تعالى: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [سورة العصر، الآية: 3]، وقال تعالى: (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّـهَ وَرَسولَهُ أُولـئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ عَزيزٌ حَكيمٌ)[سورة التوبة، الآية: 71].

   وخير دليل على أهمية صحبة الشيخ المربي ما ورد في قصة سيدنا موسى عليه السلام الذي صحب سيدنا الخضر، وذلك بعد أن أخبره الله عز وجل بوجود رجل صالح هو أعلم منه في مجمع البحرين؛ قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا) [سورة الكهف، الآية: 6]، قال تعالى: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) [سورة الكهف، الآية: 65] فسأل موسى عليه السلام ربّه عن كيفية الوصول لهذا الرجل، فقال تعالى: (قالَ لَهُ موسى هَل أَتَّبِعُكَ عَلى أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا قالَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا وَكَيفَ تَصبِرُ عَلى ما لَم تُحِط بِهِ خُبرًا) [سورة الكهف، الآية: 66]، وقد أصّر سيدنا موسى عليه السلام على صحبته وأخبره بأنّه لن يُخالف أمره؛ فوافق الخضر بشرط ألّا يسئله موسى -عليه السلام- عن شيء حتى يُبيّن له هو ما قد يُنكره عليه، قال تعالى: (قالَ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا قالَ فَإِنِ اتَّبَعتَني فَلا تَسأَلني عَن شَيءٍ حَتّى أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكرًا) [سورة الكهف، الآية: 69].

   والحق ثم الحق أنّ العلم الباطني لا يدرك حقيقته إلاّ أهل البصائر من المؤمنين، فقد كان موسى عليه السلام نبياً فتبع العبد الصالح فهاجر إليه ليكون تلميذا لديه، ويعلمه علوما ليست بنقلية ولا بعقلية، أساسها التسليم والمتابعة ومن تم فلا ينبغي الاقتصار على أخذ علم الظاهر لوحده بل يجب كذلك البحث عن العلم الباطني وهو علم التزكية وهو العلم الذي وهبه الله تعالى لسيدنا الخضر ولم يكن عند سيدنا موسى عليه السلام.

الدليل من السنة :

   فلا غرو أن الطريق الصحيح الموصل لتربية القلوب وتزكيتها والتخلي عن كل الصفاة المدمومة والتحلي بكل خلق سني هو صحبة الوارث المحمدي الذي بصحبته يزداد الإنسان  إيماناً وتقوىً وأخلاقاً وبصحبته كذلك يستمد منه المريد كل الأخلاق التربوية التي تطهر القلب من كل الرعونات النفسية والأمراض القلبية، وبالتالي تتأثر شخصية المريد بشخصية شيخه ويستمد منه  كل المعاني والأسرار.

   ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المعلم والمربي والمزكي الأول الذي وجه قلوب صحابته الكرام نحو الطريق الصحيح مراعياً بذلك أحوال صحابته الكرام كلا حسب حاله ومقامه، وبالتالي عمل على تزكيتها وترقيتها في درجات الكمال العرفاني، وقد صفه الله تعالى بذلك بقوله: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [سورة الجمعة، الآية: 2]. فقوله تعالى: (وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ) يتضح أنّ هناك علمان علم التزكية وهو علم التربية الباطنية وطهارة القلوب والعلم الظاهري وهو علم الفرائض والأحكام والسنن فهناك فرق كبير بين علم الظاهر وعلم الباطن فهناك الكثير من النّاس في محاضراتهم ومؤلفاتهم العلمية يتحدثون عن الأمراض القلبية وهم لا يدركون بأنّ هذه الأمراض الباطنية لا يمكن أن تزول من القلب إلا بصحة الشيخ العارف بالله الوارث المحمدي من له الإذن في تزكية القلوب وصقلها. لذلك فالصحابة رضوان الله عليهم لازموا مستشفى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تطهرت قلوبهم وصفت سرائرهم وبلغوا مبلغ الرجال. ولقد ورد في الأثر: (أنّ العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء، لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)[16].

   ومن أمثلة تزكية الرسول لصحابته ما حدث مع الصحابي الجليل أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: (كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فلما قضيا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، فدخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحَسَّنَ النبي شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقاً، وكأني أنظر إلى الله عز وجل فَرَقاً)[17]، وشكى إليه عثمان بن أبي العاص سوء حفظه فتفل في فيه ووضع يده على صدره وقال: يا شيطان اخرج من صدر عثمان، فما سمع شيئا بعد ذلك إلا حفظه، وكان الشيطان يلبس عليه صلاته فتفل في فمه وضرب في صدره وقال: اخرج عدوّ اللَّه، فلم يعرض له بعد ذلك)[18]. وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال له: (أُمَّ قَوْمَكَ قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أجِدُ في نَفْسِي شيئًا قالَ: ادْنُهْ فَجَلَّسَنِي بيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ وضَعَ كَفَّهُ في صَدْرِي بيْنَ ثَدْيَيَّ، ثُمَّ قالَ: تَحَوَّلْ فَوَضَعَها في ظَهْرِي بيْنَ كَتِفَيَّ، ثُمَّ قالَ: أُمَّ قَوْمَكَ. فمَن أمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ، فإنَّ فِيهِمُ الكَبِيرَ، وإنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ، وإنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وإنَّ فيهم ذا الحاجَةِ، وإذا صَلَّى أحَدُكُمْ وحْدَهُ، فَلْيُصَلِّ كيفَ شاءَ)[19].

  وعن ابن عباس أن فضالة بن عمير بن الملوح الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضالة؟ قال: نعم فضالة يا رسول الله، قال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء، كنت أذكر الله، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: استغفر الله، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه)…الحديث.[20].

   ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، ودخل المسجد أتاه أبة بكر بأبيه يعوده، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه)، قال أبو بكر: (هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه)، قال: (فأجلسه بين يديه، ثم مسح صدره، ثم قال له: (أسلم)، فأسلم) [21].

   فالرسول كثيراً ما كان ينبه في أقواله على أهمية طهارة القلوب والتخلص من الأمراض القلبية ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي، الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ يَعْبُدُونَ شَمْسًا، وَلَا قَمَرًا، وَلَا وَثَنًا، وَلَكِنْ أَعْمَالًا لِغَيْرِ اللَّهِ، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً)[22]، وقال صلى الله عليه وسلم في النّهي عن الظن السوء، الحسد والبغض..: (إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)[23]. وعن أَبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -قَالَ: جلس رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فقال (إنَّ ممَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا)[24].

   ولقد كان الهدف من التزكية هو أن تعم الرحمة والمحبة والتعاطف بين البشرية حتى يتحقق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه النعمان بن بشير قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  تَرَى الْمُؤْمِنِينَ: فِي تَرَاحُمِهِمْ، وَتَوَادِّهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)[25].

    وقد ثبت في الطب الحديث أنّ الإنسان لا يمكن له أن يداوي نفسه عندما يتعرض لمرض سواء كان مرضا عاديا أو مرضا مزمناً، وبالتالي فلابد له من طبيب اختصاصي يكشف له خفايا مرضه وعلله، ومن تم كان لزاما على كل من أراد طهارة قلبه وصفاء سريرته أن يأخذ الطريق على يد شيخ عارف بالله واصل وموصل إلى حضرة الله ورث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم والتقوى وأهلية التزكية والتوجيه.

   ولقد صدق الإمام الغزالي عندما أكد على أهمية علم التزكية في علاج القلوب العليلة، وقال رحمه الله: (مهما اشتدت عناية الأطباء بضبط قوانين العلاج للأبدان وليس في مرضها إلا فوت الحياة الفانية، فالعناية بضبط قوانين العلاج لأمراض القلوب وفي مرضها فوت حياة باقية أولى، وهذا النوع من الطب واجب تعلمه على كل ذي لب إذ لا يخلو قلب من القلوب عن أسقام لو أهملت تراكمت وترادفت العلل و تظاهرت، فيحتاج العبد إلى تأنق في معرفة علمها وأسبابها ثم إلى تشمير في علاجها وإصلاحها، فمعالجتها هو المراد بقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) وإهمالها هو المراد بقوله: (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [26].

  حقيقة الشيخ المربي وصفاته عند أهل العلم

     قال الشيخ أبو مدين: (الشيخ من شهدت له ذاتك بالتقديم، وسرك بالتعظيم، الشيخ من هذبك بأخلاقه، وأدبك بأطرافه، وأنار باطنك بإشراقه، الشيخ من جمعك في حضوره، وحفظك في مغيبه).[27]    وقال الشيخ ابن عطاء الله السكندري أحد رموز التصوف بالمشرق (ليس شيخك مَنْ سمعت منه، وإنّما شيخك من أخذت عنه، وليس شيخك من واجهتك عبارته، وإنّما شيخك الذي سَرَتْ فيك إشارته، وليس شيخك من دعاك إلى الباب، وإنما شيخك الذي رَفَع بينك وبينه الحجاب، وليس شيخك من واجهك مقاله، إنما شيخك الذي نهض بك حاله). وقال رحمه الله: (شيخك هو الذي ما زال يجلو مرآة قلبك حتى تجلّت فيه أنوار ربك، نهض بك إلى الله فنهضت إليه، وسار بك حتى وصلت إليه، ولا زال محاذياً لك حتى ألقاك بين يديه، فزجّ بك في نور الحضرة، وقال: (ها أنت وربك). هنالك محل الولاية من الله، ومواطن الأمداد من الله، وبساط التلقي من الله)..[28]. وقيل بأن شيخ التربية هو: (الذي سلك طريق الحق، وعرف المخاوف والمهالك ، فيرشد المريد ويشير إليه بما ينفعه وما يضره). [29].

    وقال الحافظ أبو عبد الله محمد الشهير بابن القيم: (فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل، فلينظر هل هو من أهل الذكر أو من الغافلين، وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟.. فإذا كان الحاكم عليه الهوى، وهو من أهل الغفلة كان أمره فُرُطا…، إلى أن قال: فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه، فإن وجده كذلك فليبعد منه، وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى، واتباع السنة وأمره غير مفروط عليه، بل هو حازم في أمره، فليستمسك بغرزه)[30]. وَقَالَ أَيْضَاً: (لَيْسَ شَيْخُكَ مَنْ سَمِعْتَ مِنْهُ، وَإِنَّمَا شَيْخُكَ مَنْ أَخَذْتَ عَنْهُ، وَلَيْسَ شَيْخُكَ مَنْ وَاجَهَتْكَ عِبَارَتُهُ، وَإِنَّمَا شَيْخُكَ الذي سَرَتْ فِيكَ إِشَارَتُهُ، وَلَيْسَ شَيْخُكَ مَنْ دَعَاكَ إِلَى البَابِ، وَإِنَّمَا شَيْخُكَ الذي رَفَعَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الحِجَابَ، وَلَيْسَ شَيْخُكَ مَنْ وَاجَهَكَ مَقَالُهُ، إِنَّمَا شَيْخُكَ الذي نَهَضَ بِكَ حَالُهُ شَيْخُكَ هُوَ الذي أَخْرَجَكَ مِنْ سِجْنِ الهَوَى، وَدَخَلَ بِكَ عَلَى الـمَوْلَى. شَيْخُكَ هُوَ الذي مَا زَالَ يَجْلُو مِرْآةَ قَلْبِكَ، حَتَّى تَجَلَّتْ فِيهَا أَنْوَارُ رَبِّكَ، أَنْهَضَكَ إِلَى اللهِ فَنَهَضْتَ إِلَيْهِ، وَسَارَ بِكَ حَتَّى وَصَلْتَ إِلَيْهِ، وَمَا زَالَ مُحَاذِيَاً لَكَ حَتَّى أَلْقَاكَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَزَجَّ بِكَ في نُورِ الحَضْرَةِ وَقَالَ: هَا أَنْتَ وَرَبَّكَ)[31].

  ونخلص في هذا الباب إلى أنّ صحبة الشيخ العارف بالله الدّال على الله، والمرشد إليه، أمر ضروري في طهارة القلوب وصفائها، ويشترط في هذه الصحبة الاعتقاد والتصديق، قال الإمام أبو حامد الغزالي: (مما يجب في حق سالكِ طريق الحق أن يكون له مرشدٌ و مربٍّ ليدلّه على الطريق، ويرفع عنه الأخلاق المذمومة، ويضع مكانها الأخلاق المحمودة، ومعنى التربية أن يكون المربي كالزارع الذي يربي الزرع، فكلما رأى حجراً أو نباتاً مضراً بالزرع قلعه وطرحه خارجاً، ويسقي الزرع مراراً إلى أن ينمو ويتربى، ليكون أحسن من غيره؛ وإذا علمت أن الزرع محتاج للمربي، علمت أنه لا بد للسالك من مرشد البتة، لأن الله تعالى أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام للخلق ليكونوا دليلاً لهم، ويرشدوهم إلى الطريق المستقيم؛ وقبل انتقال المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى الدار الآخرة، قد جعل الخلفاء الراشدين نواباً عنه ليدلوا الخلق إلى طريق الله، وهكذا إلى يوم القيامة، فالسالك لا يستغني عن المرشد البتة) [32].

———————-

  1. صحيح البخاري، كتاب الذبائح والصيد، باب لحوم الخيل، ج: 7، ص: 95، رقم الحديث: 5519. صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب مجالسة الصالحين، ومجانبة قرناء السوء، ج: 4، ص: 2026. رقم الحديث: 2628.
  2. المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل افريقيا والأندلس والمغرب للونشريسي، خرجه جماعة من الفقراء بإشراف الدكتور محمد حجي نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، طبعة 1981م. ج: 12، ص: 295.
  3. إحياء علوم الدين، ربع المهلكات، كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ومعالجة أمراض القلب، ج: 3، ص: 64.
  4. الموافقات، أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي، تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، تقديم: بكر بن عبد الله أبو زيدـ الناشر: دار ابن عفان، الطبعة: الأولى، 1417هـ – 1997م. مقدمات المؤلف، المقدمة الثانية عشرة، ج:1، ص: 139.
  5. التذكرة في الوعظ، لجمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، تحقيق: أحمد عبد الوهاب فتيح، الناشر: دار المعرفة – بيروت، الطبعة: الأولى، 1406هـ. صحبة المعلمين، ص: 183.
  6. شرح ابن عاشر المسمى بالحبل المتين على نظم المرشد المعين على الضروري من علوم الدين، في مذهب الامام مالك، للإمام محمد بن محمد بن المبارك الفتحي المراكشي المالكي الموقت ويليه كتاب التصوف وهادي التعرف الطبعة 1423ه 2002م دار الرشاد الحديثية. ص: 166.
  7. التذكرة في الوعظ، صحبة المعلمين، ص: 183.
  8. لطائف المنن والأخلاق، في وجوب التحدث بنعمة الله على الإطلاق، المعروف بالمنن الكبرى، للإمام العارف بالله سيدي عبد الوهاب للشعراني، اعتنى به أحمد غزو غاية، الطبعة الأولى: 1425هـ/2004م، دار التقوى للنشر والتوزيع دمشق. ج: 1، ص: 51.
  9. البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الأنجري الفاسي الصوفي، تحقيق: أحمد عبد الله القرشي رسلان، الناشر: الدكتور حسن عباس زكي – القاهرة، الطبعة: 1419هـ. سورة البقرة [سورة البقرة (2): آية 92] ج: 1، ص: 135.
  10. لطائف المنن، للإمام الشعراني، ج: 1، ص: 51.
  11. مصابيح السنة، لمحيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي، تحقيق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي، محمد سليم إبراهيم سمارة، جمال حمدي الذهبي الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1407 هـ – 1987م. كتاب الفضائل والشمائل، باب الهجرة، ج: 4، ص: 133 رقم الحديث: 4667.
  12. قواعد التصوف، تقديم وتحقيق عبد المجيد خيالي، ط3، 1428هـ – 2007م، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان. ص: 54.
  13. مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله، وساعده: ابنه محمد وفقه الله، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف – المدينة المنورة – السعودية، عام النشر: 1420 هـ – 2004 م، التصوف فصل: في أن الأمر بالمعروف هو الحق الذي بعثت به الرسل، وكذلك النهي عن المنكر، ج: 11، ص: 510.
  14. مفتاح الفلاح، لابن عطاء الله السكندري، الطبعة الأولى بدون تاريخ، مطبعة السعادة مصر، على نفقة الشيخ مصطفى سيد أحمد تاج وولده إبراهيم تاج الكتبي بطنطا، ص30.
  15. سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، ج: 4، ص: 407 رقم الحديث: 4833.
  16. سنن ابن ماجه، أبواب السنة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، ج: 1، ص: 151. رقم الحديث: 224.
  17. إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، لأحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1420 هـ – 1999م. المجلد الثاني عشر وأما زوال الشك من قلب أبي بن كعب، في الحال بضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره ودعائه له، ج: 12، ص: 29.
  18. إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، لتقي الدين المقريزي، فصل جامع في معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الإجمال، ج: 4، ص: 395.
  19. صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام، ج: 1، ص: 341. رقم الحديث: 468.
  20. البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، تحقيق: علي شيري، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الأولى 1408، هـ – 1988م. سنة ثمان من الهجرة النبوية صفة دخوله صلى الله عليه وسلم مكة، ج: 4، ص: 352.
  21. مسند أحمد بن حنبل، مسند النساء حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ج: 44، ص: 518، رقم الحديث: 26955. صحيح ابن حبان، النوع الثامن  ذكر أبي قحافة عثمان بن عامر رضي الله عنه، ج: 4، ص: 347. رقم الحديث: 3542.
  22. سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الرياء والسمعة، ج: 2، ص: 406. رقم الحديث: 4205.
  23. صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب: ما ينهى عن التحاسد والتدابر، ج: 5، ص: 253. رقم الحديث: 5717. صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش، ونحوها، ج: 4، ص: 985، رقم الحديث: 2563.
  24. رياض الصالحين، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، تعليق وتحقيق: الدكتور ماهر ياسين الفحل رئيس قسم الحديث – كلية العلوم الإسلامية – جامعة الأنبار الناشر: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق – بيروت، الطبعة: الأولى، 1428 هـ – 2007 م. بداية الكتاب، باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر، ص: 162. رقم الحديث: 457.
  25. صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب: رحمة الناس والبهائم، ج: 5، ص: 238. رقم الحديث: 5665. صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، ج: 4، ص: 999 رقم الحديث، 2586.
  26. إحياء علو م الدين، ربع المهلكات، كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ومعالجة أمراض القلب، ج: 3، ص: 49.
  27. عدة المريد الصادق، لشهاب الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي، المعروف بـ زروق، المحقق: الصادق بن عبد الرحمن الغرياني، الناشر: دار ابن حزم، الطبعة: الأولى، 1427 هـ – 2006م، فصل في العلامة التي يستدل بها المريد على حاله من الشيخ الذي قصده، أو فتح له به أنه ينتفع به، ص: 156.
  28. لطائف المنن، لابن عطاء الله السكندري ص167.
  29. معجم مصطلحات الصوفية، لعبد الرزاق الكشاني تحقيق وتقديم وتعليق، عبد العال شاهين الطبعة الأولى: 1413هـ/1996م. دار المنار القاهرة. ص: 143.
  30. الوابل الصيب من الكلم الطيب، لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية، تحقيق: سيد إبراهيم، الناشر: دار الحديث – القاهرة، رقم الطبعة: الثالثة، 1999م. ذكر الله وفوائده، وفي الذكر أكثر من مائة فائدة، ص: 41.
  31. عدة المريد الصادق، فصل في العلامة التي يستدل بها المريد على حاله من الشيخ الذي قصده، أو فتح له به أنه ينتفع به. ص: 175.
  32. خلاصة التصانيف في التصوف، لحجة الإسلام الغزالي، عربها من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية الشيخ محمد أمين الكردى الأربلى الشافعي النقشبندي ابن الشيخ فتح الله زاده ويليه خاتمة في الذكر للمعرب، الطبعة الأولى بدون تاريخ. ص18.
Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق