مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصةأعلام

شَـدوُ الـقُـمْـرِي في ترجمة أبي عبد الله محمد التهامي الاوبيري الـحَـمْـرِي

بعض مظان ترجمته:

  • إتحاف الخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي، لأبي عبد الله محمد التهامي بن مبارك الأوبيري الحمري.
  • الإعلام بمن حلّ مراكش وأغمات من الأعلام لقاضي مراكش العباس بن إبراهيم السبتي التعارجي.
  • الجواهر الصفية في تاريخ الديار الآسفية، لمحمد الكانوني العبدي.
  • جواهر الكمال في تراجم الرجال، لمحمد الكانوني العبدي.
  • السيف المسلول على من أنكر على رجراجة صحبة الرسول، عبد الله بن البشير الرجراجي.
  • القراء والقراءات بالمغرب لسعيد أعراب التطواني.

أبو عبد الله: محمد التهامي بنُ محمد بنِ مبارك بنِ مسعود الحمري الاوبيري «كان حيا عام 1249ه‍»

اسمه: «محمد التهامي».

قال مستهل «التهامية»:

يقولُ راجي عفوِ ذي الإكْرَامِ تفضُّلًا محمَّدُ التّهَامِي

وقال مستهل «كنز الذخائر»:

حمد الإله محمدُ بن محمدِ وهو التهامي الحميري ………

وقال مستهل «القول المبين»: « يقول أحوج الورى إلى رحمة مولاه، الغني به عن سواه، العبدُ المذنب المجترئ محمد التهامي بن محمد بن مبارك الحمري لطف الله به، وجعل خير أيامه يوم حلوله برمسه ـ آمين ـ ».

وبذلك ذكره قاضي مراكش التعارجي في كتابه «الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام».

واشتهر بـ«الحاج التهامي»، وبه ذكره الفقيه محمد الكانوني العبدي في «الجواهر الصفية في تاريخ الديار الآسفية».

كنيته الشهيرة: أبو عبد الله، وبها ذكره قاضي مراكش التعارجي في كتابه «الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام»، وقد جرى أن يكنى من اسمه «محمد» بـ«أبي عبد الله»، غير أن عبد السلام بن عبد القادر بن سودة المري في «دليل مؤرخ المغرب»، وعبد الله الرجراجي في «السيف المسلول على من أنكر على رجراجة صحبة الرسول » كنياه بـ«أبي الفضل»([1]).

وما يذكر في بعض النسخ الخطية من عبارة «أبو محمد» فسقط وتحريف.

«الأوبيري»: «لُوبِيرِي» موافقةً لما يجري على لسان المغاربة خاصة الحمريين أهل المنطقة، ونسبةً الى «لوبيرات الحمرا»، تمييزا لها عن لوبيرات غيرها، وليست تبعد عنها بكثير، تعرف بـ«لبيرات الكنتور».

والأصل في تسميتها «لبّيرات» تصغيرا للآبار، نظرا لكثرتها في المنطقة، هذا الذي رجح، على قول أنها من «les pirates». وهو بعيد أو غلط.

و«الحمري» نسبة إلى قبيلة احمر، «حمير»، ويأتي خبر شفاعته فيهم عند السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام.

ويتصل نسب سيدي محمد التهامي رضي الله عنه بسيدنا رسول الله ﷺ: فهو سليل الشرف الهاشمي القرشي، الذي شرف به المغرب: المولى إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة بنت رسول اللهﷺ.

نشأته ورحلاته:

قال الأستاذ البحاثة سعيد أعراب في «القراء والقراءات بالمغرب»: «…من بيت علم وقراءة، وكان والده وجده من شيوخ القراءات…» ([2]).

بعد الأخذ الأول عن والده محمد بن مبارك الاوبيري الحمري في زاوية أجداده بـ«احمر»، رحل إلى الحج عام ألف ومائتين وأحد عشر 1211ه‍،([3]) وحلّ بمصر، وله فيها مجالس أخذ عن شيوخها زمنه، وزار الأزهر، والإسكندرية.([4])

وإليكم أبرزَ رحلاته وأشهرها وأظهرها عليه أثرا، ويمكن جرد تنقلاته كالآتي:

  1. رحلته إلى الزاوية السكياطية:

وبها لازم شيخه الأحب وخليله الأود أبا محمد عبد الله بن علي السكياطي.

  1. رحلته إلى الصويرة:

وبها لقي محمد بن عبد السلام «الجبلي» أو «الحيلي»، ويأتي ذكره ضمن مشيخته، قال: « وكان شيخي ابن عبد السلام الجبلي بثغر الصويرة أعطاه الله من ذلك حظا وافرا، وكان ذات يوم يسرد معي لوحتي بالسبعة فمر جماعة من النصارى على البيت الذي كان فيه، فوقفوا يستمعون حسن قراءته رحمه الله»([5])

  1. رحلته إلى مراكش:

وبها لقي جمعا غفيرا من العلماء، يأتي ذكرهم.

  1. رحلته إلى فاس صدر العشرة الأولى من القرن الثالث عشر:

وبها جلس إلى أعلام فاس، وسمع منهم، وقرأ عليهم، ويأتي تفصيل ذلك في شِيخانِه، وأشهر مَن يذكر فيهم: شيخ جماعته خاتمة المحققين أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الفاسي توفي عام 1214ه‍، وهو عمدته في القراءات، ويأتي.

  1. رحلته إلى الحج:

عام 1211ه‍، ولقي خلالها في الحجاز ومصر جمعا من علماء المشرق، ذكرهم في «إتحاف الخل المواطي».

مَـشِـيـخَـتُـه:

أحصيتُ له ضمن هذا العمل نحو ستة وعشرين شيخا، على ما يأتي تفصيله وتقف عليه، ولا أجزم بالحصر.

أولهم:

  1. والده: «محمد بن مبارك بن مسعود الاوبيري لحمري» ت 1212ه‍:

قرأ عليه في أول أمر تحصيله وطلبه للقراءات، قراءة على مشهور الحال وما جرى به العمل من متابعة ابن القاضي ولزوم تقريره، من الاقتصار والأخذ ببعض الوجوه، إلا فيما ندر حتى كاد لا يكون، كذا صرح محمد التهامي في أكثر من موطن من «تميمة العطف في تخفيف حمزة وهشام همز الوقف»، ومن ذلك قوله : « وقد أخذتُ عن والدي في ﴿]‡ŠödÉ–öF%&A﴾[التوبة/12] ببين بين، وعن شيخنا [يعني محمد بن عبد السلام الفاسي] به، وبالإبدال » انتهى من «تميمة العطف»، مخطوط بالحسنية رقم 4147، ومثله كثير.

وذكر رحمه الله في كتابه «إتحاف الخل» بعد مناقب السكياطي مشيختَه، وكان إذا بلغ ذكر بعضهم، عبَّر بما يفيد أخذَه أيضا عن الشيخ المذكور، وهم:

مـشـيـخـتـه بـمـراكـش:

  1. « الخيّر البركة الروع الزاهد الصوفي المتبرك به في حياته وبعد مماته شيخنا سيدي محمد بن أحمد بن العربي الرجراجي أصلا، المراكشي مولدا ووطنا»([6])
  2. « الأفضل الأزكى الأطهر، الأمجد الأشهر، البدر الزاهر، أبو العباس شيخنا سيدي أحمد بن طاهر الأندلسي أصلا، المراكشي مولدا ووطنا، وهو عمدة قراءتنا بمراكش في الفقه والنحو والأدب»([7])
  3. «شيخنا مولاي علي الشريف البوعناني:

قرأنا عليه بعضا من «الشاطبية»»([8])

  1. « شيخنا سيدي أحمد الشاوي أصلا المراكشي وطنا:

قرأنا عليه بعضا من الألفية وصدرا من الرسالة»([9])

  1. «شيخنا الهمام المدقق، الفاضل المحقق سيدي محمد بن … الدكالي:

قرأنا عليه الألفية، وقرأنا عليه التصوير والضبط و«الدرر»، وبعضا من «الشاطبية»»([10])

  1. «الشيخ سيدي أحمد بن الحضري الدكالي العثماني:

قرأنا عليه بعضا من خليل، وبعضا من الألفية»([11])

  1. «شيخنا الشيخ الزاهد الورع البركة المحدث المقرئ اللغوي النحوي الجامع المانع، الذي ليس له في زمانه مدافع أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الكريم الرحمانيقرأنا عليه «الشاطبية»، وكان يسرد معنا الجعبري»([12])

تأمل قوله «يسرد معنا الجعبري» فليس من يشرح كمن يسرد.

  1. «شيخنا الشيخ الصالح الكبير، العارف بالله الحجة الشهير، نبعة دوحة العلا، ومحرز ملابس الثنا، فذ الجلالة، وأوحد العصر والأصالة، رئيس المحدثين، الفاضل الهمام اللوذعي، سيدي محمد بن عبد السلام الدرعي:

قرأنا عليه ابن عاشر ليلا، في سفرنا معه لحج بيت الله الحرام عام أحد عشر بعد المائتين والألف، ثم قدم علينا لموضعنا عام سبعة عشر، فقرأت عليه أول البخاري، وبعضا من «سنن أبي داوود»، وفاتحة «الموطإ» لمالك، فأجازني رحمه الله، وكتب لي الإجازة بيده المباركة.

وقد خاطبته بقولي([13]):

أَيَا عَالِـمًا قَدْ فَاقَ أَبْنَاءَ جِنْسِهِ وَصَارَ فَرِيدَ الْعَصْرِ فِي البَدْوِ وَالحضْرِ
فَدَيْتُكَ سيِّدِي أَجِزْنِي بِمِثْلِ مَا أُجِزْتَ بِهِ يَا فَائِقًا هَالَةَ البَدْرِ

ولقَّنني رحمه الله الورد الناصري».

توفي رحمه الله عام 1239ه‍.

  1. «الجلالي بن أحمد بن المختار السباعي» «المغربي ثم المدني»[14]:

أكثر المترجم له سيدي محمد التهامي الحمري من مدحه غير مبالغ، وحال الشيخ أعلى مما ذكر.

قال يحليه:

«شيخنا الذي عم صيته الأقطار، وامتلأت بمآثره الأنجاد والأغوار، عزة العصر، ونادرة الدهر، المديد الباع، الفريد الطباع، قد شذ فما يشرك، وفذ فما يدرك، العالم العامل، الحافظ الحجة الكامل، الذي حكت شمائله روض الزهر، واشتهر ورعه بالمشرق والمغرب اشتهار الشمس والقمر، أزرتْ محاسنه بالبدر اللياح، وسرت فضائله سرى الرياح، فتشوفت لعلاه الأقطار، وابتهجت بحلاه الأعصار والأمصار، سلك في ورعه مسلك حمزة الزيات، وفي زهده ابن أدهم إمام الهداة، ذو النسب الذي ما وراءه منتسب، والحسب الذي ليس مثله حسب، الذي لو أدركه لاتقتدى به الإمام القضاعي، سيدي الجلالي بن أحمد بن المختار السباعي…»([15])

وهو من شيوخه الذين لقيهم خارج المغرب، بما أفدته من كلامه؛ قال:

«وكان رحمه الله تعالى يقرأ التفسير بين العشاءين بالمسجد النبوي، وجلسنا في حلقته، فقضينا العجب من حفظه

وقرأنا عليه الفاتحة وأول البقرة برواية السبعة، …

وكنا جلسنا معه ذات يوم بالمسجد النبوي بعد صلاة الظهر، فمازحنا، وقال ما هذه العمائم الكبار، فذهبنا من عنده، ونزع محبِّي [ يعني السكياطي] عمامته حياءً منه، ثم لما التقينا معه ثانيان قال لمحبي: «ردّ عمامتك، فإني بعدما قلت لكما ما قلت تذكرتُ أن صلاة المعتم تفضل صلاة غيره بكذا وكذا درجة.

وعيّن لنا العدد، لكن لم يحضرني الآن»([16]).

ثم ذكر لقاءً آخر به، وحديثا جرى بينهم ـ أعني: بين الشيخ الجلالي بن أحمد بن المختار السباعي والتهامي لوبيري والسكياطي ـ موضوعه مراسلات المولى سليمان إليه، وسؤاله الدعاء له بالإعانة:

«ادع الله لي أن يعينني فإني أتكلف العدل ما أمكنني».

قال : فقلت له « فكيف تعدل وأنت تولي على المسلمين العمال الظالمين مثل فلان وفلان»

قال التهامي الحمري« وسمى لنا بعض من كان من ولاته في ذلك الوقت»

قال [ أي الجلالي بن أحمد بن المختار السباعي]: «لو كنت تريد العدل لوليت العلماء الأتقياء وأولياء الله مثل الفقيه ابن عبد السلام الفاسي ومثل سيدي علي بن أحمد الوزاني»

قال التهامي الحمري: «فقلتُ له أنا وحِبي المرحوم بكرم الله : «مَن ذكرتَ لا يتولى»

فقال: «يجبرهم، أهم خيرٌ من أبي بكر وعمر؟»([17])

وقال فيه أيضا: «وشيخنا هذا رحمه الله هو الذي طبق صيته المشرق والمغرب، وكان أعز في وقته من عنقاء مغرب، فهو ذو المآثر الكثيرة، والكرامات الشهيرة، وكان رحمه الله إذا برز للناس لا يقدر أحد على الوصول إليه من كثرة الازدحام عليه، إلا بعد جهد جهيد»([18])

  1. علي بن أحمد الوزاني:

رثاه التهامي في ثلاثين بيتا.

ومما ذكر من جلال أمره، أنه لما قدم لمراكش عام ستة وتسعين اهتزت القبائل للُقياه، واجتمع من الخلق لما وصل للمدينة ما لا يحصي عددَه إلا الله، فصعد السلطان محمد بن عبد الله على منارة يشاهد الجمع، فقال: «هذا هو السلطان، لا محمد بن عبد الله»([19])

ومن مشيخته الفاسية:

  1. «شيخنا الذي طبق صيته الآفاق، وتطلعت لسماع أخباره ورؤيته من كل قطر الآذان والأحداق، حسنة الأيام والليالي، وآية الله في المعاني والمعالي، كبير زمانه دون منازع، وعالم أوانه من غير مدافع، الكبير الجليل الشهير، العلامة القدوة، سيدي محمد التاودي بن سودة، رحمه الله:

حضرنا مجلسه …بجامع القرويين.

ولما قدمنا حضرة فاس للقراءة، قدمنا عنده لرؤيته وزيارته، فتلقانا بالقبول والإعظام، وأكرمنا رحمه الله غاية الإكرام.

وحضرنا موته رحمه الله».

قلت: كانت وفاته عام 1209ه‍ رحمه الله.

  1. « شيخنا الذي ألقت إليه البلاغة قلادها، واتخذته البراعة تاجها، وتقصر عن مداه في السمو الكواكب، وتتقطع للرحلة إليه أعناق النجائب، العالم العلامة الهمام، أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد السلام»:

قلتُ:

هو عمدته في القراءات رواية ودراية([20]) توفي رحمه الله عام 1214ه‍، وقد خصه  محمد التهامي رحمه الله في كتابه الشهير «إتحاف الخل» بتحليات سنية، وأوصاف علية، وله به تأثر ظاهر، ولا يبعد أن تكون عنونة كتابه «إتحاف الخل المواطي»، محاكاةً لعنوان «إتحاف الأخ الأود المتداني …» وهو شرح «للشاطبية».

ولا يخفى شديد تأثره بشيخه، خصوصا في أنظامه في الهمز: «التهامية» و«كنز الذخائر»، فإن أنفاس الفاسي مبنىً ومعنى حاضرة بقوة، وقفْ أيضا في هذا، غير مأمور، على «تميمة العطف» وعلى «القول المبين»، ليظهر من أول قراءة تأثره البالغ بالفاسي في تحرير المسائل ومناقشتها.

وفي ما ورد في «إتحاف الخل» له الغنية لإثبات هذا التتلمذ.

وذكره عبد الحي الكتاني في «فهرس الفهارس» وصلا بابن عبد السلام واحدا من طرقه وأسانيده، قال :

«و عن الأستاذ المعمر الناسك أبي محمد عبد الله بن عبد الحفيظ التلمستي الشيظمي عن ولي الله الأستاذ أبي عبد الله محمد ازوين الأودي عن التهامي الأوبيري عنه([21]) أيضا»([22]).

قال محمد التهامي الاوبيري فيه:

«كان رحمه الله عارفا باللغة ضابطا لألفاظها، قد ضرب فيها بعطن، وانقادت له صعابها بلا رسن.

وكنتُ أسرد عليه «قصيدة ابن المرحل» في اللغة، فيقول في بعض المواضع: «هذه اللفظة ليست في «القاموس»».

قد فارق أهل زمانه في اللغة والتصريف والقراءة والعربية، مع مشاركته لهم في سائر الفنون من العلوم الأدبية وغيرها، كالفقه والحديث والتفسير.

وله معرفة بعلم التاريخ والتعديل والتوقيت وأحكام النجوم والحساب.

وكان ورعا تقيا زكيا.

قد فاق أهل زمانه في علوم القرآن».

قال: «وكان رحمه الله ثبتا فيما ينقله، محررا لما يقوله، لم يُذكر في زمانه في القطر المغربي في التجويد ومعرفة طرق القراءات غيرُه»…

ومما يثبت لقاءه بالفاسي وجلوسه بين يديه قوله عن «كنز الجعبري» :

«كتب ابن عاشر رحمه الله في حاشيته على موضع منه [من الكنز] انغلق عليه وانسد باب الوصول إليه «حسبك الله، هذا من كتمان العلم»، ولما وصل شيخنا [ يعني الفاسي] رحمه الله ذلك الموضع في حاشيته([23]) كشف بفهمه الثاقب معضلاته، وأبرز على منصة الظهور مخدراته.

ومكانة ابن عاشر في العلوم لا تخفى، لكن قال ابن مالك رحمه الله تعالى:« إذا كانت العلوم منحا إلهية ومواهب اختصاصية، فغير مستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين  ما عسر على كثير من المتقدمين».

فرحم الله جميعهم، وحشرنا بفضله معهم.

قرأنا عليه رحمه الله «الشاطبية» بالجعبري، قراءةَ تحقيق وبحثٍ وتدقيق إلى ياءات الإضافة.

وقرأنا عليه «دالية» ابن المبارك.

وقرأنا عليه الكتاب العزيز: واحدة [ يعني ختمة] قراءة معه.

وأخرى سماعا لقراءة أحدنا أيضا معه.» انتهى([24])

  1. «شيخنا الذي لا يجارى في ميدان، أبو عمر سيدي الطيب بن كيران:

قرأنا عليه رحمه الله صدر «عبادة خليل».

وقرأنا عليه «السلم».

وحضرنا عنده مجالس في التلخيص.

وكان آية الله في أرضه في الحفظ»([25])

  1. «شيخنا المحقق البارع الجامع المانع المضلع من كل الفنون، أبو محمد سيدي عبد القادر بن شقرون:

حضرنا مجلسه في خليل، أول البيوع، ولازمناه حتى ختمه.

وحضرنا عنده أيضا مجالس من العبادة.

وسمعنا عنه البخاري وموطأ مالك.. »([26])

  1. «البدر الساري شيخنا أبو عبد الله سيدي محمد بن الطاهر الهواري

قال:

«وقد أنشدنا ….وحكى لنا …وقد قرأنا على شيخنا هذا «السلم» مرتين أو ثلاثة، وسردنا عنده الأزهر كله»([27])

قلت: نافح الاوبيري ههنا عن التوسل بالولي ميتا أشد منافحة([28])

ثم استطرد طويلا في كلامٍ عن الشعر، وفضلِ الإمام مالك وغير ذلك مما لا يستدعيه ذكر مناقب السكياطي، ولا ذكر شيوخه، إلى ص 351 قال ثَمَّ: «ولنرجع إلى ما نحن بصدده»:

  1. «ومنهم واسطة العقد النفيس شيخنا أبو عبد الله سيدي العربي بنيس:

قرأنا عليه بعضا من «تلخيص المفتاح» وبعضا من تفسير القرآن بالإمام النسفي»

  1. «شيخنا سيدي عبد السلام أحلوي:

قرأنا عليه «الدرر اللوامع»، وتصوير الهمز والضبط.

وسردنا عليه الإمام التنسي.

المشيخة المصرية:

  1. «شيخنا الإمام الشهير، شيخ المالكية بمصر الإمام الأمير:

ولما دخلنا لمصر ذهبنا للجامع الأزهر، فالتقينا معه، وكان أوصاه علينا سيدي محمد بن عبد السلام الدرعي…

حضرنا عنده مدة إقامتنا بمصر مجالس في خليل…»([29])

واسمه الكامل : « محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر بن عبد العزيز السنباوى الأزهري المعروف بـ«الأمير» ت 1232هـ ([30])»

  1. «شيخنا الشيخ علي البلي وكان ضريرا:

ذهبنا إليه في داره، فلقينا ببشرى، واستفدنا منه ما كان فيه منفعة لنا وموعظة وبشرى»([31])

  1. «شيخنا الشريف الشيخ حسن البصري الضرير:

حضرنا عنده مجالس في التفسير بالجامع الأزهر.

ـ شيوخٌ الْـتَـقَـاهم:

  1. الشيخ عبد العليم الضرير.
  2. الشيخ عبد الله الشرقاوي، شيخ الشافعية.

قال: «ولما رجعنا مغرّبين، التقينا :

  1. الشيخ محمد المسيري بالإسكندرية:

حضرنا مجلسه في «البخاري»، وأضافنا رحمه الله بداره، فأكرمنا غاية الإكرام»

من شيوخه الذين لم يذكرهم في «الإتحاف»:

أفدتُ ذلك من قول محمد الكانوني العبدي في الجواهر الصفية ص255: «ومن شيوخهما معا [يعني السكياطي والاوبيري] لم يذكرهم في «الإتحاف»:

  1. الفقيه سيدي محمد الزروالي، كذا ذكر الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد الرفاعي الرباطي ت 1256ه‍ في رسالته إلى محمد التهامي، المثبتة في «لجواهر الصفية»، جاء فيها : «وحفظ الأخوة الواقعة بينكم وبين العبد [يعني نفسه] زمن إقرائكم [كذا] بفاس، وحضوره معكم مجلس شيخنا سيدي محمد الزروالي، لقراءة «المغني» الذي كان يحضر فيه الأخ سيدي الحاج عبد الله السكياطي، والشريف سيدي محمد الطاهر الهواري…وحضوره أيضا معكم مجلس شيخنا المرحوم بكرم الله سيدي محمد بن طاهر الهواري بعد الشروق ل«ألفية ابن مالك…»» انتهى من الرسالة، كما أثبتها في الجواهر الصفية 255 و256.
  2. وسيدي محمد بن طاهر الهواري»

تـلامـذتـه:

منهم:

  1. أبو عبد الله محمد بن أبي الطيب بن أبي مهدي الطواجيني: قال عبد الحي الكتاني في «فهرس الفهارس» 2/849: «والولد [يعني ما سبق من قوله: « إجازة عن الزاهد الفقيه أبي الطيب بن أبي مهدي الطواجيني، وولده أبي عبد الله محمد] » عن أبي محمد التهامي الأوبيري الحمري، …».
  2. أبو العباس، أحمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز الغنيمي العبدي ت في حدود 1290ه‍، المعروف بـ«الشيخ ابن عبد الرحمن بن لحسن بن رحو»، قال العبدي في الجواهر الصفية 238: « كان أحمد ممن قرأ على الفقيه الصالح سيدي الحاج التهامي الوبيري الحميري،… توفي…في حدود سنة تسعين ومائتين وألف…»
  3. أبو العباس أحمد بن العربي بن عبد الله السباعي الأصل، العبدي الآسفي النشأة والدار، توفي بعد 1263ه‍، قال العبدي في الجواهر الصفية ص100: «الفقيه المدرس النبيل، العالم البركة الجليل،…أخذ عن الفقيه الصالح سيدي التهامي الوبيري…وتوفي بعد سنة 1263ه‍…»
  4. أبو شعيب، ابن زروق توفي نحو1315ه‍‍، كذا عند العبدي في الجواهر الصفية ص248 تحت رقم 64، قال : «البركة الصالح الأستاذ الفالح، سيدي أبو شعيب، ابن زروق، كان رحمه الله رفيق سيدي محمد الزوين في القراءة على الفقيه الصالح سيدي التهامي الوبيري، وعليه حفظ القرآن والقراءات السبع…توفي رحمه الله وسط العشرة الأولى بعد الثلاثمائة وألف» انتهى.
  5. أبو عيسيى، المهدي العوني الدكالي ت 1270ه‍، كذا عند ابن سودة في «إتحاف المطالع» 1/201 قال : « وفي يوم الجمعة تاسع ذي الحجة توفي المهدي العوني الدكالي، العلامة الهمام الشيخ الإمام، له شهرة تامة في زمنه بالعلم والصلاح والدين، توفي بمراكش، له ترجمة واسعة في فهرسة الشيخ السرغيني».
  6. أبو محمد، قاسم بن الجيلالي البومحمدي الرجراجي، الدكالي، قاضي مراكش ت 1282ه‍، قال العبدي في «جواهر الكمال» 2/86: «الفقيه العالم الأوحد الورع الزاهد العلم الفرد القاضي العدل النزيه الخائف من الله، …شيوخه: قرأ على الفقيه السيد التهامي لوبيري، ورحل إلى فاس أواسط القرن الماضي، فقرأ على مشيختها ورجع… توفي بمراكش يوم الجمعة أوائل جمادى الثاني سنة اثنين وثمانين ومائتين وألف، ودفن بضريح سيدي يوسف بن علي رضي الله عنهما…»
  7. عزوز بن أحمد الصديكي، قال محمد الكانوني العبدي في «جواهر الكمال في تراجم الرجال» 2/ 79: « الفقيه الأستاذ الصالح البركة، شيوخه: قرأ على يد الفقيه السيد عبد الله السكياطي، والفقيه السيد التهامي الوبيري…»
  8. أبو حامد، سالم بن العربي الجنيدي الحميري ت 1332ه‍، قال الكانوني العبدي في «جواهر الكمال في تراجم الرجال» 2/87: «الفقيه المعمر المقرئ الصالح الناسك، كان من العلماء العاملين، والأئمة المرضيين، دؤوبا على نشر العلم والقراءات السبع، ….وأخذ عن الفيه الحاج التهامي الوبيري، ورفيقه سيدي عبد الله السكياطي…توفي ليلة الثامن عشر من جمادى الأولى سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف ببلده، عن نيف ومائة سنة من غير هرم ولا اختلال عقل رحمه الله» انتهى.
  9. عبد الله بن الحو الدكالي البوعزيزي، قال العبدي في جواهر الكمال عند ذكر عبد القادر بن أحمد بن عيسى الدبوزي البحتري 2/28 ما نصه : « أخذ القراءة عن الأستاذين: السيد الحاج عبد الله بن الحو البوعزيزي، والمعمر السيد محمد الدمناتي ثم المسناوي، الأول[يعني الحاج عبد الله بن الحو البوعزيزي] عن الأستاذ الفقيه السيد التهامي الأوبيري… »
  10. أبو العباس أحمد بن العربي المسكيني البوعزاوي، نزيل آل غياث بغيدة، قال توفي في حدود 1325ه‍
  11. سيدي محمد الزوين، بن مَحمد بن علي الشرادي الأوديي، ‍، تتلمذ للسكياطي، وقيل هو من بدل اسمه من «الشَّين» أو «الشوين» إلى «الزوين». وفي «الإعلام» المطبوع 7/109 بلفظ: «هذا ولدي «الثور»».

قال المراكشي في «الإعلام» 7/109 :«الأستاذ الولي الصالح المعمر، ذو الكرامات الشهيرة، والمآثر الكثيرة، كان حافظا لقراءة حمزة، أخذها عن سيدي التهامي الابيري، صاحب الزاوية بقبيلة احمر،…مات عام أربعة وعشرين وثلاثمئة وألف 1324» انتهى.

مـكـتـبـتـه:

في القراءات:

  1. «القول المبين في جواز الوقف لورش حالة الإرداف على نحو ﴿Uob§æt و﴿ævö–áö;`ö<<š–Eö`YEMöóEöj@]A و﴿æv–Eö;`ö<<ø„öNôEöb‚»
  2. الأرجوزة «التهامية»: نشر نصُّها على موقع مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة، الرابطة المحمدية للعلماء.
  3. «كنز الذخائر»:

«كنز الذخائر» في وقوف حمزة على الهمزة: قصيدةٌ لامية على الكامل:

قال رحمه الله([32]):

هذا وإني قد قصدت بنظمنا ذكر الوقوف لحمزة أسد الملا

 

خذه بعون القادر المتفضل سهلا على طرف التمام تماثلا
وبسلك عسجد الاختصار سلكته إذ ذاك أرغب للنفوس وأمثلا
سميته «كنز الذخائر» فاطلبنْ بالذهن منه فوائدا تتهيلا
وبشكر ربي قد وضعت كنوزه تزري بما بكنوز قيصر فاعقلا
  1. «شرح كنز الذخائر»:

وللكتاب نسخة في ملك الشيخ العشراوي حسن غرور، أوقفني عليها ضمن ما أفادني به من مخطوطات خزانته، نفع الله به.

  1. «تميمة العطف في تحفيف حمزة وهشام همز الوقف»

كذا سماها في «التميمة» نفسها، وفي نظمه «كنز الذخائر» وفي «شرحه على كنز الذخائر»:

قال في «التميمة»:

«هـذا، وقد سميت هذا التقييد: «تميمة العطف في تخفيف حمزة وهشام همز الوقف»، راجيا من الله القبول، وتمام الوصول، وأن ينفع به النفع العميم؛ إنه جواد كريم، وأن يعينني على التكميل، والتوفيق والهداية إلى سواء السبيل، فهو الموفق الهادي المعين، وهو المرجو للخلاص من شؤم الرياء والسمعة فيما يحاوله المرء من أمور الدنيا والدين، لا رب سواه، ولا معبود إلا إياه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم»

وقال أحد نَـسَخَـة الكتاب آخره ما نصه : «قد انتهى كتاب «التميمة» بحمد الله تعالى وحسن عونه وتوفيقه الجميل…»، أعني نسخة الخزانة الحسنية بالقصر الملكي العامر، بالرباط

قال في «كنز الذخائر» باب الهمز الساكن مطلقا البيت رقم 15: «وامنع بباك غير ما سقته ـــ تعليله بـ«تميمة» يتهللا »

قال في «شرح كنز الذخائر»: «فعليك بتأليفنا المسمى «تميمة العطف في تخفيف حمزة وهشام همز الوقف»، فإن فيه من النقول ما يروي…»

والتميمة كما أشرت أحد ما وضعه في الباب الواحد «الوقف على الهمزة لهشام وحمزة».

في غير القراءات:

  1. «إتحاف الخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي»:

يذكره فيه بوسم «وكان محبي رحمه الله كذا» مكثرا من ذلك.

قال: «وكانت بيني وبينه، سقى الله ثراه شآبيب الغفران، وأورده مناهل العفو مصحوبةً من فضله بسكنى الجنان، مودةٌ في الله، استحكم تواخيها، وشدت اواخيها، وغدونا بها حليفيْ صفاء وإخلاص، وإلفي إخاء واختصاص، نسأله سبحانه بجاه النبي والأربعة، ان يجعلنا بها من السبعة».

قال: «وقصدي بهذا التقييد: بعضُ التعريف بمحبِّي المرحوم بكرم الله تعالى وشيوخه، جريا على ما فعله السلف، ومن تبعهم من الخلف، موشحا ذلك بفرائد، تزري بقلائد الخرائد.

وسمَّيته «إتحاف الخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي».

فأقول، وعلى الله تمام المأمول:

قلتُ: أكثرَ المؤلف في الكتاب من شواهد مكارم الأخلاق من شعر وآثار، ولولا ذلك ما كان ليكون كتابه في ذكر بعض مناقب خليله السكياطي في الحجم الذي هو عليه، فكان كلما ذكر منقبة من مناقبه، حشد لها من الأحاديث والشواهد والأحداث والآثار الكثير، حتى صار الكتاب إلى ما هو معلوم.

وانظر تمثيلا، غير مأمور، موطنَ قوله عن السكياطي:

«وكان محبي رحمه الله جوادا طلق الوجه متهلله، إذا قصد معروفه يبدأ بانوال قبل السؤال» صفحة رقم 301، فذكر من الأشعار والآثار والقصص في فضل الكرم وذم البخل وفي المال وما إليه ما بلغ به الصفحة رقم 309، قال «ولنرجع إلى ما كنت بصدده»([33])

ومجمل ما قال في صاحبه من المناقب، هو:

«وكان محبي رحمه الله جوادا طلق الوجه متهلله، إذا قصد معروفه يبدأ بانوال قبل السؤال»([34])

«كان محبي رحمه الله تعالى الغايةَ القصوى في تفريج كرب المكروبين، ونصرة المظلومين، وتأنيس المستوحشين، قد أخذ من هذا النثيب الأكبر والحظ الأوفر، فما يقصر رحمه الله في تحصيل رغبة راغب، وتأمين رهبة راهب»([35]).

«وكان محبي رحمه الله حسن النغمة بالقراءة، يعد سامعه المثالث والمثاني مكاءة»([36])

«وكان محبي رحمه الله تعالى عارفا بالتجويد، ضابطا لأصول القراءة وفروعها، حافظا للسبعة، نحويا لغويا، عارفا بالحديث، والفقه، والتفسير، ورعا زكيا.

وحج، وجاهد.

وكان يقوم من الليل ما شاء الله تعالى.

ومن ورعه أنه امتحن أيام السلطان مولانا سليمان بطلبه للقضاء، فذهب إليه راغبا منه أن يعفيه من ذلك، فلم يرفع له رأسا، وقال له «مثلك يجبر بالحبس والضرب على تولية القضاء، وذلك لما سمعه عنه من صراحة في الحق.

وكتب له أني وليتك القضاء، ولا يتعرض لك أحد، فسكت، ولما رجع من عنده، فرّ بنفسه حتى أنجاه الله بصدقه في عدم إرادته ..»([37])

وفي وفاته قال:

«وما زال محبي رحمه الله تعالى للفضائل يرتضع اخلافها وينتجع أكنافها، حتى طواه ضريحه، وركدت ريحه، وقد عظمت المصيبة به حتى كأنه لم يمت سواه، وورد كل إنسان من لوعة فقده ما أرواه»

ثم قال خاتمة الكتاب :«ولنختم هذا التقييد بما جاء في الصحبة والمعاشرة؛ تتميما للفائدة، مقدما على ذلك وصايا أوصى بها السلف الصالح..» فمضى يذكر من امر حسن الصحبة والمعاشرة وواجب النصح والوصية ما تيسر له: وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصية علي بن أبي طالب، ووصية الولي مولانا عبد السلام بنمشيش لأبي الحسن الشاذلي، وذلك كله من الصفحة 352 إلى الصفحة 365.

شفاعة أبي عبد الله محمد التهامي الاوبيري في «حمير» عند السلطان المولى أبي الفضل عبد الرحمن بن هشام العلوي:

ختم ذلك كله بأثر عن أبي حنيفة يذكر فيه عاقبة الاستخفاف بثلاث، يخرج منه إلى حادثة مهمة لقبيلته «حمير»، قال :

«قال أبو حنيفة: «… حق على العاقل ألا يستخف بثلاث:

بالعلماء، والسلطان والإخوان:

فمن استخف بالعلماء ذهبت آخرته.

ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه.

ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته»

قال :« ومن الاستخفاف بالسلطان ما وقع لإخواننا حمير مع مولانا عبد الرحمن، من حصرهم على عامله وولده وضربهم له بالبارود، حتى مات من مات من الفريقين.

فقبضهم السلطان وأخذ أسلابهم كلها، وسجنهم مدة,

ولازلنا نتردد إليه بالشفاعة فيهم حتى سامحهم.

فمما خاطبناه له به بعد النثر قولنا :

فرعَ النبوة بحرَ الفضل والكملِ كلُّ المكارم أتتك بلا خجلِ
العفوَ قد أملوا حميرُ منك، أَمَنْ غدت صنائعُه كالشمس في الحملِ
خُصصتَ بالحسن والإحسان مرتفعا أرجو المراتب في قول وفي عمل
يا كعبةَ المجد والفخار، إنهم أتو لبابك شُعثا مبطني الوجلِ
الأرواحُ والمالُ والأجسامُ كلهم خدامُ بابكم يا كاملَ الخُللِ
وهم وإن أخطؤوا، فالعفوُ وصفُكمُ إنَّ الشفاعة فيمن كان ذا زللِ
اُمْنُنْ عليهم كما منَّ الرسول على وفد هوازن مع ما كان من خَلَلِ

 

قال محمد التهامي :«وأجاب [ يعني السلطان] بعد النثر، بقوله:

يا عالما أبدت القربى حنانته فجاء من رائقات النظم بالمثل
شفعت في حمير تنجو نجاتهم والظلم منهم وليس الظلم من قِبَلِي
ما حمير غير أنصار ومهما هفوا فالعفو من شيمتي والصفح من خُلَلِي

إلى أن قال :

فالعفو شيمتنا والحلم سيرتنا وراثةً عن أبينا سيدي الرسلِ

قال محمد التهامي :« وكان لزمهم من الغرم في تلك الواقعة نحو الأربعين قنطارا.

فقد صدق أبو حنيفة رضي الله عنه في قوله «من استخف بالسلطان ذهبت دنياه». انتهى.

ثم استطرد مرة أخرى في حشد آثار في الصدق وطاعة السلطان وغير ذلك.

  1. «مدد اللطيف في شرح البسط والتعريف»:

كذا سماه هو رحمه الله إذ قال : «لما رأيت قصيدة الإمام الفاضل خاتمة المحققين، وقدوة الراسخين، أبي زيد سيدي عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي، جمعت قواعد مفيدة، وفوائد جليلة، ولم أقف لها على شرح سوى شرح الشيخ الدلائي….إلا أنه مزج الكلمات بالشرح،….انقدح في فكري الفاتر ونظري القاصر أن أضع شرحا يجمع معنى البيت والبيتين والأبيات، وتغني مطالعته إن شاء الله عن المطولات، ….وسميته «مدد اللطيف في شرح البسط والتعريف»…»»([38])

  1. «تحفة المحبين بذكر أسماء سيد المرسلين»:

في ذكر أسمائه صلى الله عليه وسلم، وشرائف الصلاة عليه، بصيغ كثيرة متنوعة، والكتاب في ترتيب مادته عجيب، ومضمن الأذكار والمعاني أعجب، رحم الله مؤلفه، ونفعنا وإياه بما خطت يمينه.

أشعاره:

ضمّن كتابه الكثير من الأشعار التي ليست له، تارة صرح بالقائل وأخرى يقول: «وقال بعضهم كذا» و«لِآخر كذا»، وقد سبق أن بينتُ وجه كبر حجم كتابه في مناقب السكياطي، وهو كثرة حشده للنصوص، عند كل منقبة.

وله فيه خمسة عشر بيتا قالها في رثاء صاحبه السكياطي، قال:

«وقد رثيته:

ولما أتانا نعيُ أوحدِ عصره

 

فقلتُ، وبالحشا الأسى ما له حدُّ:
ّّ
أمَا لانسكاب الدمع في الخد جولةٌ

 

يكون بها في الوجنتين أسَى خدُّ»

 

وعند الصفحة 316 انتهى كلامه عن السكياطي، ويقول بعد ذلك:

«ثم أتبعتُ ما تقدم بالتعريف بشيوخه ليكون في التقييد هذا تعزية وتسلية، فأين الشيخ والتلميذ، ولا بقاء إلا للملك الحي الشهيد:

فمن شيوخه…»([39])

ومن أشعاره أيضا:

«تشطير قصيدة أم هانئ»

«قصيدة طويلة بدأ أبياتها جميعا بـ«لك الحمد»»

تجدها مع تميمة العطف مخطوطة بالخزانة الحسنية العامر بالقصر الملكي، برباط الفتح تحت رقم 4741.

وله شعر عذب في الزهد والتصوف والرقائق، انظره مع «تشطير قصيدة أم هانئ» مخطوطا بالخزانة الحسنية العامر بالقصر الملكي، برباط الفتح، تحت رقم 3740.

وأبيات متفرقات، تبغي أخا ثقة يتتبعها، ويقيمها على قويم لفظها، لجميل ما حبلت به من دقة المعاني ورقة المباني.

وذكر التعارجي في الإعلام غير ما ذُكر في مكتبته القرائية والأدبية، لما يتسيرْ لي الوقوف عليه، إثباتا ووصفا، ومن ذلك: «نظم في موانع الصرف» و«شرحُ نظم له في موانع الصرف» و«شرح منظومة الرسموكي في العروض»، قال : «وشرح نظمه في موانع الصرف، وشرح منظومة العروض لأحمد الرسموكي، وشرح نظمه حكم الوقوف لحمزة المقرئ، والأربعة عندي، نسخ القاضي سيدي الجيلالي بوخريص» انتهى من الإعلام للتعارجي 6/253، ترجمة رقم 805.

وفــاتـه:

اليقين المتعين أنه كان حيا عام 1249ه‍؛ والقريب من التحقيق: أنه مات بعد 1250ه‍، إذ ألّف كتابه «مدد اللطيف في شرح البسط والتعريف» عام 1249، كما جاء عن التعارجي المراكشي في «الإعلام»، قال: «فرغ منه ضحوة يوم الخميس سابع ذي الحجة عام 1249ه‍، هو شرح لطيف…» إلى آخر كلامه ([40])، وهو كذلك في بعض نسخ الكتاب المخطوطة.

وعلى ذلك يكون مولده، عند من قال بتعميره مائة عام أو تزيد، قبل عام 1145ه‍ بسنوات.

ومنع بعضهم ذلك لاعتبارات، منها: أنه رحل إلى فاس وقرأ على شيخ جماعته ووحيد عصره أبي عبد الله محمد بن عبد السلام الفاسي ت1214ه‍، وهو على ما سبق ابن ستين أو نحو ذلك، فما ارتضوا له ذلك!!، فجعلوا مولده بعد الثمانين ومائة وألف.

فتكون وفاته بعد 1246 ه‍ على ما ذكر.

وأما القول بوفاته تحقُّقا عام ستة وأربعين ومائتين وألف 1246هـ، فقد جاء عن ابن سودة في «إتحاف المطالع»، إذ قال تحت وفيات «عام ستة وأربعين ومائتين وألف» ما نصه : «وفي آخر شعبان توفي التهامي بن محمد بن مبارك الاوبيري الحمري، حج عام أحد عشر ومائتين وألف، علامةٌ مشارك، له تأليف في صاحبه السكياطي المار الوفاة عام أربعة وأربعين ومائتين وألف سماه «إتحاف الخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي»» ([41])

دفن رحمه الله بجوار والده محمد بن مبارك وجده مبارك بن مسعود في قبة الزاوية التهامية، وقبره معروف، يزار.

تــحـلـيـتـه:

  1. الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد بن قاسم الرفاعي الرباطي ت 1256 ه‍، نقلا من «الجواهر الصفية في تاريخ الديار الآسفية» للفقيه الكانوني العبدي ص255:

 «سيدنا الذي وقع على اختصاصه بالسيادة الاتفاق، ورفع منارَه نصبا على التمييز بمآثره الرفاق، شمس الظهيرة التي بزغت بهذا القطر، وأعجوبة الزمان التي أعيت مكارمه فحول العصر؛ مولانا أبو عبد الله سيدي محمد التهامي، لازلت تمدح وتحمد، وتجمع للمفاخر / ص255 / التي لا تجحد».

  1. الفقيه الكانوني العبدي في «الجواهر الصفية في تاريخ الديار الآسفية» ص255:

«الفقيه الشيخ الإمام، العالم العلامة الحبر الهمام،… أحد الأئمة الأعلام، وأفراد الفقهاء العظام، كان رحمه الله فقيها أديبا، لغويا نحويا، رحالة صالحا مباركا مشاركا، حافظا للقراءات السبع، ضابطا لأحكامها، محدثا شاعرا مجيدا».

  1. أحمد بن طوير الجنة ت 1256ه‍، في «رحلة المنى والمنة» ص 34:

«العالم الجليل الذي يعرف العلوم كلها».

وقال أيضا: «العالم الرباني، ولي الله سيدي التهامي الأوبيري،… عالم جليل، يعرف العلوم كلها، عامل بها، تزوره الناس من كل جهة، وله زاوية ورثها عن أبيه، ينفق فيها في سبيل الله على كل من جاءه لطلب العلم، وربما تكون أكثر من المائة، وتارة نحو السبعين، وأخرى نحو: الثمانين أو دون ذلك، بحسب الأحوال والأزمان…»

  1. أبو عبد الله محمد بن المعطي العمراني السرغيني ت 1296ه‍ في «حديقة الأزهار في ذكر معتمدي من الأخيار» ص62:

« الفقيه الرباني، صاحب الإمداد العرفاني، سيدي محمد التهامي الحميري الاوبيري… ».

  1. السلطان المولى عبد الرحمن العلوي ت 1276ه‍ في ظهير سلطاني:

«الفقيه الخير الأجل، والأستاذ المقرئ، والولي الصالح الناسك…».

  1. عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس 2/847:

«شيخ القراء بالقبائل الحوزية ».

([1])  في دليل مؤرخ المغرب ص 118. والسيف المسلول للرجراجي 263.

([2]) وما في بعض المصادر من قولهم عام 1311ه‍، فخطأ الرقن.

([3]) القراء والقراءات لسعيد أعراب ص155.

([4])كذا صرح في إتحاف الخل المواطي ص 327.

([5]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص312

([6]) «كان خيرا دينا رقيق القلب كثير البكاء وكان خطيبا بمسجد هيلانة، مات رحمه الله بمراكش ودفن بصحن مسجده، ومدرسته معروفة له هناك، بباب داره في حومة باب هيلانة، أحد أبواب مراكش» ن إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 316.

([7]) «مات رحمه الله قبيل الوباء المتقدم بقريب، بعدما حج، قرب قدومه من بيت الله الحرام بمراكش، ودفن بروضة باب اغمات». إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 317.

([8]) «مات رحمه الله بمراكش ودفن بباب اغمات» إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 317.

([9]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 317

([10]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 317.

([11]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 317.

([12]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 318.

([13]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 327.

([14]) فهرس الفهارس للكتاني 1/297 تحت رقم 116.

([15]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 318 و319.

([16])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 320.

([17])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 321.

([18])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 322.

([19]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 326.

([20])  ن تنبيه الغافل وتذكير الناسي بالتعريف بمحمد بن عبد السلام الفاسي، بقلم يوسف الشهب، على موقع المركز.

([21])   «عنه» أي: «عن ابن عبد السلام الفاسي».

([22])   فهرس الفهارس ص 2/849.

([23]) سماها الفاسي نفسه، إذ قال :« هذا بعون الله «شذا البخور العنبري، وبعض عزائم الطالب العبقري، إعانةً على فتح كنز العلامة أبي إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري»، رحمه الله تعالى ورضى عنه، أتحفت به إخواني…»

([24]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 332.

([25]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص332.

([26])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص333.

([27]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري 339.

([28]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري 338.

([29]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 351.

([30]) الإعلام للمراكشي 10/370.

([31])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 352.

([32])  من البيت الرابع إلى البيت الثامن من «كنز الذخائر» مخطوط المكتبة الوطنية الرباط د3443.

([33])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 309.

([34])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 301

([35])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 309

([36])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 311.

([37])إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري ص 313.

([38])  مدد اللطيف في شرح البسط والتعريف لأبي عبد الله محمد التهامي الأوبيري الحمري، مخطوط.

([39]) إتحاف الخل المواطي لمحمد التهامي الحمري صفحة رقم 316.

([40]) الإعلام للتعارجي 6/253، ترجمة رقم 805.

([41]) إتحاف المطالع لابن سودة 1/148.

د.يوسف الشهب

  • باحث متعاون بمركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك سيدي يوسف
    كتبت فابدعت، وأجدت فأفدت،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق