مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

ثمرات التربية الصوفية وأثرها في حياة الفرد والمجتمع… ثمرة التقوى (4)

      تعد منزلة التقوى من جملة ثمرات التربية الصوفية، ومن أعلى درجات الإيمان، وأجل وأعظم صفات أولياء الله الصالحين الصادقين المتقين الذين جعلوا بينهم وبين غضب الله وقاية، والتوجه إلى حضرته مقصداً وغاية، اصطفاهم الله سبحانه وتعالى وقربهم من حضرته، ورزقهم من حيت لا يحتسبون وأعطاهم من الخير والبركات ما ليس لغيرهم، لان درجة التقوى رفعت مقامهم وشرفت قدرهم ومنزلتهم عند الله، وقال في حقهم جلت قدرته: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيَّاً) [سورة مريم، الآية: 63]. قال ابن كثير: (أي: هذه الجنة التي وصفنا بهذه الصفات العظيمة هي التي نورثها عبادنا المتقين، وهم المطيعون لله عز وجل في السّراء والضراء والكاظمون الغيظ والعافون عن الناس)[1].

  والتقوى هي أخذ الحيطة والحذر من الوقوع في المعاصي والمحرمات، وتحصل هذه الوقاية بطاعة الله وعبادته والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، قال ابن مسعود في بيان معنى التقوى عند تفسير قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [سورة آل عمران، الآية: 102]. قال: (أن يطاع فلا يُعصي، ويُذكر فلا يُنسى، ويشكر فلا يُكفر)[2].

  فهذه صفات المؤمنين المتقين يقومون بالواجبات ويتركون الشبهات، ينفقون في السراء والضراء، ويؤمنون بالله عز وجل حق إيمان، تزودوا في الدنيا بالأعمال الصالحة، ويسعون في الخيرات ابتغاء وجه الله دون حظ من حظوظ النفس، واستعدوا ليوم الرحيل وجعلوا التقوى نبراساً في معاملاتهم وعباداتهم وجعلوها خير زاد إلى دار المعاد ممتثلين لقوله تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الاَلْبَابِ) [سورة البقرة، الآية: 197]، وقد أعد لهم الله سبحانه وتعالى الجزاء الأكبر وقال في حقهم: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يومِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُومِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة البقرة، الآية: 2-5].

    ولا غرو أن ثمرة التقوى هي مصدر لجملة من الفوائد والقيم الجمّة تعود بالنفع على أفراد المجتمع، وترسيخ فيهم قيم التضامن والتعارف والمحبة والسمو الأخلاقي، والعيش المشترك بين الأديان، ونبذ كل أسباب التفرقة والشتات، وقد قال الله جلت قدرته: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُومِنِينَ) [الأنفال: 1]، قال ابن كثير: أَي: (اتَّقُوا اللَّهَ في أموركم، فأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ولا تشاجروا؛ فما آتاكم من الهدى والعلم خير مما تختصمون بسببه وأطيعوا الله ورسوله أي في قس قَسْمِهِ بينكم على ما أراده الله، فإنه  قَسَّمَهُ كما أمره الله من العدل والإنصاف. وقال ابن عباس: هذا تَحْرِيجٌ من الله على المؤمنين أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، وكذا قال مجاهد وقال: وَقَالَ السُّدِّيُّ: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)، أَيْ: لَا تَسْتَبُّوا) [3]. وقال جلت قدرته: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة الحجرات، الآية: 13]. فمعيار التفاضل بين الناس عند الله سبحانه وتعالى هو بلوغ درجة التقوى، ولأن التقوى ثمرة من ثمرات طهارة القلوب إذا تحقق به العبد صلحت كل معاملاته وتصرفاته سواء مع أقرانه أو مع محيطه الاجتماعي، والتقوى كذلك مصدر من مصادر الظفر بمحبة الله تعالى والفوز برضاه ورضوانه الأكبر، قال تقدست أسماؤه: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [سورة التوبة، الآية: 4].

    والمتقون هم المحبون لله تعالى وهم أهل الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، يراعون الأدب خشية الوقع في غضب الله ومعصيته، وهم أشد الحيطة والحدر من معصية الله بفعل طهارة قلوبهم وحرصهم على إتيان الواجبات والمندوبات وترك المحرمات والمكروهات مع مراقبة قلوبهم من دخول مختلف الشوائب التي تسقطهم في معصية الله.

ماهية التقوى عند علماء التربية الصوفية

   تنوعت تعاريف العلماء في بيان حقيقة التقوى وبيان فضيلتها ومنزلتها في تحصيل القرب من الله سبحانه وتعالى، ومن هذه الأقوال ما قاله ابن القيم: والذي ربط التقوى بأهمية الإيمان الخالص والحرص على فعل الواجبات وترك المنهيات، وقال رحمه الله: (بأن التقوى هي العمل بطاعة الله جلت قدرته إيماناً واحتساباً أمراً ونهياً، فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالآمر وتصديقاً بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالناهي وخوفًا من وعيده)[4].

   ويقول حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي في هذ الصدد وهو يصف أهمية التقوى والورع إذا استقرت في القلوب باعتبارها عاملاً من عوامل رفع الحجب وتدفق المعارف والأسرار على القلوب  يقول رحمه الله: (فإذا عمرت بالتقوى باطن قلبك فعند ذلك ترتفع الحجب بينك وبين ربك وتنكشف أنوار المعارف، وتنفجر من قلبك ينابيع الحكم وتتضح لك أسرار الملك والملكوت..)[5]، وقيل بأن التقوى: (هي الشفاء والدواء لكل هم وكرب، وهي الباب الموصل إلى صفاء القلب..)[6].

   ويقول الحارث بن أسد المحاسبي متحدثاً عن دلالة التقوى وفضيلتها: (ألا إن دلالة التقوى، هي الورع عن محارم الله بحدوده وتصفية القلوب من مكارهه)[7]. وقال سيدي ابن عجيبة الحسني: (التقوى: امتثال الأوامر، واجتناب المناكر في الظواهر والسرائر، أو مواصلة الطاعات والإعراض عن المخالفات، فتقوى العامة: اجتناب الذنوب وتقوى الخاصة: التخلي من العيوب، وتقوى خاصة الخاصة: الغيب عن السوى بالعكوف في حضرة علام الغيوب فالظاهر تتعلق به أوامرٌ ونواهٍ، وذلك أمرٌ معلوم بالضرورة عند عامة الناس، كما أن الناس متفاوتون في الامتثال للأوامر والنواهي؛ والباطن تتعلق به أوامر كالنية والخشية والخشوع والإخلاص والتوحيد.. وتتعلق به أيضا نواهٍ ككل قصد نهى عنه الشرع، أو كل نجاسة باطنية كالرياء والعجب والكبر والغل والحسد…)[8].

أدلة التقوى في الكتاب

  في الكتاب العزيز آيات بينات من الذكر الحكيم كلها تحث على فضيلة التقوى وأهمية التحقق بها وإدراك منزلتها، والترغيب فيها مع ذكر أوصاف المتقين الصادقين، باعتبارها قطب رحى الدين وأحد المرتكزات التي بنيت عليها أحكام الشريعة الاسلامية، ومن ذلك قوله تعالى: (وَاتَّقُواْ الله وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة البقرة، الآية: 231].

وقال جلت قدرته: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [سورة النساء، الآية: 1].

وقال جلت قدرته: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الارْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 21 ـ 22].

وقال عز من قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 35]. وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70- 71].

وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً) [الأنفال: 29].

وقال تقدست أسماؤه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].

وقال عز وجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2-3].

وقال جلت قدرته: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُوتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُومِنُونَ) [الأعراف: 156].

وقال تبارك وتعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُومِنِينَ) [البقرة: 223].

وقال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2].

وقال جلت قدرته: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131].

وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالارْضِ) [الأعراف: 96].

   أدلة التقوى في السنة

   التقوى في الشريعة الاسلامية من مرتكزات الدين الإسلامي، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأهميتها ومنزلتها الكبيرة عند الله، وبين أن أساسها هو الالتزام بطاعة الله وطاعة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن هذه التوصيات ما قاله النبي في خطبته حجة الوداع: (اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ)[9].

  وعن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه، (قال: قلت لعائشة: هل كان النبي ﷺ يبدو؟ قالت: نعم كان يبدو إلى هذه التلاع، فأراد البداوة مرة، فأرسل إلى نَعَم من إبل الصدقة، فأعطاني منها ناقة محزمة، ثم قال لي: يا عائشة عليك بتقوى الله، والرفق، فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلَّا زانه، ولم ينزع من شيء قط إلَّا شانه)[10].

  وعن معاذ بن جبل رضي الله عنهما، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: (اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ وَأتْبعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) [11].

وعن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) [12].

 وعن النعمانِ ابنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلا إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ، أَلا وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، أَلا وَإِنَّ بَيْنَهُمَا أُمُورًا مُشْتَبِهَاتٍ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ كَانَ اسْتِبْرَاءً لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُرْتِعَ فِيهِ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ)[13].

 وعن عبد الله بن عمر، قال: (قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ، نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ)[14]، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل)[15].

درجات التقوى

  وقد جعل ابن جزي الورع من درجات التقوى الخمس في تفسيره لقوله عز وجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [سورة الطلاق، الآية: 2-3]. وقال رحمه الله مفسراً هذه الآية: (ودرجات التقوى خمس: أن يتقي العبد الكفر وذلك مقام الإسلام؛ وأن يتقي المعاصي والحركات وهو مقام التوبة؛ وأن يتقي الشبهات وهو مقام الورع، وأن يتقي المباحات وهو مقام الزهد؛ وأن يتقي حضور غير الله وهو مقام المشاهدة..)[16].

أما الامام ابن القيم فقد جعل مراتب التقوى في ثلاثة وقال: (وأما مراتب التقوى أحدها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات؛ والثانية: حميتها عن المكروهات؛ والثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يغني؛ فالأولى: تعطي العبد صيانة؛ والثانية: تفيد صحته وقوته؛ والثالثة: تكسبه سروره، وفرحه، وبهجته..) [17].

قال أبو عبد الله الساحلي الأندلسي: التقوى ثلاثة أقسام: فتقوى أهل مقام الإسلام: حراسة الجوارح من العصيان، اتقاء سخط الديان؛ وتقوى أهل مقام الإيمان: حراسة الباطن من العدوان ابتغاء مرضاة الرحمان؛ وتقوى أهل مقام الإحسان: حراسة السر مما سوى الله مع الأنفاس) [18]. وقال الشيخ زروق في شرح الحكم: (اعلم أن طريق السلوك مبني على أركان أربعة:

أحدهما: تنزيه الجوارح عن كل رذيلة، مما لا يرضاه الحق سبحانه، وذلك بالتوبة مما وقع، والتقوى مما لم ينفع.

الثاني: تزيين الجوارح بكل جميلة من الأعمال الصالحة، والمعاملات المرضية عند الله وعند رسوله، وذلك بالتحقق في اتباع السنة دون إخلال ولا ابتداع، والدوام على ما تلبست به من ذلك إلى الأبد.

الثالث: تنزيه الباطن عن كل خلق ذميم وأمر قبيح، كالحسد والغل والحقد والطمع والرياء، والعجب والكبر والبخل وغير ذلك؛

الرابع: تحليته بكل خلق جميل، من الإقبال على الحق والإعراض عن كل ما سواه، والتزام ذكره حتى لا يكون منه متسع لغيره، وهذه مقدمة الفتح من الله سبحانه)[19].

علامات المتقين وصفاتهم

فالصفات التي وصف بها الله سبحانه وتعالى عباده المتقين كثيرة ومتنوعة نذكر منها ما يلي:

أنهم يؤمنون بالغَيْب:

 ورد ذلك في قوله تعالى: (الۤمۤ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ  هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُومِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [سورة البقرة، الآية: 3].

أنهم يقيمون الصلاة ويحافظون عليها:

   قال عز وجل في حقهم: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُومِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) [سورة المومنون، الآية: 1-9].

أنهم يؤتون الزكاة ويتصدقون على الفقراء والمساكين ويفعلون الخير

وقال في حقهم الله عز وجل: (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالارْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة آل عمران، الآية: 133-134].

  وقال عز وجل: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [سورة البقرة، الآية: 177] .

أنهم صادقون في أقوالهم وأفعالهم

 قال جلت قدرته: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [سورة الزمر، الآية: 33].

أنهم يتوبون إلى الله سبحانه وتعالى عند اقتراف الفواحش ويصرون على عدم الرجوع إليها.

 وقال جلت قدرته: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة آل عمران، الآية: 135].

أنهم من الكَظمين الغيظ.

 قال عز وجل: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ المُحْسِنِينَ) [سورة آل عمران، الآية: 135].

أنهم يخشون الله سبحانه وتعالى:

قال جلت قدرته: (وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) [سورة الأنبياء، الآية: 49].

أنهم يذكرون الله ويستغفرونه بالأسحار

 قال جلت قدرته: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [سورة الذاريات، الآية: 15-17].

 وقال عز وجل: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالاسْحَارِ) [سورة آل عمران، الآية: 17].

أنهم يعفون ويصفحون ويعظمون شعائر الله تعالى

قال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [سورة البقرة، الآية: 237]. وقال جلت قدرته: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [سورة الحج، الآية: 32].

أنهم يعدلون في الأحكام

 قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [سورة المائدة الآية: 8].

أنهم يلتجؤون إلى الله جلت قدرته عندما يصيبهم طائف من شياطين الجن أو الإنس:

قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) [سورة الأعراف، الآية:201].

أنهم صابرون على أقدار الله تعالى في البأساء والضَّرَّاء.

قال الله تعالى: (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [سورة البقرة، الآية: 177].

وقال الله تعالى: (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) [سورة آل عمران، 15-17].

قال الله تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) [سورة النحل، الآية:127-128].

الجزاء العظيم الذي أعده الله لعباده المتقين

قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ) [سورة الدخان، الآية:51].

وقال جلت قدرته: (لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ) [سورة الزمر، الآية: 20].

وقال تقدست أسماؤه: (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الانْهَارُ) [سورة آل عمران، الآية: 15].

وقال جل شأنه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [سورة الطلاق، الآية: 2].

وقال تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) [سورة مريم، الآية: 72].

قال جلت قدرته: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً) [سورة النبأ، الآية: 31].

وقال تعالى: (وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة آل عمران، الآية: 200].

وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة يوسف، الآية: 90].

  ونخلص في هذا المضمار إلى أن ثمرة التقوى هي من أعمال القلوب، ومن نتائج مجاهدة النفس وطهارتها وتصفيتها من الأدران ومخالفة شهوات الدنيا الفانية، وتحصيل سبل النجاة من غضب الله. وهي خير ما يتزود به العبد يوم لقاء الله سبحانه وتعالى مصداقاً لقوله جلت قدرته: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [سورة البقرة: الآية:197].

————————

  1. تفسير القرآن العظيم، لا بن كثير، تحقيق سامي بن محمد السلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية 1420 هـ – 1999م. سورة مريم، الآية: 34 ج: 5، ص: 248.
  2. تفسير الطبري- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، بالتعاون مع: مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر – د عبد السند حسن يمامة، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان – القاهرة، مصر، الطبعة: الأولى، 1422 هـ – 2001م، سورة آل عمران ذكر من قال ذلك، ج: 5، ص: 537.
  3. تفسير ابن كثير، سورة الأنفال، الآية: 1، ج: 4، ص: 10.
  4. مدارج السالكين في منازل السائرين، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية، الناشر: دار عطاءات العلم الرياض الطبعة: الثانية، 1441 هـ – 2019 م. منزل الاعتصام، الاعتصام بحبل الله ج: 2، ص: 102.
  5. بداية الهداية للإمام أبي حامد الغزالي، دراسة وتحقيق محمد عثمان الخشث، الناشر: مكتبة القرآن القاهرة سنة الطبع: 1985. ص: 92.
  6. طبقات الصوفية للسلمي، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الأولى: 1998م/1419هـ، ، ص: 60.
  7. الوصايا للحارث بن أسد المحاسبي، الطبعة الأولى 1406هـ-1986م، دار الكتب العلمية، ص: 65.
  8. معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ويليه كتاب كشف النقاب عن سر لب الألباب، للشيخ عبد الله أحمد بن عجيبة، تقديم وتحقيق: عبد المجيد خيّالي، مركز التراث الثقافي المغربي- الدار البيضاء، ط:1، 2004، ص: 33.
  9. الجامع الكبير- سنن الترمذي، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي – بيروت، الطبعة: الأولى، 1996م. ج:1، ص: 602. رقم الحديث: 616.
  10. مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط – عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421 هـ – 2001م، مسند النساء مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، ج: 4، ص: 353، رقم الحديث: 24306.
  11. مسند الدارمي، تحقيق: حسين سليم أسد الداراني، الناشر: دار المغني للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1412 هـ – 2000م. كتاب الرقاق، باب في حسن الخلق، ج: 3، ص: 337، رقم الحديث: 2833.
  12. صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب صفة الجنة والنار، ج: 5، ص: 400، رقم الحديث: 6195.
  13. صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، ج: 1، ص: 20. رقم الحديث: 52.
  14. سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الورع والتقوى، ج: 2، ص: 409 رقم الحديث: 4216.
  15. سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد، المؤلف: محمد بن يوسف الصالحي الشامي، تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1414هـ- 1993م. حرف الالف، الأتقى، ج: 1، ص: 421.
  16. التسهيل لعلوم التنزيل، ابن جزي، ضبطه وصحح وخرج آياته، محمد سالم هاشم، ط.1، دار الكتب العلمية بيروت لبنان،ج.1، ص: 69.
  17. الفوائد، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية، المحقق: محمد عزير شمس، راجعه: جديع بن محمد الجديع – محمد أجمل الإصلاحي – علي بن محمد العمران، الناشر: دار ابن حزم (بيروت) الطبعة: الرابعة، 1440 هـ – 2019 م. تنبيه: فيه مواعظ وعبر، ص: 45.
  18. بغية السالك في أشرف المسالك، للساحلي، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية، 2003، ج: 1، ص: 256.

19. شرح الحكم العطائية لأحمد زروق، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 3، 2008، ص: 55.

Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق