مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

المدخل إلى فهم وقوف الإمام محمد بن أبي جمعة الهبطي (ت 930هــ)

الأستاذ عَبْد الواحد الصَّمدي
معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية جامعة القرويين.
أَيَا قَارِئَ الذِّكْرِ الْحَكِيمِ بِنَافِعٍ
عَلَى مَا رَوَاهُ الْحَبْرُ عُثْمَان المِصْرِي
عَـــــــــلَيْكَ بِمَا أَبْدَى إِمَامُ وُقُوفِنَا
مُحَـــــــمَّد الِهـبْطِيُّ أُسْتَاذُنَا الْمُـقْرِي
عَلَيْهِ مِنَ الْبَارِي سَحَائِبُ رَحْمَةٍ
بِـــهِ أَنْقَذَ اللهُ التِّلَاوَةَ مِنْ شَــذْرِ
كَمَا وَضَعَ الْأَوْقَافَ عَوْناً لِمُرْدِفٍ
عَلَى شَيْخِهِ يَقْرَا بِمَقْرَأٍ اَوْ عَشْرِ
وَقَدْ سَلَكَ الْهِبْطِيُّ فِي الْوَقْفِ مَنْهَجاً
سَأُبْدِيهِ فِي هَذِي السُّطُورِ مَعَ السَّبْرِ
فَـــــــمِنْهَا مُرَاعَاةٌ لِمُشْكِلِ آيَةٍ
كَمَا مَوْضِعٍ فِي الزَّهْرَاوَيْنِ بِلَا عُسْرِ
وَمِـــــــنْهَا إِشَارَةٌ لِخُلْفِ قِرَاءَةٍ
كَـ -عَمَّ- لِيَعْقُوبٍ وَأَحْمَدَ ذِي النَّشْرِ
وَمِنْهَا مَعَانٍ قَدْ أَفَادَتْ تَدَبُّراً
لِسِرِّ كِتَابٍ جَلَّ قَدْراً عَنِ الْحَصْرِ
وَأَذْكُرُ آرَاءَ الذِينَ تَكَلَّمُوا
عَلَى وَقْفِهِ مِنْ مُنْصِفٍ لَهُ أَوْ مُزْرِي
فَقَوْمٌ رَمَوْهُ بِالْجَهَالَةِ مُطْلَقاً
وَقَالُوا بِأَنْ لَمْ يَدْرِ في النَّحْوِ مِن شِبْرِ
وَقَومٌ نَمَوْهُ لِلْقُرانِ رِوَايَةً
فَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّ الْغُلُوَّ مِنَ الشـَّـرِّ
وَجُمْلَةُ أَهْلِ العِلْم أَثْنَوْا وَبَيَّنُوا
بِأَنَّ لَهُ وَقْفاً دَقِيقاً لِمَنْ يَدْرِي
وَعِدَّةُ أَوْقَافِ الْإِمَـامِ فَعَشْرَةٌ
منَ الْأَلْفِ فَاحْفَظْ غيرَسِتٍّ مَعَ الصِّفْرِ
وَنِصْفٌ لَهَا فِي كِلْمَةٍ مُسْتَبِينَةٍ
تُوافقُ نِصْفَ الكِلْمِ مِن كَلِمِ الذِّكْرِ
وَإِنْ وَقَفَ التَّالِي عَلَى غَيْرِهِ فَلَا
أَرَى مَنعَهُ إِلا مَعَ النَّشْئِ بِالقَهْرِ
فَقَدْ أَجْمَعَ الحُفَّاظُ في غَرْبِنَا عَلَى
إِفَادَتِهِ الطُّلابَ في مُشْكِلِ الذِّكْرِ
فَهَذِي نِقاطٌ مِنْ بِحَار وُقوفنا
تُفيدُ الذِي يَبْغِي التَّعَمُّقَ في الأَمْرِ
نَظَمْتُ لَكُمْ نَظْماٌ مُفيداً لَعَلَّني
أُصَنَّفُ في سِلْكِ القِرَاءَاتِ والشِّعْرِ
وَمَا كُنتُ مِمَّن يُنشِد الشِّعْرَ دائماً
ولكنَّ أحياناً يَجيشُ بِهِ صَدْرِي
وَقَدْ تَمَّ مَا أَوْرَدْتُهُ وَقَصَدْتُهُ
فَلَا تَنْسَنَا مِنْ دَعْوَةٍ لَكَ في الفَجْرِ

الأستاذ عَبْد الواحد الصَّمدي

معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية جامعة القرويين.


أَيَا قَارِئَ الذِّكْرِ الْحَكِيمِ بِنَافِعٍ         ///         عَلَى مَا رَوَاهُ الْحَبْرُ عُثْمَان المِصْرِي
عَلَيْكَ بِمَا أَبْدَى إِمَامُ وُقُوفِنَا          ///         مُحَمَّد الِهـبْطِيُّ أُسْتَاذُنَا الْمُـقْرِي
عَلَيْهِ مِنَ الْبَارِي سَحَائِبُ رَحْمَةٍ        ///      بِهِ أَنْقَذَ اللهُ التِّلَاوَةَ مِنْ شَذْرِ
كَمَا وَضَعَ الْأَوْقَافَ عَوْناً لِمُرْدِفٍ      ///       عَلَى شَيْخِهِ يَقْرَا بِمَقْرَأٍ اَوْ عَشْرِ
وَقَدْ سَلَكَ الْهِبْطِيُّ فِي الْوَقْفِ مَنْهَجاً      ///       سَأُبْدِيهِ فِي هَذِي السُّطُورِ مَعَ السَّبْرِ
فَمِنْهَا مُرَاعَاةٌ لِمُشْكِلِ آيَةٍ      ///      كَمَا مَوْضِعٍ فِي الزَّهْرَاوَيْنِ بِلَا عُسْرِ
وَمِنْهَا إِشَارَةٌ لِخُلْفِ قِرَاءَةٍ      ///         كَـ -عَمَّ- لِيَعْقُوبٍ وَأَحْمَدَ ذِي النَّشْرِ
وَمِنْهَا مَعَانٍ قَدْ أَفَادَتْ تَدَبُّراً     ///    لِسِرِّ كِتَابٍ جَلَّ قَدْراً عَنِ الْحَصْرِ
وَأَذْكُرُ آرَاءَ الذِينَ تَكَلَّمُوا       ///     عَلَى وَقْفِهِ مِنْ مُنْصِفٍ لَهُ أَوْ مُزْرِي
فَقَوْمٌ رَمَوْهُ بِالْجَهَالَةِ مُطْلَقاً    ///      وَقَالُوا بِأَنْ لَمْ يَدْرِ في النَّحْوِ مِن شِبْرِ
وَقَومٌ نَمَوْهُ لِلْقُرانِ رِوَايَةً     ///     فَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّ الْغُلُوَّ مِنَ الشـَّـرِّ
وَجُمْلَةُ أَهْلِ العِلْم أَثْنَوْا وَبَيَّنُوا     ///   بِأَنَّ لَهُ وَقْفاً دَقِيقاً لِمَنْ يَدْرِي
وَعِدَّةُ أَوْقَافِ الْإِمَـامِ فَعَشْرَةٌ      ///      منَ الْأَلْفِ فَاحْفَظْ غيرَسِتٍّ مَعَ الصِّفْرِ
وَنِصْفٌ لَهَا فِي كِلْمَةٍ مُسْتَبِينَةٍ      ///      تُوافقُ نِصْفَ الكِلْمِ مِن كَلِمِ الذِّكْرِ
وَإِنْ وَقَفَ التَّالِي عَلَى غَيْرِهِ فَلَا      ///     أَرَى مَنعَهُ إِلا مَعَ النَّشْئِ بِالقَهْرِ
فَقَدْ أَجْمَعَ الحُفَّاظُ في غَرْبِنَا عَلَى    ///     إِفَادَتِهِ الطُّلابَ في مُشْكِلِ الذِّكْرِ
فَهَذِي نِقاطٌ مِنْ بِحَار وُقوفنا      ///      تُفيدُ الذِي يَبْغِي التَّعَمُّقَ في الأَمْرِ
نَظَمْتُ لَكُمْ نَظْماٌ مُفيداً لَعَلَّني       ///       أُصَنَّفُ في سِلْكِ القِرَاءَاتِ والشِّعْرِ
وَمَا كُنتُ مِمَّن يُنشِد الشِّعْرَ دائماً    ///     ولكنَّ أحياناً يَجيشُ بِهِ صَدْرِي
وَقَدْ تَمَّ مَا أَوْرَدْتُهُ وَقَصَدْتُهُ      ///       فَلَا تَنْسَنَا مِنْ دَعْوَةٍ لَكَ في الفَجْرِ

تمهيد

هذه القصيدة نظمت بمناسبة محاضرة حول ” التعريف بالوقف الهبطي” ، وهي قصيدة من بحر الطويل، ورويها حرف الراء، واختيار هذا البحر والروي إنما هو اقتفاء لقصيدة علي بن الجهم :

عيون المها بين الرصافة والجسر   /// جَلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

التي عارضها الإمام الخاقاني في باكورة علم التجويد، ثم توالت المنظومات العلمية في القراءات والتجويد على منوال الخاقانية، وقديما قيل:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم       /// إن التشبه بالكرام فلاح

وحاول ناظمها أن يجمع فيها شتات مسائل هذا الموضوع، وهو على كثرة ما كتب حوله إلا أن هناك عددا من المسائل ما زالت بحاجة إلى طرقها، وفتح أبوابها ومغاليقها، وللناس طرق شتى في طرح الموضوعات العلمية، لذا لا ضير أن نتكلم في شيء تكلم فيه غيرنا؛ لأننا أردنا بكتابة هذه الأسطر الإبانة عن مقاصد الإمام الهبطي في اختيار وقوفه؛ لأن معرفة المقاصد هي الكفيلة بسد الأفواه التي لم تعرف مقاصد الإمام، فأبعدت النجعة، واتهمت الرجل بما ليس فيه، وهنا مقدمة يجب أن نقدمها بين يدي التعليق على القصيدة.

مما لا ينبغي أن يعزب عنا أن علم الوقف مما تتأكد معرفته على قارئ القرآن الكريم، وذلك أن القارئ لَمّا لمْ يمكنه أن يقرأ القرآن في نَفَس واحد تعين عليه أن يتعلم محالَّ الوقوفوأماكنه، وتعين عليه أن يُحسن اختيار الوقف حفظا على نظم القرآن الذي أعجز البلغاء تسويره وتفصيله  (1).

ولما كان الوقف مرتبطا بالمعاني كانت للقراء مذاهب متنوعة في الوقف، ومن هنا كان لزاما على القارئ أن يعرف مذهب إمامه الذي يقرأ له.

قال ابن الجزري (ت 833هــ): (( لا بد من معرفة أصول مذاهب الأئمة القراء في الوقف والابتداء ليعتمد في قراءة كلٍّ مذهبَه، فنافع كان يراعي محاسن الوقف والابتداء بحسب المعنى، كما ورد عنه النص بذلك    (2)))

والذي يهمنا هنا أن نعرف أن نافعا (ت169هــ) رحمه الله كان يراعي المعاني الحسنة في وقوفه، وأن الإمام محمد بن أبي جمعة الهبطي الصماتي (ت930هــ) عندما أنشأ هذه الوقوف كان من مقاصده أن يراعي الوقوف التي رواها علماء الوقف عن الإمام نافع، وبما أن الوقف كما سلف مبني على الاختيار فلا حرج في أن تتعدد مقاصد الوقف، وهذا ما سنلحظه عند الإمام الهبطي رحمه الله.

أما موارد الإمام الهبطي في وقوفه فيمكن أن تُنوع إلى نوعين:

اختيارية: فقد اختار وقوفا سُبق إليها، ومن خلال كتب الوقف والابتداء ظفرنا ببعض الذين اقتدى بهم الإمام في بعض وقوفه، ومنهم على سبيل التمثيل: الإمام نافع بن أبي نعيم(ت169هــ) أحد القراء السبعة، وقد وافقه الإمام الهبطي في معظم أوقافه؛ لأنه صاحب المقرأ الذي وضع الهبطي وقوفه، ومنهم يعقوب بن إسحاق الحضرمي(ت205هـ) أحد القراء العشرة، ومنهم الإمام الضحاك من المفسرين، وأبو يعقوب يوسف الأزرق (ت240هــ)، ومنهم محمد بن يزيد المبرد (ت285هــ)، ومحمد بن عيسى الأصبهاني وغيرهم .

ويلحظ التنوع في اختياراته فقد اعتمد على القراء والمفسرين واللغويين وغيرهم.

واجتهادية: وفي هذا النوع نجد الإمام وقف وُقُوفاً خالف فيها المتقدمين، لكنه وقف مُسْتَرشِداً باللغة العربية، وما قاله المفسرون وعلماء الوقف والابتداء، فإنه من المتفق عليه بين علماء الوقف والابتداء أنه لا يوجد في القرآن وقف يجب أو يحرم، كما قال الإمام ابن الجزري رحمه الله:

وليس في القرآن من وقفٍ يجبْ        ///         ولا حَرَام غير ما له سَبَبْ

ولنبدأ في التعليق على القصيدة بما يفك عقدها، ويحل منظومها.

أَيَاقَارِئَ الذِّكْرِ الْحَكِيمِ بِنَافِع         ///  عَلَى مَا رَوَاهُ الْحَبْرُعُثْمَان المِصْرِي

المراد بعثمان هو ورش المصري (ت197هــ)، وإنما خاطبنا أهل ورش خاصة؛ لأن هذه الوقوف روعي فيها مقرأ نافع، أضف إلى ذلك أن القراءة السائدة زمن الإمام الهبطي هي قراءة نافع، من رواية ورش، من طريق الأزرق، وقد صار وقف الإمام الهبطي أحد سمات المقرأ النافعي.

ووصفت الإمام الهبطي بالأستاذ المقرئ تبعا للإمام محمد بن جعفر الكتاني في “سلوة الأنفاس” حيث قال:((الشيخ الإمام، العالم العلامة الهمام، الفقيه الأستاذ الكبير، النحوي الفرضي الشهير، أبو عبد الله سيدي محمد بن أبي جمعة الهبطي الصماتي، صاحب “تقييد وقف القرآن”  (3)))

والشيخ الهبطي مشهور مغمور في آن واحد، فمع شهرة وقوفه واعتماد الناس عليها في المغرب منذ زمانه إلى الآن، إلا أنه مغمور من حيث ترجمته، فإننا لا نعرف الكثير عن نشأته وعن شيوخه وتلامذته وآثاره، فقد اكتفت المصادر بالاقتصار على شيخه ابن غازي المكناسي، ولم تذكر من تلامذته غير ابن عدة الأندلسي  (4).

عَلَيْهِ مِنَ الْبَارِي سَحَائِبُ رَحْمَةٍ      /// بِـــهِ أَنْقَذَ اللهُ التِّلَاوَةَ مِنْ شَــذْرِ

كَمَا وَضَعَ الْأَوْقَافَ عَوْناً لِمُرْدِفٍ     /// عَلَى شَيْخِهِ يَقْرَا بِمَقْرَأٍاَوْعَشْرِ

في البيت الثالث والرابع بيان لبعض الأسباب التي دعت الإمام إلى وضع هذه الوقوف فمنها:

– ضبط التوحد في  الحزب الراتب، فمن المعلوم أن الحزب الراتب دخل المغرب ورُسِّم في عهد الموحدين  (5)، وكان قراء الحزب يقعون في بعض الأخطاء التي هي من قبيل الوقف،  كالوقف على ما لا ينبغي الوقف عليه، أو وصلِ ما لا يجوز وصله، وقد كان الناس  قبل مجيء الإمام الهبطي لهم في الحزب مذهبان:

 المذهب الأول: من يقف على رؤوس الآي ويزعم أنها السنة، وهذا المذهب لا يسلم من اعتراضات ليس هذا محلَّ إيرادها.

والمذهب الثاني:من يقرأ بالوصل في جميع القرآن، ولعل هذا المذهب هو الذي كان سائدا وشائعا في شمال إفريقيا قبل أن ينتشر الأداء بوقف الإمام  الهبطي، وهذا ما جعل علماءنا المغاربة يؤلفون كتبا في التنبيه على بعض هذه الأخطاء، فممن ألف في هذا الإمام أبو العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي(ت 1175هـ) “عرف الند في حكم حذف حرف المد”، ومن جملة ما قاله في هذا الكتاب

 ((خاتمة تشتمل على أمرين:

أحدهما: أنه مما ذاع على ألسنة قراء الحزب، وغيرهم من اللحن، وشاهدناه من كثير من القراء والفقهاء وغيرهم: إجراء الوصل مجرى الوقف فيسكنون المتحرك في الوصل، ويبدلون فيه تاء التأنيث هاء، والتنوين ألفا، ويحذفونه بعد غير الفتحة

ثانيهما: أن بعض القراء في الحزب وغيره، لا يقفون في أثنائه أصلا لا بالسكون المحض ولا بغيره من أنواع الوقف، كأنهم فعلوا ذلك تفاديا من الأمر الأول، لكنهم وقعوا في ممنوع آخر أو أكثر، وذلك أنهم يسكتون لضرورة انقطاع النفَس عن الحركة المحضة، وفي أثناء المد، كان ذلك في وسط الكلمة، أو في آخرها بلا فرق عندهم في ذلك، بل كل واحد منهم يسكت ويتنفس وحده عند عروض التنفس الضروري له، ثم غالبهم يفوته رفقاؤه بكلمة أو أكثر، يقرؤونها حال تنفسه فلا يستدرك ما فاته بل يبتدئ حيثما وجدَهُم، ولو في وسط الكلمة  (6).))

 فجاء الإمام الهبطي  فوحد التلاوة في الحزب الراتب، وبصَّرَ أهل الحزب بأماكن الوقوف فصارت معلومة معهودة لا تلتبس على أحد، يقفون وقفة رجل واحد، ويبتدئون بداية واحدة، وأكسب بذلك التلاوة جمالية وبهاء.

– ومنها: وضع قانون للجمع والإرداف  (7)، فالإمام كان من المقرئين بالجمع، فلذا أراد أن يضع قانونا للجمع يسلكه طلابه، ويعتمده أصحابه، وخصوصا أن علماء القراءات اشترطوا شروطا للجمع، ومن جملتها مراعاة الوقف، والطالب المبتدئ قد يقع أثناء جمع القراءات في وقوف غير جائزة قصد الاختصار، لذا قام الإمام بوضع هذه الوقوف لتلامذته، ثم صارت عمدة أهل الجمع للسبع والعشر،  وقد نص على هذا السبب الإمام عبد السلام المدغري في “تكميل المنافع” فقال:

واسلُكْ طريقَ الهبطِي في الأوقافِ        /// فـــــإنه لصَــــنعةِ الأَردافِ

سَهلٌ مُعين إذ به جَرى العَمَلْ       /// في غربنا ذَا وبه الأَدَا حَصَلْ

والذي يجمع القراءات بمضمن أوقاف الهبطي يجد لها يسرا ومرونة في باب الجمع.

وَقَدْ سَلَكَ الْهِبْطِيُّ فِي الْوَقْفِ مَنْهَجاً       /// سَأُبْدِيهِ فِي هَذِي السُّطُورِمَعَ السَّبْرِ

في هذا البيت والثلاثة بعده الإبانةُ عن منهج الإمام في اختيار وقوفه، ويمكن تلخيصه فيما يلي:

– إعانة الطلاب على ضبط متشابه الكتاب، لذا فقد وقف في بعض المواطن، ولم يقف فيما يشبهها؛ لتنماز النظائر عن بعضها، ومن أمثلة هذا ما ورد في الزَّهْرَاوَينِ، في كلمة ﴿ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ التي هي رأس آية في الموضعين، ولكن الإمام لم يقف عليها في البقرة ﴿وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَفَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾ [البقرة:250-251]، ووقف في آل عمران ﴿وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ فَآتَىٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا وَحُسۡنَ ثَوَابِ ٱلۡأٓخِرَةِۗ﴾ [آل عمران:147-148]، وكذا كلمة ﴿فَٱخۡتَلَطَ﴾ فقد وقف في التي في يونس ﴿إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ﴾[يونس:24]، ولم يقف على التي في الكهف ﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمٗا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ﴾ [الكهف:45]، ومثل كلمة ﴿فَضَلُّواْ﴾ فقد وقف على موضع الإسراء ﴿ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَالَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء:48]، ولم يقف على موضع الفرقان ﴿ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَٰلَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا﴾ [الفرقان:9]، ومثل لفظة ﴿ مِّنۡ غِلّٖ﴾ فلم يقف في موضع الأعراف ﴿وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلّٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ ﴾ [الأعراف:43] ووقف في موضع الحجر﴿وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ ﴾ [الحِجر:47]، ومثل لفظة “البحر” في الكهف، فلم يقف في الموضع الأول ﴿فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبٗا﴾ [الكهف:61]، ووقف في الموضع الثاني ﴿وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ عَجَبٗا﴾ [الكهف:63]، ومثل لفظة “حكيما” في سورة الفتح، فلم يقف في الموضع الأول، ﴿وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ﴾ [الفتح:4] ووقف على الموضع الثاني ﴿وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح:7]. مع أن كليهما رأس آية.

ولعل هذا أحد الأسباب التي جعلت المغاربة مضرب المثل في إتقان الحفظ، حيث إن وقوف الإمام تعتبر خريطة ذهنية للمتشابه اللفظي في القرآن الكريم من جهة.

– الوقف الاختباري. الذي يكون المقصد منه اختبار الطالب في كيفية الوقف على الكلمة، ومثلنا له بوقف الإمام على﴿عَمَّ﴾[النبأ:1]فإن الغرض منه أن يُعرِّف القارئ أن مذهب ورش في مثل هذا الوقفُ على المرسوم ولو بقيت “ما” الاستفهامية على حرف واحد، مع أن العربية تقتضي أن تلحقها هاء السكت جبرا للمحذوف، كما قال ابن مالك في الخلاصة:

وَمَا  فِي الاسْتِفْهَامِ إِنْ جُرَّتْ حُذِف       /// أَلِفُهَا    وَأَوْلِهَا    الْهَا   إِنْ   تَقِفْ

إلا أن القراءة سنة متبعة، وقد وقف البزي بخلف عنه، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي بالهاء﴿عَمَّه﴾

– وقوفٌ تدبُّرية، فقد وقف الإمام وقوفاً اختار فيها معنى نص عليه علماء التفسير قبله، ويمكن التمثيل لهذا بالوقف على قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦ﴾[يوسف:24]مراعيا الأدب مع جانب نبي من أنبياء الله، وهذه الوقفة اختيارالإمام أبي عبيدة معمر بن المثنى (ت209هـ) (8)   وبهذا الوقف يتخلص القارئ من شيء لا يليق بنبيٍّ معصوم أن يهم بامرأة، وينفصل من حكم القسم قبله في قوله: «ولقد همت»، ويصير ﴿وَهَمَّ بِهَا ﴾ مستأنفًا؛ إذ الهمُّ من السيد يوسف منفيٌّ؛ لوجود البرهان  (9)

ورجح أن يوسف لم يقع منه همٌّ  أبو حيان الأندلسي (ت745هــ) رحمه الله، وناقش النحاةَ المانعين لتقدم جواب “لولا” عليها.   (10)

وفي هذه الوقفة إشعار بالفرق بين الهمَّين حتى على مذهب من يرى أن الهمَّ وقع من نبي الله يوسف عليه السلام.

ومثل الوقف على “قليلا”﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ﴾[:17]في سورة “والذاريات” فالوقف على﴿قَلِيلٗا﴾يكسبنا معنيين:

قلة أهل الإحسان، وقلة نومهم، وتكون “من” تبعيضية، و”ما” نافية، وقد نسبت هذه الوقفة ليعقوب بن إسحاق الحضرمي من الشموس العشرة  (11) والإمام الضحاك من المفسرين.

بخلاف الوصل فإننا نستفيد قلة نومهم فقط والله أعلم.

ومن أمثلته أيضا: الوقف على ﴿وَلَا تَسۡتَعۡجِل﴾[:35]في سورة ” الأحقاف”، فقد نظر الإمام في القرآن الكريم، فلم يجد النهي عن الاستعجال مطلقا، مع أن العجلة مذمومة إلا في مواطن معدودة نبه عليها أهل العلم، فوقف هنا لتكثير الأدلة  (12)، والله أعلم.

وَأَذْكُرُ آرَاءَ الذِينَ تَكَلَّمُوا          /// عَلَى وَقْفِهِ مِنْ مُنْصِفٍ لَهُ أَوْ مُزْرِي

هذا شروع في بيان مواقف العلماء تجاه وقف الإمام، ونظرا لشهرة هذه الأوقاف وقراءة الناس بها ردحا من الزمان فإن الآراء تعددت حول هذا العمل المتميز، ويمكن تصنيف هذه الآراء إلى ثلاثة اتجاهات:

الاتجاه الأول: المُنتَقِدون .

فمن المنتقدين الإمام محمد المهدي الفاسي شارح دلائل الخيرات في رسالته “الدرة الغراء في وقف القراء” ولم أطلع على هذه الرسالة، بل أوردها ابن عبد السلام الفاسي في كتابه “إتحاف الأخ الأود المتداني،بمحاذي حرز الأماني ووجه التهاني  (13)”.

 ومنهم الإمام أبو شعيب الدكالي فيما نقله عنه الأستاذ عبد الله الجراري  (14).

ومنهم: الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في رسالة صغيرة سماها “منحة الرؤوف المعطي ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي” ويُعَدُّ الشيخُ عبدُ الله بن الصديق من أشدّ المنتقدين، حتى إنه ربما شدد النكير على الإمام الهبطي، ومما قاله رحمه الله: (( لكن الشيخ الهبطي الذي عمل الوقف لم يكن يعرف علم العربية ولا شيئا مما اشترطوه لصحة الوقف  (15))).

لكنه عندما جمع الوقوف المنتقدة لم يجاوز ثلاثين وقفة رأى أن توجيهها فيه تكلف، وهذا العدد لو قورن بمجموع الأوقاف الهبطية لعرفنا أنه كما قيل:

كفى المرء نبلا أن تعد معايبه

لكن جل هذه الوقفات وردت عن الإمام نافع، فليت الشيخ رد على من رويت عنه أولا،  وقد أفردنا انتقادات الشيخ الغماري بالبحث، ولعل الله ييسر نشرها قريبا، وكمثال على هذا، من الوقوف التي انتقدها الشيخ على الإمام الهبطي الوقف على﴿حَيَوٰةٖ﴾من قوله تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ﴾[البقرة:96]

قال سيدي عبد الله بن الصديق الغماري: ((الوقف الصحيح على﴿أَشۡرَكُواْۚ﴾ كما في مصحف حفص….ووقف الهبطي على لفظ﴿حَيَوٰةٖ﴾وهو خطأ  (16)))

وإذا رجعنا إلى كتب الوقف والابتداء نجد أن الوقف على﴿حَيَوٰةٖ﴾هو مذهب نافع

قال الداني في المكتفى: ((وقال نافع: التمام على﴿حَيَوٰةٖ﴾  (17)))

وقال الأشموني:((﴿عَلَىٰ حَيَوٰةٖ﴾تام عند نافع؛ لأن قوله: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ﴾عنده جملة في موضع الحال من قوله:﴿وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ﴾  (18)))

وقال الإمام ابن طيفور: ((﴿عَلَىٰ حَيَوٰةٖ﴾ج  (19))) ويعني به الوقف الجائز

وإذا ثبت أن الوقف لنافع فلا قول لقائل؛ لأنه إمام المدينة في القراءة، وله أن يختار الوقوف التي يراها، وربما تلقاها عن مشايخه، والغرض من هذا التمثيل هو أن نبين أن المنهج الذي اعتمده الشيخ في الرد على الإمام الهبطي لا يخلو من ملاحظات رحمة الله على الجميع .

الاتجاه الثاني: المتعصبون

وهؤلاء أغلبهم من عوامِّ الطلبة الذين وصل الجهل ببعضهم إلى أن حسبوا أن الوقف الهبطي جزء من رواية ورش، حتى إنهم إذا تكلموا على ورش أردفوه بذكر الهبطي، وبعضهم زعم أن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ بالأوقاف الهبطية  (20)، والسبب الذي أدى إلى هذه الفهوم هو الجهل، والإمام الهبطي بريء منهم، وليس مسئولا عن تحريف وقوفه، وعن الخلل الذي طرأ عليها لا من حيث الأداء، ولا من حيث مواطنها.

الاتجاه الثالث: المنصفون

وهؤلاء هم السواد الأعظم من العلماء، ويدلك على كثرة المنصفين قلة المنتقدين، مع أنه مرت أجيال من العلماء بعد الإمام الهبطي، ولم يعترض عليه إلا القلة، ونمثل لهذا الاتجاه بما يلي:

– الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الفاسي (ت 1214هـ) فقد أثنى في أكثر كتبه على وقف الإمام الهبطي، وقام بتوجيه بعض ما انتقد عليه، ومن جملة ما قاله رحمه الله: ((لأن المواقف التي يوقف عليها كلها تراعى فيها معان، وإشارات إلى نكت من التفسير، لابتنائها على الإعراب الكفيل بالمعاني، ومفادات الكلام؛ لأن فاعلها لم يضعها بالتشهي، بل وضعها باعتبار إعرابات وإشارات إلى معان ونكت من التفسير، وإن نوقش في بعضها فإنه بشر ليس معصوما .   (21)))   وهذا كلام إمام جليل شهرته تغني عن التعريف به، أنصف الإمام الهبطي غاية، وكلامه واضح في الإشادة بهذه الوقوف، ولكن محقق كتاب” تقييد وقف القرآن الكريم” في المبحث السادس الذي عنونه ” في بيان من انتقد وقف الشيخ الهبطي من العلماء قبلي وكيف انتقدوه” صنف جماعة من المنتقدين للإمام الهبطي من غير اعتماد على دليل يذكر، غير أنه أراد أن يكثر بهم رأيه، من جملتهم الإمام ابن عبد السلام الفاسي(ت 1214) ، والشيخ أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي(ت 1175) ، وأحال للأول على كتابه “القول الوجيز” الذي لا يوجد فيه غير النص المتقدم، وهو واضح في الثناء على الوقوف الهبطية، وأما الثاني فقد أحال على كتابه “عرف الند في حكم حذف حرف المد”، والمتصفح للكتاب يدرك أنه لا يوجد ذكر لوقف الهبطي في هذه الرسالة الصغيرة التي تحدث فيها صاحبها على مسألتين:

– حكم حذف المد الطبيعي

– وحكم إجراء الوصل مجرى الوقف

ولكن المحقق أراد أن يضمهم إلى صفه، وقد بينا أن هذا الأمر عليه لا له والله أعلم.

– ومنهم الشيخ إبراهيم بن أحمد بن سليمان المارِغْنِي، وقد تكلم على ذلك في رسالة خاصة أفردها للحديث عن وقوف الإمام الهبطي، طبعت في هامش “النجوم الطوالع في شرح الدرر اللوامع ” وهو مثل سابقه أثنى على وقوف الإمام، واعتبرها جارية على قواعد فن القراءات وما تقتضيه العربية، قال رحمه الله:

(( واعلم أن أوقاف الشيخ الهبطي رضي الله عنه كلها مرضية موافقة جارية على قواعد فن القراءات ووقوفه، وما تقتضيه العربية وأصولها، نعم هناك وقوف تعد بالأصابع استشكل وقفه عليها لعدم موافقتها بحسب الظاهر لوقوف علماء القراءة والعربية.   (22)))، ثم ذكر بعض الوقوف المنتقدة، وقام بذكر كلام العلماء فيها، وأبدى رأيه فيها فهو من المنصفين للإمام كما تبين.

وَعِدَّةُ أَوْقَافِ الْإِمَـامِ فَعَشْرَةٌ        ///        مِنَ الْأَلْف ِفَاحْفَظْ غيرَسِتٍّ مَعَ الصِّفْرِ

في هذا البيت تعرضنا لعدد الأوقاف الهبطية، وذكرنا أنها (9940)

وهذا أحد الآراء في عددها وهو المشهور، وهناك إحصاء قام به الشيخ “أعجلي البعقيلي” وعددها عنده (9945)، والفرق بين القولين سببه الخلاف في الوقفات الخمس في سورة “المؤمنون” فبعض المناطق المغربية لا تعد هذه الخمس من وقوف الهبطي  (23).

وَنِصْفٌ لَهَا فِي كِلْمَةٍ مُسْتَبِينَة         /// تُوافقُ نِصْفَ الكِلْمِ مِن كَلِمِ الذِّكْرِ

نصف الوقوف الهبطية على العدد الأول يوافق نصف الكلم القرآنية، ومن المعلوم أن نصف الكلم في سورة “الحج” في قوله تعالى: “والجلودُ” وقد قال الإمام عبد الرحمن الجادري:

ونصفه من الكَلِم    ///     في الحج والجلودُ سم

وهذا من الموافقات الطريفة.

وَإِنْ وَقَفَ التَّالِي عَلَى غَيْرِهِ فَلَا     ///       أَرَى مَنعَهُ إِلا مَعَ النَّشْئِ بِالقَهْرِ

تكلمنا في هذا البيت على حكم الالتزام بالوقف الهبطي، وهل يجوز لنا مخالفته، فذكرنا أن هذا الأمر يفرق فيه بين المبتدئ وغيره، وأن المبتدئ يستحسن أن يحفظ القرآن على ما يوافق الوقوف الهبطية؛ لأن مما تميزت به -كما سلف معنا- ضبط متشابه الكتاب، وذلك مفيد لمن رام إتقان حفظ كتاب ربنا الكريم، أما غير المبتدئ فلسنا نلزمه بما لم يلزمه به ربه، فليست هذه الوقوف مروية عن معصوم، وليست ملزمة، وصاحبها لم يلزم بها الناس، ولكن الله رزقه فيها القبول، فتلقاها الناس بالقبول، لكن ما زالت هذه الوقوف بحاجة إلى خدمات منها:

– بيان ما طرأ على الوقوف الهبطية من تغيير، ومقارنة المتلو بالمكتوب في كتابه.

– وضع علامات لبيان درجات هذه الوقوف. تام. كاف. حسن.

– توجيه هذه الوقوف لغويا وتفسيريا لإثراء درس علوم القرآن.

وفي الأخير نسأل الله أن يرحم إمامنا الهبطي، وجميع من خدم هذا الكتاب بصدق، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

وَقَدْ تَمَّ مَا أَوْرَدْتُهُ وَقَصَدْتُهُ      ///      فَلَا تَنْسَنَا مِنْ دَعْوَةٍ لَكَ في الفَجْرِ

ــــــــــــــ

الهوامش:

1.  ابن الطحان الأندلسي، نظام الأداء في الوقف والابتداء،تحقيق، علي حسين البواب ص، 20

2.  النشر في القراءات العشر، دار الكتب العلمية،ج،1 ص، 188

3.  سلوة الأنفاس:1/300

4.  وانظر ترجمته في: سلوة الأنفاس:1/300،ومقدمة “تقييد وقف القرآن الكريم” ص:18

5.  انظر: قراءة الإمام نافع عند المغاربة 1/84.

6.  عرف الند في حكم حذف حرف المد :170

7.  طريقة من طرق جمع القراءات عند المغاربة، وذلك  باستعمال الترميز أمام الكلمة التي فيها الخلف القرائي، واعتماد الوقفات الهبطية .ينظر: معجم مصطلحات علم القراءات القرآنية وما يتعلق به، عبد العلي المسؤول ص، 65 -66.

8.  الداني، المكتفى في الوقف والابتدا ص، 103.

9.  الأشموني، منار الهدى في بيان الوقف والابتدا:1/362.

10.  أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط:6/257.

11.  أبو جعفر النحاس، القطع والائتناف ص،684.

12.  أفادني هذه المسألة شيخنا سيدي مصطفى البحياوي مشافهة .

13.  له نسخ متعددة بالخزائن العلمية المغربية، وقد قام بتحقيق الكتاب السيد أحمد خليف ولم يطبع بعد.

14.  من أعلام الفكر المعاصر، ج، 1، ص، 41.

15.  ( )منحة الرؤوف المعطي، ص،4.

16.  منحة الرؤوف المعطي، ص، 7.

17.  المكتفى في الوقف والابتدا،  ص، 24 .

18.  منار الهدى في الوقف والابتداء، ص، 105.

19.  الوقف والابتداء، ص، 133.

20.  تقييد وقف القرآن الكريم، ص، 102.

21.  القول الوجيز في قمع الزاري على حملة كتاب الله العزيز، تح، أحمد عبد الكريم نجيب، ص، 74.

22.  النجوم الطوالع، ص، 253.

23.  قراءة الإمام نافع عند المغاربة، ج، 4 ص، 221.

*******

فهرس المصادر والمراجع

القرآن الكريم

1- تقييد وقف القرآن الكريم، الإمام الهبطي، تحقيق، الحسن بن أحمد وكاك، النجاح الجديدة الدار البيضاء،ط،1ط1991.

2- سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، محمد بن جعفر الكتاني،تحقيق، الشريف محمد حمزة الكتاني.

3- عرف الند في حكم حذف حرف المد، عبد العزيز الهلالي، تحقيق، إبراهيم أيت وغوري، دار الكتب العلمية ط1، ط20

4- قراءة الإمام نافع عند المغاربة، عبد الهادي حميتو، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغرب،ط،2003.

5- القول الوجيز في قمع الزاري على حملة كتاب الله العزيز، ابن عبد السلام الفاسي تحقيق، أحمد نجيب، مركز نجيبويه لتحقيق المخطوطات.

6- معجم مصطلحات علم القراءات القرآنية وما يتعلق به، عبد العلي المسئول، دار السلام مصر،ط1، ط،2007

7- المقصد لتلخيص ما في المرشد، زكريا الأنصاري، دار الكتب العلمية بيروت،ط،2،ط،2007 بهامش منار الهدى

8- المكتفى في الوقف والابتدا، أبو عمرو الداني،تحقيق، محيي الدين رمضان، دار عمار الأردن، ط،2، ط،2007

9- من أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين الرباط وسلا، عبد الله الجراري، ط،1

10- منار الهدى في بيان الوقف والابتدا، الأشموني، دار الكتب العلمية بيروت،ط،2،ط،2007

11- منحة الرؤوف المعطي…، عبد الله بن الصديق الغماري، دار الطباعة الحديثة الدار البيضاء.

12- النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع، إبراهيم المارغني، دار الفكر بيروت،ط،1995.

13- النشر في القراءات العشر، لابن الجزري، تصحيح، محمد علي الضباع،ط، مصورة دار الكتب العلمية بيروت.

14- نظام الأداء في الوقف والابتداء، ابن الطحان السماتي، تحقيق، علي حسين البواب، مكتبة المعارف الرياض.

15- الوقف والابتداء، ابن طيفور السجاوندي، تحقيق، محسن درويش، دار المناهج،ط،1ط،2001.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق