مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

ابـن اللـبـاد مفتي المغرب

إعداد:  دة. أمينة مزيغة

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

 

الفـقـه خـلّته، والعـلـم حلتـه      

                             والديـن زينته والله شـاهـدنا

أب لأصـغرنا كفل لأكـبـرنــا     

                             وفي النوازل ملجانا ومفـزعنا

يا من هو العلَمُ المشهود منـظره    

                             ومـن تأدب بالـتقـوى وأدّبنا

                          ومن به تكشف الظلمات إذ نزلت  

                             ومن بدعوته الرحمان يـنفـعنا

          هو محمد بن محمد بن وشاح أبو بكر: يعرف بابن اللباد اللخمي القيرواني، حفيد موسى بن نصير، الحافظ المبرز، الإمام الجليل القدر علما و دينا، المجاب الدعوة، عالم بالتفسير و اللغة.

          سمع ابن اللباد من جميع الشيوخ الذين كانوا في وقته كأبي بكر بن عبد العزيز الأندلسي المعروف بابن الخراز، وحبيب بن نصر، وأحمد بن يزيد، وأبي الطاهر محمد بن المنذر الزبيدي، وزيدان وغيرهم. وتفقه كذلك بيحيى بن عمر، وأخيه محمد وابن طالب، و حمديس، وسعيد الحداد، وأحمد بن سليمان وغيرهم.

 وتفقه به ابن حارث وابن أبي زيد وعليه اعتماده وسمع وروى عنه جماعة منهم زياد بن عبد الرحمن القروي ومحمد بن الناظور، و دراس بن اسماعيل، وابن المنتاب، وغيرهم.

          قال ابن حارث: وكان عنده حفظ كثير، وجمعٌ للكتب، وله حظ وافر في الفقه، شغله إسماع الكتب عن التكلم في الفقه.

             قال أبو العرب: كان فقيهاً جليل القدر، عالماً باختلاف أهل المدينة، واجتماعهم، مهيباً مطاعاً، ديناً ورعاً زاهداً، من الحفاظ المعدودين والفقهاء المبرزين.

وفي تعليق أبي عمر: أنه كان من أهل الحفظ، والضبط لكتبه، حافظاً. وذكره أبو بكر بن عبد الرحمن فأثنى عليه بالدين والورع والزهد. قال: وكان من الحفاظ المعدودين والفقهاء المبرزين.

           وقال محمد بن إدريس صحبت العلماء بالمشرق والمغرب، ما رأيت مثل ثلاثة: أبي بكر بن اللباد، وأبي الفضل المَمْسي، وأبي إسحاق بن شعبان.

           له تصانيف، منها الآثار والفوائد و كتاب الطهارة، وكتاب عصمة الأنبياء صلى الله وسلم عليهم أجمعين، وكتاب فضائل مالك بن أنس، و فضائل مكة وكتاب الآثار، وكتاب الحكاية في عشرة أجزاء وكتابا في فضائل مكة وغير ذلك، وكتاب كشف الرواق عن الصروف الجامعة للاواق

           توفي رحمه الله في منتصف صفر يوم السبت سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، قبل دخول أبي يزيد القيروان بخمسة أيام. وأظهر أهل القيروان بسبب ظهور أبي يزيد بينهم الترحم على أبي بكر، وعمر. ولعنوا من لا يترحم على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهدموا بيوت المتقلبين.

            ورثاه أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله تعالى، بقصيدة فريدة طويلة أولها: 

 

 

يا مـن لمستقرب في ليلة حزناً

                                  مسـتوطن من بـقـايا آية وطنا

يا عين فابكِ لـمن بفـقـده فقدت   

                                    جوامع العلم والخيرات إذ دفنا

لهفي على ميّت ماتت به الخيرا    

                                    ت قد كان أحيا الـدين والسننا

نفسي تقـيـك أبا بكـر ولو قبلت  

                                    فدتك من كل مكروه إلـيك دنا

إنا فقدناك فـقـد الأرض وابلـهـا   

                                    فنحن بعدك نلقى الضيم والفتنا

ونحـن بعــدك أيتـام بـغـير أب    

                                   إذ غيب الترب عنا وجهك الحسنا

 

ترتيب المدارك 3/8 رقم: 843.

جمهرة تراجم الفقهاء المالكية 3/1193 رقم: 1197.

شجرة النور الزكية 1/126 رقم: 201.

 الفكر السامي 462 رقم: 406.

معالم الايمان 3/ 21 رقم: 191.

سير أعلام النبلاء 11/540 رقم:3030.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق