وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أمهات ملوك المغرب رائدات في العمل الديني – الحلقة الثامنة- الأميرة للا أم العز التباع، الأم الرمزية للمولى عبد الله العلوي

الدكتور مصطفى مختار

باحث في مركز علم وعمران

 كانت الأميرة للا أم العز التباع زوجة أمير المؤمنين المولى إسماعيل بن محمد الشريف العلوي[1] وأما لأمير يسمى المولى عبد لله، وأما رمزية لأمير المؤمنين المولى عبد الله العلوي، وجدة رمزية لأمراء مؤمنين آخرين. وقد مثلت هذه الأميرة، انطلاقا من صلتها بمؤسسة إمارة المؤمنين، صورة مشرفة للعمل الديني خلال وجوه مختلفة:

مساعدة أمير المؤمنين:

  تشير بعض الأخبار إلى مساعدة للا أم العز التباع لزوجها أمير المؤمنين المولى إسماعيل العلوي، بوصف هذه المساعدة صورة من صور العمل الديني الداعي إلى الرحمة والسلم، بحسب تنويه العلامة عبد الهادي التازي بها، وحديث أحد الأسارى المسيحيين عنها[2].

الإسهام في تحرير الأسرى في سبيل الله: 

  بينت بعض الوثائق المغربية والأجنبية إسهام الأميرة للا أم العز التباع في تبادل الأسرى بين المغاربة والإنجليز[3]. حيث مثل دورها عملا دينيا حقا داعيا إلى الرحمة.

الإسهام في إقرار السلم بين المغرب وبلاد الإنجليز:

  ساعدت الأميرة للا أم العز زوجها أمير المؤمنين في إقرار السلم بين دولته ودولة الإنجليز[4]. حيث شكلت واسطة تقارب بين السلطان العلوي والسفير الإنجليزي ستيوارت[5]. فمثلت وساطتها عملا دينيا حقا داعيا إلى السلم والتعاون بين الأمم.

إقرار رسالة الأميرة أم العز التباع إلى السفير الإنجليزي بالسلم والتعاون:

  قدم العلامة عبد الهادي التازي ترجمة لرسالة الأميرة للا أم العز التباع إلى السفير الإنجليزي ستيوارت جاء فيها: “لقد استلمت رسالتك وقد قرأت ما ذكرت لي فيها وفهمت كلماتك جملة جملة.. لقد حملت إلى سيدي حفظه الله ما ذكرته، بدون أن أنسى بأن أوضح له كل شيء بمعناه الكامل. ولقد سر جلالته بها بعد أن رأى بأنه لم يأت إلى هذا البلاط مسيحي أكثر حكمة وصلاحا من سعادتك، والذي يتوفر على تفهم وإدراك عميقين.

وبخصوص ما ذكرته لي حول المسيحيين التسعة، فإن سيدي حفظه الله أعطاهم لك. فلا شك في ذلك، وقد كانت تلك هدية منه. منحها إياك بمناسبة عيد الفطر…

وبخصوص البقية التي ذكرتها سعادتك، فلك أن تثق بأن جلالته سيوافق على رغباتك في كل شيء تقترحه إذا علم جيدا أن هذا صحيح. وأن جلالته لم يطلع شخصيا على محتويات الاتفاقية وكمية البارود والكبريت وبقية الأشياء، لأن سيدي اعتقد أن سعادتك جئت هنا لمجرد التداول معه ومن ثم العودة إلى جبل طارق للتشاور مع مواطنيك قبل إنهاء أي شيء. كانت تلك اعتقادات سيدي.

وبخصوص باقي إخوتك المسيحيين الذين يوجدون هنا، فلا يعلم سيدي عددهم  لأن قسما منهم قد أصبحوا مغاربة وقسما منهم توفي. وبما أن سعادتك قد أعلنت قصدك إلي، فليست هناك أسباب تدعو للاجتماع بالباشا أحمد بن علي أو أي شخص آخر وسأتكلم لسيدي حفظه الله بما مفاده أن بإمكانه تجديد الاتفاقية بأجمعها وعمل أي شيء ترغب فيه، لأن في جلالته الكثير من الطيبة والكرم. هذا هو جوابي. والدة مولاي عبد الله أم العز التباع“[6].

رحم الله للا أم العز التباع، الأم الرمزية لأمير المؤمنين المولى عبد الله بن إسماعيل العلوي، وأم المغاربة الفضلى. فقد كان عملها من أفضل الأعمال الدينية الحقة الداعية إلى التراحم والتعاون بين الناس.

والله الموفق للصواب والمعين عليه.

الإحالات:

[1] انظر: تاريخ الضعيف الرباطي، ج1، ص293؛ والمنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل بن الشريف، ص391. وراجع: المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، ص158.

[2] المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، ص159 وما بعدها.

[3] نفسه، ص160 وما بعدها.

[4] إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس، ج2، ص56 وما بعدها.

[5] المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، ص159 وما بعدها.

[6] نفسه، ص164- 165.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق