مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

أفضل التطوع في شهر محرم: الصوم

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

إن عدة الأشهر اثنا عشر، منها أربعة حرم، كما قال تعالى: ﴿إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم﴾[1]، وهذه الأشهر الحرم، هي: ذو القعدة، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب، وهي مذكورة في حديث أبي بكرة رضي الله عنه، الذي أخرجه الشيخان: البخاري[2] في: كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في سبع أرضين، ومسلم[3] في: كتاب: القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب: تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال، واللفظ له: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان».

وقد نهى الله عز وجل فيها، عن ظلم النفس، قال تعالى: ﴿فلا تظلموا فيهن أنفسكم الله﴾[4]، ومن ظلمها: ارتكاب الذنوب، ذلك أن الوقوع في المخالفة في شهر من الأشهر الحرم، محرم وعظيم؛ ففي حديث: أبي بكرة رضي الله عنه، الذي أخرجه الشيخان: البخاري[5] في: كتاب: الحج، باب: الخطبة أيام منى، ومسلم[6] في: كتاب: القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب: تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال، واللفظ للمسلم: «لما كان ذلك اليوم قعد على بعيره، وأخذ إنسان بخطامه، فقال: أتدرون أي يوم هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه، فقال: أليس بيوم النحر؟ قلنا: بلى، يا رسول الله، قال: فأي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: أليس بذي الحجة؟ قلنا: بلى، يا رسول الله، قال: فأي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه، قال: أليس بالبلدة؟ قلنا: بلى، يا رسول الله، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، فليبلغ الشاهد الغائب»، وبمفهوم المخالفة فإن الامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، وترك المحرمات، مضاعف أجر من أقبل على الطاعات.

إن الله عز وجل فرض علينا أنواع الطاعات، لئلا تفتر الهمم، وتركن إلى البطالة، واستحب لنا ضروب النوافل، للمسارعة إلى المغفرة، وجبر ما يعلق من شوائب نقص أجر الفرائض، وإن من عظم أبواب الخير: الصوم؛ فإنه لله تعالى، وهو سبحانه يجزي به، فقد أخرج الشيخان: البخاري[7] في: كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: ﴿يريدون أن يبدلوا كلام الله﴾[8]، ومسلم[9] في: كتاب: الصيام، باب: فضل الصيام، واللفظ للبخاري، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته، وأكله، وشربه من أجلي».

وإن ترك الصائم لشهوة: الفرج، وهي: المنكح، وشهوة البطن، وهي: المأكل والمشرف؛ من أجله سبحانه وتعالى، ليس له جزاء إلا الجنة، يدخلها الصائمون من باب، قد خصه الله عز وجل لهم، دون غيرهم، سماه تعالى: الريان؛ فقد أخرج البخاري[10] في: كتاب: الصوم، باب: الريان للصائمين، من حديث: سهل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد»؛ من أجل ذلك فمن كان من أهل الصيام دعي منه، للحديث الذي أخرجه الشيخان: البخاري[11] في: كتاب: الصوم، باب: الريان للصائمين، وكتاب: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذا خليلا»، ومسلم[12] في: كتاب: الزكاة، باب: من جمع الصدقة، وأعمال البر، من حديث: أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب – يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، وباب الريان»، واللفظ للبخاري.

هذا الصيام في عموم الأوقات والأشهر، وأما الصيام المقيد بفضائل الأوقات والشهور، فأجره عظيم، كالصيام في الأشهر الحرم، فعن مجيبة الباهلية، عن أبيها، أو عمها، أو عن أبي مجيبة الباهلي، عن أبيه، أو عن عمه، : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له، أو قال لها: «صم أشهر الحرم»، وفي لفظ: «فمن الحرم، وأفطر»، وفي لفظ: «صم من الحرم واترك»، قالها ثلاثا، هذا الحديث أخرجه: أحمد[13]، وابن ماجه[14] في: كتاب: الصيام، باب: صيام أشهر الحرم، أبو داود[15] في: كتاب: الصيام، باب: في صوم أشهر الحرم، والنسائي[16] في: كتاب: الصيام، صوم يوم من الشهر.

فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر، أمر استحباب، أن يصوم من أشهر الحرم بعضا ويترك بعضا، وكذلك كان يصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الأشهر”[17].

وإن أول هذه الأشهر الحرم، وأفضلها في الصيام بعد رمضان، هو: شهر محرم، فقد عقد حفاظ الحديث في كتبهم، بابا فيما جاء في: فضل صوم محرم:

ففي: صحيح مسلم، في: كتاب: الصيام، باب: فضل صوم المحرم[18]، أورد فيه حديث:  أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه: «أفضل الصيام، بعد رمضان: شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة: صلاة الليل»، ولفظ: «قال رضي الله عنه: سئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: «أفضل الصلاة، بعد الصلاة المكتوبة: الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان: صيام شهر الله المحرم»[19].

وفي: سنن الترمذي، في: أبواب الصوم، باب: ما جاء في صوم المحرم[20]، أورد فيه حديث:  أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان: شهر الله المحرم»، وحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولفظه: «سأله رجل، فقال: أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان، قال له: ما سمعت أحدا يسأل عن هذا، إلا رجلا سمعته يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا قاعد عنده، فقال: يا رسول الله، أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان، قال: إن كنت صائما بعد شهر رمضان فصم المحرم، فإنه شهر الله، فيه يوم تاب فيه على قوم، ويتوب فيه على قوم آخرين»[21].

وفي: سنن أبي داود، في: كتاب الصوم، باب: في صوم المحرم[22]، أورد فيه حديث: أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان: شهر الله المحرم، وإن أفضل الصلاة بعد المفروضة: صلاة من الليل»[23].

وفي: سنن النسائي، في: كتاب الصيام،  باب: صيام المحرم[24]، أورد فيه حديث: جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه، ولفظه: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر تدعونه المحرم»، وحديثا: أبي هريرة رضي الله عنه، الأول لفظه: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان: شهر الله المحرم»، والثاني لفظه: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: الصلاة في جوف الليل» قيل: أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: «شهر الله الذي تدعونه المحرم»[25]، وفي: كتاب: المناسك، باب: أي الأشهر الحرم أفضل؟[26] أورد فيه حديث: أهبان ابن امرأة أبي ذر رضي الله عنه، قال: «سألت أبا ذر قلت: أي الرقاب أزكى؟ وأي الليل خير؟ وأي الأشهر أفضل؟ فقال أبو ذر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، وأخبرك كما أخبرني، قلت: يا رسول الله أي الرقاب أزكى؟ وأي الليل خير؟ وأي الأشهر أفضل؟ فقال لي: أزكى الرقاب: أغلاها ثمنا، وخير الليل: جوفه، وأفضل الأشهر: شهر الله الذي تدعونه: المحرم»[27].

وفي: سنن الدارمي، في كتاب: الصوم، باب: في صيام المحرم[28]، أورد فيه حديث: النعمان بن سعد، ولفظه: «جاء رجل إلى علي، فسأله عن شهر بعد شهر رمضان يصومه، فقال له علي: ما سألني أحد عن هذا بعد إذ سمعت رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، أي شهر يصومه من السنة بعد شهر رمضان؟ فأمره بصيام المحرم، وقال: إن فيه يوما تاب الله على قوم، ويتوب فيه على قوم»، ثم حديثي: أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم»، ولفظ: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان: المحرم»[29].

إن هذه الأحاديث وغيرها، التي جاءت في بيان فضل صوم المحرم، دون باقي الأشهر الحرم؛ قد خص المحرم بالقول: شهر الله دون سائر الشهور، مع أن فيها ما يساويه في الفضل أو يزيد عليه كرمضان؛ لأن هذا الاسم إسلامي دون سائر الشهور، فإن أسماءها كلها على ما كانت عليه في الجاهلية وكان اسم المحرم في الجاهلية صفر الأول والذي بعده صفر الثاني؛ فلما جاء الإسلام سماه الله: محرم، فأضيف إلى الله بهذا الاعتبار؛ تشريفاً وتعظيما له، وكل معظم ينسب إليه سبحانه وتعالى[30]، وأنه أفضل الصيام بعد رمضان؛ إنما كان من أجل: أن المحرم أول السنة المستأنفة، التي لم يجئ بعد رمضانها، فكان استفتاحها بالصوم؛ الذي هو من أفضل الأعمال، والذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم: بأنه ضياء، فإذا استفتح سنته بالضياء، مشى فيه بقيتها[31]، اللهم اجعل باقي أعمارنا ضياء، واجعل سنة نبينا صلى الله عليه وسلم نورا نهتدي به إلى الحق.

*************************

هوامش المقال: 

[1]) سورة التوبة، الآية: 36.

[2]) الصحيح 4 /107؛ رقم الحديث: 3197.

[3]) الصحيح 3 /1305، رقم الحديث: 1679.

[4]) سورة التوبة، الآية: 36.

[5]) الصحيح 2 /176؛ رقم الحديث: 1741.

[6]) الصحيح 3 /1306، رقم الحديث: 1679.

[7]) الصحيح 9/ 143، رقم الحديث: 7492.

[8]) سورة: الفتح، الآية: 15.

[9]) الصحيح 2 /807، رقم الحديث: 1151.

[10]) الصحيح 3 /25، رقم الحديث: 1896.

[11]) الصحيح 3 /25، رقم الحديث: 1897، 5 /6، رقم الحديث: 3666.

[12]) الصحيح 2 /711، رقم الحديث: 1027.

[13] ) المسند 33 /432، رقم الحديث: 20323.

[14]) السنن 1/ 554، رقم الحديث: 1741.

[15]) السنن 4 /95، رقم الحديث: 2428.

[16] ) السنن الكبرى 3/ 204، رقم الحديث: 2756.

[17] ) فضائل الأوقات للبيهقي ص: 86.

[18]) الصحيح 2/ 821.

[19]) الصحيح 2 /821، رقم الحديث: 1163.

[20]) السنن 3 /108.

[21]) السنن 3 /108-109، رقم الحديث: 740، ورقم: 741.

[22]) السنن 4 /96.

[23]) السنن 4 /96، رقم الحديث: 2429.

[24]) السنن الكبرى 3 /252.

[25]) السنن الكبرى 3/ 252-253، رقم الحديث: 2916، ورقم: 2917، ورقم: 2918، ورقم: 2919.

[26]) السنن الكبرى 4/ 233.

[27]) السنن الكبرى 4/ 233، رقم الحديث: 4202.

[28]) السنن 2/ 1101.

[29]) السنن 2/ 1101-1102-1103، رقم الحديث: 1797، ورقم: 1798، ورقم: 1799.

[30]) كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي 1/ 1047، الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج للسيوطي 3 /252، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لابن علان 7 /53.

[31]) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي 3 /235.

*****************

جريدة المراجع

الجامع الصحيح (السنن) لمحمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي، تحقيق ج3: محمد فؤاد عبد الباقي، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الثانية: 1388/ 1968.

الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه لمحمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، بيروت-لبنان، دار المنهاج، جدة-السعودية، الطبعة: الأولى: 1422، طبعة مصورة عن الطبعة الكبرى الأميرية، بولاق- مصر، 1311.

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لمحمد علي بن محمد بن علان البكري الصديقي، اعتناء: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة: 1425/ 2004.

الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي تحقيق: أبو إسحاق الحويني، دار ابن عفان للنشر والتوزيع، الخبر- السعودية، الطبعة الأولى: 1416 /1996.

السنن الكبرى لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1421 /2001.

السنن لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد كامل قره بللي، دار الرسالة العالمية، القاهرة- مصر، الطبعة الأولى: 1430 /2009.

السنن لعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، تحقيق: حسين سليم أسد الداراني، دار المغني، الرياض- السعودية، الطبعة الأولى: 1421 /2000.

السنن لمحمد بن يزيد ابن ماجه القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، مصر، (د-ت).

فضائل الأوقات لأحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تحقيق: عدنان عبد الرحمن مجيد القيسي، مكتبة المنارة، مكة المكرمة – السعودية، 1410.

كشف المشكل من حديث الصحيحين لعبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، تحقيق: علي حسين البواب، دار الوطن، الرياض- السعودية، الطبعة الأولى: 1418 /1997.

المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، (د-ت).

المسند لأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: جماعة من الباحثين، إشراف: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1421 /2001.

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم لأحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي تحقيق: محيي الدين ديب ميستو، أحمد محمد السيد، يوسف علي بديوي، محمود إبراهيم بزال، دار ابن كثير، دار الكلم الطيب، دمشق- سوريا، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1417/ 1996.

راجعت المقال الباحثة: خديجة ابوري

Science

يوسف أزهار

  • باحث بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسير ة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق