مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةأعلام

أبو العباس أحمد المنجور: 926 – 995هـ

 

– اسمه ونسبه ومولده[1]:
هو أحمد بن علي بن عبد الرحمن  بن عبد الله المنجور، المكناسي، النجار، الفاسي الدار والقرار (أبو العباس) محدث، فقيه، أصولي مشارك في بعض العلوم. ولد في ست وعشرين وتسعمائة (926هـ).
نشأته: 
يتحدث محمد حجي عن نشأة المنجور قائلا: “نتعرف في الفهرس على أحمد المنجور طالبا مجدا في مدينة فاس، ينتقل من حلقة عالم إلى أخرى في القرويين وا لمدارس التابعة لها، أو في جامعي الأندلس والأشراف ومساجد صغرى هنا وهناك في العدوتين، من طلوع الفجر إلى بعد العشاء الأخيرة، طوال زهاء عشرين سنة، ونجده يقرأ خلال تلك الحقبة علوم القرآن والحديث والفقه والصلين، والنحو البلاغة والأدب وا لمنطق والحساب، وبذلك نلتقي بعالم مكتمل المادة، مشارك بكامل معنى المشاركة تم تكوينه في فاس وحدها، ولم يأخذ عن غير المغاربة إلا بعض الطارئين على فاس من علماء الأندلس وتونس ووهران وتلمسان”[2].
– شيوخه:
انتفع الشيخ المنجور بعدد كبير من العلماء نذكر منهم: الشيخ خروف التونسي…انتفع به الشيخ المنجور والشيخ القصار…[3]، والإمام الشريف الشيخ سيدي محمد بن أحمد اليسيتني[4]، وهو عمدته، وعبد الرحمن بن علي سقين العاصمي السفياني، وعلي ابن هارون المطغري، وعبد الواحد الونشريسي، وعبد الوهاب الزقاق، وغيرهم ممن اشتملت عليه فهرسته[5].
– تلاميذه:
وأخذ عن المنجور جماعة من المغاربة منهم: عبد الرحمن أبو العز بن محمد القصري الفاسي[6]، والجنان: إمام مسجد الشرفاء بفاس العلامة المعمر أبو عبد الله محمد بن أحمد الجنان الأندلسي الفاسي ولد سنة 953 وتوفى سنة 1050 عن نحو من مائة سنة، يروي عن المنجور[7]، وابن طاهر: الإمام العالم المحدث الصالح الحافظ أبو محمد مولاي عبد الله بن عليّ بن طاهر الحسني السجلماسي المتوفى سنة 1044هـ يروي عن المنجور فهرسته[8].
والشيخ أبي المحاسن الفاسي، وأخيه العارف بالله، وولده أبي العباس أحمد، وأبي العباس ابن القاضي صاحب “الجذوة” و”الدرة”وغيرهما….[9]، والشريف عبد الواحد الفيلالي[10]. ومنهم أيضا عبد الواحد الحسني، وأحمد المنصور الذهبي، وأبو اسحاق الكلالي وغيرهم كثير جدا[11].
– مؤلفاته:
 له تآليف حسان منها:
-شرح المنهج المنتخب في فقه المالكية، يعرف بشرح المنجور.
-شرح ظريف لرجز الزقاق في الفقه[12].
-شرح على منظومة الونشريسي لقواعد أبيه[13].
– فهرسة في أسماء شيوخه وشيوخهم، أجاز بها أمير المؤمنين أبا العباس المنصور أحمد بن محمد الشيخ بن الشريف الحسني[14]. وهما فهرستان كبرى وصغرى.
– مراقي المجد لآيات السعد[15]. وهو تفسير لآيات شرح السعد التفتازاني على تلخيص المفتاح للخطيب القزويني.
– شرح نظم علاقات المجاز ومرجحاته لابن الصباغ المكناسي[16].
– حاشية كبيرة على شرح الكبرى للسنوسي في العقائد وحاشية صغيرة عليه أيضا. 
– محصل المقاصد بما به تعتبر العقائد، وهو شرح المنجور على منظومة أحمد بن زكرى[17]. وهما شرحان مطول ومختصر.
– مكانته العلمية:
قال الكتاني في فهرس الفهارس: “هو الإمام علاّمة فاس ومسندها أحمد ابن كبير دار المملكة الوطاسية وأمينها والقيم على أمورها أبي الحسن علي بن الأمين أبي زيد عبد الرحمن المنجور”[18]. وقال في سلوة الأنفاس: الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، عالم الأعلام، ومفتي الأنام، محيي الدين والسنة، ونجم الأمة، الفقيه المعقولي، المحدث الأصولي،…خاتمة علماء المغرب، وشيخ الجماعة فيه في جميع الفنون، كان رحمه الله آية من آيات الله في المعقول والفقه، وكان أحفظ أهل زمانه، وأعرفهم بالتاريخ والبيان، والمنطق والكلام، والأصول والحديث والتفسير متبحرا في العلوم كلها من منقول ومعقول، شديد العناية بالتحصيل، قوي التحقيق، حسن الإلقاء والتقرير، معتنيا بالمطالعة والقراءة، لا يمل ولا يضجر، منصفا في البحث، جنوحا للصواب إذا تعين، صدوقا في النقلا ثبتا، قوي الإدراك، ثابت الذهب، صافي الفهم، ذا خط رائق وأدب فائق، خدم العلم عمره حتى صار شيخ الجماعة…وله صناعة في التدريس، يجيد ترتيب النقول ويتأنق في كيفية الإلقاء…”[19] 
وقال الإفراني: “انفرد عن أهل زمانه بمعرفة تاريخ الملوك والسير والعلماء على طبقاتهم ومعرفة أيامهم”[20] . 
وفي درة الحجال: ” كان أحفظ أهل زمانه وأعرفهم بالتاريخ وغيره، وكانت له معرفة برجال الحديث، صارت الدنيا تصغر بين عيني كلما ذكرت أكل التراب للسانه والدود لبنانه”[21]. 
وحلاه أبو سالم العياشي في رحلته بـ”حافظ المغرب من المتأخرين وإمام المحققين “[22].
 وفي طبقات الحضيكَي: “كان رضي الله عنه عالم وقته، متفننا فقها وأصولا وبيان وقراءة وعربية وفرائض وحسابا ومنطقا وعروضا وحديثا وتاريخا، معتنيا بالقراءة والإقراء والمطالعة… وبالجملة فهو آخر علماء فقهاء فاس، لم يخلف بعده مثله رضي الله عنه… كان شديداً في اتباع السّنة في أحواله كلها حتى كان تلميذه مولاي عبد الله ابن علي بن طاهر إذا سئل عن شيء يقول: اصبروا حتى أنظر هل فعله الشيخ المنجور أم لا فإنه لا يفعل إلاّ السنة، وقد سئل هل لبس النبي صلى الله عليه وسلم السراويل فسأل زوجته فأخبرته بأن الشيخ يلبسه دائماً، فرجع وأخبر السائل بأنه صلى الله عليه وسلم لبسه واحتجَّ بأنه لو لم يلبسه ما لبسه الشيخ”[23]. 
وقال في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر: الإمام المفنن الأستاذ أبي العباس أحمد بن علي المنجور[24]….كان للمنجور مشاركة في فنون كثيرة وتنقيح عبارة ومعرفة بالتدريس[25].
وأشار إليه الشيخ المدرع في منظومته عند عده لأولياء هذا الخارج [خارج باب الفتوح بفاس] بقوله[26]:
وأحمد إمامنا المنجور***سؤدده بين الورى مشهور
كان رئيس العلم في المعقول*** والفقه والبيان والأصول
– وفاته:
توفي رحمه الله بفاس سنة خمس وتسعين وتسعمائة (995ه) ودفن خارج باب الفتوح، متصلا بقبر شيخه اليستيني بمطرح الجنة[27].
أعده الباحث: د.يوسف الحزيمري
الهوامش:
1. ترجمته في درة الحجال رقم : 186 وجذوة الاقتباس : 135 وروضة الآس :285 ونيل الابتهاج :95 وشجرة النور :287 والاستقصا: 191 ودوحة الناشر: 95 وسلوة الأنفاس 60:3 وصفوة من انتشر: 4 وإتحاف أعلام الناس 319:1 والزركلي 174:1 والدليل :312 . 
2. معجم المؤلفين 2: 10 فهرس الفهارس 2:566 ابن زيدان: أخبار مكناس 1: 319 – 322.
3. من تقديم محمد حجي لفهرسة المنجور، (ص:5)
4. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (2/ 500،)
5. سلوة الأنفاس (3/76) 
6. سلوة الأنفاس (3/78)
7. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (2/ 56)
8. فهرس الفهارس (1/ 301)
9. فهرس الفهارس (1/ 469)
10. سلوة الأنفاس (3/78)
11. نيل الابتهاج بتطريز الديباج، ترجمة: 146، (1/155)
12. فهارس علماء المغرب، عبد الله المرابط الترغي، (ص:632)
13. سلوة الأنفاس (3/78)
14. نيل الابتهاج بتطريز الديباج، (1/155)
15. طبعت الكبرى في مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر بالرباط 1396هـ/1976م، بتحقيق محمد حجي، وقال الزركلي في الأعلام: رأيتها عند محمد إبراهيم الكتاني، في الرباط، ومنها نسخة ثانية في خزانة الرباط (المجموع 1301 كتاني)، وقال الكتاني في فهرس الفهارس: “له فهرس جليل ألفه باسم سلطان المغرب أبي العباس أحمد المنصور السعدي قال في أوله: ” وبعد فلما تاقت الهمم العلية، والنفس الكريمة المنصورية، من مولانا أمير المؤمنين إلى أن تضرب في علم السند بحظ وافر، وتنظم من معرفة الأشياخ الذين عليهم الاعتماد، وإليهم المرجع في الاسناد، عقداً يكون من أجل الذخائر، أجزته أيده الله فيما أخذته عن مشايخي من فنون تفصيلاً أو إجمالاً، وأقيده فهرسة في تاريخ موالدهم ووفياتهم وأنسابهم تحقيقاً وتقريباً، وأشياخهم وما قرأوا عليهم رواية، وأخذوه عنهم مجرد دراية، وما علق بحفظي من محاسنهم، فبادرت إلى ذلك، وان لم يحضرني في سفري هذا من مقيداتي وكنانيشي ما يكمل به المقصود، ولكن الإنفاق من الموجود، والتكلف يفيت المقصود الخ ” وهي فهرسة ممتعة في أربع كراريس، ترجم فيها لمشيخته وختمها بتعداد مؤلفاته ثم صرح بالإجازة العامة بها لأبي العباس المنصور، وأتمها بتاريخ سنة 989. وله أيضاً فهرسة أخرى ذكرها له ابن القاضي في الجذوة.
يروي في الأولى عن اليسيتني وسقين العاصمي وعلي بن هارون وعبد الواحد الونشريسي والزقاق وغيرهم من المغاربة. وممن صرح بإجازته العامة له منهم سقين وعلي بن هارون المطغري. ومن العجيب أن جماعة كصاحب ” أزهر البستان ” ذكروا روايته عن الغيطي مكاتبة، لم أجد ذلك في فهرسته هذه، ولعله ذكر ذلك في الأخرى.
نرويهما وكل ما له من طريق أبي العباس أحمد بابا وأبي القاسم ابن أبي النعيم الغساني وابن القاضي كلهم عنه، وبأسانيدنا إلى الرداني عن المعمر أبي مهدي عيسى السكتاني عنه، وإلى المرغتي عن مولاي عبد الله بن علي بن طاهر السجلماسي عنه، وبأسانيدنا إلى أبي السعود الفاسي عن ابن أبي النعيم عن المنجور. وعلى فهرس المنجور وابن غازي مدار أسانيد أهل المغرب، وهما البرزخ العظيم بين المغاربة والأندلسيين والمغاربة والمشارقة، وفيها يقول الشهاب أحمد الهشتوكي السوسي:
وفهرِسةُ المنجورِ فيها كفايةٌ … أتت بالمهمِّ دونَ حدٍّ ولا حصرِ”
انظر: فهرس الفهارس (2/ 566-567)
16. في خزانة الرباط (812 د)، ونشر عن دار الحديث الكتانية للطباعة والنشر والتوزيع، وعن مكتبة جنة السنة بتحقيق الدكتور: مبارك بن شتيوي بن ناصر، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1430هـ – 2009م.
17. مخطوط الخزانة الوطنية بالرباط رقم: 1023/د.
18. إيضاح المكنون (2/ 443)، وهذا الشرح يشتغل عليه أحد الطلبة الباحثين بكلية أصول الدين بتطوان جامعة القرويين في إطار رسالة للدكتوراه. ومن خلال البحث تبين أنه حقق بالجزائر من قبل الباحث دحمون،عبدالرزاق.وبالمغرب أيضا من قبل الباحثة ربيعــــة لصفـــــر في إطار نيل الدكتوراه وحـدة ” الفقه والحديث بين الرواية والدراية في المدرسة المالكية ” يونيو 2012-2013 م.
19. فهرس الفهارس (2/ 566)
20. سلوة الأنفاس (3/77)
21. فهرس الفهارس (2/ 566) 
22. فهرس الفهارس (2/ 566)
23. طبقات الحضيكي (1/ 32-33)
24. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (2/ 56)
25. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (2/ 500)
26. سلوة الأنفاس (3/79)
27. سلوة الأنفاس (3/79)

– اسمه ونسبه ومولده[1]:

هو أحمد بن علي بن عبد الرحمن  بن عبد الله المنجور، المكناسي، النجار، الفاسي الدار والقرار (أبو العباس) محدث، فقيه، أصولي مشارك في بعض العلوم. ولد في ست وعشرين وتسعمائة (926هـ).

نشأته: 

يتحدث محمد حجي عن نشأة المنجور قائلا: “نتعرف في الفهرس على أحمد المنجور طالبا مجدا في مدينة فاس، ينتقل من حلقة عالم إلى أخرى في القرويين والمدارس التابعة لها، أو في جامعي الأندلس والأشراف ومساجد صغرى هنا وهناك في العدوتين، من طلوع الفجر إلى بعد العشاء الأخيرة، طوال زهاء عشرين سنة، ونجده يقرأ خلال تلك الحقبة علوم القرآن والحديث والفقه والأصلين، والنحو والبلاغة والأدب والمنطق والحساب، وبذلك نلتقي بعالم مكتمل المادة، مشارك بكامل معنى المشاركة تم تكوينه في فاس وحدها، ولم يأخذ عن غير المغاربة إلا بعض الطارئين على فاس من علماء الأندلس وتونس ووهران وتلمسان”[2].

– شيوخه:

انتفع الشيخ المنجور بعدد كبير من العلماء نذكر منهم: الشيخ خروف التونسي…انتفع به الشيخ المنجور والشيخ القصار…[3]، والإمام الشريف الشيخ سيدي محمد بن أحمد اليسيتني[4]، وهو عمدته، وعبد الرحمن بن علي سقين العاصمي السفياني، وعلي ابن هارون المطغري، وعبد الواحد الونشريسي، وعبد الوهاب الزقاق، وغيرهم ممن اشتملت عليه فهرسته[5].

– تلاميذه:

وأخذ عن المنجور جماعة من المغاربة منهم: عبد الرحمن أبو العز بن محمد القصري الفاسي[6]، والجنان: إمام مسجد الشرفاء بفاس العلامة المعمر أبو عبد الله محمد بن أحمد الجنان الأندلسي الفاسي ولد سنة 953 وتوفى سنة 1050 عن نحو من مائة سنة، يروي عن المنجور[7]، وابن طاهر: الإمام العالم المحدث الصالح الحافظ أبو محمد مولاي عبد الله بن عليّ بن طاهر الحسني السجلماسي المتوفى سنة 1044هـ يروي عن المنجور فهرسته[8].

والشيخ أبي المحاسن الفاسي، وأخيه العارف بالله، وولده أبي العباس أحمد، وأبي العباس ابن القاضي صاحب “الجذوة” و”الدرة”وغيرهما….[9]، والشريف عبد الواحد الفيلالي[10]. ومنهم أيضا عبد الواحد الحسني، وأحمد المنصور الذهبي، وأبو اسحاق الكلالي وغيرهم كثير جدا[11].

– مؤلفاته:

 له تآليف حسان منها:

-شرح المنهج المنتخب في فقه المالكية، يعرف بشرح المنجور.

-شرح ظريف لرجز الزقاق في الفقه[12].

-شرح على منظومة الونشريسي لقواعد أبيه[13].

– فهرسة في أسماء شيوخه وشيوخهم، أجاز بها أمير المؤمنين أبا العباس المنصور أحمد بن محمد الشيخ بن الشريف الحسني[14]. وهما فهرستان كبرى وصغرى.

– مراقي المجد لآيات السعد[15]. وهو تفسير لآيات شرح السعد التفتازاني على تلخيص المفتاح للخطيب القزويني.

– شرح نظم علاقات المجاز ومرجحاته لابن الصباغ المكناسي[16].

– حاشية كبيرة على شرح الكبرى للسنوسي في العقائد وحاشية صغيرة عليه أيضا. 

– محصل المقاصد بما به تعتبر العقائد، وهو شرح المنجور على منظومة أحمد بن زكرى[17]. وهما شرحان مطول ومختصر.

– مكانته العلمية:

قال الكتاني في فهرس الفهارس: “هو الإمام علاّمة فاس ومسندها أحمد ابن كبير دار المملكة الوطاسية وأمينها والقيم على أمورها أبي الحسن علي بن الأمين أبي زيد عبد الرحمن المنجور”[18]. وقال في سلوة الأنفاس: الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، عالم الأعلام، ومفتي الأنام، محيي الدين والسنة، ونجم الأمة، الفقيه المعقولي، المحدث الأصولي،…خاتمة علماء المغرب، وشيخ الجماعة فيه وفي جميع الفنون، كان رحمه الله آية من آيات الله في المعقول والفقه، وكان أحفظ أهل زمانه، وأعرفهم بالتاريخ والبيان، والمنطق والكلام، والأصول والحديث والتفسير متبحرا في العلوم كلها من منقول ومعقول، شديد العناية بالتحصيل، قوي التحقيق، حسن الإلقاء والتقرير، معتنيا بالمطالعة والقراءة، لا يمل ولا يضجر، منصفا في البحث، جنوحا للصواب إذا تعين، صدوقا في النقل ثبتا، قوي الإدراك، ثابت الذهن، صافي الفهم، ذا خط رائق وأدب فائق، خدم العلم عمره حتى صار شيخ الجماعة…وله صناعة في التدريس، يجيد ترتيب النقول ويتأنق في كيفية الإلقاء…”[19] 

وقال الإفراني: “انفرد عن أهل زمانه بمعرفة تاريخ الملوك والسير والعلماء على طبقاتهم ومعرفة أيامهم”[20]. 

وفي درة الحجال: ” كان أحفظ أهل زمانه وأعرفهم بالتاريخ وغيره، وكانت له معرفة برجال الحديث، صارت الدنيا تصغر بين عيني كلما ذكرت أكل التراب للسانه والدود لبنانه”[21]. 

وحلاه أبو سالم العياشي في رحلته بـ”حافظ المغرب من المتأخرين وإمام المحققين “[22].

 وفي طبقات الحضيكَي: “كان رضي الله عنه عالم وقته، متفننا فقها وأصولا وبيان وقراءة وعربية وفرائض وحسابا ومنطقا وعروضا وحديثا وتاريخا، معتنيا بالقراءة والإقراء والمطالعة… وبالجملة فهو آخر علماء فقهاء فاس، لم يخلف بعده مثله رضي الله عنه… كان شديداً في اتباع السّنة في أحواله كلها حتى كان تلميذه مولاي عبد الله ابن علي بن طاهر إذا سئل عن شيء يقول: اصبروا حتى أنظر هل فعله الشيخ المنجور أم لا فإنه لا يفعل إلاّ السنة، وقد سئل هل لبس النبي صلى الله عليه وسلم السراويل فسأل زوجته فأخبرته بأن الشيخ يلبسه دائماً، فرجع وأخبر السائل بأنه صلى الله عليه وسلم لبسه واحتجَّ بأنه لو لم يلبسه ما لبسه الشيخ”[23]. 

وقال في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر: الإمام المفنن الأستاذ أبي العباس أحمد بن علي المنجور[24]….كان للمنجور مشاركة في فنون كثيرة وتنقيح عبارة ومعرفة بالتدريس[25].

وأشار إليه الشيخ المدرع في منظومته عند عده لأولياء هذا الخارج [خارج باب الفتوح بفاس] بقوله[26]:

وأحمــد إمامنـــا المنجــــــور***سؤدده بين الورى مشهور

كان رئيس العلم في المعقول*** والفقه والبيان والأصـــول

– وفاته:

توفي رحمه الله بفاس سنة خمس وتسعين وتسعمائة (995هـ) ودفن خارج باب الفتوح، متصلا بقبر شيخه اليستيني بمطرح الجنة[27].

 

                                                 أعده الباحث: د. يوسف الحزيمري

 

الهوامش:

 

1. ترجمته في درة الحجال رقم : 186 وجذوة الاقتباس : 135 وروضة الآس :285 ونيل الابتهاج :95 وشجرة النور :287 والاستقصا: 191 ودوحة الناشر: 95 وسلوة الأنفاس 60:3 وصفوة من انتشر: 4 وإتحاف أعلام الناس 319:1 والزركلي 174:1 والدليل :312 . 

2. معجم المؤلفين 2: 10 فهرس الفهارس 2:566 ابن زيدان: أخبار مكناس 1: 319 – 322.

3. من تقديم محمد حجي لفهرسة المنجور، (ص:5)

4. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (2/ 500،)

5. سلوة الأنفاس (3/76) 

6. سلوة الأنفاس (3/78)

7. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (2/ 56)

8. فهرس الفهارس (1/ 301)

9. فهرس الفهارس (1/ 469)

10. سلوة الأنفاس (3/78)

11. نيل الابتهاج بتطريز الديباج، ترجمة: 146، (1/155)

12. فهارس علماء المغرب، عبد الله المرابط الترغي، (ص:632)

13. سلوة الأنفاس (3/78)

14. نيل الابتهاج بتطريز الديباج، (1/155)

15. طبعت الكبرى في مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر بالرباط 1396هـ/1976م، بتحقيق محمد حجي، وقال الزركلي في الأعلام: رأيتها عند محمد إبراهيم الكتاني، في الرباط، ومنها نسخة ثانية في خزانة الرباط (المجموع 1301 كتاني)، وقال الكتاني في فهرس الفهارس: “له فهرس جليل ألفه باسم سلطان المغرب أبي العباس أحمد المنصور السعدي قال في أوله: “وبعد فلما تاقت الهمم العلية، والنفس الكريمة المنصورية، من مولانا أمير المؤمنين إلى أن تضرب في علم السند بحظ وافر، وتنظم من معرفة الأشياخ الذين عليهم الاعتماد، وإليهم المرجع في الاسناد، عقداً يكون من أجل الذخائر، أجزته أيده الله فيما أخذته عن مشايخي من فنون تفصيلاً أو إجمالاً، وأقيده فهرسة في تاريخ موالدهم ووفياتهم وأنسابهم تحقيقاً وتقريباً، وأشياخهم وما قرأوا عليهم رواية، وأخذوه عنهم مجرد دراية، وما علق بحفظي من محاسنهم، فبادرت إلى ذلك، وان لم يحضرني في سفري هذا من مقيداتي وكنانيشي ما يكمل به المقصود، ولكن الإنفاق من الموجود، والتكلف يفيت المقصود الخ ” وهي فهرسة ممتعة في أربع كراريس، ترجم فيها لمشيخته وختمها بتعداد مؤلفاته ثم صرح بالإجازة العامة بها لأبي العباس المنصور، وأتمها بتاريخ سنة 989. وله أيضاً فهرسة أخرى ذكرها له ابن القاضي في الجذوة.

يروي في الأولى عن اليسيتني وسقين العاصمي وعلي بن هارون وعبد الواحد الونشريسي والزقاق وغيرهم من المغاربة. وممن صرح بإجازته العامة له منهم سقين وعلي بن هارون المطغري. ومن العجيب أن جماعة كصاحب “أزهر البستان” ذكروا روايته عن الغيطي مكاتبة، لم أجد ذلك في فهرسته هذه، ولعله ذكر ذلك في الأخرى.

نرويهما وكل ما له من طريق أبي العباس أحمد بابا وأبي القاسم ابن أبي النعيم الغساني وابن القاضي كلهم عنه، وبأسانيدنا إلى الروداني عن المعمر أبي مهدي عيسى السكتاني عنه، وإلى المرغتي عن مولاي عبد الله بن علي بن طاهر السجلماسي عنه، وبأسانيدنا إلى أبي السعود الفاسي عن ابن أبي النعيم عن المنجور. وعلى فهرس المنجور وابن غازي مدار أسانيد أهل المغرب، وهما البرزخ العظيم بين المغاربة والأندلسيين والمغاربة والمشارقة، وفيها يقول الشهاب أحمد الهشتوكي السوسي:

وفهرِسةُ المنجورِ فيها كفايةٌ … أتت بالمهمِّ دونَ حدٍّ ولا حصرِ”

انظر: فهرس الفهارس (2/ 566-567)

16. في خزانة الرباط (812 د)، ونشر عن دار الحديث الكتانية للطباعة والنشر والتوزيع، وعن مكتبة جنة السنة بتحقيق الدكتور: مبارك بن شتيوي بن ناصر، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1430هـ – 2009م.

17. مخطوط الخزانة الوطنية بالرباط رقم: 1023/د.

18. إيضاح المكنون (2/ 443)، وهذا الشرح يشتغل عليه أحد الطلبة الباحثين بكلية أصول الدين بتطوان جامعة القرويين في إطار رسالة للدكتوراه. ومن خلال البحث تبين أنه حقق بالجزائر من قبل الباحث دحمون،عبدالرزاق.وبالمغرب أيضا من قبل الباحثة ربيعــــة لصفـــــر في إطار نيل الدكتوراه وحـدة ” الفقه والحديث بين الرواية والدراية في المدرسة المالكية ” يونيو 2012-2013 م.

19. فهرس الفهارس (2/ 566)

20. سلوة الأنفاس (3/77)

21. فهرس الفهارس (2/ 566) 

22. فهرس الفهارس (2/ 566)

23. طبقات الحضيكي (1/ 32-33)

24. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (2/ 56)

25. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (2/ 500)

26. سلوة الأنفاس (3/79)

27. سلوة الأنفاس (3/79)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق