مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

هل وقع الإسراء والمعراج في رجب؟

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

إن قصة الإسراء والمعراج من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وهي من أشهر المعجزات على تخصيصه صلى الله عليه وسلم بعموم الكرامات، وقد انطوت على الدرجات الرفيعة للنبي صلى الله عليه وسلم عند ربه، وهي من المتواتر، فمُنكِره مُنكِر لما جاء في القرآن والسنة[1].

فقد رواها ما يزيد على أربعين صحابيا، وخرَّج أحاديثها أئمة الحديث: البخاري، ومسلم، وأحمد، والترمذي، والحاكم، وغيرهم ممن لا يحصى، ومجموعهم يفيد التواتر[2].

ومضمون القصة هو: “بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائما، فرج سقف بيته، وبه أثر النعاس، فنزل منه، ثم أخرجه إلى باب المسجد، وأركبه البراق، وأسري به إلى المسجد الأقصى، ودخله صلى الله عليه وسلم، وصلى به، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى فوق سبع سماوات، حيث شاء العلي الأعلى، ورأى ربه بعيني رأسه، وأوحى إليه ما أوحى، وفرض عليه الصلاة، ثم انصرف في ليلة إلى مكة، فأخبر بذلك، فصدقه الصديق وجل من آمن به، وكذبه الكفار، واستوصفوه مسجد بيت المقدس فمثله الله له”[3].

ونظرا لضيق المقام لسرد هذه القصة بتمامها في مجموع الأحاديث، مع اختلاف الروايات فإني اكتفيت بمضمونها، وأحيل القارئ الكريم إلى مصادرها ومظانها، فقد أوردها المحدثون وأهل السيرة، وعقدوا لها أبوابا.

فمن المحدثين الأئمة: البخاري (المتوفى: 256هـ) عقد بابا في: “حديث الإسراء”، و بابا في: “المعراج”، في “كتاب: مناقب الأنصار”، من صحيحه[4]، وابن حبان (المتوفى : 354هـ) عقد كتابا في: “الإسراء”، من صحيحه[5]، وابن الأثير (المتوفى سنة: 606هـ) عقد: “الباب الرابع: في الإسراء وما يتعلق به”، في: “الكتاب الأول: في النبوة”، من جامعه[6].

ومن أهل السير الأئمة: عياض (المتوفى سنة: 544 هـ) عقد فصلا في: “تفضيله بما تضمنته كرامة الإسراء من المناجاة، والرؤية، وإمامة الأنبياء، والعروج به إلى سدرة المنتهى، وما رأى من آيات ربه الكبرى”، من شفائه[7]، والسهيلي (المتوفى سنة: 581هـ) في: “ذكر الإسراء والمعراج”[8]، والصالحي (المتوفى: 942هـ) عقد: “جُمَّاع أبواب معراجه صلى الله عليه وسلّم” من سبله[9].

كما أفردها بالتأليف عدد من العلماء، أذكر مما طبع لهم على سبيل المثال واطلعت عليه: كتاب الابتهاج في أحاديث المعراج لعمر بن الحسن ابن دحية الكلبي (المتوفى سنة: 633هـ)، وكتاب: السراج الوهاج في ازدواج المعراج لمحمد بن عبد الله ابن ناصر الدين الدمشقي (المتوفى سنة: 842هـ)، وكتاب النور الوهاج في قصة الإسراء والمعراج لأبي بكر بن محمد الأحسائي (المتوفى سنة: 1270هـ)، وكتاب السراج الوهاج في الإسراء والمعراج لبدر محمد عسل (كان حيا سنة: 1356هـ)، وكتاب حلل الديباج المطروزة بقصة الإسراء والمعراج لأحمد بن محمد الرهوني (المتوفى سنة: 1373هـ).

إن قصة الإسراء والمعراج اشتملت على تساؤلات كثيرة، خاض فيها العلماء، وكل أدلى بدلوه في الموضوع، وهو شاسع وواسع، ولا يتسع المقام لتناوله من كل جوانبه، لكني سأتناول جزئية مهمة في هذه القصة، وهي زمنها، وهذا يجعلنا نطرح السؤال، في أي عام وشهر ويوم وقعت؟

زمن وقوع الإسراء والمعراج

ذهب العلماء في شأن تعيين وتحديد وقوع حادثة الإسراء والمعراج،  إلى مذهبين: مذهب يقول بأنها محددة، وآخر يقول بخلاف الأول، وهو بعدم تعيينها.

فأما المذهب الأول: فقد قال أصحابه: إن زمن وقوع قصة الإسراء والمعراج محدد ومعين، واتفق العلماء على أنها كانت بعد البعثة، واختلفوا في سنة وشهر حدوثها، وقد حكى الحافظ ابن حجر[10] أقوال العلماء:

فأما السَنَة: فقد اختلف العلماء في عام وقوعها إلى أقوال، أذكر منها:

الأول: قبل الهجرة بسنة، وهو قول ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما: اختار هذا القول من الأئمة: الواقدي[11]، وابن دحية الكلبي[12]، والنووي[13]، وابن ناصر الدين الدمشقي[14]، والصالحي[15]، والقسطلاني[16].

الثاني: قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا: قاله الواقدي[17].

الثالث: قبل الهجرة بخمس سنين: اختار هذا القول: القاضي عياض[18].

وأما الشهر: فقد اختلف العلماء في شهر وقوعها إلى أقوال، أذكر منها:

الأول: في رجب من الليلة السابع والعشرين: ذهب إلى هذا القول الأئمة: الغزالي[19]، وابن الجوزي[20]، والغافقي[21]، والنووي[22]، والرهوني[23].

الثاني: في رمضان من الليلة سبع عشرة: قال به الواقدي[24].

الثالث: في ربيع الأول، من الليلة سبع عشرة، وهو قول ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما: ذهب إلى هذا القول من الأئمة: الواقدي[25]، وابن دحية الكلبي[26]، والنووي[27]، وابن ناصر الدين الدمشقي[28].  

وأما المذهب الثاني: فقد قال أصحابه بعدم تعيين ولا تحديد تاريخ وقوع الإسراء والمعراج، وأن الأحاديث الواردة في الباب مردودة، كحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يريه الجنة والنار، فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيته ظهرا، أتاه جبريل وميكائيل فقالا: انطلق إلى ما سألت الله، فانطلقا به إلى ما بين المقام وزمزم، فأتي بالمعراج، فإذا هو أحسن شيء منظرا، فعرجا به إلى السماوات سماء سماء، فلقي فيها الأنبياء وانتهى إلى سدرة المنتهى، وأري الجنة والنار» الحديث[29]، وحديث: «أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسنة من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس»[30].

ومن أولئك  الأئمة الذين تكلموا في أحاديث الباب: ابن دحية الكلبي، الذي قال: “ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب”[31]، وقال: “وقيل: كان الإسراء في رجب، وفي إسناده رجال معروفون بالكذب”[32].

وابن القيم الجوزية فيما نقله عن شيخه ابن تيمية أنه سئل عن ليلة الإسراء، فقال: “لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر”[33].

وأختم هذا المقال بكلام العلامة ابن الحاج في شهر رجب ليلة السابع والعشرين منه، حيث قال: “هي ليلة المعراج التي شرف الله تعالى هذه الأمة بما شرع لهم فيها بفضله العميم وإحسانه الجسيم، وكانت عند السلف يعظمونها إكراما لنبيهم صلى الله عليه وسلم على عادتهم الكريمة من زيادة العبادة فيها وإطالة القيام في الصلاة، والتضرع، والبكاء وغير ذلك مما قد علم من عوائدهم الجميلة في تعظيم ما عظمه الله تعالى لامتثالهم سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم حيث يقول: تعرضوا لنفحات الله، وهذه الليلة المباركة من جملة النفحات وكيف لا، وقد جعلت فيها الصلوات الخمس بخمسين إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء، وهذا هو الفضل العظيم من غني كريم، فكانوا إذا جاءت يقابلونها بما تقدم ذكره شكرا منهم لمولاهم على ما منحهم وأولاهم نسأل الله الكريم أن لا يحرمنا ما من به عليهم إنه ولي ذلك آمين”[34].

****************

هوامش المقال:

[1]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ص: 227، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية 2 /426.

[2]) حلل الديباج المطروزة بقصة الإسراء والمعراج ص: 3.

[3]) حلل الديباج المطروزة بقصة الإسراء والمعراج ص: 5.

[4]) صحيح البخاري 5 /52.

[5]) صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان 1 /236.

[6]) جامع الأصول في أحاديث الرسول 11 /292.

[7]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ص: 227.

[8]) الروض الأنف في شرح السيرة النبوية 3 /395.

[9]) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 2 /11.

[10]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 7 /154-155.

[11]) نقلا عن ابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفى 1 /349.

[12]) الابتهاج في أحاديث المعراج ص: 6-70.

[13]) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 2 /210.

[14]) السراج الوهاج في ازدواج المعراج ص: 21.

[15]) سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد 3/ 95.

[16]) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 1/ 382.

[17]) نقلا عن ابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفى 1/ 349.

[18]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ص: 244.

[19]) إحياء علوم الدين 1 /361.

[20]) الوفا بأحوال المصطفى 1/ 349.

[21]) لمحات الأنوار ونفحات الأزهار 3/ 1320.

[22]) روضة الطالبين وعمدة المفتين 10/ 206 .

[23]) حلل الديباج المطروزة بقصة الإسراء والمعراج ص: 5.

[24]) نقلا عن ابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفى 1 /349، وابن دحية في الابتهاج في أحاديث المعراج ص: 9.

[25]) نقلا عن ابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفى 1 /349.

[26]) الابتهاج في أحاديث المعراج ص: 6-70.

[27]) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 2/ 210.

[28]) السراج الوهاج في ازدواج المعراج ص: 21.

[29]) الطبقات الكبرى لابن سعد 1 /213.

[30]) الطبقات الكبرى لابن سعد 1 /214.

[31]) أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب ص: 54.

[32]) الابتهاج في أحاديث المعراج ص: 9.

[33]) زاد المعاد في هدي خير العباد ص: 18.

[34]) المدخل 1 /294.

*******************

جريدة المراجع

الابتهاج في أحاديث المعراج لعمر بن حسن ابن دحية الكلبي السبتي، تحقيق: رفعت فوزي عبد المطلب، مكتبة الخانجي، القاهرة- مصر، مطبعة المدني، المؤسسة السعودية بمصر، الطبعة الأولى: 1417 /1996.

الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان لمحمد بن حبان بن أحمد بن حبان البُستي، ترتيب: علاء الدين علي بن بلبان الفارسي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت- بيروت، الطبعة الأولى: 1412 /1991.

إحياء علوم الدين لمحمد بن محمد الغزالي الطوسي، دار الكتب العربية الكبرى، سربايا، مصر، 1334.

أداء ما وجب في بيان وضع الوضاعين في رجب لعمر بن حسن ابن دحية الكلبي السبتي، تحقيق: محمد زهير الشاويش، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى: 1419 /1998.

إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري لأبي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني، المطبعة الكبرى الأميرية، مصر، 1323.

جامع الأصول في أحاديث الرسول (ج11) للمبارك بن محمد الجزري ابن الأثير، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة الحلواني، مطبعة الملاح، مكتبة دار البيان، 1392 /1972.

الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، بيروت-لبنان، دار المنهاج، جدة-السعودية، الطبعة: الأولى: 1422، طبعة مصورة عن الطبعة الكبرى الأميرية، بولاق- مصر، 1311.

حلل الديباج المطروزة بقصة الإسراء والمعراج لأحمد بن محمد الرهوني، المطبعة المهدية بتطوان، المغرب، 1352 /1933.

الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لعبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي، تحقيق: عبد الرحمن الوكيل، مكتبة ابن تيمية، مكتبة العلم بجدة، دار النصر للطباعة، دار الكتب الحديثة، دار الكتب الإسلامية، 1410-1387 /1967-1990.

روضة الطالبين وعمدة المفتين ليحيى بن شرف النووي، تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، بيروت- دمشق- عمان، الطبعة الثالثة: 1412/ 1991.

زاد المعاد في هدي خير العباد لمحمد بن أبي بكر ابن القيم الجوزية، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، وعبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1430 /2009.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد (ج2) لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، منشورات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة- مصر، 1418 /1997.

السراج الوهاج في ازدواج المعراج لمحمد بن عبد الله ابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق: صالح بن محمد بن عبد الفتاح بن عبد الخالق، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطاع الشؤون الثقافية، مجلة الوعي الإسلامي، الكويت، الطبعة الأولى: 1435 /2014.

السراج الوهاج في الإسراء والمعراج لبدر محمد عسل، تصحيح: أحمد عبد الصمد موسى، مطبعة عباس عبد الرحمن، مصر، 1357 /1938.

الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم لعياض بن موسى اليحصبي، تحقيق: عبده علي كوشك، منشورات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، دبي- الإمارات، الطبعة الأولى: 1434 /2013.

الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد الزهري، دار صادر،  بيروت-لبنان. (د-ت).

فتح الباري بشرح صحيح البخاري لأحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، المطبعة الكبرى الأميرية، بولاق- مصر، الطبعة الأولى: 1300-1301.

لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن لمحمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي، تحقيق: رفعت فوزي عبد المطلب، دار البشائر الإسلامية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1418 /1997.

المدخل لمحمد بن محمد بن محمد ابن الحاج الفاسي، دار التراث، القاهرة- مصر، (د-ت).

المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ليحيى بن شرف بن مري النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان، الطبعة الثانية: 1392.

المواهب اللدنية بالمنح المحمدية لأحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني، المكتبة التوفيقية، القاهرة- مصر (د-ت).

النور الوهاج في قصة الإسراء والمعراج لأبي بكر بن محمد بن عمر الأحسائي، جمع وترتيب: إبراهيم محمد عبيد، منشورات المكتبة الوطنية، المنامة- البحرين، مطبعة محمد عاطف، مصر، الطبعة الأولى، (د-ت).

الوفا بأحوال فضائل المصطفى لعبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي، اعتناء: محمد زهري النجار، المؤسسة السعدية بالرياض، مطبعة الكيلاني، القاهرة- مصر (د-ت).

*راجعت المقال الباحثة: خديجة ابوري.

Science

يوسف أزهار

  • باحث بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسير ة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق