مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

جواب الفقيه العلامة محمد الحجوي الثعالبي (ت 1376ه) عن سؤال: “هل خطب رسول الله صلى الله عليه عام حجة الوداع في عرفة يوم عرفة”. تعريف وتحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:

وبعد؛

تعد خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أعظم خطبة ألقاها عليه السلام، فقد نزل فيها الوحي مخبرا بإكمال الدين، وإتمام نعمة النبي عليه الصلاة والسلام بالهداية، وتبليغ الرسالة إلى الناس أجمعين، يقول الله تعالى في محكم تنزيله: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” المائدة:3، وكان صلى الله عليه وسلم في هذه الحجة يرمي على راحلته يوم النحر بين الحجيج، وهو يقول مرددا عليهم: “لتأخذوا مناسككم. فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه “[1].

ولعظم هذه الخطبة اختلف فيها الفقهاء من حيث وقوعها بعرفة؛ فقد ذهبت طائفة منهم إلى عدم أدائه عليه السلام الخطبة بعرفة، وذهب فئام من العلماء إلى خطبته عليه السلام بعرفة، وهذا ما بينه الفقيه الحجوي في جوابه للسائل، مستندا في ذلك إلى أحاديث، وآثار، وأقوال العلماء في إثبات الخطبة بعرفة.   

التعريف بالمخطوط:

ثانيا: التعريف بالجواب.

هو: جواب عن سؤال ورد عن الفقيه محمد الحجوي رحمه الله تعالى، لم يذكر صاحب السؤال، الذي يسأله عن آخر فعل النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة عرفة بحجة الوادع.

وتاريخ تأليفه: جاء في الجواب أن مؤلفه قيده بخط يديه في أول محرم الحرام عام 1348ه، ويظهر أن السؤال الوارد على الشيخ كان في نفس التاريخ المذكور للجواب.    

واعتمدت في تحقيق هذا الجواب على نسختين مسودتين، عليهما تصحيحات في هوامشهما، وتشطيبات في متن النص، كما أنهما متشابهتان، فهما من نفس الدرجة من حيث الجودة، والأصحية، والمضمون، وهما محفوظتان بالخزانة الوطنية تحت رقم: 219ح، بخط مؤلفهما رحمه الله. وهما في مجموع النسخة الأولى: من ص:1 إلى ص:6، والنسخة الثانية: من ص:9 إلى ص:13، وهي النسخة المعتمدة في تحقيق النص، مسطرتهما: مختلفة، مقياسهما: 22.5 17 سم، مكتوبتان بخط مغربي معتاد.

النص المحقق:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله. سئل كاتبه عفا الله عنه: هل خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع في عرفة يوم عرفة؟

الجواب:

نعم، وأدلة ثبوته من السنة كثيرة؛ منها ما هو صريح، ومنها ما هو ظاهر فيلحق به.

القسم الأول:

روينا بأسانيدنا في النسائي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “سار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فنزل بها، حتى إذا زالت الشمس أمر بالقصواء[2]، فَرُحلت له، حتى إذا انتهى إلى بطن الوادي خطب الناس، ثم أذن بلال، ثم أقام، فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا”[3]، صح من أحكام عبد الحق، وصححه بسكوته عنه، كما هو مصطلحه المبين في أول أحكامه، بل أيده، فقال: تقدم هذا لمسلم في حديث جابر الطويل ه.

روينا في الصحيحين، واللفظ من حديث جابر الطويل، ثم مكث قليلا (يعني بمنى بعد الفجر)، حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر، تضرب له بنمرة، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عُرَنة، فوجد القبة قد ضربت له بِنَمِرَة حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فَرُحِلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس، وقال: “إن دماءكم إلى آخر الخطبة، ثم أذن، ثم أقام، فصلى الظهر، ثم أقام، فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب رسول صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء على الصخرات، وجعل حبل الشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص”[4]، الحديث.

في سيرة الحافظ الشامي عن المسور بن مخرمة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: “أما بعد، فإن أهل الشرك والأوثان يدفعون من هذا الموضع؛ إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كأنها العمائم في وجوهها، وإنما دفع بعد أن تغيب”، رواه الطبراني[5].  

فيها أيضا روى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما: “إن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بعرفات، فلما قال: لبيك اللهم لبيك، قال: إنما الخير خير الآخرة”[6].

روينا في أبي داود عن ابن عمر قال: “غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى حين صلى الصبح صبيحة يوم عرفة حتى أتى عرفة، فنزل/9/ بِنَمِرة[7]، وهي منزل الإمام الذي ينزل به بعرفة حتى إذا كان عند صلاة الظهر راح رسول الله صلى الله عليه وسلم مهجرا، فجمع بين الظهر والعصر، ثم خطب الناس ثم راح، فوقف على الموقف من عرفة”[8]، قال عبد الحق: “وقد تقدم من حديث جابر أنه عليه السلام خطب قبل الصلاة، وهو المشهور، الذي عمل به الأئمة والمسلمون”[9] ه منه.

روينا في أبي داود، “باب الخطبة على المنبر بعرفة”، وساق بسنده عن رجل من بني ضمرة عن أبيه أو عمه، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر بعرفة، لكن تعقبه عبد الحق، فقال: “وهو حديث لا يثبت، لأنه عن مجهول، وقد ذكر أبو داود والنسائي وغيرهما أنه عليه السلام خطب على بعير، وهو الصحيح المشهور”[10] ه منه.

روينا في النسائي؛ “الخطبة بعرفة قبل الصلاة”، وساق بسنده عن نُبِيْط[11] قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على جمل أحمر بعرفة قبل الصلاة)[12]”[13]، ورواه أبو داود بلفظ: “أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم واقفا على بعير أحمر يخطب”[14]./10/

القسم الثاني:

8- روينا في البخاري؛ “باب قصر الخطبة بعرفة”، وساق بسنده حديث سالم بن عبد الله بن عمر: “أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج أن يأتم بعبد الله بن عمر في الحج، فلما كان يوم عرفة جاء ابن عمر رضي الله عنهما، وأنا معه حين زاغت الشمس، أو زالت، فصاح عند فسطاطه أين هذا؟ فخرج إليه. فقال ابن عمر: الرواح، فقال: الآن، قال: نعم، قال: أنظرني؛ أفيض علي الماء فنزل ابن عمر رضي الله عنهما حتى خرج، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إن كنت تريد تصيب السنة اليوم، فاقصر الخطبة، وعجل الوقوف، فقال ابن عمر: صدق”[15].

وروينا في الموطأ؛ “الصلاة في البيت، وقصر الصلاة، وتعجيل الخطبة بعرفة”، ثم ساق حديث سالم السابق، فمالك كالبخاري، فَهِما الحديث على ظاهره، وهو أنه عليه السلام خطيب بعرفة، وسلك مسلك الجمهور.

إن قول الصحابة “السنة كذا” إنه فعله عليه السلام، أما فقه أبي داود والنسائي وهو وقوع الخطبة بعرفة، فهو مأخوذ من صراحة أحاديثهما.

9- وروينا في أبي داود عن خالد بن العَدَّاء بن هَوذَة، قال: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم عرفة على بعير قام في الركابين”[16]، فالأحاديث التي أوردتها في ذلك تسعة؛ السبعة الأولى منها صريحة، واحد منها في الصحيحين البخاري ومسلم/11/ متفق عليه، وواحد في الطبراني صحيح الإسناد صريح أيضا، وآخر في النسائي كذلك، وواحد في البخاري ظاهر كما علمت، فإنكار كونه عليه السلام خطب يوم عرفة بعرفة مكابرة فيما هو؛ كالضروري من السنة.

قال الزرقاني في شرح الموطأ عقب حديث مسلم ثاني الأحاديث السابقة: “ففيه أنه يستحب للإمام أن يخطب يوم عرفة بهذا الموضع (يعني الموضع الذي خطب به بعرفة وهو بطن الوادي)، وبه قال الجمهور، وهو قول المدنيين، والمغاربة من المالكية، وهو المشهور في المذهب، خلافا للعراقيين، ومرَّ تأويل قولهم هذا. فقول النووي: وخالف فيها المالكية نظر، فإنما هو قول العراقيين منهم، والصحيح خلافه، واتفق الشافعية على استحبابها خلافا لما يوهمه عياض والقرطبي ه”[17].

قال خليل عطفا على المندوب: “ونزوله بنمرة بعد الزوال”[18]، وقال أيضا مشبها فيما لا يجزئ: “كبطن عرنة، وأجزأ بمسجدها بكره ه”[19]، ومسجدها هو مسجد نمرة، وإنما أجزأ الوقوف به؛ لأنه من عرفة، وسبب الكراهة هو ارتباطه بِعُرَنة، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: “وارتفعوا عن بطن عُرَنة”[20]، وحائط هذا المسجد القبلي، الذي إلى جهة الحرم لو سقط لسقط في عُرَنَة حول الحمى يوشك أن يقع فيه.

ونقل الأزرقي عن ابن عباس “أن حد عرفة من الجبل المشرف على بطن عُرَنَة –بالنون- إلى جبل عرفة إلى وصيق إلى ملتقى وصيق، ووادي عرفة بالفاء، ووصيق بواو مفتوحة، وصاد مهملة مكسورة، ومثناة تحتية ساكنة، وقاف”[21]، نقله الحطاب، وقال بعده: “أن جبل الرحمة في وسط عرفة، والناس ينزلون حوله في قطعة من أرض عرفة، وهي متسعة من جميع الجهات، والمحتاج إليه من حدودها ما يلي الحَرَمَ  للاختلاف فيه، ولئلا يجاوزه الحاج قبل الغروب، وقد صار بذلك معروفا بالأعلام التي بنيت، وكانت ثلاثة فسقط منها واحد، وبقي اثنان مكتوب في أحدهما: أنه لا يجوز لحاج بيت الله أن يجاوز هذه الأعلام قبل غروب الشمس ه منه”[22].

وقال تقي الدين الفاسي في تاريخه: “وعُرَنَة التي يجتنب الحاج الوقوف فيها، هي واد بين العلمين الذين هما على حد عرفة /12/، والعلمين الذين هما على حد الحرم، فليست من عرفة، ولا من الحرم، وذكر ابن حبيب أنها من الحرم، قال تقي الدين: وذلك لا يصح على ما ذكر المحب الطبري في القربى”[23]. نقله الحطاب أيضا فمقتضى هذا أنها أربعة أعلام لا ثلاثة خلافا للحطاب.

قال الشيخ ميارة في كبيره: “فائدة: الخطبة إحدى مثلثات[24] الحج؛ فالأولى: بمكة بعد ظهر اليوم السابع، والثانية: يوم عرفة بعرفة بعد الزوال، والثالثة: يوم النحر بمنى، وقد ترك العمل بها هذه الأزمان، واختلف هل يجلس أول الخطبة ه”[25]، باختصار. ولشدة قول العراقيين بعدم الخطبة يوم عرفة، وتأويله لم يعتبره ابن رشد الحفيد في البداية، وحكى الإجماع، فقال: “وأما صفة الوقوف بعرفة فهو أن يصل الإمام إلى عرفة  قبل الزوال. فإذا زالت الشمس خطب الناس، ثم جمع بين الظهر والعصر في أول وقت الظهر، ثم وقف حتى تغيب الشمس. وإنما اتفقوا على هذا؛ لأن هذه الصفة مجمع عليها من فعله صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال: وأن السنة في ذلك أن يأتي المسجد بعرفة يوم عرفة مع الناس، فإذا زالت الشمس خطب الناس -كما قلنا- وجمع بين الظهر والعصر ه”[26].

وصريح الأحاديث السابقة أن الخطبة وقعت في بطن الوادي بعرفة راكبا، وبطن الوادي لا شك أنه من عرفة كما هو صريح.

الحديث الأول، والثاني، والخامس، أما الحديث الثالث، والرابع، والسادس، والسابع، فهي مصرحة بوقوع الخطبة نفسها بعرفة.

فإن قلت: قد يمنع كون بطن الوادي من عرفة. فجوابه أن بطن الوادي من عرفة لقوله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فنزل بها إلى قوله: انتهى إلى بطن الوادي، فهو مصرح أن بطن الوادي من عرفة بلا شك، وهكذا الحديث الخامس، وبهذا يتم الجمع بين ألفاظ /13/ الأحاديث كلها.

وأما قول ابن رشد أن يأتي المسجد بعرنة الخ. فلعل المسجد هو المصلى، التي هناك بأسفل جبل الرحمة، تسمى مسجد الصخرات؛ لوجود صخور كبيرة هناك، فلعله بها خطب عليه السلام، وصلى فيما يظهر من ألفاظ الحديث السابقة.

قال البَثْنُوني في رحلته يقال: “إن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك المصلى”، قلت: وذلك بعد الخطبة والأحاديث السابقة تؤيده، وبعد خطبته عليه السلام، وصلاته هناك، ركب إلى المحل، الذي وقف به بقربه، وهو عند الصخرات هناك، والوقوف لم يكن إلا الذكر والدعاء دون خطبة، فمحل الوقوف غير محل الخطبة، وكل منهما في عرفة كما تصرح به الأحاديث السابقة، وفي حديث جابر في مسلم: “عرفة كلها موقف، وجمع كلها موقف، ومنى كلها منحر”[27]، وزمن الوقوف بعد زمن الخطبة والصلاة.

وهذا كله واضح من لفظ الأحاديث، التي سلفت، والله أعلم. وقيده في أول محرم الحرام عام 1348ه، عبيد ربه محمد بن الحسن الثعالبي الجعفري، وفقه الله.     

خاتمة

وختاما، إن الفقيه الحجوي كان موفقا في جوابه وعرضه للأدلة، ومناقشتها، حيث ذكر الأحاديث الثابتة عن النبي عليه السلام في أدائه الخطبة بعرفة، وأما القسم الثاني من جوابه، فقد عرض فيه آثار الصحابة والسلف الصالح في حجية الخطبة بعرفة، وأقوال علماء المالكية ومن خالفهم، كما عزز اختياره بكتب الرحلة التي حددت المجال الجغرافي لعرفة؛ وما يدخل في مجاله، وما لا يدخل.   

***********************

هوامش المقال:

[1] – صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركائه، القاهرة- عام النشر: 1374هـ- 1955م، كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبا وبيان قوله صلى الله تعالى عليه وسلم “لتأخذوا مناسككم”، رقم الحديث:1297، 2/ 943.

[2] – قال المؤلف معلقا في الحاشية: اسم ناقته عليه السلام بفتح، ومد، كما يظهر من شرح القاموس، ينظر: القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادى، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بإشراف: محمد نعيم العرقسُوسي، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، الطبعة: الثامنة، 1426هـ- 2005م، ص325. ورحلت مبني للمجهول، فخفف، أي: جعل عليها الرحل ه.

[3] – سنن النسائي،  أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب الخراساني النسائي، مكتب المطبوعات الإسلامية-حلب، الطبعة: الثانية، 1406هـ – 1986م، المواقيت، الجمع بين الظهر، والعصر بعرفة، رقم الحديث: 604، 1 /290.

[4] – صحيح مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث:1218، 2/ 885. سنن أبي داود، ، أبو داود سليمان بن الأشعث، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، كتاب المناسك، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث: 1905، 2/ 182.  سنن النسائي، كتاب: المواقيت، الجمع بين الظهر، والعصر بعرفة، رقم الحديث:604، 1 /290.

[5] – المعجم الكبير للطبراني، أبو القاسم سليمان الطبراني، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية – القاهرة، الطبعة: الثانية، باب الميم: محمد بن قيس، عن المسور بن مخرمة، رقم الحديث: 1087. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، أبو الحسن نور الدين الهيثمي، تحقيق حسام الدين القدسي، مكتبة القدسي، القاهرة، عام النشر: 1414هـ، 1994م، كتاب الحج،  باب الدفع من عرفة والمزدلفة، رقم الحديث:5559. وقال الهيثمي في الحديث: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.

[6] – السنن الكبرى للبيهقي، أبو بكر البيهقي، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية-القاهرة، الطبعة: الأولى، 1432هـ – 2011م، كتاب الحج، باب كيف التلبية، رقم الحديث:9107.

[7] – قال المؤلف في الحاشية: نَمِرَة: بفتح، فكسر محل في حدود ما بين منى وعرفة على أحد عشر ميلا من مكة. قال البَثْنُونِي في رحلته: وهناك مسجد كبير عمره سلطان فايَتْبَاي في نصفه الغرب الذي إلى مكة في الحرم، ونصفه الآخر في الحل ه. وفي جنوبه بطن عُرَنَةَ الذي هو في حدودِ عرنة والعَلَمَان، اللذان هما بين عرنة ومنى، والنبي صلى الله عليه وسلم نزل بنَمِرَة. وعند الزوال رُحِلَت له ناقته، وركب حتى دخل عرفة. وفي بطن الوادي هناك خطب الناس، ثم صلى الظهر، والعصر، ومحل خطبته من عرفة بلا شك، ثم تقدم إلى محل الوقوف عند الصخرات، وهناك وقف يدعو من غير خطبة إلى أن غربت الشمس. هذا ما دلت عليه الأحاديث أمامك، وعليه فَهِمَها الأئمة، والله أعلم. ولم نقف الآن إلى نص صريح من إمام يهتدى به أن خطبته وقعت في المحل، الذي بنى به مسجد نمرة، بل الأحاديث أنها وقعت في بطن واد عرفة، ومسجد نمرة، هو في حد عرفة وجداره الجنوبي خارج عنها في بطن عُرَنة، كما يأتي نقله عن الأئمة الأعلام ه. مؤلف.     

[8] – سنن أبي داود، كتاب المناسك، باب الخروج إلى عرفة، رقم الحديث:1913، 2 /188.

[9] – الأحكام الوسطى من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عبد الحق الإشبيلي، تحقيق: حمدي السلفي، صبحي السامرائي، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الرياض – المملكة العربية السعودية، عام النشر: 1416ه- 1995م، 2/ 307.

[10] – الأحكام الوسطى، 2/ 307.

[11] – قال المؤلف معلقا في الحاشية: نبيط بن شريط بالتصغير فيها. وفي جامع الأصول أن شريطا مكبر الأشجعي له صحبة، وبقي بعد النبي عليه السلام زمانا ه. باختصار من الإصابة. ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى- 1415ه، 6/ 332.

[12] – سنن النسائي، كتاب مناسك الحج، الخطبة بعرفة قبل الصلاة؟، رقم الحديث:3007، 5/ 253.

[13] – قال المؤلف معلقا في الحاشية: يوفق حديث خطبته عليه السلام على جمل أحمر، أو بعير، وبين حديث جابر السابق من ركوبه ناقته القصواء، بأن الراوي هنا لم يحقق؛ هل هو ذكر، أو أنثى، فعبر بالبعير، أو جمل تسمحا، وجابر كان قريبا، وحقق كونها القصواء، فذكرها باسمها الخاص، وهو أولى بأن يعتمد في الصحيح، ويحتمل أنه ركب الناقة أولا، ثم ركب الجمل ثانيا، والأول أظهر ه. كاتبه.   

[14] – سنن أبي داود، كتاب المناسك، باب الخطبة على المنبر بعرفة، رقم الحديث:1916، 2/ 189.

[15] – صحيح البخاري، أبو عبد الله محمد البخاري، تحقيق: مصطفى ديب البغا، (دار ابن كثير، دار اليمامة) – دمشق، الطبعة: الخامسة، 1414هـ – 1993م، كتاب الحج، باب: قصر الخطبة بعرفة، رقم الحديث:1580.

[16] – سنن أبي داود، كتاب المناسك، باب الخطبة على المنبر بعرفة، رقم الحديث:1917، 2 /189.

[17] – شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، محمد بن عبد الباقي الزرقاني، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، الطبعة: الأولى، 1424هـ-2003م 2/ 538.

[18] – مختصر خليل، خليل بن إسحاق المصري، تحقيق: أحمد جاد، دار الحديث/القاهرة، الطبعة: الأولى، 1426هـ/2005م، ص70.

[19] – مختصر خليل، ص69.

[20] – موطأ مالك، مالك بن أنس، صححه، ورقمه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، عام النشر:1406ه-1985م، كتاب الحج، باب الوقوف بعرفة والمزدلفة، رقم الحديث:166، 1 /388. سنن ابن ماجه، أبو عبد الله محمد بن ماجه القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية-فيصل عيسى البابي الحلبي، كتاب المناسك، باب الموقف بعرفات، رقم الحديث:3012، 2/ 1002. السنن الكبرى للبيهقي،  أبو بكر أحمد البيهقي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الثالثة، 1423 هـ- 2003م، كتاب الحج،  باب: حيث ما وقف من عرفة أجزأه، رقم الحديث:9459، 5/ 187.

[21] – مواهب الجليل في شرح مختصر خليل، أبو عبد الله محمد الحطاب، دار الفكر، الطبعة: الثالثة، 1412هـ – 1992م، 3 /93.

[22] – مواهب الجليل في شرح مختصر خليل، 3 /93.

[23] – العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تقي الدين محمد الفاسي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1998م، 1 /273-274. مواهب الجليل في شرح مختصر خليل، 3 /97.

[24] – قال المؤلف في الحاشي: قوله: إحدى مثلثات الحج، زاد إسماعيل اليمني في سبل.

[25] – الدر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين لا بن عاشر، محمد بن أحد ميارة الفاسي، تحقيق: عبد الله المنشاوي،  دار الحديث القاهرة،سنة النشر: 1429هـ-2008م، ص517.

[26] – بداية المجتهد ونهاية المقتصد، أبو الوليد محمد بن رشد، دار الحديث– القاهرة، تاريخ النشر: 1425ه-2004م، 2 /112.

[27] – صحيح مسلم، كتاب الحج، باب ما جاء أن عرفة كلها موقف، رقم الحديث:1218. سنن أبي داود، كتاب المناسك،  باب الصلاة بجمع، رقم الحديث:1937. سنن النسائي، كتاب مناسك الحج، رفع اليدين في الدعاء بعرفة، رقم الحديث:5 /255.

*******************

لائحة المصادر والمراجع

الأحكام الوسطى من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عبد الحق الإشبيلي، تحقيق: حمدي السلفي، صبحي السامرائي، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الرياض-المملكة العربية السعودية، عام النشر: 1416ه- 1995م.

الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى- 1415ه.

بداية المجتهد ونهاية المقتصد،  أبو الوليد محمد بن رشد، دار الحديث– القاهرة، تاريخ النشر: 1425ه-2004م.

الدر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين لا بن عاشر، محمد بن أحد ميارة الفاسي، تحقيق: عبد الله المنشاوي، دار الحديث القاهرة،سنة النشر: 1429هـ-2008م.

سنن ابن ماجه، أبو عبد الله محمد بن ماجه القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية-فيصل عيسى البابي الحلبي.

سنن أبي داود، ، أبو داود سليمان بن الأشعث، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.

السنن الكبرى للبيهقي،  أبو بكر أحمد البيهقي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الثالثة، 1423 هـ- 2003م.

السنن الكبرى للبيهقي، أبو بكر البيهقي، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية-القاهرة، الطبعة: الأولى، 1432هـ – 2011م.

سنن النسائي،  أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب الخراساني النسائي، مكتب المطبوعات الإسلامية-حلب، الطبعة: الثانية، 1406هـ – 1986م.

شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، محمد بن عبد الباقي الزرقاني، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، الطبعة: الأولى، 1424هـ-2003م.

صحيح البخاري (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه)، أبو عبد الله محمد البخاري، تحقيق: مصطفى ديب البغا، (دار ابن كثير، دار اليمامة) – دمشق، الطبعة: الخامسة، 1414هـ – 1993م.

صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركائه، القاهرة- عام النشر: 1374هـ- 1955م.

العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تقي الدين محمد الفاسي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1998م، 1/ 273-274.

القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادى، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بإشراف: محمد نعيم العرقسُوسي، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، الطبعة: الثامنة، 1426هـ- 2005م.

 مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، أبو الحسن نور الدين الهيثمي، تحقيق حسام الدين القدسي، مكتبة القدسي، القاهرة، عام النشر: 1414هـ، 1994م.

مختصر خليل، خليل بن إسحاق المصري، تحقيق: أحمد جاد، دار الحديث/القاهرة، الطبعة: الأولى، 1426هـ/2005م.

المعجم الكبير للطبراني، أبو القاسم سليمان الطبراني، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية –القاهرة، الطبعة: الثانية.

مواهب الجليل في شرح مختصر خليل، أبو عبد الله محمد الحطاب، دار الفكر، الطبعة: الثالثة، 1412هـ – 1992م.

موطأ مالك، مالك بن أنس، صححه، ورقمه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، عام النشر:1406ه-1985م.

*راجع المقال الباحث: د. عبد الفتاح مغفور

Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق