مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

بعض ما ورد في شهر رجب من الأحاديث والآثار: “انتقاء وتخريج”

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم :

       يعد شهر رجب من أشهر الله الحرم، الذي ورد بشأنه العديد من الأحاديث النبوية والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم  ، منها الصحيح، ومنها دون ذلك؛ ولأهمية هذا الموضوع أفردته بهذا المقال، الذي سأذكر فيه بعض الآثار  الصحيحة الواردة في هذا الشهر الفضيل، مكتفية بإيراد خمسة منها، وفق المنهج الآتي:

أولا: أذكر في القسم الأول ثلاثة أحاديث نبوية صحيحة  في شهر رجب، مع تخريجها تخريجا مختصرا.

ثانيا: أذكر في هذا القسم أثرين عن  الصحابة في شهر رجب، مع تخريجهما تخريجا مختصرا

وهذا أوان الشروع في المقصود فأقول وبالله التوفيق:

أولا: بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رجب وتخريجها

الحديث الأول:

نص الحديث

عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:  قال: “الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مُضَر، الذي بين جمادى وشعبان”.

تخريجه:

أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في سبع أرضين ([1])، ومسلم في صحيحه، كتاب: القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب: تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال ([2]) واللفظ لهما.

الحديث الثاني:

نص الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا فرع ولا عتيرة ، والفرع أول النتاج، كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة: في رجب”.

تخريجه:

أخرجه  البخاري ي صحيحه ، كتاب: العقيقة، باب: الفرع([3])، مسلم في صحيحه، كتاب: الأضاحي، باب:  الفرع والعتيرة ([4])، وأحمد في مسنده  ([5])،واللفظ للبخاري.

الحديث الثالث:

نص الحديث:

عن أبي المليح، قال: نبيشة رضي الله عنه: نادى رجل وهو بمنى، فقال: يا رسول الله: إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب، فما تأمرنا؟ قال: “اذبحوا لله في أي شهر كان، وبروا الله عز وجل وأطعموا..” .

تخريجه:

أخرجه أحمد في مسنده ([6])،وأبو داود في سننه كتاب: الضحايا، باب: العتيرة([7])،  والنسائي في سننه في كتاب: الفرع والعتيرة، باب: تفسير العتيرة واللفظ له([8]).

 وصحح الحاكم إسناده في المستدرك، قال: “هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه”([9]) .

 ثانيا: بعض آثار السلف من الصحابة والتابعين في شهر رجب وتخريجها

الأثر الأول:

نص الأثر:

عن خرشة بن الحر، قال: “رأيت عمر يضرب أكف الناس في رجب، حتى يضعوها في الجفان، ويقول: كلوا؛ فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية “.

تخريجه:

 أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف([10])، والطبراني في المعجم الأوسط([11]) من طريق الأعمش، عن وَبَرة بن عبد الرحمن المُسْلِيّ، عن خرشة به.

والأثر صحيح صححه شيخ الإسلام ابن تيمية كما في. مجموع الفتاوى.([12])

الأثر الثاني:

نص الأثر:

عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر  رضي الله عنها -وكان خال ولد عطاء –قال: أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر ،فقالت: بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة ؛العلم في الثوب، وميثرة الأرجوان، وصوم رجب كله، فقال لي عبد الله : أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد؟ وأما ما ذكرت من العلم في الثوب، فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما يلبس الحرير من لا خلاق له، فخفت أن يكون العلم منه، وأما ميثرة الأرجوان فهذه ميثرة عبد الله، فإذا هي أرجوان…”.

تخريجه:

أخرجه مسلم في صحيحه في: كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء([13])، وأحمد في مسنده([14]) واللفظ لمسلم.

 الخاتمة:

وفي ختام هذا المقال خلصت إلى أن:

1-شهر رجب يعد من أشهر الله الحرم الذي ورد في شأنه  عدة أحاديث وآثار عن الصحابة ،منها: الصحيح، ومنها دون ذلك من الضعيف والموضوع.

2- الأحاديث النبوية الثلاثة المذكورة صحيحة.

3-الأثرين المذكورين  صحيحين.

******************

هوامش المقال: 

([1])  صحيح البخاري (2 /419)، برقم: (3197).

([2])  صحيح مسلم (2 /799)، برقم: (1679).

([3])  صحيح البخاري (3 /450)، برقم: (5473).

([4])  صحيح مسلم (2/ 950)، برقم: (1976).

([5])  مسند أحمد (16 /234) برقم: (10356)

([6])  مسند أحمد (34 /328-329)، برقم: (20729).

([7])  سنن أبي داود (ص: 502)، برقم: (2830).

([8])  سنن النسائي الكبرى (5 /412)، برقم: (4751) .

([9])  المستدرك على الصحيحين (4 /263).

([10])  مصنف ابن أبي شيبة (4 /164-165)، برقم: (9846) 

([11])  المعجم الأوسط(7 /327)، برقم: (7636).

([12])  مجموع الفتاوى (25 /291).

([13])  صحيح مسلم  (2 /996)، برقم: (2069). 

([14])  مسند أحمد (1 /312-313)، برقم: (181). 

**************

لائحة المصادر والمراجع المعتمدة:

الجامع الصحيح. أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قام بشرحه، وتصحيحه ، وتنقيحه: محب الدين الخطيب، ورقم كتبه، وأبوابه، وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، وراجعه، وقام بإخراجه، وأشرف على طبعه: قصي محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية القاهرة. ط 1/ 1400هـ..

سنن النسائي. لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي. تحقيق ودراسة:  مركز البحوث وتقنية المعلومات دار التأصيل القاهرة.  إصدارات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قطر. ط1/ 1433هـ- 2012مـ.

السنن؛ لأبي داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني، حكم على أحاديثه وآثاره وعلق عليه: محمد ناصر الدين الألباني، اعتنى به: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، مكتبة المعارف الرياض، ط2/ 1428هـ- 2007مـ.

صحيح مسلم. وفي طليعته: غاية الابتهاج لمقتفي أسانيد كتاب مسلم بن الحجاج لمحمد بن محمد مرتضى الزبيدي.دار طيبة. الرياض. ط1/ 1427هـ-2006مـ..

مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية. جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وساعده ابنه محمد . طبع بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود المدينة المنورة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف  السعودية. 1425هـ- 2004مـ

المستدرك على الصحيحين، لمحمد بن عبد الله الحاكم، تحقيق: مصطفى بن عبد القادر عطاء، دار الكتب الحديث،ط1/ 1422هـ- 2002مـ

المسند. لأحمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، عادل مرشد، هيثم عبد الغفور، مؤسسة الرسالة ط1/ 1420هـ- 1999مـ.

المصنف. لأبي بكر عبد الله محمد بن أبي شيبة. تحقيق: حمدي عبد الله الجمعة- محمد بن إبراهيم اللحيدان-مكتبة الرشد بيروت.ط1 /1425هـ- 2004مـ.

المعجم الأوسط. لسليمان بن أحمد الطبراني. تحقيق: طارق بن عوض- عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني. دار الحرمين القاهرة ط1 /1415هـ- 1995مـ.

*راجع المقال الباحث: محمد إليولو

Science

دة. خديجة أبوري

  • أستاذة باحثة مؤهلة بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق