مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينغير مصنف

نزهة الأبصار في فضائل الأنصار لأبي بكرعتيق بن أحمد ابن الفراء الغساني الأندلسي ت 698هـ

 

 

 

 

بقلم: عبداللطيف السملالي

 احتفت كتب التفسير، والحديث، والتاريخ، والسير والمغازي، والأنساب، وطبقات الرجال، بالحديث المستفيض عن الأنصار رضوان الله عليهم أجمعين، باعتبار مكانتهم العلية في الإسلام، فبفضل نقبائهم دخل الإسلام إلى المدينة، وكانوا هم دلائل الدين القويم وسفراءه إلى قلوب ساكنة تلك البقاع، وقد سبق لأولئك النقباء أن عاهدوا النبي عليه الصلاة والسلام، في بيعة العقبة الأولى والثانية، على نصرته والوقوف بجانبه في السراء والضراء، بل هم الذين استقبلوه بلهفة المشتاق في مدينتهم واحتفوا بمَقْدَمِهِ عليهم أيَّمَا احتفاء، وبمقدم إخوانهم المهاجرين الفارين بدينهم من مكة بعد أن استحالت عليهم الإقامة في بيئة غلبت على أهليها الإذاية البالغة لصاحب الدعوة عليه الصلاة والسلام، ولزمرة من اتّبع هديه وسلك طريقه.

والأنصار رضوان الله عليهم يمثلون صفحة مشرقة في تاريخ الإسلام، وتحمل مواقفهم الجليلة التي أبدوها منذ الوهلة الأولى لإشراقة نور الهداية في قلوبهم، المعاني السامية للاتباع والاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام، وفيها الصور الناصعة للإخلاص التام لقيم الإسلام الذي سكن دواخلهم، وللوفاء الخالص لإخوانهم المؤمنين المهاجرين، فقد أسكنوهم منازلهم وشاطروهم أموالهم، بل قدموا مثلا أعلى في البذل والإيثار.

لقد تعددت مواقف الأنصار في تاريخ الإسلام، وتنوعت صور تضحياتهم الجسام في نصرة الإسلام بأرواحهم وأموالهم، وساهموا مساهمة كبيرة في السرايا والغزوات على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كما سجل لهم التاريخ دورهم المهم في قيادة الجيوش التي جابت الأقطار والأمصار، كما خلد مواقفهم المشهودة في الحروب التي خاضوها في فترة الخلافة الراشدة.

ولا تخفى الأدوار التي اضطلع بها الأنصار، من خلال زمرة طيبة منهم، في حفظ كتاب الله، والنهوض بتعليمه، والسعي إلى تقريب معانيه، والاجتهاد في بيان أحكامه في الأوساط التي حلوا بها وأقاموا فيها.

كما حرص الأنصار، كباقي إخوانهم المهاجرين، على تمثل الهدي النبوي في حركاتهم وسكناتهم، وعملوا على نقل ما عاينوه من أحوال النبي عليه الصلاة والسلام، وأفعاله، وما تلقوه من أقواله وتقريراته، فبواسطتهم انتهت إلينا الكثير من السنن النبوية، وما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام في أداء عباداته، وفي مباشرة معاملاته مع أصحابه.

واعتبارا لمكانة الأنصار رضوان الله عليهم في الإسلام، وتنويها بفضائلهم وبجليل الأعمال التي نهضوا بها في الذود عن حياض بيضة الإسلام، وتقديرا لرفعة  مكانتهم وجميل الثناء الذي نالوه، المسطر في كثير من الآيات القرآنية، والمروي على لسان صاحب الرسالة عليه أفضل الصلاة والسلام، وإشادة بمناقب صفوة منهم وبجليل فضائلهم، عكف العلماء على مر العصور على تدوين أخبارهم، وتفصيل القول في أنسابهم، والعناية بما ورد في شأنهم والثناء عليهم في الذكر الحكيم، وما أفاضت فيه الأحاديث النبوية من مدحهم عامة، وفي بعض الأفراد منهم خاصة، وهذه بعض أشهر المؤلفات التي اعتنت بموضوع الأنصار رضوان الله عليهم:

1.  كتاب فضائل الأنصار. لوهب بن وهب الأسدي القرشي أبو البختري (ت200هـ). (الفهرست. ابن النديم. 300).
2.  كتاب فضائل الأنصار. لأبي داود سليمان بن داود الطيالسي (ت 204هـ). (تقريب التهذيب. ابن حجر. 1/76).
3.  نسب الأنصار. لعبد الله بن محمد ابن القداح. (توفي قبل سنة 236هـ). (الطبقات الكبرى. ابن سعد. 3/513).
4.  كتاب فضائل الأنصار. لأبي الوليد يونس بن عبدالله ابن الصفار القرطبي(ت429هـ). (ترتيب المدارك. القاضي عياض. 8/19).
5.  جزء من مسند الأنصار الذين شهدوا بدرا والعقبة. لأبي محمد هبة الله بن سهل السيدي (ت 533هـ). ( التحبير في المعجم الكبير. السمعاني. 2/359).
6.  كتاب الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار. عبد الله بن أحمد ابن قدامة المقدسي (ت 620هـ).
7.  نزهة الأبصار في فضائل الأنصار. لأبي بكر عتيق بن أحمد ابن الفراء الغساني الغرناطي (ت 698هـ). (موضوع هذه الورقة التعريفية).
8.  جلاء الأفكار في مناقب الأنصار. لعبدالرحمن بن محمد الدباغ القيرواني (ت699هـ).  (هدية العارفين. البغدادي. 526).
9.  أخبار قبائل الخزرج أخي الأوس: لأبي محمد عبدالمؤمن بن خلف الدمياطي (ت705هـ).
10. تحفة الأخيار في فضائل الأنصار. لنور الدين بن حسين الأنصاري ( كان حيا سنة 998هـ).
11. نيل القربات بأهل العقبات. عبدالسلام بن الطيب القادري (ت 1110هـ). مخطوط المكتبة الوطنية. الرباط. أرقام: K93 ـ D487 ـ 1039 ق.
12. مناقب الأنصار. محمد بن علي أحمد اليعقوبي. (كان حيا عام 1281هـ). مخطوط خزانة القرويين. أرقام: 280 ـ 1825 ـ 1785ـ
13. مناقب الأنصار. عبدالنبي بن عبدالرحمن المجذوب الفاسي (ت 1283هـ). مخطوط خزانة القرويين. رقم 30 (ضمن مجموع).
14. لباب علم السير في نصر الأنصار لخير مضر (منظومة). محمد بن أحمد بن أبي الجكني (ت ؟). مخطوط المكتبة الوطنية. الرباط. رقم: D 1612 .

    ومن أهم تلك المؤلفات التي جلت مناقب وفضائل الأنصار والأدوار التي اضطلعت بها  هذه الفئة المؤمنة في نصرة الإسلام بكل ما أوتيت من قوة، كتاب: (نزهة الأبصار في فضائل الأنصار). لأبي بكر عتيق بن أحمد ابن الفراء الغساني الغرناطي (ت 698هـ)، وهو أحد الكتب الأندلسية النفيسة الذي سَلِمَ من الضياع، وانتهى إلينا مطبوعا محققا منذ أزيد من عَقْدٍ من الزمن.

    وعلى عادة المؤلفين حاول المؤلف تلخيص مضمون كتابه في المقدمة، والدواعي التي أملت عليه الانكباب على دراسة موضوع الأنصار، وبيان المنهج الذي سار عليه في هذا التأليف، وذكر ما تميز به مؤلفه عن غيره. يقول ابن الفراء الغساني:

    «وبحسب ما يقرع الأسماع من نشر مآثرهم ومفاخرهم[أي الأنصار]، وتسمعه الآذان من حسن مواردهم في أحوالهم الكريمة ومصادرهم، ويرد عليها من ذكر فضائلهم ومناقبهم، تبصر أعين البصائر علو درجاتهم في الفضل وأقدارهم، وتتضاعف أسباب المحبة بالوقوف على حميد سيرهم وجميل آثارهم.

    وقد قام الناس بهذه الوظيفة الجليلة، وانتهزوا الفرصة في اغتنام هذه الغنيمة، وإحراز هذه الفضيلة، فنشروا من ذلك ما لا يتغير بطول المدة، ولا يزيد مع تعاقب الأيام إلا جمالاً وبهاء وجِدَّةً.

    غير أني رأيت بعض من تعرض لذلك من المتأخرين، نقصه ذكر الأنصار بعد ذكر المهاجرين، فقصدت تتميم ذلك القصد، واستدراك ما أغفله في ذلك الحد، ثم إني لما عجزت عن معارضته في حسن مساقه، والوقوع على ما غاص من تفسير درره وفاخر أعلاقه، لم أتعرض لإدراك مداه، ولا تعاطيته أن أحل نفسي بعلي منتداه، فانتزعت خلاف منزعه، ومشيت على غير منهجه المسلوك ومهيعه.

    وإذا حصل المقصود والحمد لله، فلا مبالاة بارتكاب الطرق المسلوكة ولا عبرة بالسبل المأخوذة في ذلك أو المتروكة.

    وقد أوردت ما أثبت من ذلك بمنّ الله تعالى، معتمداً فيه على تجريد الصحيح من الأثر وانتقائه، مضموماً فيه الشكل إلى شكله، مجعولاً بإزائه مسوقاً بحذائه.

    وضمنته نبذاً من النسب والتفسير والأثر والفضائل والمناقب، موصولاً ذلك ببيان المشكل وشرح الغريب، نظمت ذلك كله عقوداً، وأقمت عليه من انتقاء المتخير بينة عادلة وشهوداً، فجاء بفضل الله تعالى مرهف الحد، محكم العقد، لا يلين عن غمز النقد، ولا يقف بموقف من مواقف الرد»[1].

    وقد انتظم الكتاب واستوى موضوعه  في خمسة أبواب:

    الأول: في ذكر نسب الأنصار .

    الثاني: في ثناء الله تعالى عليهم.

    الثالث: في ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيضاً عليهم.

    الرابع: في مناقب آحاد منهم رضي الله على جميعهم.

    والأخير: في فضل بلدهم.

    ومن خلال هذا الكتاب يظهر أن العلامة ابن الفراء الأندلسي كان مزودا بمعارف متنوعة أهلته عن جدارة واستحقاق إلى الخوض في هذا الموضوع الجليل ، كما أبان على اطلاعه الواسع على كتب التفسير والحديث واللغة والأنساب والسير والتراجم والتاريخ، حيث اعتمد على مجموعة منها في بناء أبواب كتابه وبسط المعلومات المختلفة الدالة على فضائل الأنصار.

    اعتمد المؤلف في كتابه على رصيد كبير من الآثار والمرويات التي كان يستلزمها مجال موضوعه الذي انكب على دراسته، واجتهد المؤلف في الالتزام بما وعد به في مقدمة تصنيفه، وذلك باعتماده على تجريد وانتقاء صحيح الأثر. يقول ابن الفراء الغساني: (وقد أوردت ما أثبت من ذلك بمن الله تعالى، معتمداً فيه على تجريد الصحيح من الأثر وانتقائه، مضموماً فيه الشكل إلى شكله، مجعولاً بإزائه مَسُوقاً بحذائه)[2].

    ولم يكن استناده ـ غالبا ـ في كتابه سوى على مصادر الحديث المعتبرة للاستدلال بها؛ كصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن الترمذي، ومصنف ابن أبي شيبة، ومصنف عبدالرزاق.

    لقد نزع المؤلف في كثير من الأحيان وفي مواطن متفرقة من أبواب الكتاب إلى الاستطراد الطويل، رغبة منه في توضيح ما هو بصدد عرضه، فمثلا عند ذكر أسباب نزول الآية الكريمة: (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون)[3] التي نزلت في حيّين من الأنصار: بني سلِمة من الخزرج، وبني حارثة ابن الأوس، استطرد في ضبط كلمة (بنو سلمة) قائلا: (بنو سلِمة - بكسر اللام- على أنه لا يعرف في الأزد سلمة إلا في الأنصار، وسلمة أيضاً في جهينة من قضاعة وفي جحجبى بن مذحج - والمعروف في قبائل قيس بفتح اللام)[4].

    ولم يكتف ابن الفراء بسرد الآيات القرآنية الواردة في الثناء على الأنصار وبيان فضلهم، بل كان يعقبها بالشرح والبيان معتمدا في ذلك على بعض التفاسير، وأحيانا يدرج بعض الاستطرادات التي يراها لازمة في ذاك الموطن.

    وعند حديثه عن أنساب الأنصار أدرج المؤلف مجموعة من الوقائع والأحداث التاريخية المختلفة التي حَفَلَت بأخبارها كتب التاريخ والأنساب والأدب العامة.

    وفي الفصل المخصص لبيان الثناء النبوي على الأنصار انتقى مجموعة من الأحاديث النبوية، استدل من خلالها على جليل قدر الأنصار وسمو الدرجة التي أدركوها عند النبي صلى الله عليه وسلم، ولبيان مضامين تلك الروايات استعان المؤلف بشروح العلامة أبي بكر ابن العربي، من ذلك قوله بعد عرض الحديث المُنَوَّهِ بفضل الأنصار: («آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار»[5].

    قال القاضي أبو بكر ابن العربي رحمه الله: (الكلام على هذا الحديث في ثلاثة فصول:

    الفصل الأول: في تفسير غريبه.

    الثاني: في حفظ الأصول منه.

    الثالث: في معانيه)[6].

    واستهل المؤلف الفصل الرابع، المخصص لذكر مناقب بعض أفراد الأنصار، بالحديث عن المؤاخاة التي تمت بين الأنصار والمهاجرين، مع بيان مزايا تلك المؤاخاة وأثرها الطيب في المجتمع الإسلامي بالمدينة المنورة، يقول ابن الفراء الغساني: (كانت هذه المؤاخاة للمهاجرين مع الأنصار عند مقدم المدينة، لتذهب عنهم وحشة الغربة ويأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة وليشتد أزر بعضهم ببعض، فلما عز الإسلام وانتظم الشمل، وذهبت الوحشة، أنزل الله تعالى: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب الله)[7] يعني في الميراث، ثم جعل المؤمنين كلهم إخوة يعني في التواد وشمول الدعوة. وقد كان المهاجرون والأنصار يتوارثون بهذه المؤاخاة)[8].

     ولم يغفل المؤلف ذكر أسماء أولئك المتآخين بتفصيل، مع بعض الاستطرادات التي تفيد بأحوال بعض الصحابة. ورغبة منه في بيان مَنْقَبَة بعضهم أدرج تراجم نخبة منهم، مُجَلِّيًّا جليل الأعمال التي بادروا إليها لنصرة الإسلام وإعلاء رايته. مثل ترجمته لـ: أبي أيوب الأنصاري ، وحنظلة بن أبي عامر رضي الله عنهما.

    وتوقف المؤلف عند الخبر المتضمن للمفاخرة التي تمت بين الأوس والخزرج، وفيها تعداد لرجال أبلوا البلاء الحسن في ساحة الوغى، وآخرين كرَّسُوا حياتهم لخدمة كتاب الله تعالى حفظا وتعليما. ومما جاء في ذاك الخبر:

    (افتخر الحَيَّانِ الأوسُ والخزرجُ، فقالت الأوس منّا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر، ومنّا الذي حمت لحمه الدَّبْر عامر بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنّا الذي اهتز العرش لموته سعد بن معاذ، ومنّا من أجيزت شهادته شهادة رجلين: خزيمة بن ثابت، فقالت الخزرج: منّا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أُبَيُّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد)[9].

    ولإبراز معرفته الجيدة بتراجم أولئك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، عمد المؤلف إلى تخصيص حيز ليس بالموجز للتعريف بهم وتجلية مناقبهم.

    لقد أضفى ابن الفراء على كتابه مَسْحَةً أدبية دلّت على حسن اختياراته وعلى معرفته الجيدة بمصادر التراث الأدبي، حيث أدرج مجموعة من النصوص الشعرية التي أبدعها شعراء الصحابة، كما أنه وظّف بعضها لتعداد مكارم وأمجاد هؤلاء الأنصار، من ذلك قصيدة كعب بن زهير التي مدح بها الأنصار التي جاء في بعضها: 

    من سرَّه كرمُ الحياة فلا يَزَلْ = فِي مِقْنَبٍ منْ صَالِحِي الأَنْصَار

    ورثوا المكارم كابِراً عن كابِرٍ = إن الخِيار همُ بنو الأخْيار

    المُكْرِهِينَ السَّمْهَرِيِّ بِأَذْرُعٍ = كسَوالِفِ الهِنْدِيِّ غيرِ قِصَارِ

    والبَائِعِين نفوسَهم لنبيِّهم = للموت يوم تَعَانُقٍ وكرَار

    يتطهرون يرونه نُسُكاً لَهم = بدماء من عَلِقوا من الكُفّار

    ضرَبوا عَلِيّاً يوم بدر ضربةً = دانتْ لوقعتِهَا جمِيعُ نِزَارِ

    لو يعلمُ الأقوامُ عِلْمي كلّه = فيهمْ لصدَّقَني الذين أُمَاري

    قومٌ إذا خَوَتِ النُّجومُ فإنّهُمْ = للطَّارقين النّازلين مَقَارِي[10]

    واعتبارا لمكانة البقعة الطيبة التي أوت النبي صلى الله عليه وسلم، واجتمع على أرضها الأنصار والمهاجرون، ومنها كانت انطلاقة أنوار الهداية لتعم مشارق الأرض ومغاربها، خصص المؤلف الفصل الأخير لسرد فضائل المدينة المنورة وما ورد في شأنها من الأحاديث، ومُعَدِّدًا مزاياها ومزايا أهلها. يقول ابن الفراء: 

    (فالمدينة خصها الله تعالى بمعالم الدين وأنها دار الوحي ومهبط الهدى والرحمة، وبأنها بقعة شرفها الله تعالى بسكنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأنها اشتملت على خير خلق الله، وأن فيها روضة من رياض الجنة، فأهل المدينة من المهاجرين والأنصار أفضل الناس لقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمهم بأحواله وأحكامه وأيامه وسيره)[11]

    وخلاصة القول: إن كتاب (نزهة الأبصار في فضائل الأنصار)، يعدّ من أهم المصادر التي احتفت بذكر فضائل الأنصار رضوان الله عليهم، جَلَّى مُؤَلّفُهُ فيه بإسهابٍ مناقبَ أعيانهم، مفصلا القول في ترجماتهم وأحوالهم، مذكرا بالأدوار الطلائعية التي نهضوا بها في رفع شأن الإسلام ونشر دعوته، واسترخاص كل غال ونفيس في سبيل عزة الدين ورفع رايته خفاقة في الآفاق.

    ومن جميل العناية أن هذا الكتاب ظهر إلى عالم المطبوعات منذ أزيد من عشر سنوات، بتحقيق الباحث المغربي الأستاذ الدكتور عبدالرزاق بن محمد مرزوق، بعد أن ظل قابعا في الخزائن العلمية قرونا مديدة، ولم يلتفت إلى أهمية موضوعه والاعتناء بطبعه.

    وصدر هذا الكتاب، وهو في الأصل رسالة جامعية أعدها الباحث المذكور لنيل شهادة الماجستير، عن دار أضواء السلف بالرياض سنة 1425هـ/2004م. ويتألف من: 384 صفحة.      

     

     


    [1] . نزهة الأبصار. ص 100.

    [2] . نزهة الأبصار. ص 99.

    [3] . سورة آل عمران. آية: 122.

    [4] . نزهة الأبصار. ص 188.

    [5] . صحيح البخاري. كتاب الإيمان. باب علامة الإيمان حب الأنصار. حديث 17. 1/12.

    [6] . نزهة الأبصار. ص 225.

    [7] . سورة الأنفال. آية 75.

    [8] . نزهة الأبصار. ص 265.

    [9] . دلائل النبوة. أبو نعيم الأصبهاني.1/486 .

    [10] . نزهة الأبصار. ص 335. والأبيات تختلف تقديما وتأخيرا على ما هو مثبت في ديوان كعب بن زهير المطبوع.

    [11] . نزهة الأبصار. ص 359.

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى
    إغلاق