من صالحات الصحراء المغربية: مريم الصحراوية نموذجا (1356ھ):
حورية بن قادة باحثة مساعدة بمركز الإمام الجُنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة.
نسبها وعلمها:
هي مريم بنت محمد سالم بن عبد الله بن احمادو، من قبيلة آل سالم المشهورين بالعلم من أجيال إلى الآن، وفي أسرتهم علماء كبار يُدَرّسُون ويُؤَلّفُون، وقد توفى من يسمى منها غاري، ولا يزال منهم علماء أحياء الآن...، مريم هذه قرينة محمد سالم بن عبد الفتاح الشاعر العلوي الشنقيطي الذي سكن بـ"إلغ"، فكانت هذه السيدة العالمة تعلم بنات آل الحاج صالح في دار الأستاذ المدني بن علي، وكان لها وراء إتقان حفظ القرآن يدا حسنة في العلوم، كما كان لها في تلاوة كتاب الله العجب العجاب بغنتها الصحراوية الحلوة...، وقد شهدت لها نساء دار الأستاذ أنها تبقى كذلك طوال الليل، وفي الأسحار، يقلن: نذرها كذلك عند نومنا، وإن تأخرنا عن المنام كثيرا، ثم نجدها كثيرا عند إفاقتنا عند السحر، ولا ندري متى تنام، وقد اعتنت بأولادها وبناتها تربية وتعليما...
أحوالها
كانت السيدة- "ماحا" والدة الشيخ النعمة، وزوجة الشيخ ماء العينين عالمة كبيرة محصلة، مشاركة مشهورة بالتفنن، فاتصلت بالسيدة مريم، فربتها وعلمتها وأخذت عنها حسن السمت والأخلاق الطيبة، فكل ما ذكرناها به من التلاوة والتهجد إنما حصلته من السيدة التي ربتها وعلمتها، ثم حرصت على تزويجها برجل صالح يكون لها مستندا في دنياها وأخراها، وذلك حين لازم ولدها الشيخ النعمة للأخذ عنه، خاصة أنه تربطهما أواصر الرحم...، ومما رواه العلامة المختار السوسي عن السيدة مريم أنها: "ضيفت يوما إنسانا، فقال زوجها بسبب ذلك قطعة ليس عندنا إلا مطلعها:
ماذا تحاول ويحها لك مريم |
|
ولضيفها في الناس ضيف مكرم |
هذا ما سمعته عنها، وقد انتقلت مع زوجها عن "إلغ" أواسط سنة 1355ھ، إلى تادلة في زاوية الشيخ سيدي إبراهيم ابن البصير لتعليم بناته، وهو ساكن في قبيلة آيت عياط، ثم إنها توفيت هناك فيما بلغنا إما في سنة 1356ھ، وإما في السنة التي بعدها".
ينظر: المعسول، محمد المختار السوسي، 3/57.