مركز الدراسات القرآنيةغير مصنف

المقاصد العقدية في القرآن الكريم: ملامح منهجية ومعرفية

 

كتاب: المقاصد العقدية في القرآن الكريم ملامح منهجية ومعرفية” للأستاذ للدكتور مولاي المصطفى الهند، من إصدارات الدار العالمية للكتاب ومغرب الكتاب، ضمن سلسلة: تجديد الخطاب الديني، سنة:1440هـ/ 2019م 

وفق فضيلته في هذا الكتاب إلى بيان الضرورة المنهجية والمعرفية التي تدعو إلى نقل الحديث عن مقاصد العقيدة في العلوم الإسلامية من المستوى السلوكي الصرف، إلى الحديث عن علم قائم بذاته شأن علم مقاصد الشريعة الذي صقلته التراكمات والاجتهادات عبر الأزمنة والعصور، وأشار إلى أن سبب تأخر بناء هذا العلم هو غياب الضبط المنهجي والمعرفي للعقيدة من حيث هي مجال علمي.

وقد لخص مضامين هذه الدراسة التحليلية في محورين أساسيين؛

 تعلق المحور الأول بمعالجة  إشكال الخلط المنهجي المتعلق بحدود الوصل والفصل بين علم العقيدة وعلم الكلام في تاريخ الفكر الإسلامي، وكذا أثره المنهجي في القدرة على شرح غياب المقاصد العقدية القرآنية في الدرس العقدي القديم والحديث، وهذا هو ما تتضمنه المباحث الأربعة من الفصل الأول.

وتعلق المحور الثاني بعرض أهم الملامح المنهجية والمعرفية العامة للمقاصد العقدية في القرآن الكريم، مع بيان أهميتها ودورها في تنظيم وضبط منهاج حياة الإنسان المسلم، وقد تكلم عن هذه الملامح  في مباحث هذا المحور.

ثم سطر المؤلف مجموعة من الخلاصات لما  تم فيه النظر  والدراسة  في النقط الآتية:

أولا، القناعة العلمية الراسخة بأن العقيدة الإسلامية في عصرنا الحالي أضحت مجالا علميا قائما بجميع أوصافه الأكاديمية المتعارف عليها في المعاهد والمؤسسات التعليمية والتربوية في العالم الإسلامي، فلا مجال للنكوص والرجوع بها إلى متاهات الخلافات القديمة العقيمة التي أفقدتها الالتفات إلى مقاصدها السامية المضمنة في كتاب الله العزيز.

ثانيا، تأكيد الحضور الوازن للمقاصد العقدية عند عدد كبير من سلف علماء الأمة، مع الإشارة إلى أنها حملت في وقتها على محمل السلوك نظرا للضرورة المنهجية التي أملتها آنذاك قضية التعليل في صدر تاريخ العلوم الإسلامية.

ثالثا، إن الوحدة البنائية للقرآن الكريم تؤكد تضمنه لعدد كبير من المقاصد العقدية، التي لها انعكاسات وتجليات كثيرة وكبيرة على الإنسان ومحيطه الكوني والاجتماعي، مع التأكيد على أن أهمها هو المقصد التصديقي التعبدي الذي يعنى بصحة العبادة وسلامة الإيمان في توحيد الخلق للخالق سبحانه وتعالى.

رابعا، المقاصد العقدية في القرآن الكريم قسم من التعليل المصلحي العام الذي لا يمكن الاستغناء عنه إطلاقا لما فيه من مصالح حقيقة للعباد في علاقتهم بالمعبود ـ عز وجل ـ.

خامسا، إن موضوع المقاصد العقدية في القرآن الكريم هو في طور التأسيس، والبحث فيه هو من قبيل الاستجابة لنداءات معرفية مقاصدية، وهي تشكل استئنافا لحركة علمية تكسب الإنسان المسلم نسقا منهجيا يستطيع من خلاله إطلاق قدراته التفسيرية لفهم المقاصد العقدية للوحي الرباني ليسهم في إحياء الأمة وتجديد وعيها الحضاري.

وقد عبر الدكتور مولاي المصطفى الهند عن أن مقصده العام من هذا البحث هو الإسهام في فتح باب واسع للباحثين لمدارسة العقيدة في سياقها القرآني وفقه مقاصدها، وكذا التطلع إلى جواهرها وأسرارها وحكمها، وبذلك يمكن اعتباره محاولة للمشاركة في تأسيس وبناء نسق منهج علمي عقدي يمتح من ينابيع الوحي الصافية، ويؤسس لمعرفة قرآنية تعيد تشكيل الوعي بضرورة تجديد العقل المقاصدي القرآني، وكذا إحياء دوره الاجتهادي في مواكبته لتحقيق مصالح البلاد والعباد لإخراج الأمة مما هي فيه اليوم من أزمة حضارية، وأملا في استئناف السّول في الاجتهاد المأمول للمقاصد العقدية في القرآن الكريم.

                                         إعداد دة: فاطمة الزهراء الناصري

                                           مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق