مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأخبار

تقرير عن مناقشة أطروحة دكتوراه: المواهب اللدنية الغيبية في شرح القصيدة الفيضية للمختار الكنتي

    نوقشت برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة عبد الملك السعدي بتطوان، أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه بعنوان: “المواهب اللدنية الغيبية في شرح القصيدة الفيضية للمختار الكنتي (تـ 1226هـ/ 1811م) – دراسة وتحقيق“، من إعداد الطالب نور الدين الشرقاني، وبإشراف الدكتور الطيب الوزاني الشاهدي. وذلك صبيحة يوم الخميس 6 ربيع الثاني 1440هـ/ الموافق لـ 13 دجنبر 2018م، وقد تكونت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة:

– د. أحمـد هاشم الريسوني: رئـيسا

 -د. الطيب الوزاني الشاهدي: مشرفا ومقـررا

– د. عبد الوهاب الفيلالي: عضـوا

– د. محمد الفهري: عضـوا

   وبعد اجتماع أعضاء اللجنة، تمت تلاوة محضر الاجتماع، الذي تقرر من خلاله منح الطالب نور الدين الشرقاني شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التوصية بالطبع.

1- موضوع  البحث

يتمحور موضوع هذه الأطروحة حول مجموعة من النقاط:

– التعريف بأحد أعلام الصحراء المغربية في القرن الثالث عشر الهجري؛ الشيخ سيدي المختار الكنتي (تـــ 1226هـ/1811م).

– الكشف عن جانب خفي من شخصيته، من خلال قصيدة من ديوانه والكتاب الشارح لها.

– محاولة تقريب القارئ من الإبداع الصوفي المغربي، من خلال القصيدة وشرحها، والتركيز على جملة من الظواهر والقضايا الفنية والجمالية، إلى جانب مثيلاتها الموضوعية، مع سياقاتها التاريخية بشكل عام.

– تسليط الضوء على مرحلة تاريخية إبداعية مرتبطة بمنطقة جغرافية تستوجب إخراج دررها النفيسة المخطوطة.

– استخراج بعض الدلالات المرتبطة ببنية النص الصوفي، سواء من الزاوية الموضوعية أو من خلال جمالية التلقي.

2- مضامين الكتاب المحقق

    فيما يتعلق بمضامين الكتاب المحقق، فقد افتتح المؤلف كتابه بذكر بعض دواعي تأليفه لشرح معاني قصيدته الفيضية، وأشار إلى بعض القضايا التي استشكل فهمها على القارئ حسب ما تيسر له من فهم وعلم في ذلك، بعدما اشتملت أبياتها على ذكر أنواع تجليات الإرادة التي تتولد عنها وتظهر منها جميع نتائج المحبة. فجميع فنون الحب حسب تجربة المؤلف وعلمه، إنما هي نتاج تجلي الإرادة، التي تنقسم إلى قسمين: إرادة بمعنى القصد، وإرادة بمعنى التحقق؛ الأولى: حظ العامة بعد تحديد مفهوم العامة، وما يقتضيه هذا التخصيص من تجليات…، والثانية: حظ الخاصة، وخاصة الخاصة، بعد تحديد مفهوم الخاصة وما يقتضيه التخصيص أيضا…، إلا أنهم يتفاوتون على قدر مقاماتهم، وقربهم من الله تعالى. وتنتهي هذه الإرادة إلى تسع مقامات من مقامات المحبة.

    يخبرنا المؤلف أيضا، أن في كل تجل من التجليات التسع تجليات كثيرة، والتي كانت سببا في كتابة صدر البيت الأول من القصيدة عندما قال: «شغف الفؤاد بحب ذات الواحد»، لينطلق في الشرح. كما تحدث عن فضل البسملة وما لها من تأثير على العوالم، مستدلا على ذلك بما تيسر لديه من أدلة نقلية وعقلية. كما حاول تنبيه القارئ إلى الفرق بين حب الله وحب غيره، ومن أن جميع مقتضيات الحب لا يوصف بها الله تعالى ولا تطلق عليه إلا مجازا، بل يوصف بالحب فقط -سبحانه-  مع ذكره السبب الذي منه التحول الذي ينتجه الحب على صاحبه، مع ذكره لمراتب الحب، منه: محب، مغرم، مائل، دنف، ولهان، واجد، كلف، لأن الحب شامل لكل ما ذكر من أنواعه لأنها نتائجه، كما أنه نتيجة الإرادة. فجعل لكل نتيجة من نتائج الإرادة محبة، ولكل محبة أنواعا، ولكل نوع مقاما، وهكذا بلا حصر…

3- المنهج المتبع في كل من الدراسة والتحقيق

    اعتمد الطالب الباحث في قسم الدراسة المنهج البنيوي التكويني، كما استدعى عدة وسائط لتتفاعل فيما بينها، ولتساعده على مزيد تفكيك للبنيات المختلفة للمادة الشعرية ولشرحها، ومنها الوصف والتأريخ. كما اعتمد المنهج التوثيقي في قسم التحقيق.

4- الخطوات المتبعة في العمل

تحددت معالم مواضيع بحث الأطروحة في محطات ثلاث:

القسم الأول: الدراسة

    أقيم هذا القسم على مقدمة وبابين اثنين؛ الأول: اشتمل على التقديم للدراسة، والثاني الدراسة الفنية والموضوعية لكل من القصيدة وللكتاب الشارح لها موضوع التحقيق.

الباب الأول: التقديم للدراسة

    حاول من خلاله الطالب الباحث التعريف بالمؤلف الشيخ المختار الكنتي وبإبداعه؛ من خلال تقديم موجز عن الزاوية الكنتية ما بين التأسيس والانتشار والامتداد، موضحا بعضا من الملامح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية لعصر المؤلف. لينتقل لإظهار بعض ملامح الحياة الصوفية، من خلال الإشعاع الصوفي في أبعاده الروحية والعلمية للزاوية الكنتية عموما، وللزاوية المختارية خصوصا؛ من التأسيس إلى الامتداد فالتجديد، مع ذكر الأسس التي قامت عليها. مبينا دور الشيخ المختار الكنتي، الذي ترجم له ولحياته؛ ابتداء بالاسم والنسب والمولد والنشأة. وانتهاء إلى ذكر شيوخه وتلامذته، وآثاره ووفاته، ومناقبه وثناء العلماء عليه، ليعرف بالقصيدة وبشرحها وبأسباب تأليف كل منهما.

الباب الثاني: الدراسة الفنية والموضوعية

    اشتملت على مدخل قدم فيه الباحث نظرة موجزة عن التصوف، ثم خصص صفحات منه لبناء طاقم مفاهيمي له علاقة بالموضوع، كما تحدث أيضا عن تجنيس الكتاب، من خلال لمحة تاريخية عن أدب الشروح عموما، وعن المنهج المعتمد للدراسة الفنية، وعن جملة من المفاهيم والقضايا الأخرى…

كما قامت هذه الدراسة الفنية أيضا على دعامتين اثنتين:

    الدعامة الأولى: موضوعها جملة من الظواهر والقضايا الفنية والجمالية والموضوعية للقصيدة، من باب تحليلها ودراستها بنيويا واستخراج بعض مستوياتها الدلالية، وكذا الحديث عن كل من الخيال والعاطفة والرمز فيها. في حين انصب الحديث على الجانب الموضوعي، من خلال اشتغال المصطلح الصوفي في القصيدة وأبعاده الدلالية.

    الدعامة الثانية: موضوعها جملة من الظواهر والقضايا الفنية والجمالية في نص الشرح، المحصورة في كل من: (الاقتباس والتناص، وبعض الأساليب البلاغية…)، في حين حصر الباحث بعض الظواهر والقضايا الموضوعية في الأفكار، وأفق اشتغال المصطلح الصوفي في الكتاب الشارح للقصيدة.

القسم الثاني: التحقيق

    اشتمل هذا القسم على بابين اثنين ومقدمة، حاول من خلالها الطالب الباحث وصف النسخ المعتمدة لكل من القصيدة ولشرحها، موضحا المنهج المتبع في التحقيق، مع نماذج مصورة رقميا لبعض لوحات نسخ المخطوطتين- مخطوطة القصيدة، ومخطوطة الشرح. مبينا بعض الرموز المستعملة في البحث، التي قد يجدها القارئ عرضا ضمن كشاف للرموز.

الباب الأول: موضوعه تحقيق متن نص القصيدة الشعرية المسماة: “القصيدة الفيضية”.

الباب الثاني: موضوعه تحقيق متن كتاب شرح القصيدة، الموسوم بـ: “المواهب اللدنية الغيبية في شرح القصيدة الفيضية”.

    وفي الأخير ذيل الباحث أطروحته بفهارس مختلفة، اشتملت على فهارس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والأشعار، والأمثال والحكم والأعلام، والأديان والملل، والكتب الواردة في النص، والبلدان والمدن والقبائل، والأماكن، ثم المصطلحات الصوفية، وفي آخرها، فهرس مواضيع الكتاب المحقق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق